ادب الدعوة و التعليم وحكمة الداعي و المعلم
- -------- وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ---------
يروى عن عبد الله بن المبارك وكان عابدا عالما مجتهدا مجاهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة وعلى كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله ! عندئذ قال له ابن المبارك:يرحمك الله .
ويروى ان أن الحسن والحسين عليهما السلام رأيا شيخا عجوزا لا يحسن الوضوء
ففكرا في طريقة لإرشاد الشيخ وتعليمه بحيث لا تجرحه ولا تحرجه....
فقالا له : يا شيخ أني وأخي طفلان صغيران فاحكم بيننا من منا يجيد الوضوء خير من الاخر؟
فتوضئا امامه وهو ينظر اليهما فلما فرغا سالاه اينا احسن وضوءا يا عماه؟؟
فقال الشيخ : يا بني كلاكما تجيدان الوضوء خيرا مني....
هكذا يوم ننطلق نعلم لله وننصح لله ونقول لله نرحم المتعلم ونشفق ونترفق بالجاهل حتى نعلمه ويسمع منا...(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
ويروى انه جلس رجل إلى هارون الرشيد ينصحه وأغلظ عليه في الحديث والقول فالتفت إليه الخليفة قائلا : هل أنت أفضل من سيدنا موسى ؟ فرد الرجل لا ..فسأله الخليفة : هل أنا أسوأ من فرعون؟ فقال لا .. هنا قال الرشيد مادمت لست أفضل من موسى ولا أنا أسوأ من فرعون ألم تعلم أن الله سبحانه قال لموسى : (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
فالتعليم والدعوة ليست بالتعنيف ولا باظهار الشدة المنفرة للسامع او المتلقي ولا بد من الرحمة والرأفة والشفقة بحاله طالما ان الامر لله وابتغاء مرضاته فلنسمتسك بهديه وتوجيهه وامره حيث يقول :- ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل ومثلها قوله تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46] فالبيان لا بد ان يكون باقرب السبل الى قلب السامع والجدال لا بد وان يكون بالتي هي احسن وقد قال ابن تيمية رحمه الله:- ذم الله تعالى في كتابه ثلاثة أنواع من الجدل:
1-الجدل بالباطل.
2-الجدل بلا علم.
3-الجدل في الحق بعدما تبين.
فكن اخي دوما ممن استجاب لامر ربه حيث قال :-{وجادلهم بالتي هي أحسن} وقوله تعالى:- {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } والا فما اديتم وظيفة الدعوة و امانة البلاغ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ادب الدعوة و التعليم وحكمة الداعي و المعلم
- -------- وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ---------
يروى عن عبد الله بن المبارك وكان عابدا عالما مجتهدا مجاهدا، وعالما بالقرآن والسنة، يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل، ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المباوك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله بعد العطس سنة وعلى كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟فقال الرجل: الحمد لله ! عندئذ قال له ابن المبارك:يرحمك الله .
ويروى ان أن الحسن والحسين عليهما السلام رأيا شيخا عجوزا لا يحسن الوضوء
ففكرا في طريقة لإرشاد الشيخ وتعليمه بحيث لا تجرحه ولا تحرجه....
فقالا له : يا شيخ أني وأخي طفلان صغيران فاحكم بيننا من منا يجيد الوضوء خير من الاخر؟
فتوضئا امامه وهو ينظر اليهما فلما فرغا سالاه اينا احسن وضوءا يا عماه؟؟
فقال الشيخ : يا بني كلاكما تجيدان الوضوء خيرا مني....
هكذا يوم ننطلق نعلم لله وننصح لله ونقول لله نرحم المتعلم ونشفق ونترفق بالجاهل حتى نعلمه ويسمع منا...(ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
ويروى انه جلس رجل إلى هارون الرشيد ينصحه وأغلظ عليه في الحديث والقول فالتفت إليه الخليفة قائلا : هل أنت أفضل من سيدنا موسى ؟ فرد الرجل لا ..فسأله الخليفة : هل أنا أسوأ من فرعون؟ فقال لا .. هنا قال الرشيد مادمت لست أفضل من موسى ولا أنا أسوأ من فرعون ألم تعلم أن الله سبحانه قال لموسى : (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
فالتعليم والدعوة ليست بالتعنيف ولا باظهار الشدة المنفرة للسامع او المتلقي ولا بد من الرحمة والرأفة والشفقة بحاله طالما ان الامر لله وابتغاء مرضاته فلنسمتسك بهديه وتوجيهه وامره حيث يقول :- ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) سورة النحل ومثلها قوله تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46] فالبيان لا بد ان يكون باقرب السبل الى قلب السامع والجدال لا بد وان يكون بالتي هي احسن وقد قال ابن تيمية رحمه الله:- ذم الله تعالى في كتابه ثلاثة أنواع من الجدل:
1-الجدل بالباطل.
2-الجدل بلا علم.
3-الجدل في الحق بعدما تبين.
فكن اخي دوما ممن استجاب لامر ربه حيث قال :-{وجادلهم بالتي هي أحسن} وقوله تعالى:- {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } والا فما اديتم وظيفة الدعوة و امانة البلاغ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته