بسم الله الرحمن الرحيم
......وقفات مع اقرأ......
اقرأ.. اول كلمة يسمعها محمد بن عبدالله عليه صلوات الله تعالى وسلامه وهو في خلوته براس ذاك الجبل الشاهق في علياءه الشامخ على جبال مكة المكرمة التي فارقها مستوحشا مما هم عليه اهلها من ضلال وشرك وتعدد لصور الالهة وتجسيد وتجسيم لما يتخيلون من خزعبلات واوهام للذات العلية عم البشرية وسائر ارجاء الكرة الارضية بما في ذلك اهل الكتاب من اتباع الديانات السماوية. نتيجة انحرافهم عن منهج الوحي السابق بتاثرهم بمفاهيم وفكر الحضارة الاغريقية ومضاهاتهم في النظرة والتصور الاعتقادي وانحرافاتهم الفلسفية في تصور مفهوم الالوهية وقياسهم للغائب على الحاضر واعتبارهم الواقع مصدر التفكير.
انه بفطرته السليمة المحفوظة رفض هذه المناهج الضالة وذهب ليعتزل البشر صلوات ربي عليه فصعد جبل النور عسى ان يهتدي للنور والحيرة تملأ فكره وعقله وتشغل قلبه الذي يتحسر على قومه وما هم فيه من ضلال مبين ولا يعلم انه هناك سيكون على موعد مع النبوة ونور الله الذي سيحمله هاديا وسراجا منيرا ومنقذا للبشرية جمعاء ولا يعلم انه سيكون النبي الخاتم للناس كافة ليخرجهم من الظلمات الى النور وداعيا الى الله باذنه وامره... ياتيه الناموس الاعظم جبريل فيقطع عليه خلوته ..اقرأ..فيجيب ذاك الامي الذي عاش في مكة يتيما ولم يعلمه احد القراءة ولا الكتابة..ما انا بقاريء..لم يكن يعرف كتابا ولم تخط يمينه بقلم..امي على فطرته لم يعلمه احد..وفطرته هي التي تقوده لانها لم تلوث..وحفظها الله تعالى فلم تتاثر بالبيئة والمحيط بل بقيت على سلامتها ونقائها..
فبقي عقله منسجما مع نقاء فطرته لا يقبل الباطل ولا الخرافة ولا الموروث التراكمي لبدع واهواء اهل زمانه وماهم فيه من اوهام وضلالات ورثوها جيلا بعد جيل..فيجيب ذلك القادم من الافق ما انا بقاريء فيكررها عليه فيكرر نفس الاجابة فهو يخبر بالصدق عن حاله فهو الذي سمي في قومه ليومه ذاك بالصادق الامين..الذي لم يؤثر عنه كذبة واحدة خلال مسيرة عيشه فيهم اربعين سنة مضت...
فيقول له الملك:-اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.1.خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ.2.اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ.3.الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.4.عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.5.
نعم..اقرا هنا بفكرك وعقلك باسم ربك..اعطاه من اللحظة الاولى المنهج الجديد واركانه ومقوماته..فقراءة العقل هي تفكره وتدبره واجالة النظر في الكون وتقليب صفحاته لتجده ناطقا بوجوب وجود الخالق المدبر الواحد القادر على الايجاد من العدم على غير سابق مثال..ثم انك لن تدرك من ذاته الا اسمه فهو مطلق عن المادة وقيودها وحدودها لانها من خلقه وايجاده وعلى غير سابق مثال ..فالمادة وجودها محدد في شكل وجسم وصورة.. وهو فوق المادة وبالتالي فوق حدودها وقيودها..وكانت البشرية المتخذة للمادة مصدرا للتفكير ومقياسا للتصور لا تتصور وجودا مطلقا عن المادة وقيودها ..الصورة والشكل والجسم والتجسيد المادي لاي فكرة وجودية.فلذلك قال له اقرأ باسم ربك ولم يقل له اقرأ بالله او بربك..والباء حرف يفيد الاستعانة ويفيد التبرك ومعنى اخر في باسم وهو كقولك جئتك ادعوك باسم فلان اي اني رسول دعوته واحمل لك رسالته..وقال له باسم ربك ولم يقل له باسم الاهك مع ان الرب من معانيها الاله لايناسه وتهدئة روعه وتحبيب الامر لنفسه ففي معنى الربوبية التفضل والانعام والتكرم المادي والمعنوي من تنشئة على الفضائل وحميد الصفات الذي حلاك بها وحببها اليك في صباك ..
اقرا باسم ربك الذي خلق..اي الذي اوجد الوجود وكل موجود من العدم.خلق الانسان..خلق هنا بمعنى صير لان كلمة الخلق تعن الانشاء من العدم وتاتي بمعنى التصيير اي تصيير المخلوق بعد اظهاره من العدم الى الوجود وتركيبه مخلوقا اخر كابتداء خلق الانسان من التراب او من علقة تعلق في رحم امه بعد ان جعله نسلا في سلالة من ماء مهين يخرج من بين الصلب والترائب. .وخلق الاولى فيها عموم لان التقدير بعدها كل شيء وخلق الثانية تخصيص لخلق الانسان الذي هو موضوع الرسالة والدعوة والخطاب.
ولنا لقاء اخر بعون الله لنكمل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
......وقفات مع اقرأ......
اقرأ.. اول كلمة يسمعها محمد بن عبدالله عليه صلوات الله تعالى وسلامه وهو في خلوته براس ذاك الجبل الشاهق في علياءه الشامخ على جبال مكة المكرمة التي فارقها مستوحشا مما هم عليه اهلها من ضلال وشرك وتعدد لصور الالهة وتجسيد وتجسيم لما يتخيلون من خزعبلات واوهام للذات العلية عم البشرية وسائر ارجاء الكرة الارضية بما في ذلك اهل الكتاب من اتباع الديانات السماوية. نتيجة انحرافهم عن منهج الوحي السابق بتاثرهم بمفاهيم وفكر الحضارة الاغريقية ومضاهاتهم في النظرة والتصور الاعتقادي وانحرافاتهم الفلسفية في تصور مفهوم الالوهية وقياسهم للغائب على الحاضر واعتبارهم الواقع مصدر التفكير.
انه بفطرته السليمة المحفوظة رفض هذه المناهج الضالة وذهب ليعتزل البشر صلوات ربي عليه فصعد جبل النور عسى ان يهتدي للنور والحيرة تملأ فكره وعقله وتشغل قلبه الذي يتحسر على قومه وما هم فيه من ضلال مبين ولا يعلم انه هناك سيكون على موعد مع النبوة ونور الله الذي سيحمله هاديا وسراجا منيرا ومنقذا للبشرية جمعاء ولا يعلم انه سيكون النبي الخاتم للناس كافة ليخرجهم من الظلمات الى النور وداعيا الى الله باذنه وامره... ياتيه الناموس الاعظم جبريل فيقطع عليه خلوته ..اقرأ..فيجيب ذاك الامي الذي عاش في مكة يتيما ولم يعلمه احد القراءة ولا الكتابة..ما انا بقاريء..لم يكن يعرف كتابا ولم تخط يمينه بقلم..امي على فطرته لم يعلمه احد..وفطرته هي التي تقوده لانها لم تلوث..وحفظها الله تعالى فلم تتاثر بالبيئة والمحيط بل بقيت على سلامتها ونقائها..
فبقي عقله منسجما مع نقاء فطرته لا يقبل الباطل ولا الخرافة ولا الموروث التراكمي لبدع واهواء اهل زمانه وماهم فيه من اوهام وضلالات ورثوها جيلا بعد جيل..فيجيب ذلك القادم من الافق ما انا بقاريء فيكررها عليه فيكرر نفس الاجابة فهو يخبر بالصدق عن حاله فهو الذي سمي في قومه ليومه ذاك بالصادق الامين..الذي لم يؤثر عنه كذبة واحدة خلال مسيرة عيشه فيهم اربعين سنة مضت...
فيقول له الملك:-اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.1.خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ.2.اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ.3.الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.4.عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.5.
نعم..اقرا هنا بفكرك وعقلك باسم ربك..اعطاه من اللحظة الاولى المنهج الجديد واركانه ومقوماته..فقراءة العقل هي تفكره وتدبره واجالة النظر في الكون وتقليب صفحاته لتجده ناطقا بوجوب وجود الخالق المدبر الواحد القادر على الايجاد من العدم على غير سابق مثال..ثم انك لن تدرك من ذاته الا اسمه فهو مطلق عن المادة وقيودها وحدودها لانها من خلقه وايجاده وعلى غير سابق مثال ..فالمادة وجودها محدد في شكل وجسم وصورة.. وهو فوق المادة وبالتالي فوق حدودها وقيودها..وكانت البشرية المتخذة للمادة مصدرا للتفكير ومقياسا للتصور لا تتصور وجودا مطلقا عن المادة وقيودها ..الصورة والشكل والجسم والتجسيد المادي لاي فكرة وجودية.فلذلك قال له اقرأ باسم ربك ولم يقل له اقرأ بالله او بربك..والباء حرف يفيد الاستعانة ويفيد التبرك ومعنى اخر في باسم وهو كقولك جئتك ادعوك باسم فلان اي اني رسول دعوته واحمل لك رسالته..وقال له باسم ربك ولم يقل له باسم الاهك مع ان الرب من معانيها الاله لايناسه وتهدئة روعه وتحبيب الامر لنفسه ففي معنى الربوبية التفضل والانعام والتكرم المادي والمعنوي من تنشئة على الفضائل وحميد الصفات الذي حلاك بها وحببها اليك في صباك ..
اقرا باسم ربك الذي خلق..اي الذي اوجد الوجود وكل موجود من العدم.خلق الانسان..خلق هنا بمعنى صير لان كلمة الخلق تعن الانشاء من العدم وتاتي بمعنى التصيير اي تصيير المخلوق بعد اظهاره من العدم الى الوجود وتركيبه مخلوقا اخر كابتداء خلق الانسان من التراب او من علقة تعلق في رحم امه بعد ان جعله نسلا في سلالة من ماء مهين يخرج من بين الصلب والترائب. .وخلق الاولى فيها عموم لان التقدير بعدها كل شيء وخلق الثانية تخصيص لخلق الانسان الذي هو موضوع الرسالة والدعوة والخطاب.
ولنا لقاء اخر بعون الله لنكمل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.