كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 73-من دروس القران التوعوية - التوكل والتواكل
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-08, 10:09 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من ذاكرة الايام - من مواقف شهامة الرجال
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-07, 8:33 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 72- من دروس القران التوعوية- المال ...
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-07, 6:55 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 71-من دروس القران التوعوية-معالجات الاسلام للفقر والعوز
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-06, 8:20 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 70- من دروس القران التوعوية -العمل لكسب الرزق والمعاش
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-05, 7:44 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 69- من دروس القران التوعوية-حرب الاسلام على الفقر واسبابه
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-05, 8:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 68-من دروس القران التوعوية -الاسلام وحده المحقق للعبودية والاستخلاف
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-05, 1:35 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 33-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - مفهوم التزكية
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-04, 12:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 67- من دروس القران التوعية- الالتقاء على كلمة سواء
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-02, 8:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 66- من دروس القران التوعوية -تحقيق العدل في اوساط البشرية مهمة جمعية
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-02, 11:32 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة -الى متى ننتظر ؟؟!!
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-01, 1:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» الطائفة الناجية!!!
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-11-01, 1:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 65- من دروس القران التوعوية - كُونُوا رَبَّانِيِّينَ !!
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-31, 12:46 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 64- من دروس القران التوعوية - وقاية النفس من الشح
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-30, 2:59 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات تصميم تطبيقات الجوال في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-29, 11:10 am من طرف سها ياسر

» 32-حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة - العقيدة العملية
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-29, 1:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 63- من دروس القران التوعوية- العدل والعدالة في القران
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-28, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 62-من دروس القران التوعوية :الشورى
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-27, 6:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 61- من دروس القران التوعوية-الحذر من مؤسسات الضرار حتى لو لبست لباس شرعي
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-25, 9:51 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 60- من دروس القران التوعوية - اسباب النفاق
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-25, 5:18 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 59- من دروس القران التوعوية -العداء المستحكم في النفوس !!
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-24, 7:17 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 58- من دروس القران التوعوية - التكاليف الشرعية جاءت ضمن قدرات الانسان
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-23, 8:08 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 57- من دروس القران التوعوية - ادب الدعاة
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-22, 6:10 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-21, 10:03 am من طرف سها ياسر

» 56- من دروس القران التوعوية - البينة !!!
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-21, 4:01 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 31- حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-20, 11:58 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 55- من دروس القران التوعوية- انا سنلقي عليك قولا ثقيلا
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-20, 9:54 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 54- من دروس القران التوعوية :-التحذير من الوهن
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-19, 1:15 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خواطر مع دماء الشهداء
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-18, 11:32 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» تعليق على حادثة عملية البحر الميت اليوم
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_icon_minitime2024-10-18, 11:30 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 580 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 580 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38802
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
معتصم - 12434
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4323
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 
العرين - 1193
كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_rcapكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_voting_barكتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1031 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Mohammed mghyem فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66414 مساهمة في هذا المنتدى في 20318 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

كتاب التلويث الفكري = تاليف عايد الشعراوي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

التلويث الفكري والإعلامي
في العالم الإسلامي

تأليف
عايد الشعراوي
من مقدمة الكتاب


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد. فإن الأمم الحية هي صانعة تاريخها ومسطرة أمجادها، والأمم الهزيلة تستعير تاريخ غيرها من الأمم السابقة لتنسب لنفسها أمجاداً وتاريخاً، وشتان بين صانع التاريخ ومدعٍ صنعه، والتاريخ هو سلسلة من الأحداث اليومية المترابطة، وكلي نفهم الحاضر لا بد من الإحاطة بالماضي، هذا إذا كانت حركة التاريخ تنساب على وتيرة واحدة يقودها مبدأ معين بأفكاره ورجاله رواد نهضته، إما إذا كانت تعتريها تغيرات جذرية وكوارث ماحقة فإنه بالإمكان فهم كل حقبة بصورة مستقلة عن الحقب السابقة، والأمم والشعوب ليست وليدة ساعتها لكي يحكم عليها من خلال واقعها الذي تعيش، وهي ليست بمعزل عن غيرها من الأمم الأخرى ومبادئها وأفكارها حتى يقال إنها لا تؤثر ولا تتأثر بما وبمن حولها. والشعوب تنقل فكر بعضها وقد تفرضه فرضاً إذا حصلت لها الغلبة على غيرها فيتأثر المغزو بالغزي محاكاة وتقليداً واعتناقاً لأفكاره ومعتقداته ومنهج حياته، وذلك اكباراً منه لعنصر التفوق عند خصمه وشعوراً منه بعقدة النقص ومركباته التي تنطبع في سلوك المقهور وطريقة عيشه فيصبح أشبه ما يكون بالقرد في قفص الترويض ينتظر الأوامر والتعليمات من مروضه، ويصبح مطواعاً مقابل قطع صغيرة من الطعام المسيس في الهدف والنتيجة.

وفي هذا العالم المترامي تشكل الأمة الإسلامية رقماً مهماً من تعداده، وتحتل جزءاً كبيراً من مساحته الجغرافية، ولكنها تعيش اليوم في ظل ظروف تداعي الأمم عليها نتيجة تقصيرها في حمل الفكرة الإسلامية وفي تطبيقها، ونتيجة جهل بالإسلام وكيد من أعدائه مما أدى إلى غياب الراعي وفساد الرعية. ونتج عن ذلك غياب الإسلام عن المجتمع والحكم، أي أبعد الإسلام عن الدولة وعن الحياة العامة للمجتمع، وبما أن الوعي على الفكرة الإسلامية وطريقة تنفيذها في المجتمع والسلطة هو من اهم العوامل التي تساعد على استئناف الحاية الإسلامية فإن هذا الوعي لا يحدث تلقائياً، بل يحتاج إلى وعي على طريقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والسير حسبها وخلال ذلك وقبله وبعده ينبغي الوعي على الماضي الذي هو التاريخ وعلى الحاضر الذي هو السياسة المحلية والدولية، يضاف إلى ذلك التنبه على كل ما يذاع وينشر من دسائس الفكر الخبيث والغزو الإعلامي بمزيد من الوعي المركز الذي يمارسه المتلاعبون بالعقول في سباقهم المحموم على احتلال زوايا العقل عند أكبر عدد من الناس، في شكل ينم عن استهتار بعقول البشر واستخفاف بالإنسان، وينم عن سخرية لا حد لها عن طريق الكذب الإعلامي المتواصل، والدجل السياسي بدون حدود، وكل ما يرافق ذلك من تولن وتمويه أجادوه حق الإجادة في محاولة لاستغباء عامة الناس واستغلال طيبتهم وعفويتهم الصادقة.

وإذا كان موجهو أبواق الإعلام يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون فمن واجب كل مسلم أن يعرف أنهم يكذبون وأن لا يتوقع منهم ان يصدقوا طالما بقيت هذه الأبواق بيد هذه النوعيات ومسخرة كلياً لخدمة أسياد هذه الأبواق، وأصبحوا يستخدمون أسلوب الإعلان مدفوع الثمن وليس أسلوب الإعلام، إضافة إلى ما يرافق ذلك من دعاوة رخيصة مليئة بالمبالغات والتشويق وكأنه يخاطب الغريزة بدل مخاطبة العقل، وكأنه يسوق سلعة تجارية حينما يسوق مخططاته السياسية ومنهج الحكم الذي يمارسه.

وقد يرى البعض أن الموضوع لم يغص في تفاصيل وجزئيات الجانب الإعلامي وذلك بقصد التركيز على الجانب الفكري السياسي منه، وعدم اللجوء إلى المنهج التعليمي الأكاديمي لأن هنالك من البحوث والمراجع الأكاديمية ما يكفي ويزيد، متوخين إلقاء الضوء على بعض الجوانب المظلمة في هذا المجال، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح القلوب وينير العقول، وأن يعزنا بعزة الإسلام.

من مقتطفات الكتاب :

ثانياً: أسلوب الترويج الحماسي:

وهذا عادة يتزامن مع تنفيذ مخطط ما، ويهدف إلى حشد أكبر عدد من المؤيدين له، وطمس الأصوات المعارضة، أو إبراز أصوات كثيرة مؤيدة بطرق مسرحية يتوهم البعض من خلالها أن ما يرى ويسمع هو عين الحقيقة، ويغلف ذلك بغلاف براق امعاناً في التضليل، مع ما يرافق ذلك من مبالغات وتحريك للمواضيع الحساسة التي تجذب المؤيدين حيث يتم التركيز على إثارة المشاعر الجاهلية مثل "انتم احفاد الفراعنة، أنتم تنتموت إلى حضارة عمرها ستة آلاف سنة"، أو إثارة النعرات القومية وهي أيضاً رجوع إلى الجاهلية مثل "يا أبطال العروبة" أو يتم ذكر اسم جبل أو اسم معركة ثأرية أو إسم عشيرة مثل : يا أبطال جبل النار، يا أبطال معركة البيارق السود، يا بني مشهور، وهكذا تستغل احداث لها وقع عند سامعيها حتى تحدث ما يشبه السحر في سامعيها خصوصاً العناصر الشابة والمراهقين الذين تحركهم العواطف والمشاعر أكثر من العقل فيحصل الحاكم أو الزعيم على مبتغاه وبأسهل الطرق، عن طريق إثارة الغرائز والنعرات والمشاعر.



عدل سابقا من قبل نبيل القدس في 2010-03-16, 3:35 pm عدل 1 مرات

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

هذه فقرات من الكتاب

السياسات المتبعة لإلهاء الرأي العام وترويضه

أولاً: سياسة الاغراق بالمشاكل الحياتية اليومية:

ويقصد من وراء هذه السياسة إلهاء الناس في مشاكلهم المعيشية وهموم الرزق حتى تستهلك وقتهم وتستحوذ على تفكيرهم بحيث لا يبقى لديهم الوقت اللازم للتفكير في غير همومهم الشخصية الآنية المتجددة والمتعددة، وهذه السياسة تتبع في معظم الاقطار المنتمية إلى ما يسمونه العالم الثالث والذي يشكل العالم الإسلامي غالبية سكانه، ويقوم الاعلام بتغطية هذه السياسة كما ترسمها الأجهزة التي خططت لهذه الحالة، وتتوخى الأجهزة من وراء ذلك إيصال الرأي العام إلى مجموعة من القناعات والتي لم يكن بالإمكان إيصال جمهور الناس إليها بدون وسائل الضغط والتركيع والإذلال، بحيث يصبح كل حل أقل إذلالاً أو أخف وطأة ليس مقبولاً فقط بل مطلباً شعبياً، والأمثلة على ذلك كثيرة في العالم الإسلامي وليس أقلها طوابير الناس التي تنتظر دورها للحصول على السلع الضرورية وليس هنالك بلد أحسن حالاً من غيره بل التفاضل هو في من هو الاسوأ ومن هو الاقل سوءاً.

ثانياً: سياسة الإلهاء بالرياضة والنشاطات الشبابية:

مثل إقامة المباريات بشكل دائم وسباقات الخيل والسيارات والإبل، والإكثار من النوادي والتركيز الإعلامي بالنقل الحي، وجعل متابعة نتائج المباريات على كل شفة ولسان للشباب المراهق، وتنصيب وزراء وأمراء للشبان والرياضة، فالرياضة كرياضة لا شيء فيها أما أن تستعمل وسيلة لتخدير الطاقات الشابة وإلهائها عما يدور حولها فتلك مصيبة من المصائب التي تعاني منها أمتنا الإسلامية، فعندما يريد الحاكم التعتيم على قضية أو صفقة محلية أو دولية فإنه يلجأ إلى استعمال المخدر وحشد جميع وسائل الإعلام لتغطية المباريات المحلية أو الدولية أو الأولمبية، وليس مستغرباً أن نجد الآلاف من شباب هذا الجيل تحفظ أسماء أعلام الرياضة والسينما والمسرح أكثر مما تعرف من أسماء أبطال الإسلام والصحابة الكرام، ويحضرني في هذا المقام عبارة للدكتور رفيق سكري يقول فيها "إن إلهاء الشعب بمباريات كرة القدم والمصارعة والأفلام والمسلسلات الجنسية والمغامرات على الطريقة الأميركية لا يورث إلا الجهل والقهر وبلادة الحس عند المواطن" هذا عدا عن أن تقسيم البلد إلى فرق متنافسة من شأنه أن يثير الشحناء والبغضاء والتعصب القبلي والقومي والإقليمي، مما يؤدي إلى تفسخ المجتمعات.


ثالثاً: سياسة الإلهاء بنعيم الدنيا الزائل وكل مظاهر الترف واللهاث وراء المال:

ففي حمأة هذا الصراع المحموم لجمع المال لحيازة أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا من سلع كمالية يهدر الوقت وتضيع الطاقات الشابة التي يعتمد عليها في التغيير، ولا يجد الراكض وراء المال متسعاً من الوقت للتفكير في هموم أمته ولا للمساهمة العملية في انقاذها، فلقد استحكم هوس جمع المال في عقول هذه الأجيال، وأصبح التفكير الرأسمالي هو السائد، مع ما يرافق ذلك من أنانية فردية وتغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة وقضايا الأمة المصيرية، وفي ذلك ما ما فيه من مخالفة شرعية حيث يقول عليه الصلاة والسلام "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" والملاحظ أن الأنظمة الحاكمة تسهل سبل المنافسة على الدنيا، وتشجع ذلك السباق المحموم وتفتح المجالات الواسعة عن طريق وسائل الدعاية والإعلام لكي يغرق الناس في الترف الزائف، والسفر شرقاً وغرباً للمجون والقمار وتبذير المال واقتناء آخر ما صنعته مصانع الغرب من سيارات باهظة الأثمان، لأن كل ذلك يصرف أنظار الناس عن السياسة وعن الحكام وهو المطلوب.

رابعاً: سياسة كم الأفواه:

وهذه السياسة يلتزمها الحكام الدكتاتوريون القمعيون، الذين لا يقيمون وزناً للإنسان حتى في حقه في التظلم والشكوى من ظلم الحاكم وزبانيته، واتباع هذه السياسة من شأنه أن يولد في نفوس الناس الخوف والجبن والقبول بالأمر الواقع رغم قناعتهم بوجوب تغييره، ويصبح لسان حالهم يقول ما كان يردده المصريون أيام عبد الناصر "الحيطان لها ودان" " عايزين ناكل عيش" " مش عايز أروح اللومان"، وإمعاناً من الحكام في إثارة الرعب في قلوب الناس أوجدوا هالة من الرعب حول معتقلاتهم بمجرد ذكر أسمائها وهذا التخويف مقصود لردع كل من تسول له نفسه مخالفة الحاكم أو إبداء نوع من المعارضة لحكمه، فكيف بمن يحاولون قلعه وتغييره، لذلك روج الحكام وزبانيتهم لأسماء معتقلاتهم حتى تحفظها الناس وتكون مصدر ترهيب لهم مثل سجني أبي زعبل وطرة في مصر، وسجن الحطة في الأردن، وسجن قصر النهاية في العراق، وسجن الرمل في لبنان قبل أن يهدم، وسجن الحصان الأسود في ليبيا قبل نقل مكانه وتوسيعه، تلك السجون وغيرها الممتدة على طول العالم الإسلامي وعرضه والتي يقبع في زنزاناتها الآلاف من المظلومين الذين يمارس ضدهم كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي، إرضاءً للغرب الذي يحكمنا بطريقة (الريموت كنترول) وكأن الحكام يقولون لأسيادهم المستعمرين ما زلنا على العهد، نستعمل نفس السجون التي بنيتموها في ايام استعماركم المباشر، ونزج فيها كل من لا يعجبه الغرب ونظمه وحضارته والتبعية له، وكل من يصدق أن هنالك حقوقاً للإنسان وتنطلي عليه هذه الخدعة.

خامساً: سياسية تنفيس الرأي العام:

عندما يشعر الحاكم بخطورة الأوضاع الناجمة عن سياسة كم الأفواه ومدى ما نجم عنها من احتقان فإنه يلجأ إلى تنفيس ذلك الاحتقان حتى لا يتولد عنه انفجار أو ثورة، فيقوم بتكليف وسائل الاعلام باعداد برامج قصيرة تركز على بعض النواحي التي يشكو منها الناس وتوجيه الانتقاد إلى بعض المسؤولين ممن هم في موقع الوسط من التسلسل الهرمي للمسؤولين مع تجنب الاقتراب من المسؤول الأول (الحاكم) ومن هم في قمة الهرم من المراكز القريبة من الحاكم حتى يوهم الناس بأن التقصير أو الظلم الذي وقع على الناس هو من جراء تفريط المسؤولين الصغار ولا يتحمل هو تقصير هؤلاء الغير، وقد يستعين الحاكم بفنانين معروفين للقيام بلعبة التنفيس بشكل مسرحي هزلي، فيغنيه كل عرض مسرحي عن مظاهرة في الشارع، ولا يسمح لأحد القيام بهذه المهمة إلا من يختاره النظام لأن هذا وحده يعلم الخطوط الحمر غير المسموح تجاوزها في تنفيس الرأي العام، حتى لا ينقلب السحر على الساحر، وهذا النوع من النقد المدروس لا يسمح به إلا من خلال قنوات النظام والذي قد يلجأ إلى تأليف أحزاب يسميها أحزاب معارضة حتى تتولى هي أخذ الدور الذي يوكل إليها وتقوم بامتصاص النقمة فتكون بمثابة كاتم الصوت للأمة، ويمضي الحاكم في تبجحه وادعائه بأنه يريد للعبة الديمقراطية (الكافرة) أن تأخذ مجراها فيكون هو الخصم والحكم في نفس الوقت.

سادساً: كبش الفداء:

كثيراً ما يلجأ الحاكم إلى اختيار وزير أو رئيس وزارة أو قائد للجيش ككبش فداء، يفتدي به نفسه وحكمه، وذلك في محاولة للهروب من عقاب الأمة ولإلقاء التبعية على الشخص المعزول، وعادة ما يتخذ هذه الإجراء عقب هزيمة عسكرية أو فضيحة سياسية أو تقصير أمني أو اقتصادي أو اجتماعي، فيلجأ الحاكم إلى تخفيف نقمة الرأي العام عليه بأن يلصق تهمة التقصير بغيره ومثال ذلك الكثير من الاجراءات التي حصلت وتحصل في كل الأقطار شرقها وغربها، إسلامية وغير اسلامية وتكون هذه الاجراءات خدعة جديدة للرأي العام تضاف إلى رصيد الحاكم من الألاعيب السياسية الأخرى.

سابعاً: سياسة الضربة الوقائية:

تقوم بعض الأنظمة بحملة إعلامية وقائية بغية استباق تطورات سياسية داخلية، أو حين تشتم رائحة تمرد أو تململ لدى الناس فتقوم بخطوات معينة قد تشمل تعطيل بعض الصحف واعتقال بعض الصحفيين والمفكرين الذين لا ينتمون للنظام ولا يدينون له بالولاء، ويرافق ذلك حملة تشهير إعلامية واتهامات تصل إلى حد التآمر على النظام، وتهديد امن الدولة، وتهمة الارتباط بدولة أجنبية لا يذكر اسمها امعاناً في التضليل، وهذه الاجراءات الوقائية تتسم بالمفاجأة، والقسوة، والسرعة الخاطفة حتى تؤتى ثمارها كضربة وقائية، وأحياناً تتم هذه الاجراءات بسرية تامة وتعتيم كامل حتى لا تحدث صدى لدى الرأي العام، وحتى لا تحتسب مؤشراً على ضعف النظام وعلى وجود معارضين يطالبون بتغييره جذرياً.

ثامناً: سياسة ركوب الموجة:

وهذه السياسة من أكثر السياسات رواجاً عند صيادي الفرص الذي يستغلون ظروفاً معينة، أو أحداثاً خاصة فينخرطون بها ويتبنونها، فيختلط الأمر على المراقب حتى يكاد لا يميز بين الأصيل والدخيل مما يسبب ضياعاً في الرأي العام، وتبديداً للجهود المخلصة، وتفشيلاً لها، وتيئيساً لمن أخذ الأمر على محمل الجد، ولم يتلوث بالحيل التي نصبت له شراكها، وكثيراً ما نرى أن موجة السخط على الحاكم والملك والرئيس تخمد فجأة دون أن تبصر الأصابع التي أطفأتها، ولا شك أن ركوب الموجة وتبني مطالب الناس ولو إعلامياً بالكلام المنمق يساعد على الحد من جذوة الحماس، وقد يؤدي إلى عكس ما طالب به جمهور الناس، حدث منذ أقل من عام أن انطلقت تظاهرة تطالب المسؤولين في لبنان بالحد من التدهور الاقتصادي ووقف التلاعب بأرزاق العباد، وقد كانت شعارات المتظاهرين تهاجم الرئيس وتقصير جميع المسؤولين بدون استثناء وبعد أن التقى المتظاهرون من شطري بيروت تحولت الشعارات والهتافات إلى "شعب واحد، وطن واحد". فما أسهل تدخل القوى الرسمية حتى في البلدان التي تحولت فيها الدولة إلى أشلاء ممزقة، فهذه الدول الكرتونية لا تعوزها الحيلة فحينما تريد ركوب موجة معينة لا تصطدم بها مباشرة، أو وجهاً لوجه، وإنما تسير مع الموجة في خط موازٍ لها متبنية شعاراتها ومطالبها، وتحاول تضييق المسافة بين الخطين المتوازيين حتى تقترب من الخط الأصلي محاولة شراء أشخاص تلك الموجة بالترهيب والترغيب وحين يلتحم الخطان بعد تعديل زاوية الانحراف تصبح الموجة المعادية للنظام بأشخاصها وشعاراتها هي أبنه النظام البكر، ويكتشف أصحابها أنهم تحولوا عن أهدافهم الأصلية ماية وثمانين درجة دون أن يشعروا بعملية التحول القسرية التي خضعوا لها، ويكون النظام قد مال مع الريح تحاشياً للسقوط "إذا مالت الريح مال حيث تميل" وهو بذلك التمويه والخداع يكون قد لبس جلد الثعلب أو التمساح لأنه لا قبل له بمواجهة التيار الهادر الذي ينوي اقتلاعه من الجذور.

تاسعاً: سياسية الانحناء للموجة:

على العكس من السياسة السابقة حينما يتعرض بعض الساسة أو الزعماء إلى عاصفة هوجاء من الانتقادات والمعارضة لسياسته فإنه يلجأ إلى تجاهل النقد والمعارضة، ويمتنع عن الإدلاء بأي تصريح أو رأي أو حتى الظهور عبر أجهزة الإعلام ريثما تهدأ العاصفة وتنجلي المواقف ويعود الرأي العام إلى سابق عهده وينسى الجمهور ما حدث (وبالمناسبة لا بد من الإشارة هنا إلى أن الحكام والقادة يراهنون على ظاهرة النسيان التي يتصف بها بنو البشر ويبنون عليها الكثير من خططهم ومشاريعهم الإعلامية، لذلك يلاحظ تكرار خطط وأكاذيب عفى عليها الزمن واستعملت أكثر من مرة ولكن الاتكال على ظاهرة النسيان لدى الشعوب يجعل الحكام في مأمن من انكشاف أكاذيبهم وخداعهم.


عاشراً: قصة قميص عثمان:

يبدو أن هذه السياسة هي الأكثر رواجاً في عصرنا الحالي، وأن هنالك الكثير من الاخصائيين المحترفين لها، فقصة المطالبة بدم سيدنا عثمان معروفة والتي ذهبت مثلاً، ثم أصبحت مثلاً يحتذى لدى السياسيين وأجهزة إعلامهم بل أبواقهم المسموعة والمرئية والمقروءة، فحينما يريد البعض سوق الناس بالجملة تجاه أهدافه ومخططات الاسياد الكبار فإنه يلجأ إلى حيلة الثعالب، وذلك بالتقرب إلى الناس حين يتظاهر بتمجيد رمز من رموزهم يحترمونه أو حتى يقدسونه، ولعل اكثر القضايا التي استغلت كقميص عثمان: قضية فلسطين، وتحرير القدس، وحرب أفغانستان، ومؤخراً الصحوة الاسلامية التي تحاول بعض الأنظمة ركوب موجتها. وسياسة قميص عثمان قد تستعمل سلبياً أو إيجابياً حسب ما يبتغي الملوح بالقميص فعلى سبيل المثال: يتمسح الكثيرين بالقضية الفلسطينية وكلما رغبوا في تبييض صفحتهم السوداء لدى اتباعهم لجأوا إلى التغني بدعم القضية الفلسطينية والنضال من أجلها ويصورون للناس أنهم طيلة الحياة وحتى الممات يسعون بدأب وجهود متواصلة بلا كلل أو ملل لإرجاع جزء من فلسطين لأهلها أو إرجاع جزء من أهلها إليها للعيش مع اليهود، هذا ما يعلن، أما ما يبقى سراً فهو اللقاءات المتكررة مع زعماء اليهود والاتفاق معهم على كيفية حماية حدود البلدين من هجمات (المخربين) على حد قول الفريقين، وفي أحسن الأحوال يسمونهم المتسللين. هذا من حيث استعمال قضية فلسطين اعلامياً للمزايدة والتقرب من الناس، أما الطريقة الأخرى لاستعمال (قميص عثمان) فهي الصاق كل عيوبهم باسرائيل أو برمز آخر يكرهه الناس ويناصبونه العداء مثل "الاستعمار" "الصهيونية" "كمب ديفيد"، وكل فشل لهم أو تقصير منهم وراءه إسرائيل والصهيونية والاستعمار، ففي هزيمة حزيران عام 1967 كان الادعاء أن أمريكا وانجلترا ساعدتا إسرائيل، وفي حرب عام 1973 كانت الحجة أن أمريكا استعملت جسراً جوياً لمساعدة اسرائيل، ترى بماذا سيتهربون من مسؤولاتهم لدعم أطفال الحجارة في فلسطين؟ هل تكون هذه الحجارة صهيونية أيضاً؟ من يدري!

حادي عشر: سياسة العصا أو الجزرة:

بالرغم من أن هذه السياسة تستعملها الدول الكبرى مع زعماء العالم الثالث ومنه العالم الإسلامي من أجل إجبار البعض على السير في ركابها كعملاء بالترغيب أو الترهيب، إلا أن زعماء هذه البلاد اقتبسوا هذه السياسة من المستعمر وطبقوها تجاه شعوبهم ، ففي البداية يعرضون على الأفراد أو الجماعات الجزرة فإن قبلوها وقبلوا العبودية لهم تختفي العصا، وإلا تختفي الجزرة وسياسة اللين وتبرز سياسة العسكر والشرطة والسجن، وكل هذه المراودات تسبقها وتتخللها حملات اعلامية مكثفة لتسهيل التنفيذ، وأحياناً يقوم الإعلام مقام الوسائل المادية إذا أتقن حبك الموضوع المراد إقناع الرأي العام به.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

الإعلام حين يلبس قناع الزيف

نستعرض الآن بعض الأقنعة التي يستعملها الإعلام في تضليل العقول والتي قد ينجح في استعمالها إلى حد ما حسب الظروف والأحوال لكل منطقة ومدى وعي سكانها:

أولاً: لفت الانتباه:

يتولى الاعلام بوسائله المختلفة تسليط الضوء على جانب من الحدث أو الأحداث وترك باقي الجوانب مظلمة، وهو بذلك يلفت النظر إلى الرسالة الإعلامية التي يراد إيصالها إلى جمهور الرأي العام حتى يتم إيهام الناس بأن ما تردده وسائل الإعلام هو الحاصل فعلاً وأن شيئاً غيره لم يحصل، أو أن ما تم نشره هو المهم وما عداه لا قيمة له، وذلك في محاولة لطمس الحقائق التي يؤدي نشرها إلى عكس ما يتمنى المشرفون على الإعلام والذين يمثلون وجهة النظر التي أوصى بها رؤساؤهم من الزعماء والمسؤولين.

ثانياً: صرف النظر:

بعكس الاسلوب السابق يقوم الإعلام بحملة منسقة لصرف الأنظار عن أمر استحوذ على عقول جمهور الرأي العام، ونال اهتمام الجميع، وقد يرى الحكام في ذلك خطورة على مصالحهم وزعامتهم لذلك يلجأون إلى تشتيت اهتمام الجمهور مقدمة لصرفه عن اهتماماته التي يراد له أن ينساها وأن لا يفكر بها لأنها تفتح له درباً نحو الانعتاق والتغيير الجذري على الاسس الصحيحة.

ثالثاً: تجهيل المصدر:

ويكون ذلك بهدف الكذب والدس، لأن الخبر المعلن هو من تأليف الجهات الرسمية المشرفة على وسيلة الاعلام، وإمعاناً منها في التضليل فإنها تنسب الخبر إلى "مصدر مطلع" أو "مصدر مسؤول" أو "ديبلوماسي غربي" أو صرح به "مصدر موثوق" ويتم هذا لإعطاء الخبر أبعاداً مهمة، وكذلك لإبعاد الشبهة عن الجهة المشرفة على الوسيلة الإعلامية.

رابعاً: التكرار:

ومن الأساليب التي يتبعها الإعلام لتركيز بعض المفاهيم لدى الرأي العام أسلوب الإعادة والتكرار، وهذا الأسلوب مخالف لأسلوب الإقناع الذي يستعمله المفكرون لتركيز أفكارهم في المجتمع من خلال تغيير قناعات الرأي العام بالحجة والإقناع الفكري، أما أسلوب التكرار والملاحقة فهو أسلوب دعائي يستخدم في الترويج للسلع والمنتجات ولا يخاطب العقل وإنما يخاطب العاطفة والغريزة، من هنا تكمن خطورته في التضليل والخداع، فأحياناً نرى ونسمع أجهزة إعلام تكرر بث ندوة أو برنامج عدة مرات، أو تكرر خبراً في كل نشرات الأخبار وعلى مدى يومين متتاليين، وليس ذلك لأجل تبليغ الرسالة الإعلامية لمن فاتهم سماعها أو قراءتها أو مشاهدتها ولكن من أجل تحقيق المزيد من التأثير على الجمهور بإلحاح شديد.

خامساً: قلب الحقائق أو ذكر نصف الحقيقة:

وهذا ما يحصل في معظم وسائل الإعلام في العالم الإسلامي فيندر أن تذكر وسائل الإعلام حقائق صادقة بل إنها تقلب الحقائق وتكذب وتلون وفي أحسن الأحوال فإنها تذكر نصف الحقيقة وتخفي النصف الآخر لأنه يتعارض مع الهدف الذي يسعى إليه الإعلام والمشرفون عليه، حتى أن الخبر الواحد يصاغ بوجوه شتى في وسائل الاعلامية مختلفة داخل البلد الواحد وذلك حسب سياسة كل جريدة أو مجلة وحسب سياسة الجهة التي تخدمها تلك الوسيلة الإعلامية، وإذا طبقنا ذلك على أخبار ثورة أطفال المسلمين في فلسطين ضد اليهود نرى أن كل دولة تعلن عنها بصورة مغايرة للأخرى ولكن أكثرهم يسمونها انتفاضة، لأنهم لا يريدون اعطائهم إسم ثورة لإن المنظمات التي تنضوي تحت مظلة منظمة التحرير هي في نظرهم الثورة، وهناك أجهزة إعلام تورد اخبار ثورة مجاهدي الحجارة في اول النشرة الإخبارية، وأخرى توردها في آخر النشرة، ومنها ما يفتتح الأخبار بهذه العبارة "قتلت امرأة فلسطينية في مدينة ....." أي يركز على عملية القتل، ومنها ما يفتتح الأخبار بعبارة "تواصلت الانتفاضة في الأراضي المحتلة ...." دون عناء البحث في التفاصيل وذلك من باب رفع العتب، ومنها ما يصف مجاهدي الحجارة بـ"الانتفاضة (العربية) تدخل شهرها الرابع وقتل اليوم شاب (عربي) في قرية ...." أي أن أصحاب الثورة هم عرب، وقد تجاهلت وسائل الإعلام ذكر الحقيقة كما هي، وهي أن ما يحصل هو ثورة وليس انتفاضة وأن الصبغة الإسلامية هي الطاغية وليس للعروبة فيها إلا اللغة، وأن المساجد هي غرف العمليات لها، وإن هتاف الله أكبر هو نشيد المجاهدين، وأن محاولة ركوب الموجة سائرة على قدم وساق لخدمة الأطراف العربية الرسمية التي تسير في ركاب دول الغرب المتصارعة على العالم الإسلامي.

أما عن ذكر نصف الحقيقة فيقول الإعلام "وصل المبعوث الأمريكي إلى المنطقة بادئاً جولة تستغرق بضعة ايام" "قدمت وزارة فرعون باشا استقالتها وسيكلف الرئيس شخصية أخرى بتشكيل وزارة جديدة" فالإعلام يذكر خبراً صحيحاً لكنه غير مكتمل، ففي المثال الأول لم يذكر لماذا جاء المبعوث لأن في كشف السبب ما يربك النظام ويبرز تبعيته، وفي الخبر الثاني لم يذكر الاعلام لما أقيلت الحكومة لأن في ذلك كشفاً للاهتراء الذي يعانيه النظام ولا يريد أن يطلع الناس عليه.

سادساً: تسليط الأضواء:

ويكون ذلك على حدث معين أو شخص ما وذلك لأهداف سياسية، وأحياناً ترافق الأضواء شخصاً معيناً منذ مراحل حياته الأولى، وتنتقل معه من منصب لآخر، وكأن لسان حال النظام يقول: هذا هو زعيمكم وهو عبقري زمانه فالأوسمة تملأ صدره، أسلسوا له الانقياد، ولا ترضوا عنه بديلاً. ومثلما يركز الإعلام المحلي على إبراز أشخاص معينين كذلك يركز الإعلام الغربي على إبراز عملائه المحليين من الزعماء، وحملة أفكاره من حراس الثقافة الغربية والفكر الغربي، وكثيراً ما تنطلي هذه الألاعيب على قسم من الناس ويصدقون أن هذا الكاتب أو ذلك الصحافي أو السياسي فلاناً هم من صنف العباقرة ولا يشق لهم غبار وأنه لا يجاريهم ولا يدانيهم أحد، ويكون تسليط الأضواء على شخص ما وتسخير أجهزة الإعلام لإبراز تنقلاته وأخباره مع كونها تافهة هو من ضمن السياسة التي يتبعها الغرب المستعمر لإبراز عملائه والمتعاونين معه كزعماء لأهل البلاد التي يقطنون فيها، ولا شك أن الإعلام يفعل فعله في إبراز الزعيم العميل بعد أن لم يكن يسمع به أحد، وقد يكون (التلميع) وتسليط الأضواء على العميل هو عملاً سابقاً لبروزه وقد يكون لاحقاً، أي بعد بزوغ نجمه لكن الإعلام يبغي إيصاله إلى الحجم المناسب الذي أوصى به موجهو الاعلام. أما من لا يرضى عنه الغرب فإنه يتجاهله إعلامياً ويوصى أجهزة الإعلام المحلية التابعة له بطمس أخباره، وهكذا يستعمل الإبراز أو الطمس حسب العمالة والإخلاص.

أما عن التركيز على حدث معين وتسليط الضوء عليه بإبرازه للناس فلأهداف عدة، فإذا كان الحدث لصالح النظام فإن تسليط الضوء عليه يأتي من النظام وأجهزة إعلامية، أما إذا كان الحدث ضد النظام فإن تسليط الضوء عليه يأتي من معارضيه المحليين والدوليين بهدف إبراز عيوبه مقدمة لهدمه وإحلال غيره محله، وأمثلة تسليط الأضواء كثيرة وتحدث يومياً على صعيد الدويلات القائمة في العالم الإسلامي أو على صعيد الدول الكبرى الطامعة في العالم الإسلامي، حتى يكاد المرء يشك في كل شخص أو حدث يضعونه في دائرة الضوء وهو معذور في هذه الريبة.

سابعاً: التعتيم الإعلامي:

وهذا الأمر على النقيض من تسليط الأضواء، فإذا أحس النظام من الانظمة بخطورة فكرة، أو شخص، أو جهة، أو حزب، أو حدث على أوضاع الحكم، فإنه يلجأ إلى فرض ستار كثيف من التعتيم عليه على الرغم من أن الحدث قد يكون حديث الساعة، وأن الفكر قد يكون هو الطاغي، وأن الحزب قد يكون هو شغل النظام الشاغل في دوائر الأمن والحدود والجوازات والسجون وعلى المرافئ البحرية والجوية، ويستمر النظام في إمعانه بالتعتيم ويحاسب أي وسيلة إعلامية تكسر ذلك الحظر الإعلامي وتذكر إسم الجهة المحظورة ولو بكلمة سوء، والتعتيم كذلك منه المحلي الذي يمارس في دويلات الكرتون، ومنه الدولي الذي تمارسه الدول المستعمرة الكافرة مباشرة، أو مداورة من خلال الأنظمة الغارقة في التبعية، سأورد مثالاً لا زلت أذكره، فقد توفي عالم مسلم قبل أحد عشر عاماً وذهب ذووه إلى الصحف اليومية لنشر نبأ وفاته، ولكن الصحف رفضت حتى نشر بنأ نعيه، هكذا أمرت من قبل الرقيب المحلي والرقيب القابع في بلاد الضباب الذي يشرف بواسطة نظام التحكم عن بعد.

ثامناً: تعطيل العقول:

الاستخفاف بعقول البشر هو سمة الاعلام الذي نتحدث عنه، بحيث يتعامل مع الناس وكأنهم أطفال من السهل الكذب عليهم وتضليلهم، وغالباً ما تكون الأخبار مثل حكايات ألف ليلة وليلة، وكأنها شريط (كاسيت) مسجل منذ الحرب العالمية الثانية: نصف النشرة للتشريفات، والنصف الآخر قص شريط الافتتاح وأخبار الرياضة والنشرة الجوية وأحياناً الصيدليات المناوبة وتصبحون على خير. وأحياناً ينشر الاعلام كذباً مكشوفاً لأنه اوهى من خيوط العنكبوت ومع ذلك تستمر اللعبة، ولا يتوقف الاعلام عند هذا الحد بل يتعداه ليوجه دعوة يقول فيها لا تستعملوا هذا العقل الذي وهبكم إياه الله سبحانه وتعالى، ولا تفكروا به عطلوه والإعلام يتولى التفكير عنكم، في هذا المجال يقول مؤسس جريدة نيويورك تايمز "أعط أي إنسان معلومات صحيحة ثم اتركه وشأنه، سيظل معرضاً للخطأ في رأيه، ربما لبعض الوقت، ولكن فرصة الصواب سوف تظل في يده إلى الابد، إحجب المعلومات عن أي إنسان أو قدمها إليه مشوهة أو ناقصة أو محشوة بالدعابة والزيف إذن فقد دمرت جهاز تفكيره، ونزلت به إلى ما دون مستوى الانسان.

تاسعاً: شحن النفوس:

هنالك طاقات معينة لدى البشر، وهذه الطاقات لا تتفجر إلا إذا استعمل صاعق لتفجيرها، وهذا الصاعق قد يكون التمسك بالدين، أو التحيز للطائفة، أو التعصب للقوم والعشيرة، أو الانتماء العشائري، أو المذهبية السياسية، وهذه الصواعق لا تخفى على الحاكم وأعوانه من الإعلاميين، فإذا أراد الحاكم تنفيذ مخطط طلب منه تنفيذه فإنه يلجأ إلى أحد هذه الصواعق ليعبئ جمهور الرأي العام ويشحن نفوسهم بالضرب على الوتر الذي تتردد أصداؤه أكثر، ويحفز الطاقات بشكل أقوى، وكثيرة هي الحروب التي أشعلوها بين المسلمين عن طريق استغلال الغرائز والعصبية الوطنية والقومية، والمذهبية السياسية، ونجح معهم استعمال هذا السلاح، ونقله بعضهم عن البعض الآخر، حتى أصبح سلاح الجميع، والكل يستعمله لأنهم تلاميذ الميكيافللية، فما أن تصدر إشارة البدء لطبول الإعلام وأبواقه حتى تبدأ الأهازيج المثيرة للفتنة العمياء وتصبح الأجواء مهيأة لأن يقتل الأخ أخاه بكل بساطة وبدون ان يرف له جفن، لأن العقل تعطل وبدأت الغرائز الحيوانية تفعل فعلها، وبدأ محركو الفتنة يقطفون ثمارها.

عاشراً: ترويج الشائعات:

في الغالب يكون وراء ترويج الشائعة أهداف سياسية، اما مطلقوها فإما ان يكونوا من رجال الحكم او معارضي ذلك الحكم، وما اسهل ان تنتشر الشائعة في كل انحاء البلد الواحد وفي ريفه وحضره، واحيانا يكون ضحيتها أغلبية السكان صغيرهم وكبيرهم، المتعلم والامي، وأحياناً أخرى يكون ضحيتها بعض فئات المجتمع مثل النساء والأولاد وغير المتعلمين كما تشير بعض الإحصاءات، أما عن الأجواء التي تنجح فيها الشائعة فهي الأجواء غير المستقرة مثل الثورات والانقلابات، والأزمات الاقتصادية، والحروب والكوارث الطبيعية، وهنالك بعض الظروف التي تعزز وتسرع انتشار الشائعات منها وجود حجر إعلامي، وانعدام الثقة في السلطة أو في جهة تقوم بدور شبه دورها، وكمثال على انعدام الثقة في السلطة ما حصل عقب مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 عقب غزو اسرائيل للبنان ودخولها لمدينة بيروت إذ سرت شائعة بأن الميليشيات التي ارتكبت المجزرة عادت وشوهدت بلباسها وشعاراتها العسكرية، فما كان من سكان المخيمين والمناطق المجاورة إلا أن فروا باتجاه مناطق ظنوها أكثر أمناً، وليس غريباً أن يحصل ذلك من قبل نساء وشيوخ فقدوا الثقة بكل الناس لأن أمريكا تعهدت لهم على لسان فيليب حبيب بأنها ستحميهم فكان أن حصل العكس وكُشف خداع وكذب فيليب حبيب وأمريكا، والأغرب من ذلك هو ان الإشاعة نفسها تكررت بعد أسابيع من الاولى ونجحت، وتكررت بعد بضعة أشهر بنحاج منقطع النظير حيث خرجت جماهير من عدة مناطق مجاورة لمناطق الإشاعتين السابقتين، والملفت أن جمهور الناس صدق الإشاعة في المرتين الأخيرتين وهو تحت حماية ثلاثة جيوش من قوات حلف الأطلسي (فرنسا، إيطاليا، أمريكا) وقد أصيبت بعض المجموعات الإيطالية والفرنسية بالذهول والتردد بين مصدق ومكذب للإشاعة، لكن لماذا صدق الناس الإشاعة في المرتين الثانية والثالثة بالرغم من وجود قوات حلف الأطلسي مع كامل تجهيزاتها وأساطليها البحرية؟ السبب هو انعدام الثقة في الأمن القادم من الأطلسي، لأن زعيمه الحلف الاطلسي كذبت عليهم.

أما نجاح الشائعة في أجواء الانهيار الاقتصادي فمثاله ما أشيع في أجواء الانهيار الذي أصاب العملة اللبنانية عن أن الليرة المعدنية تعادل قيمتها مئة ليرة ورقية، وراج سوق بيع الليرات المعدنية في كل المدن والقرى والبعض حقق مبالغ ضخمة من وراء هذه الشائعة والبعض الآخر لحقت به الخسارة نتيجة انكشاف الأمر. " يشرح غوبلز وزير الدعاية في عهد هتلر دعائم الدعاية النازية بقوله: ينبغي ان نبحث عن الاقليات الموتورة وعن الزعماء الطموحين الفاسدين، وذوي العصبيات الحادة والميول الإجرامية فنتبناهم ونحتضن أهدافهم ونهول مظالمهم ونهيج أحاسيسهم بمزيد من الدعاية والشائعة" ويبدو أن هنالك الكثيرين من تلاميذ هتلر الذين يسيرون على خطاه خطوة خطوة، ولا زالوا تلاميذ أوفياء لمدرسته ونهجه.

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى