بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الرابعة من سلسلة وقفات لدراسة التاريخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استكمالا لما سبق في الحلقة الثالثة الماضية نضيف اليها من مصادر التاريخ الآثار والمخطوطات والاثار نقصد بها كل ما تركه الاوائل من مبان وعمران كالقصور والمدافن والعملات والسدود والمنشئات كالمدرجات و المعابد وغيرها والكتابات الجدارية والرسومات او النقوش وكذا المخطوطات الكتابية على الجلود او الحجارة او غيرها فكل ذلك ايضا يلزم كاتب التاريخ ودارسه ومحلله ويعطي الدارس نوعا من التوثيق ويساعد في رسم الصورة الذهنية للواقع التاريخي واشكر هنا الاستاذ احمد العمرو الذي نبهني لهذا المصدر التاريخي المهم الذي اغفلناه في الحلقة السابقة فجزاه الله كل خير وبر .
وهناك مصدر يجب ان لا يغفل وهو الشعر الشعبي وما صاغه الناس شعرا في زمن الامية الثانية التي حلت بامتنا وظهور ما يسمى اليوم بالادب الشعبي فالشعراء لا شك انهم لسان الامة النابض بحركتها والمسجل لهمومها وهواجسها وافراحها واحزانها ولسان حالها المسجل لاحوالها.
مع مراعاة دوما احوال الكاتب ونفسيته واهواءه واخذها بالاعتبار سواءا في الرد او القبول للرواية او في تحليل وفقه الرواية ومادتها ....
ان دراسة التاريخ امر مهم لمن اراد ان يستشرف المستقبل وادراك سنن الله تعالى الجارية في الحركة الانسانية على الارض واخذ العبرة من مواطنها والاقتداء والتاسي في مواطنه بمعرفة اسباب النهوض والهبوط والعمار والدمار .... والمسلم ملزم بالنظر الى كل الامور بمنظار الايمان ومقياس العقيدة والتزام الحكم الشرعي في مساره وبناء اراءه وافكاره وهنا لابد للمسلم من التبين والاستيثاق من الخبر فما جاء من مصدر قطعي الثبوت كالقران قطعنا به لان اخبار القران قطعية الثبوت وما جاءنا بالسنة المتواترة كذلك اما ما صح نقله من احاديث صدقناه وحرم تكذيبه اما ماجاءنا من الكتب المحرفة في اعتقادنا كالتوراة والانجيل فنتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه حتى يثبت لنا صدقه او يثبت لنا تكذيبه.
ونخضع روايات الا شخاص للاحداث التاريخية لعلمي الرواية القائمة على الجرح والتعديل وكان منهج علمائنا الاوائل التساهل في قبولها لدرجة احيانا تسجيل الخرافات ظاهرة التناقض مع الواقع وعلم الدراية وهو التحقيق في النص المنقول ومطابقته لمفاهيم العقيدة والاحكام الشرعية واخضاعه لعلم التعادل والترجيح ولا شك اننا في الروايات التاريخية لا نطالب اخضاعها لصرامة علماء الجرح والتعديل المطلوبة عندهم للحديث الشريف لان الحديث تبنى عليه احكام وتقام عليه حدود فهو مصدر اساس من مصادر التشريع ولكن التاريخ اقل شانا وليس من مصادر التشريع بل هو موضع اعتبار وازدجار تاس واقتداء او انتهاء.لذلك نقبل فيه ما ولد القناعة الظنية التي لا تصطدم بالواقع ولا تصطدم بالقطعي المولد للقطع او الصحيح المولد للتصديق. فمثلا بعض الدراسات المعاصرة كردة فعل على الدعاية الصهيونية المجرمة نفوا دخول بني اسرائيل ارض بيت المقدس وقالوا خطئا بان كل احداث التوراة المحرفة التي تحدثت عن حركة بني اسرائيل انما حصلت بزعمهم على ارض الجزيرة قرب اليمن ونحن نعلم ان الارض المقدسة اذا اطلقت فانما يراد بها بيت المقدس واكنافها فنافى هذا التفسير ومحاولات صرف الاحداث الى مكان وموضع غير مكانها ماهو قطعي الثبوت من قران وما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد هذا الفهم وهذا التحليل لمنافاته لمقطوع به ولصحيح الحديث ولا يلتفت اليه قال الله تعالى ((يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم.....)) ومصدر الخطا عندهم جاء من ناحية ايمانهم وتبنيهم لنظرية الحق التاريخي وهي ليست من افكار الاسلام فالاسلام في نظرته يحفز المسلم ويامره بان يخضع جميع انحاء الكرة الارضية لسلطان الاسلام وغاية التوحيد ان تجتمع البشرية كلها تحت سلطان الله وتنعم برحمته كافة الناس في كافة ارجاء الارض.. ومن هنا كان لزاما على دارس التاريخ دراسة احوال الرواة او كتابه ومشارب كاتبيه واهواءهم والحكم في النهاية لمفاهيم العقيدة واحكام الشريعة .واكتفي بهذا ولنا لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحلقة الرابعة من سلسلة وقفات لدراسة التاريخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استكمالا لما سبق في الحلقة الثالثة الماضية نضيف اليها من مصادر التاريخ الآثار والمخطوطات والاثار نقصد بها كل ما تركه الاوائل من مبان وعمران كالقصور والمدافن والعملات والسدود والمنشئات كالمدرجات و المعابد وغيرها والكتابات الجدارية والرسومات او النقوش وكذا المخطوطات الكتابية على الجلود او الحجارة او غيرها فكل ذلك ايضا يلزم كاتب التاريخ ودارسه ومحلله ويعطي الدارس نوعا من التوثيق ويساعد في رسم الصورة الذهنية للواقع التاريخي واشكر هنا الاستاذ احمد العمرو الذي نبهني لهذا المصدر التاريخي المهم الذي اغفلناه في الحلقة السابقة فجزاه الله كل خير وبر .
وهناك مصدر يجب ان لا يغفل وهو الشعر الشعبي وما صاغه الناس شعرا في زمن الامية الثانية التي حلت بامتنا وظهور ما يسمى اليوم بالادب الشعبي فالشعراء لا شك انهم لسان الامة النابض بحركتها والمسجل لهمومها وهواجسها وافراحها واحزانها ولسان حالها المسجل لاحوالها.
مع مراعاة دوما احوال الكاتب ونفسيته واهواءه واخذها بالاعتبار سواءا في الرد او القبول للرواية او في تحليل وفقه الرواية ومادتها ....
ان دراسة التاريخ امر مهم لمن اراد ان يستشرف المستقبل وادراك سنن الله تعالى الجارية في الحركة الانسانية على الارض واخذ العبرة من مواطنها والاقتداء والتاسي في مواطنه بمعرفة اسباب النهوض والهبوط والعمار والدمار .... والمسلم ملزم بالنظر الى كل الامور بمنظار الايمان ومقياس العقيدة والتزام الحكم الشرعي في مساره وبناء اراءه وافكاره وهنا لابد للمسلم من التبين والاستيثاق من الخبر فما جاء من مصدر قطعي الثبوت كالقران قطعنا به لان اخبار القران قطعية الثبوت وما جاءنا بالسنة المتواترة كذلك اما ما صح نقله من احاديث صدقناه وحرم تكذيبه اما ماجاءنا من الكتب المحرفة في اعتقادنا كالتوراة والانجيل فنتوقف فيه فلا نصدقه ولا نكذبه حتى يثبت لنا صدقه او يثبت لنا تكذيبه.
ونخضع روايات الا شخاص للاحداث التاريخية لعلمي الرواية القائمة على الجرح والتعديل وكان منهج علمائنا الاوائل التساهل في قبولها لدرجة احيانا تسجيل الخرافات ظاهرة التناقض مع الواقع وعلم الدراية وهو التحقيق في النص المنقول ومطابقته لمفاهيم العقيدة والاحكام الشرعية واخضاعه لعلم التعادل والترجيح ولا شك اننا في الروايات التاريخية لا نطالب اخضاعها لصرامة علماء الجرح والتعديل المطلوبة عندهم للحديث الشريف لان الحديث تبنى عليه احكام وتقام عليه حدود فهو مصدر اساس من مصادر التشريع ولكن التاريخ اقل شانا وليس من مصادر التشريع بل هو موضع اعتبار وازدجار تاس واقتداء او انتهاء.لذلك نقبل فيه ما ولد القناعة الظنية التي لا تصطدم بالواقع ولا تصطدم بالقطعي المولد للقطع او الصحيح المولد للتصديق. فمثلا بعض الدراسات المعاصرة كردة فعل على الدعاية الصهيونية المجرمة نفوا دخول بني اسرائيل ارض بيت المقدس وقالوا خطئا بان كل احداث التوراة المحرفة التي تحدثت عن حركة بني اسرائيل انما حصلت بزعمهم على ارض الجزيرة قرب اليمن ونحن نعلم ان الارض المقدسة اذا اطلقت فانما يراد بها بيت المقدس واكنافها فنافى هذا التفسير ومحاولات صرف الاحداث الى مكان وموضع غير مكانها ماهو قطعي الثبوت من قران وما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد هذا الفهم وهذا التحليل لمنافاته لمقطوع به ولصحيح الحديث ولا يلتفت اليه قال الله تعالى ((يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم.....)) ومصدر الخطا عندهم جاء من ناحية ايمانهم وتبنيهم لنظرية الحق التاريخي وهي ليست من افكار الاسلام فالاسلام في نظرته يحفز المسلم ويامره بان يخضع جميع انحاء الكرة الارضية لسلطان الاسلام وغاية التوحيد ان تجتمع البشرية كلها تحت سلطان الله وتنعم برحمته كافة الناس في كافة ارجاء الارض.. ومن هنا كان لزاما على دارس التاريخ دراسة احوال الرواة او كتابه ومشارب كاتبيه واهواءهم والحكم في النهاية لمفاهيم العقيدة واحكام الشريعة .واكتفي بهذا ولنا لقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.