بسم الله الرحمن الرحيم
الاستنارة في التفكير مطلب شرعي
التفكير والعقل عملية ملازمة للوجود الانساني ولا تنفك عنه لانه بدونه يصبح الة او تمثالا او بهيما .
وقد ميز الله تعالى الانسان على غيره من الاحياء بالتفكير وبه كرمه واكرمه وجعل له الفضل على بقية الخلق.فبالعقل والفكر يرتقي الانسان وكلما ارتقى مستوى تفكيره كلما ازداد رقيه وسموه بين الخلائق وكذا كلما هبط عقله وانحط فكره يهبط وينحط ويسفل.
فلذلك نجد القران الكريم يستحث العقل البشري على التفكر والتدبر والتامل ويطلب منه الاستنارة في التفكير وليس مجرد التفكير السطحي او مجرد التفكير العميق.فاتفكير السطحي هو مجرد النظر لادراك ظاهر الامر المتولد عن الاحساس بالواقع وتمييزه دون النظر في علاقته بما حوله وما بعده كان يدرك الانسان اشتعال النار في بيت او غابة فيتخذ اجراء الهرب للنجاة اما التفكير العميق فيحاول ادراك الاسباب المؤدية للحريق فيسارع الى اخماد الحريق واطفاءه واما التفكير المستنير فيبحث في اطفاءه وتخليص من حوله من اثاره ويسعى لمنع انتشاره وانتقاله الى الاضرار بنفسه وبغيره ومنع تكراره باتخاذ خطوات واحتياطات السلامة اللازمة للوقاية من نشوبه...
ان التفكير السليم لا بد وان يستند في وجوده اصلا الى قاعدة سليمة ينطلق منها اولا ويبنى عليها وعلى اساسها ينظر للاشياء ومن خلالها يقيمها ويحكم عليها وعلى ضوء ذلك يتخذ حيالها اجراء الرفض او القبول.
ان الله تعالى لفت انظارنا الى ضرورة التفكير والادراك للوصول بالعقل الى العقيدة الصحيحة والايمان الثابت الذي يوصل الانسان الى معرفة الحق والحقيقة ويصبح لديه قاعدة متينة من الايمان واليقين الجازم الباني للقاعدة الفكرية والعقلية الثابتة الراسخة التي تقود الانسان لاتخاذ مواقف ثابتة في حياته وتجعل تصرفاته واعماله منضبطة بها لتكون افكاره اليقينية البعيدة عن الظن والوهم والشك منطلقا قيميا يقيم بها سلوكه وتصرفاته وكانها قانون ثابت لحياته لا تجعله مترددا ولا متقلبا فتنتظم مسيرة الحياة دونما اضطراب وفوضى فكرية وبالتالي فوضى سلوكية فنظام مسيرة الكون ثابت دقيق لايحتمل عبث عابث ولا فوضى اهواء ولا تقلبات انفعالات نفوس واضطرابات احاسيس ومشاعر....
ان السمة العامة للكون الثبات وفق نظام دقيق لمسيرته وحتى التجديد الذي نلاحظه فيه انما يسير وفق نظام ثابت لا يتغير لان الوظائف والادوار المرسومة من قبل الخالق للخلق ثابتة لا تتغير جعلها خالقها الحكيم سبحانه لتحقق غايات حكيمة في عالم وجود الخلق .
وبما ان الانسان سخر الله له الكون ومفرداته وسائر نعمه ومخلوقاته واعطاه العقل ليستغلها ويستفيد منها ومن قوانين ونواميس الوجود ليخضع الموجودات في الوجود لخدمة مشروع رب الوجود الذي كلف الانسان بتحقيقه والقيام به وهو الاستخلاف في الارض ليعمرها بما اوتي من قوة وعقل ليقود الارض وقوى الوجود الممكنة له واخضاعها باستغلالها لطاعة الله وتحقيق مرضاته سبحانه لزم هذا الانسان ان يرتقي بنفسه بين الخلائق ليكون اهلا للمسؤولية الكبر والامانة العظمى التي ائتمنه الله عليها ليكون اهلا لهذه المسؤولية واهلا لهذا السمو والرقي العظيم فكان لزاما عليه اولا الارتقاء بفكره وعقله ليكون مستنيرا ينظر بنور الله تعالى كما اخبر عن ذلك النبي الكريم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله.
ولا يستنير العقل الا اذا ربط الامور والاحداث بالمؤثر الحقيقي في الاشياء الله تعالى واضع الاسباب ومنتج المسببات ومحدثها بارادته وقدرته العاملة المؤثرة فيها وادرك اسرار الله تعالى في هذا الخلق ومنظومة الوجود وقوانينها المسيرة لمسيرة هذا الوجود وكذلك علاقتها بما بعدالوجود و الفناء . فتدرك ان النعم التي خلقت لمتعتك وتعينك على القيام باعباء حياتك واستمرارك فيها واستمرار جنسك انك مسؤول عنها ومحاسب عليها يوم فناء الدنيا والنشور للحساب وانك كذلك محاسب على تقصيرك وغفلتك عن سر وجودك فتربط حياتك باخرتك فتعيشها بين كفتي ميزان الرجاء للثواب والخوف من العقاب فتستقيم امورك وتحظى بالرضى والقبول من ربك طالما كانت ارادتك للرفض والقبول بمنظار نور الله تعالى.
ولنا وقفة اخرى مع هذا الموضوع واسال الله تعالى استنارة فكرنا وعقولنا بنور الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاستنارة في التفكير مطلب شرعي
التفكير والعقل عملية ملازمة للوجود الانساني ولا تنفك عنه لانه بدونه يصبح الة او تمثالا او بهيما .
وقد ميز الله تعالى الانسان على غيره من الاحياء بالتفكير وبه كرمه واكرمه وجعل له الفضل على بقية الخلق.فبالعقل والفكر يرتقي الانسان وكلما ارتقى مستوى تفكيره كلما ازداد رقيه وسموه بين الخلائق وكذا كلما هبط عقله وانحط فكره يهبط وينحط ويسفل.
فلذلك نجد القران الكريم يستحث العقل البشري على التفكر والتدبر والتامل ويطلب منه الاستنارة في التفكير وليس مجرد التفكير السطحي او مجرد التفكير العميق.فاتفكير السطحي هو مجرد النظر لادراك ظاهر الامر المتولد عن الاحساس بالواقع وتمييزه دون النظر في علاقته بما حوله وما بعده كان يدرك الانسان اشتعال النار في بيت او غابة فيتخذ اجراء الهرب للنجاة اما التفكير العميق فيحاول ادراك الاسباب المؤدية للحريق فيسارع الى اخماد الحريق واطفاءه واما التفكير المستنير فيبحث في اطفاءه وتخليص من حوله من اثاره ويسعى لمنع انتشاره وانتقاله الى الاضرار بنفسه وبغيره ومنع تكراره باتخاذ خطوات واحتياطات السلامة اللازمة للوقاية من نشوبه...
ان التفكير السليم لا بد وان يستند في وجوده اصلا الى قاعدة سليمة ينطلق منها اولا ويبنى عليها وعلى اساسها ينظر للاشياء ومن خلالها يقيمها ويحكم عليها وعلى ضوء ذلك يتخذ حيالها اجراء الرفض او القبول.
ان الله تعالى لفت انظارنا الى ضرورة التفكير والادراك للوصول بالعقل الى العقيدة الصحيحة والايمان الثابت الذي يوصل الانسان الى معرفة الحق والحقيقة ويصبح لديه قاعدة متينة من الايمان واليقين الجازم الباني للقاعدة الفكرية والعقلية الثابتة الراسخة التي تقود الانسان لاتخاذ مواقف ثابتة في حياته وتجعل تصرفاته واعماله منضبطة بها لتكون افكاره اليقينية البعيدة عن الظن والوهم والشك منطلقا قيميا يقيم بها سلوكه وتصرفاته وكانها قانون ثابت لحياته لا تجعله مترددا ولا متقلبا فتنتظم مسيرة الحياة دونما اضطراب وفوضى فكرية وبالتالي فوضى سلوكية فنظام مسيرة الكون ثابت دقيق لايحتمل عبث عابث ولا فوضى اهواء ولا تقلبات انفعالات نفوس واضطرابات احاسيس ومشاعر....
ان السمة العامة للكون الثبات وفق نظام دقيق لمسيرته وحتى التجديد الذي نلاحظه فيه انما يسير وفق نظام ثابت لا يتغير لان الوظائف والادوار المرسومة من قبل الخالق للخلق ثابتة لا تتغير جعلها خالقها الحكيم سبحانه لتحقق غايات حكيمة في عالم وجود الخلق .
وبما ان الانسان سخر الله له الكون ومفرداته وسائر نعمه ومخلوقاته واعطاه العقل ليستغلها ويستفيد منها ومن قوانين ونواميس الوجود ليخضع الموجودات في الوجود لخدمة مشروع رب الوجود الذي كلف الانسان بتحقيقه والقيام به وهو الاستخلاف في الارض ليعمرها بما اوتي من قوة وعقل ليقود الارض وقوى الوجود الممكنة له واخضاعها باستغلالها لطاعة الله وتحقيق مرضاته سبحانه لزم هذا الانسان ان يرتقي بنفسه بين الخلائق ليكون اهلا للمسؤولية الكبر والامانة العظمى التي ائتمنه الله عليها ليكون اهلا لهذه المسؤولية واهلا لهذا السمو والرقي العظيم فكان لزاما عليه اولا الارتقاء بفكره وعقله ليكون مستنيرا ينظر بنور الله تعالى كما اخبر عن ذلك النبي الكريم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله.
ولا يستنير العقل الا اذا ربط الامور والاحداث بالمؤثر الحقيقي في الاشياء الله تعالى واضع الاسباب ومنتج المسببات ومحدثها بارادته وقدرته العاملة المؤثرة فيها وادرك اسرار الله تعالى في هذا الخلق ومنظومة الوجود وقوانينها المسيرة لمسيرة هذا الوجود وكذلك علاقتها بما بعدالوجود و الفناء . فتدرك ان النعم التي خلقت لمتعتك وتعينك على القيام باعباء حياتك واستمرارك فيها واستمرار جنسك انك مسؤول عنها ومحاسب عليها يوم فناء الدنيا والنشور للحساب وانك كذلك محاسب على تقصيرك وغفلتك عن سر وجودك فتربط حياتك باخرتك فتعيشها بين كفتي ميزان الرجاء للثواب والخوف من العقاب فتستقيم امورك وتحظى بالرضى والقبول من ربك طالما كانت ارادتك للرفض والقبول بمنظار نور الله تعالى.
ولنا وقفة اخرى مع هذا الموضوع واسال الله تعالى استنارة فكرنا وعقولنا بنور الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.