يقول كثير من الناس:- الامة نائمة..الامة ميتة.. الامة لا حياة فيها...
واقول:- اذا كنا امة ميتة فلماذا يحشد العالم وقوى الكفر والطغيان كل ما اوتوا من قوة عسكرية ومالية وفكر ومكر خبيث خسيس يتمثل في اعلام مجرم في اشرس هجمة واطولها على هذا الجثمان؟!
ان حياة اي امة انما هي بروحها.. وروح اي امة انما هو فكرها المنبثق من معتقدها..
فاذا كان هذا رعبهم من جثمان ميت، فما بالكم اذا قام هذا الجثمان ودبت فيه الحياة وقام ونهض؟؟
وحق لنا ان نسال لماذا يذبحون الميت..؟؟! وهل الميت بحاجة الى ذبح وهو ميت ؟؟!
ان هذا ايها الناس ما يبدد الياس ..ويمنع القنوط..ويمنح الثقة بالنفس...فانتم امة الاسلام رهيبون .. وامة ترهب اعدائها وهي ميتة.. فقطعا ستغلبونهم احياءا ..يقول الله تعالى واصفا صولة من صولات اسلافكم معهم في سورة الحشر :- (لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ (13). فما عليكم والله الا ان تحذوا حذوا اسلافكم واجدادكم (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)ال عمران) .
وروحكم هي الاسلام ..وانتم المنصورون به.. لان ربكم قد تكفل باظهاره.. فكونوا على ثقة ويقين بالله.. واندفعوا للملمة اوصالكم التي قطعوها وجزؤوها اشلاء .. وتمسكوا بروحكم الذي يحييكم .. ((يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون)).الانفال 24..
وتذكروا حديث نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يقول ((اذا قال الرجل هلك الناس فهو اهلكهم)) رواه مسلم ومالك واحمد وغيرهم.. وقال ابن الأثير في النهاية: يروى بفتح الكاف وضمها، فمن فتحها كان فعلا ماضيا، ومعناه: إن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون هلك الناس، أي: استوجبوا النار بسوء أعمالهم، فإذا قال الرجل ذلك فهو الذي أوجبه لهم لا الله تعالى، وأما على رواية الضم فمعناه: فهو أهلكهم أي: أكثرهم هلاكا، وهو الرجل يولع بعيب الناس ويذهب بنفسه عجبا ويرى له عليهم فضلا. وقد رواه الإمام أحمد في المسند ولفظه: إذا سمعتم رجلا يقول قد هلك الناس فهو أهلكهم يقول الله إنه هالك وهذه الرواية ترجح رواية الرفع، ورواه أبو نعيم في الحلية بلفظ: فهو من أهلكهم أي: أشدهم هلاكا . فلا ياس مع الثقة بوعد الله ولا قنوط مع الايمان، فالقنوط والايمان لا يجتمعان فوعد الله حق منجز محقق(أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55يونس)والله تعالى لا يخلف وعده (وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6الروم) (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60الروم) وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2020-06-05, 4:52 pm عدل 3 مرات