خواطر المساء حول الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
المتدبر لسورة الحمد اول سور القران ترتيبا يجد ان اولها حمد وثناء وتمجيد للرب جل وعلا وأوسطها عهد وميثاق بين العبد وربه ..اياك نعبد..واياك نستعين.. وتاليها دعاء واستعانة ...والانسان بطبعه ضعيف عاجز لا بد له من طلب العون والاستغاثة بربه في ابسط اموره واعظمها خطرا..لذلك قال الله تعالى له ..{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. 186 البقرة -وقد ذكروا في سبب نزولها ان قوما قالوا للنبي سلام الله عليه اقريب ربنا فنناجيه ام بعيد فنناديه..فكان هذا الجواب البليغ ولاحظ معي اخي واختي الافاضل ان القرآن اشتمل على أربعة عشر سؤالاً، وكلها تبدأ بـ(يسألونك) ثم يأتي الجواب بـ(قل) إلا في آية واحدة (فقل) في سورة طه، إلا هذا الموضع الوحيد، فإنه بدأ بهذه الجملة الشرطية: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي}، وجاء جواب الشرط من دون الفعل: قل، بل قال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، فكأن هذا الفاصل مع قصره (قل) كأنه يطيل القرب بين الداعي وربه، الذي هو اقرب لعبده من حبل الوريد بين جلده وعظمه فجاء الجواب بدون واسطة وبفاء التعقيب: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} تنبيها على شدة قرب العبد من ربه في مقام الدعاء!. وهو من أبلغ ما يكون في الجواب . ولاحظ معي انه ايضا اشترط عليهم الاستجابة له والايمان به ليستجيب لهم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقول :أنا عند ظن عبدي بي،وأنا معه إذا دعاني))
رواه البخاري ومسلم-واللفظ له-،والترمذي والنسائي وابن ماجه . وبين لنا سلام الله عليه ان الدعاء هو قمة التعبد ذلك ان الدعاء اظهار للافتقار والانكسار لله وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدعاء هو العبادة))ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)) رواه أبوداود والترمذي –واللفظ له-،وقال: ((حديث حسن صحيح))،والنسائي وابن ماجه،وابن حبان في ((صحيحه))،والحاكم وقال: ((صحيح الإسناد)) .يقول ابن القيم رحمه الله: "وقد أجمع العارفون أن التوفيق أن لا يكللك الله إلى نفسك, وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك, فاذا كان كل خير فأصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة اليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له, ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة, ولكني أحمل هم الدعاء, فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم, والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك,..., وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء, ولا ظفر من ظفر ـ بمشيئة الله وعونه ـ إلا بقيامه بالشكر، وصدق الافتقار والدعاء" الفائد لابن القيم رحمه الله. نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اللجأ إليه، والانطراح بن يديه، وكمال التضرع له، وحسن التوكل عليه وان يجعلنا ممن تستجاب دعوته بالخير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
المتدبر لسورة الحمد اول سور القران ترتيبا يجد ان اولها حمد وثناء وتمجيد للرب جل وعلا وأوسطها عهد وميثاق بين العبد وربه ..اياك نعبد..واياك نستعين.. وتاليها دعاء واستعانة ...والانسان بطبعه ضعيف عاجز لا بد له من طلب العون والاستغاثة بربه في ابسط اموره واعظمها خطرا..لذلك قال الله تعالى له ..{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. 186 البقرة -وقد ذكروا في سبب نزولها ان قوما قالوا للنبي سلام الله عليه اقريب ربنا فنناجيه ام بعيد فنناديه..فكان هذا الجواب البليغ ولاحظ معي اخي واختي الافاضل ان القرآن اشتمل على أربعة عشر سؤالاً، وكلها تبدأ بـ(يسألونك) ثم يأتي الجواب بـ(قل) إلا في آية واحدة (فقل) في سورة طه، إلا هذا الموضع الوحيد، فإنه بدأ بهذه الجملة الشرطية: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي}، وجاء جواب الشرط من دون الفعل: قل، بل قال: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، فكأن هذا الفاصل مع قصره (قل) كأنه يطيل القرب بين الداعي وربه، الذي هو اقرب لعبده من حبل الوريد بين جلده وعظمه فجاء الجواب بدون واسطة وبفاء التعقيب: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} تنبيها على شدة قرب العبد من ربه في مقام الدعاء!. وهو من أبلغ ما يكون في الجواب . ولاحظ معي انه ايضا اشترط عليهم الاستجابة له والايمان به ليستجيب لهم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يقول :أنا عند ظن عبدي بي،وأنا معه إذا دعاني))
رواه البخاري ومسلم-واللفظ له-،والترمذي والنسائي وابن ماجه . وبين لنا سلام الله عليه ان الدعاء هو قمة التعبد ذلك ان الدعاء اظهار للافتقار والانكسار لله وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدعاء هو العبادة))ثم قرأ (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)) رواه أبوداود والترمذي –واللفظ له-،وقال: ((حديث حسن صحيح))،والنسائي وابن ماجه،وابن حبان في ((صحيحه))،والحاكم وقال: ((صحيح الإسناد)) .يقول ابن القيم رحمه الله: "وقد أجمع العارفون أن التوفيق أن لا يكللك الله إلى نفسك, وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك, فاذا كان كل خير فأصله التوفيق, وهو بيد الله لا بيد العبد, فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة اليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له, ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لا أحمل هم الإجابة, ولكني أحمل هم الدعاء, فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم, والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك,..., وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء, ولا ظفر من ظفر ـ بمشيئة الله وعونه ـ إلا بقيامه بالشكر، وصدق الافتقار والدعاء" الفائد لابن القيم رحمه الله. نسأل الله تعالى أن يرزقنا صدق اللجأ إليه، والانطراح بن يديه، وكمال التضرع له، وحسن التوكل عليه وان يجعلنا ممن تستجاب دعوته بالخير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.