خواطر المساء
اسعد الله مساءكم بكل خير
صائعون وضائعون
فعلا انه لمشهد امره عجيب غريب..مثير للسخرية والاشمئزاز والشفقة في ان واحد.
تجد فيه من يسبق اسمه حرف - د - وتجد فيه من يسبق اسمه لقب استاذ..وتجد فيه من يسبق اسمه حرف - م- ومنهم من يسبق اسمه لقب شيخ ومنهم من لا يسبق اسمه لا حرف ولا لقب ..والجامع المشترك بين الجميع منهم:- 1- انهم جميعا يكتبون ويقراون ..اي انهم مروا بمرحلة محو الامية..
2- جميعهم يتلقفون ما يُكتب وما يُثار ويرددونه كالببغاوات دون فهم ولا هضم ولا ادراك..
3- جميعهم لا يملكون قاعدة فكرية ينطلقون من خلالها للحكم على الافكار ومن ثم قبولها او ردها على اساسها..فهم واقعهم انهم مجترون لافرازات الاخرين..
4- تجدهم كالشعراء في جاهليتهم في كل واد يهيمون يتبعون اهواءهم ومشاعرهموعواطفهم ويخضعون العقل لخدمتها ويتكلمون في كل شيء وهم لا يعرفون اساليب اللغة ولا ابسط قواعدها..فضلا عن معاني المصطلحات والتفريق بين استعمالاتها عند اهل العلوم والصنائع...
5- جميعهم يظن انه ملفت للنظر من خلال طرحه لما افرزه الاخرين..وانه وهو يكرر مقولات الاخرين ظهر بمظهر المثقف المتعلم لمجرد انه ذكر اسما اجنبيا غربيا من المعاصرين او الغابرين .. انها فعلا المراهقة والامية الفكرية..
ان الامية الفكرية اخطر واشد خطرا على الامة من امية القراءة والكتابة ..لان امية القراءة لا تمنع من الفكر والتفكر والعقل والتعقل.. وان امية التفكير تمسخ الشخص وتضيع هويته وتمحق شخصيته...
ان الفكر الذي لا يستند الى معتقد صحيح ما هو الا خزعبلات وخيال واوهام..ومن لم يكن عنده قاعدة عقائدية ينطلق من خلالها في فكره وتفكيره ويتخذها اساسا ومقياسا لقبول الافكار او ردها انما هو كمثل بهيمة سارحة في انعم الله تاكل وتشرب وتنزوا وتتبرز لتوفر السماد العضوي للطبيعة... اجلكم الله..
واسعد الله كل اوقاتكم بنوره وهداه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.