الشاعر والإعلامي
"محمد نصيف"
ينشد للشهيد
" صدام حسين "
في احتفالات الكرك وإربد بالأردن
"عندما دخـلَ قاعـةَ الإعــدامِ و راحَ ينظرُ إلى المكانِ بقامـةٍ منتصـبةٍ غيرَ مكترثٍ بما نـُصِبَ له،
كأنـّهُ على موعدٍ مع الجماهير ، لإلقاءِ خطاب.. فكانت هذه القصيدةُ من وحي المشهد"
مِـنْ وحـي الـمـشانــق
تـَرنـو الـجـمـاهيرُ هـا قـد لاحَ مـُبْـتـَهـِجـَا
كـعهدِهِ جَـبـَـلاً لا يـَـرهبُ اللُّجَـجـَـا
وراح َ يشـمـخُ مثـلَ الـطودِ مُـنـْتـَـصِـبـاً
بـقـامةٍ بِمداهـَـا المـجـدُ قد لـَهـِجَــا
وفارسـاً يَمـتـَطـِي ظـَهـرَالـردى فـَرَساً
وفاتــِحـاً لمُــلاقاةِ العــدا خـَـرَجـَا
يا مـَنْ خـَطـَوتَ بِسَاحِ الموتِ مُبْـتـَسـِمَـاً
كـأنَّـمـا الموتُ أعطـى وجـهـَـكَ الـوَهـَجَـا
ها قد نَـثـَـرتَ بأركــانِ المَـكـَـانِ سَـنـَـا
فـكنتَ فجراً بـقلـبِ الـلـيـلِ قـد وَلـَجـَا
في حـضرةِ الـمـوتِ تـهـتـَزُّ الورى هـلـعاً
وأنتَ كالـرمحِ لـم نـَـلـمَـحْ بهِ عـِـوَجـَا
دنـوتَ مـنـهم وكـانَ الـغـدرُ يـَـرسمُـهُ
عـلى الوجـوهِ سـوادٌ بالـخـَـنـا مُــزِجَـا
وقـد تـَفـَـرّسـتَ وجـهَ الحـاضـريـنَ ولـَمْ
تـَجدْ سوى هَمَـجٍ قد مَـجـَّـدوا هـَـمـَجـَـا
غطـُّـوا وجوهـَهـُمُ مـِـنْ سـوءِ طـلعـتِهَا
وكـانَ وجـهـُكَ ضوءَ الصبـحِ مُـنـبـلِجـَـا
كانـوا ضـباعـاً وكـنـتَ اللـيـثَ بـينـَهـُمُ
أذهـلـتـَهـُم لـم تـكنْ بالـموتِ مُـنـزَعـِجـَا
وكـانَ صـوتـُـكَ باسـمِ اللهِ يُـرعِـبُـهـُمْ
لـفـرطِ مـا جَـبَنَـوا قد أكثروا الهَرَجـَـا
لـمّـا هَـتَـفـْتَ تَنَاخـَوا باسمِ رذلهـِمْ
قومٌ بكـلِّ زمانٍ أوقدوا الرهَـجـَـا
تلكَ الضباعُ استـَراحـَتْ مِنْ مُروّعـِهَا
مِنْ بعدِما أيقَـنَـتْ أنَّ الزئيرَ سـَجـَا
التافهونَ على فـرط ِ الغـبـاءِ بِهـِـمْ
ظـنّــوا مَـمَـاتَكَ قد أهدى لهمْ فَـرَجـَـا
فكـانَ موتُـكَ إيـذانـاً بموتِـهِـمُ
ففـوقَ كـذبـتِهِـم قَدْ زدتَهُـمْ حَرَجـَــا
قالوا جَـزِعـْـتَ بها.. لكـنَّهُمْ خـَسِـئُـوا
بـلْ كنتَ بيرقَهَـا فوقَ العُـلـى عَـرَجَـا
***
إنَّ المَـشَـانِـقَ أقبـــاسٌ يُـنـارُ بهـا
دربُ المَـسـيرِ إذا لَـيْــلُ النِّـفَـاقِ دَجَـــا
كم عَظّـمَ الموتُ مَشـنُوقـاً و خَـلَّــدَهُ
رمــزاً وشَـانِـقُــهُ طيَّ البـِلى اندرجـَــا
ما كـلُّ من يَعْـشَـقُ الأوطـانَ يمنـحـُهَا
دمـاً ولا كـلُّ صـبٍّ يُـرخـِـصُ المُهَـجَـا
أفضتَ روحَـكَ نـبعاً دافقـَـا فسـقـى
حبّــاً بكـلِّ قلـوبِ النـاسِ قدْ وَشَـجَـا
ظَلَّتْ فِلَسـطِيـنُ صَيحـاتٍ تـُردِّدُها
عـلى المَـشَانِقِ حتى أخْرَسـُوا الوَدَجَا
ربـاهُ إنـّكَ خيـرَ الراحميـنَ أجـبْ
مَـنْ للـشـهـادةِ يهـفـو إذ إليكِ لَجَا
لمّـا دنا الموتُ قَدْ أعـلى تشـهـُّـدَهُ
يرجو رِضَاكَ ومَنْ يَضـمَنْ رِضـَاكَ نَجَا
إنَّ النجاةَ لَطـوقٌ لا يـفـوزُ بـهِ
إلا الذي لم يَـجـَـدْ إلا رَجـَـاكَ رَجَا
***
صـدامُ يا مَـنْ بذلـْـتَ الـرُّوحَ مُـرخصةً
فكانَ بذلـُكَ فـي صِـدْقِ الهوى حُـجَـجَا
ها أنـتَ ذا قد أقَمْـتَ النهـجَ مَلحـَمَـةً
مَـنْ رامَ دربَ العُلى، في عُـرسـِها هَزجَا
خاطـتْ لوقـفتِكَ الأقـدارُ راضيــةً
ثـوبَ المُنى مِنْ سَنـَا الأمجادِ قد نُسِجَا
كمْ كـنتَ تـزرعُ دربَ السائريـنَ هـدى
وكنـتَ تَـقطِفُ للأجيـالِ ما نَضِـجَـا
كـم رُحتَ تصـنعُ للتـاريـخِ ذاكـرةً
فصـارَ فـي ذكركَ التـاريخُ مُـمْـتَـزجَا
============
"محمد نصيف"
ينشد للشهيد
" صدام حسين "
في احتفالات الكرك وإربد بالأردن
"عندما دخـلَ قاعـةَ الإعــدامِ و راحَ ينظرُ إلى المكانِ بقامـةٍ منتصـبةٍ غيرَ مكترثٍ بما نـُصِبَ له،
كأنـّهُ على موعدٍ مع الجماهير ، لإلقاءِ خطاب.. فكانت هذه القصيدةُ من وحي المشهد"
مِـنْ وحـي الـمـشانــق
تـَرنـو الـجـمـاهيرُ هـا قـد لاحَ مـُبْـتـَهـِجـَا
كـعهدِهِ جَـبـَـلاً لا يـَـرهبُ اللُّجَـجـَـا
وراح َ يشـمـخُ مثـلَ الـطودِ مُـنـْتـَـصِـبـاً
بـقـامةٍ بِمداهـَـا المـجـدُ قد لـَهـِجَــا
وفارسـاً يَمـتـَطـِي ظـَهـرَالـردى فـَرَساً
وفاتــِحـاً لمُــلاقاةِ العــدا خـَـرَجـَا
يا مـَنْ خـَطـَوتَ بِسَاحِ الموتِ مُبْـتـَسـِمَـاً
كـأنَّـمـا الموتُ أعطـى وجـهـَـكَ الـوَهـَجَـا
ها قد نَـثـَـرتَ بأركــانِ المَـكـَـانِ سَـنـَـا
فـكنتَ فجراً بـقلـبِ الـلـيـلِ قـد وَلـَجـَا
في حـضرةِ الـمـوتِ تـهـتـَزُّ الورى هـلـعاً
وأنتَ كالـرمحِ لـم نـَـلـمَـحْ بهِ عـِـوَجـَا
دنـوتَ مـنـهم وكـانَ الـغـدرُ يـَـرسمُـهُ
عـلى الوجـوهِ سـوادٌ بالـخـَـنـا مُــزِجَـا
وقـد تـَفـَـرّسـتَ وجـهَ الحـاضـريـنَ ولـَمْ
تـَجدْ سوى هَمَـجٍ قد مَـجـَّـدوا هـَـمـَجـَـا
غطـُّـوا وجوهـَهـُمُ مـِـنْ سـوءِ طـلعـتِهَا
وكـانَ وجـهـُكَ ضوءَ الصبـحِ مُـنـبـلِجـَـا
كانـوا ضـباعـاً وكـنـتَ اللـيـثَ بـينـَهـُمُ
أذهـلـتـَهـُم لـم تـكنْ بالـموتِ مُـنـزَعـِجـَا
وكـانَ صـوتـُـكَ باسـمِ اللهِ يُـرعِـبُـهـُمْ
لـفـرطِ مـا جَـبَنَـوا قد أكثروا الهَرَجـَـا
لـمّـا هَـتَـفـْتَ تَنَاخـَوا باسمِ رذلهـِمْ
قومٌ بكـلِّ زمانٍ أوقدوا الرهَـجـَـا
تلكَ الضباعُ استـَراحـَتْ مِنْ مُروّعـِهَا
مِنْ بعدِما أيقَـنَـتْ أنَّ الزئيرَ سـَجـَا
التافهونَ على فـرط ِ الغـبـاءِ بِهـِـمْ
ظـنّــوا مَـمَـاتَكَ قد أهدى لهمْ فَـرَجـَـا
فكـانَ موتُـكَ إيـذانـاً بموتِـهِـمُ
ففـوقَ كـذبـتِهِـم قَدْ زدتَهُـمْ حَرَجـَــا
قالوا جَـزِعـْـتَ بها.. لكـنَّهُمْ خـَسِـئُـوا
بـلْ كنتَ بيرقَهَـا فوقَ العُـلـى عَـرَجَـا
***
إنَّ المَـشَـانِـقَ أقبـــاسٌ يُـنـارُ بهـا
دربُ المَـسـيرِ إذا لَـيْــلُ النِّـفَـاقِ دَجَـــا
كم عَظّـمَ الموتُ مَشـنُوقـاً و خَـلَّــدَهُ
رمــزاً وشَـانِـقُــهُ طيَّ البـِلى اندرجـَــا
ما كـلُّ من يَعْـشَـقُ الأوطـانَ يمنـحـُهَا
دمـاً ولا كـلُّ صـبٍّ يُـرخـِـصُ المُهَـجَـا
أفضتَ روحَـكَ نـبعاً دافقـَـا فسـقـى
حبّــاً بكـلِّ قلـوبِ النـاسِ قدْ وَشَـجَـا
ظَلَّتْ فِلَسـطِيـنُ صَيحـاتٍ تـُردِّدُها
عـلى المَـشَانِقِ حتى أخْرَسـُوا الوَدَجَا
ربـاهُ إنـّكَ خيـرَ الراحميـنَ أجـبْ
مَـنْ للـشـهـادةِ يهـفـو إذ إليكِ لَجَا
لمّـا دنا الموتُ قَدْ أعـلى تشـهـُّـدَهُ
يرجو رِضَاكَ ومَنْ يَضـمَنْ رِضـَاكَ نَجَا
إنَّ النجاةَ لَطـوقٌ لا يـفـوزُ بـهِ
إلا الذي لم يَـجـَـدْ إلا رَجـَـاكَ رَجَا
***
صـدامُ يا مَـنْ بذلـْـتَ الـرُّوحَ مُـرخصةً
فكانَ بذلـُكَ فـي صِـدْقِ الهوى حُـجَـجَا
ها أنـتَ ذا قد أقَمْـتَ النهـجَ مَلحـَمَـةً
مَـنْ رامَ دربَ العُلى، في عُـرسـِها هَزجَا
خاطـتْ لوقـفتِكَ الأقـدارُ راضيــةً
ثـوبَ المُنى مِنْ سَنـَا الأمجادِ قد نُسِجَا
كمْ كـنتَ تـزرعُ دربَ السائريـنَ هـدى
وكنـتَ تَـقطِفُ للأجيـالِ ما نَضِـجَـا
كـم رُحتَ تصـنعُ للتـاريـخِ ذاكـرةً
فصـارَ فـي ذكركَ التـاريخُ مُـمْـتَـزجَا
============