14- من ذاكرة التاريخ
كنت قد كتبت منذ سنة تقريبا عن امور ومواضيع من الذاكرة ووعدت بان اكمل الحديث حول هذه الموضوعات والذكريات ،،، فاليوم نكمل ان شاء الله:-
حلقتنا اليوم عنوانها :- (عسلوج)...
وعسلوج قرية تقع في قلب صحراء النقب جنوب فلسطين،، على بعد 30 كلم جنوبي مدينة بئر السبع ... تم احتلالها من عصابات المغضوب عليهم الغاصبين في 15-12-سنة 1948م - وتم تهجير كامل اهلها منها وتدميرها وتخريبها .. ومن خلال السيطرة على عسلوج تمت السيطرة على بقية صحراء النقب وتم تهجير اهلها الى جنوب الاردن وتم ذلك واكتما في يوم 26-12-1948م ... فاكتمل سقوط النقب بايديهم من السبع مرورا بعسلوج حتى المرشرش او ام الرشراش على البحر الاحمر قبالة العقبة ، وذلك بعد سقوط مركز القضاء -مدينة بئر السبع- ثم عسلوج -...
زرتها سنة 1998م ،، من عجيب ما رأيت انه على طوال الطريق تجد اليات الجيش المصري مدمرة ومحترقة !! وما زال العدو يستعملها اهدافا تدريبية للمدفعية والطيران .. ومما يولد الشعور بالقهر انهم وضعوا لوحات واشارات حديدية محفور عليها عبارة (من هنا ولى الجيش المصري الادبار) ..!!
هذا الجيش البطل الذي صمد محاصرا في قرية الفلوجة وبلدة عراق المنشية لمدة ستة شهور صابرا على الجوع والعطش محتسبا بقيادة البه طه رحمه الله وقد عمل خطة بحيث ادخل قوات الاحتلال الى داخل معسكره عاملا عليهم فك كماشة، فقتلهم شر قتلة ، وتنعرف في ادبيات العدو بمذبحة الفلوجة!! هذا الجيش جائته الاوامر بالانسحاب فانسحب...فكانت النتيجة ان قوات العصابات اخذت تدرب عليه وهو منسحب هارب!!!
وكتبوا بين مسافة واخرى هذه العبارة وفي بعض المناطق رأينا خارطة اسمنتية مكتوب عليها خط هروب الجيش المصري وطريق توليه الادبار!!!
ولنا عودة لتدمير القرية بعد قليل ،، لكن دعونا نتعرف على معنى كلمة عسلوج في اللغة العربية... في معاجم اللغة نجد ان عُسلوج: (اسم). الجمع : عَساليجُ; و المفرد العُسْلُوجُ : العِسْلاج ، وهو ما لاَنَ واخضرَّ من قضبان الشجر والكَرْم أَوَّلَ ما ينبت...
واسم القرية مأخوذ فعلا من معنى الكلمة _ حيث تقع القرية على عين ماء عجيبة ... ماؤها صافي نقي عذب ،، ينبع من عين في وادي عسلوج ويتدفق بقوة تقارب حجم 6انش" او 8انش"...ويسيل في الوادي مشكلا بركا وواحات صافية نقية ثم فجأة يغور هذا الماء في الارض فلا يخرج من مجراه ومصبه الذي اقدره باقل من سبعماية متر ... وحول هذا الماء نباتات خضراء ملتفة تشكل شبه غابة في هذه البقعة الصحراوية ...
أُنشئت القرية على تلك العين وتسمت باسمها .. واهلها او سكانها خليط من البدو شبه الرحل .. وهي مورد لقبيلة العزازمة عامة، ويقطنها خاصة عشائر العصيات-ابوعصا- من العزازمة وعشيرة الاعسم من عشائر القديرات ...
بنى العثمانيون رحمهم الله في القرية مسجدا ، وبنوا فيها مدرسة يتجمع فيها ابناء البدو يبيتون ويأكلون ويشربون في المدرسة ...!!
تم اجلاء وتهجير اهلها بالكامل عنها ثم تدميرها بما في ذلك المقبرة الاثرية القديمة في القرية.. وتركوا فقط ثلاثة قبور ..!!
قبر للشيخ محمد الأعسم الذي كان قبره مزارا للبدو هناك،وقبر بجواره من شرق واخر بجواره من غرب، وادعوا ان الجرافة حينما اقبلت على القبر لازالته انقلبت وتكسرت !!! ليُثَبِتوا عند الناس عقيدة الاحتماء والانتفاع وطلب الحماية من اهل القبور .. !!
وفعلا سرعان ما انتشرت هذه الشائعة ودليل صدقها المزعوم ان الجرافة جرفت جميع القبور ولم تستطع اقتحام هذا القبر وجاريه...!!
وقد بنوا مكان المقبرة المجرفة مدرجا وساحة في الوسط فيها قبر الولي !! المبني عليه والمبرز وبجواره قبرين لصالحين معه ... وعملوا لزوار الولي مواقد للشواء، واماكن لذبح القرابين والنذور!! وعملوا كوة في شاهد القبر لحرق شحوم ودهون الذبائح تقربا للولي !!
في حين يأتي السياح فيأخذهم الادلاء السياحيون الى اعلى المدرج فيجلسون ويتفرجون على الاعراب وهم يتقربون للاوثان بقرابينهم !! فيشرح الدليل السياحي للسياح العميان ليزيدهم عمى الى عماهم , فيقول لهم بعد ان قدموا من معالم الحضارة في حيفا وعكا وبيت المقدس .. فيقول لهم انظروا الى هؤلاء العرب الذين ما زالوا عبدة اوثان !!؟؟ ونحن قدمنا هنا لتحضيرهم وانتشالهم من مستنقعات التخلف والانحطاط!!!!!!
هذه ذكرياتي مع عسلوج .. وكانوا قديما يعتقدون ان المرأة الحامل اذا وردت عسلوج تنزل ما في بطنها !! فلذلك يقول راجزهم : عسلوج يا بنات لا تردنه !! اي لاتذهب لتستقي منه الماء- بل على الرجال احضار الماء لهن !!
اللهم اعز امتنا ومكنها لاستعادة ما سُلب منها ومكنها من فتح بلدان العالم حتى لا تتحقق للكفر غاية وتعلوا راية دينك الحق فوق كل راية ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كنت قد كتبت منذ سنة تقريبا عن امور ومواضيع من الذاكرة ووعدت بان اكمل الحديث حول هذه الموضوعات والذكريات ،،، فاليوم نكمل ان شاء الله:-
حلقتنا اليوم عنوانها :- (عسلوج)...
وعسلوج قرية تقع في قلب صحراء النقب جنوب فلسطين،، على بعد 30 كلم جنوبي مدينة بئر السبع ... تم احتلالها من عصابات المغضوب عليهم الغاصبين في 15-12-سنة 1948م - وتم تهجير كامل اهلها منها وتدميرها وتخريبها .. ومن خلال السيطرة على عسلوج تمت السيطرة على بقية صحراء النقب وتم تهجير اهلها الى جنوب الاردن وتم ذلك واكتما في يوم 26-12-1948م ... فاكتمل سقوط النقب بايديهم من السبع مرورا بعسلوج حتى المرشرش او ام الرشراش على البحر الاحمر قبالة العقبة ، وذلك بعد سقوط مركز القضاء -مدينة بئر السبع- ثم عسلوج -...
زرتها سنة 1998م ،، من عجيب ما رأيت انه على طوال الطريق تجد اليات الجيش المصري مدمرة ومحترقة !! وما زال العدو يستعملها اهدافا تدريبية للمدفعية والطيران .. ومما يولد الشعور بالقهر انهم وضعوا لوحات واشارات حديدية محفور عليها عبارة (من هنا ولى الجيش المصري الادبار) ..!!
هذا الجيش البطل الذي صمد محاصرا في قرية الفلوجة وبلدة عراق المنشية لمدة ستة شهور صابرا على الجوع والعطش محتسبا بقيادة البه طه رحمه الله وقد عمل خطة بحيث ادخل قوات الاحتلال الى داخل معسكره عاملا عليهم فك كماشة، فقتلهم شر قتلة ، وتنعرف في ادبيات العدو بمذبحة الفلوجة!! هذا الجيش جائته الاوامر بالانسحاب فانسحب...فكانت النتيجة ان قوات العصابات اخذت تدرب عليه وهو منسحب هارب!!!
وكتبوا بين مسافة واخرى هذه العبارة وفي بعض المناطق رأينا خارطة اسمنتية مكتوب عليها خط هروب الجيش المصري وطريق توليه الادبار!!!
ولنا عودة لتدمير القرية بعد قليل ،، لكن دعونا نتعرف على معنى كلمة عسلوج في اللغة العربية... في معاجم اللغة نجد ان عُسلوج: (اسم). الجمع : عَساليجُ; و المفرد العُسْلُوجُ : العِسْلاج ، وهو ما لاَنَ واخضرَّ من قضبان الشجر والكَرْم أَوَّلَ ما ينبت...
واسم القرية مأخوذ فعلا من معنى الكلمة _ حيث تقع القرية على عين ماء عجيبة ... ماؤها صافي نقي عذب ،، ينبع من عين في وادي عسلوج ويتدفق بقوة تقارب حجم 6انش" او 8انش"...ويسيل في الوادي مشكلا بركا وواحات صافية نقية ثم فجأة يغور هذا الماء في الارض فلا يخرج من مجراه ومصبه الذي اقدره باقل من سبعماية متر ... وحول هذا الماء نباتات خضراء ملتفة تشكل شبه غابة في هذه البقعة الصحراوية ...
أُنشئت القرية على تلك العين وتسمت باسمها .. واهلها او سكانها خليط من البدو شبه الرحل .. وهي مورد لقبيلة العزازمة عامة، ويقطنها خاصة عشائر العصيات-ابوعصا- من العزازمة وعشيرة الاعسم من عشائر القديرات ...
بنى العثمانيون رحمهم الله في القرية مسجدا ، وبنوا فيها مدرسة يتجمع فيها ابناء البدو يبيتون ويأكلون ويشربون في المدرسة ...!!
تم اجلاء وتهجير اهلها بالكامل عنها ثم تدميرها بما في ذلك المقبرة الاثرية القديمة في القرية.. وتركوا فقط ثلاثة قبور ..!!
قبر للشيخ محمد الأعسم الذي كان قبره مزارا للبدو هناك،وقبر بجواره من شرق واخر بجواره من غرب، وادعوا ان الجرافة حينما اقبلت على القبر لازالته انقلبت وتكسرت !!! ليُثَبِتوا عند الناس عقيدة الاحتماء والانتفاع وطلب الحماية من اهل القبور .. !!
وفعلا سرعان ما انتشرت هذه الشائعة ودليل صدقها المزعوم ان الجرافة جرفت جميع القبور ولم تستطع اقتحام هذا القبر وجاريه...!!
وقد بنوا مكان المقبرة المجرفة مدرجا وساحة في الوسط فيها قبر الولي !! المبني عليه والمبرز وبجواره قبرين لصالحين معه ... وعملوا لزوار الولي مواقد للشواء، واماكن لذبح القرابين والنذور!! وعملوا كوة في شاهد القبر لحرق شحوم ودهون الذبائح تقربا للولي !!
في حين يأتي السياح فيأخذهم الادلاء السياحيون الى اعلى المدرج فيجلسون ويتفرجون على الاعراب وهم يتقربون للاوثان بقرابينهم !! فيشرح الدليل السياحي للسياح العميان ليزيدهم عمى الى عماهم , فيقول لهم بعد ان قدموا من معالم الحضارة في حيفا وعكا وبيت المقدس .. فيقول لهم انظروا الى هؤلاء العرب الذين ما زالوا عبدة اوثان !!؟؟ ونحن قدمنا هنا لتحضيرهم وانتشالهم من مستنقعات التخلف والانحطاط!!!!!!
هذه ذكرياتي مع عسلوج .. وكانوا قديما يعتقدون ان المرأة الحامل اذا وردت عسلوج تنزل ما في بطنها !! فلذلك يقول راجزهم : عسلوج يا بنات لا تردنه !! اي لاتذهب لتستقي منه الماء- بل على الرجال احضار الماء لهن !!
اللهم اعز امتنا ومكنها لاستعادة ما سُلب منها ومكنها من فتح بلدان العالم حتى لا تتحقق للكفر غاية وتعلوا راية دينك الحق فوق كل راية ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...