قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أُعْطِيتُ خمسًا، لم يعطهن أحد قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلَت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة) صحيح البخاري,و صحيح مسلم.
إن الله ناصر المجاهدين في سبيله في الوقت الذي تقتضيه الحكمة الإلهية وبالقدر الذي يقدره الله يأتي المدد في صور وأشكال لا يعلمها إلا الله ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُو﴾ [المدثر: 31]. ومن هذه الجنود الإلهية جند (الرعب)،
كما فعل باليهود في المدينة من بني النضير الذين قال الله عما فعل بهم جند الرعب ﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ﴾ [الحشر: 2].
إنه جند الرعب الذي نُصر به رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال عنه (نصرت بالرعب مسيرة شهر) وتنصر به أمته من بعده بقدر تمسكها بكتاب ربها و بسنته سلام الله عليه. ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب مسيرة شهر) أن أعداءه يقذفُ الله في قلوبهم الرعب وهو منهم على مسيرة شهر.
ان المؤمن المدرك لكتاب الله تعالى ومعانيه وتحدياته ووعوده ليدرك حق الادراك ويؤمن حق الايمان ان النصر لهذا الدين واهله فمن اراد النصر فما عليه الا ان يتاهل لحمل دين الله الحق ويسير في منهج دعوته الصحيحة لتتحقق له الوعود الربانية وان الله قاصم ظهور اعداءه وحلف ابليس فلا يغرنكم كثرة الجموع عليكم من شتى اقطارها فالله وحده هو الغالب وما النصر الا من عند الله ينصر به عباده المؤمنين وان ابليس وحزبه واحلافه قطعا لهم المغلوبين فتحالف ابناء المتعة مع ابناء الالحاد والصليبية العالمية و الماسونية الصهيونية العالمية اليهودية لن يحقق لهم الا اجتماعهم للهزيمة باذن الله فقد قال الله في محكم كتابه: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾ [الإسراء: 64] في تفسير القرطبي:
الأولى: قوله تعالى ﴿وَاسْتَفْزِزْ﴾ استفزز أي استزل واستخف، واستَفَزَّه الخوفُ أي استخفه. وقعد مستوفزًا أي غير مطمئن، واستفزز أمر تعجيز؛ أي أنت لا تقدر على إضلال أحد وليس لك على أحد سلطان فافعل ما شئت.
والثانية: ﴿بِصَوْتِكَ﴾، وصوته كُلُّ داعٍ يدعو إلى معصية الله -تعالى.وها هو الاعلام الممنهج مسخر بكل الته لهم ليوصل صوتهم ويغيب صوت الحق.
الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾ إن له خيلاً ورجلاً من الجن والإنس. فما كان من راكبٍ وماشٍ يقاتل في معصية الله وفي ظل راية عمية او عصبية يرفعها فهو من خيل إبليس ورجالته. وروى سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس قال: "كُلُّ خيل سارت في معصية الله، وكل رِجْلٍ مشت في معصية الله، وكل مال أصيب من حرام، وكل ولد بغية، فهو للشيطان".
الرابعة: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾، هي التي أصابوها من غير حلها، والأولاد قيل: هم أولاد الزنا و(المتعة) من الزنا ومن تولد منها فهو من ابناء الزنا.
الخامسة: قوله تعالى: ﴿وَعِدْهُمْ﴾ أي مَنِّهِم الأماني الكاذبة.وذلك ليزدادوا غرورا وليستدرجوا لغضب الله وانتقامه وللهزيمة اللهم اهزم اعداءك وارحمنا برحمتك وفرح قلوبنا بنصرك وانجاز وعدك سبحانك لا مولى لنا سواك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.