و زَهَدْتنِي
------
وزهدْتني
وشٓرعْتُ أرْتَقِبُ الحَياةَ عَلَى مَدَى البَصَرِ
مَاذَا بدَا حتَّى يضِيعَ الحِسُّ بالوتَرِ
ِوالقلْبُ أَصْغَى للنِّدَاءِ علَى خَافِقِ السَّحَرِ
وكأنَّنِي أعْتَقْتُ أنْفَاسِي عَلَى همسٍ
ينَادِي لاخْضِرارٍ مُزْهِرٍ
والرُّوحُ كَانَتْ تحْتَمِي
بمَدَارِكِ القَدرِ
و وهَبْتَ رُوحِي مَوعِدًا
لأصَافِح الزَّمَانِ
وأعوق للضَّجَرَ
كنَّا نَطُوفُ علَى السَّرَابِ
و نبضُ حُبّكَ يصْنعُ المِجْدَافَ فِي السَّمَرِ
وعصَرْتنِي خَمْرًا
وشَرِبتنِي شَهْدًا مِنَ القَمرِ
وعَزفْتَنِي نبْضًا
مِنَ الوتَرِ
وأتَيتُ أَرْنو للهَوى وعَلَى عُيونِي
نشْوةَ المَطَرِ
فطفِقْتَ تُزْهِقُ رغْبتِي بصُرِاخِ رفْضٍ مِنْ صَدَى البَطَرِ
عاتَبْتنِي ,,غاضَبْتنِي,,أسْقَيْتنِي مُرًّا منَ القَدرِ
وشَنَقْتْ أعْناقَ السَّنَابلْ
بهَتَ البَريقُ بشَهْوةِ الشَّذَرِ
وعَقَقْتَ دنياىَ
أغْضَبْتَ جِذْعَ وجُودِي
والقَلبُ هَامَ علَى ثرَى الشررِ
وعَنَّفْتَنِي و هَجَرتَ دَرْبِي
و رَكَلتَ زهْرِي
وأصَبْتَنِي بصَواعِقِ الخَطَرِ
ضَاعَتْ آمَالِي مِنْ يدِي
ضَاعَ المَدَى العِطْرِيّ
فتمَرّدَتْ نفْسِي عَلَى صَبْرِي
و دَفنَتْ أحْلامِي
وصَبأتُ بالحُبِّ
ونسِيتُ مَاضِيكَ الشَّقِي
لكنّ ظُلمَكَ لمْ يكفِ
لتُطيّبَ النبضات بالنّجْوى وبالسمرِ
فهَلْ عقَابِي أَنَّنِي أعْطَيتُ وجْدَانِي سُدَى فَزهِدْتنِي
أَمْ كنتَ فِي غَيبوبةِ المَاضِي وعُدتَ ترِيدُنِي
أمْ تُقْتَ للحُبِّ النَّقِي فذَكَرتَنِي
أمْ خُطْوتِي نَبضَتْ بعمقِكَ فاشْتهيتَ عناقي
لا ياحَبِيبِي
قَدَمَيكَ لاذَتْ شقوةَ الهَجْرِ
وأنَا جَمَالٌ عَاشِقٌ ذا وازعٍ شَرْقِيّ
وأنَا الحَنانُ و ومْضكَ الشّفقِي
وأنَا الدُّنَا لهَواكَ
ولكنَّكَ النَّبضُ الحَسِيرُ جرحْتَ قَلْبي
و زَهَدتنِي