يحكى انه في احدى قرى الهند الاهلة بالسكان والشديدة الفقر والعوز كتب رئيس بلديتها الى الجهات المختصة في الحكومة المركزية ان بلدته المعروف لديهم معاناتها واوضاعها المزرية بحاجة الى مشروع
يجلب السياح للمنطقة وبالتالي النفع لاهلها وان هذا المشروع بسيط وكلفته بسيطة وارسل لهم المخططات الهندسية اللازمة لانشاءه مع التكلفة المطلوبة لانجازة وهو يتمثل في انشاء بركة ماء ضخمة تجمع مياه الشتاء فيها من خلال الاودية المارة بتلك القرية ويربى فيها الاسماك وتجلب الطيور فتكون عاملا مساعدا على تخفيف ما يعانيه الناس والموطنون من فقر وجوع وعوز.
وافقت الحكومة وارسلت المبالغ المالية المطلوبة ، ومضى الوقت فجاءت الانتخابات البلدية برئيس جديد بعد اربع سنوات ..
واثناء تقليب الرئيس الجديد لملفات بلديته الخاصة المحفوظة في ادراج المدير، وجد هذا المشروع، الا انه لم يره على ارض الواقع !!... فقال في نفسه ان هذا المشروع مر على انجازه اربع سنوات،،، فمعنى ذلك ان السيول والامطار طمرته وهو بحاجة الى تنظيف ... فارسل للحكومة يطالب بصيانة المشروع وتنظيف تلك البركة العملاقة ... وارسل مطالبات بالكلفة اللازمة لذلك .... وتم ارسال المبالغ بالفعل لتنظيف البركة العملاقة التي من المفترض ان تكون مصدر دخل وقوت و رزق للبلدة ومواطنيها...
ومضت مدته واتت الانتخابات برئيس جديد للبلدية ... فنظر الرجل في الملفات فوجد بركة حفرت ومن ثم نظفت وعمل لها صيانة ...فماذا يفعل هو؟؟
لحظات من التفكير فخرج بنتيجة ان البركة العملاقة اصبحت تشكل لاهل القرية مكرهة صحية، وتجمع الباعوض والحشرات الناقلة للامراض، وانه يجب طمرها فورا لخطورتها على البلد والموطن، وارسل الكلفة اللازمة لطمرها، وهكذا كان فطمرها كي لاتفسد من بعده !!!
جاءت الانتخابات بعد ستة عشر عاما برئيس جديد ، لم يجد الرجل له مصدرا يحسن وضعه منه خاصة وان القرية فقيرة جدا، وشبه محرومة الموارد،
فما وجد امرا له الا ان يبلغ عن سابقيه الثلاث وانهم كانوا يمارسون فسادا ماليا، لربما كافئته الحكومة على كشفه عن المؤامرة الفسادية، فوجيء الرجل اثناء التحقيقات بان اهل القرية كلهم كانوا شهودا لصالح الرؤساء السابقين وعزل الرجدل وسجن، لانه افترى على رؤساء محترمين كانوا يعملون لمصلحة البلد والمواطنين الذين اصطفوا معهم ...
للعلم هذه القصة حقيقية نشرتها صحف الهند في منتصف سبعينات القرن الماضي كما اخبرني بها احد طلابنا ان ذاك في الهند ...
اما لماذا شهدت القرية مع رؤساء البلدية السابقين فلانهم وعدوا ان كل بيت من بيوتهم سيصله مساعدات مجزية لهم ولاطفالهم بعد انتهاء المحاكمة
وكانت المفاجئة فعلا ان كل بيت جاءه مجموعة من البلالين للاطفال وربع كيلوا عدس ، حيث كان العدس عالميا وقتها من ارخص الاغذية اسعارا في العالم ....
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2022-12-21, 2:07 pm عدل 1 مرات