من وصايا حكماء الامة
فبهداهم اقتده...
قال حكيم أصلحوا ألسنتكم، فان الرجل تنوبه النائبة، فيستعير من أخيه ثوبه، ومن صديقه دابته، ولا يجد من يعيره لسانه).
ويصف حكيم أخر الأدب وهو يوصي بنيه فيقول:
(الأدب أكرم الجواهر طبيعية، وأنفسها قيمة، يرفع الأنساب الوضيعة، ويفيد الرغائب الجليلة، ويعز بلا عشيرة، ويكثر الأنصار بغير رزية، فالبسوه حلة، وتزينوه حلية، يؤنسكم في الوحشة، ويجمع لكم القلوب المختلفة).
كتب الخليفة هارون الرشيد وصية،يتوجه بها للأحمر النحوي،مؤدب ولده الأمين،يقول فيها:
وقد ذكرها ابن خلدون في مقدمته المعروفة :وقال ومن أحسن مذاهب التعليم، ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده. قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال( يا احمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعتك عليه واجبة،فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين.
أقرئه القران،وعرفه الآثار،وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره مواقع الكلام وبدأه، وامنعه الضحك إلا في أوقاته،وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه،ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فيها فائدة تفيده إياها، من غير أن تخرق به فتميت ذهنه ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه،وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فان أباهما فعليك بالشدة والغلظة، وبالله توفيقكما)...لاحظ كيف وضع امير المؤمنين قواعد تربوية للمعلم والمؤدب ليسير بها في تعليمه ابنه الذي يريد ان يعده للقياده.
وهذه رسالة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء إلى أبي موسى الأشعري عندما ولاّه قضاء البصرة .
بسم الله الرحمن الرحيم
" من عبد الله عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس ؛ سلام عليك؛ أما بعد ، فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم إذا أدلي إليك ؛ فإنه لا ينفع تكل بحق لا نفاذ له . آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك ؛ حى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك . البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً . أو حرم حلالاً .
لا يمنعك قضاء قضيته اليوم ، فراجعت فيه عقلك ، وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق ؛ فإن الحق قديم ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، الفهمَ الفهمَ فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة ثم اعرف الأشباه والأمثال فقس الأمور عند ذلك ، واعمد إلى أقربها إلى الله، وأشبهها بالحق ، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمداً ينتهي إليه ، فإذا أحضر بينة أخذت له بحقه ، وإلا استحللت عليه القضية ؛ فإنه أنفى للشك ، وأجلى للعمى . المسلمون عدول بعضهم على بعض ، إلا مجلوداً في حد ، أو مجرباً عليه شهادة زور ، أو ظنيناً في ولاء أو نسب ؛ فإن الله تولى منكم السرائر ، ودرأ بالبينات والأيمان ، وإياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم ، والتنكر عند الخصومات ؛ فإن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ، ويحسن به الذخر ، فمن صحت نيته ، وأقبل على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تخلق للناس بما يعمل أنه ليس من نفسه ، شانه الله ، فما ظنك بثوّاب عند الله عز وجل في عاجل رزقه ، وخزائن رحمته ، والسلام ".
فبهداهم اقتده...
قال حكيم أصلحوا ألسنتكم، فان الرجل تنوبه النائبة، فيستعير من أخيه ثوبه، ومن صديقه دابته، ولا يجد من يعيره لسانه).
ويصف حكيم أخر الأدب وهو يوصي بنيه فيقول:
(الأدب أكرم الجواهر طبيعية، وأنفسها قيمة، يرفع الأنساب الوضيعة، ويفيد الرغائب الجليلة، ويعز بلا عشيرة، ويكثر الأنصار بغير رزية، فالبسوه حلة، وتزينوه حلية، يؤنسكم في الوحشة، ويجمع لكم القلوب المختلفة).
كتب الخليفة هارون الرشيد وصية،يتوجه بها للأحمر النحوي،مؤدب ولده الأمين،يقول فيها:
وقد ذكرها ابن خلدون في مقدمته المعروفة :وقال ومن أحسن مذاهب التعليم، ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده. قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال( يا احمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعتك عليه واجبة،فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين.
أقرئه القران،وعرفه الآثار،وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره مواقع الكلام وبدأه، وامنعه الضحك إلا في أوقاته،وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه،ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فيها فائدة تفيده إياها، من غير أن تخرق به فتميت ذهنه ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه،وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فان أباهما فعليك بالشدة والغلظة، وبالله توفيقكما)...لاحظ كيف وضع امير المؤمنين قواعد تربوية للمعلم والمؤدب ليسير بها في تعليمه ابنه الذي يريد ان يعده للقياده.
وهذه رسالة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء إلى أبي موسى الأشعري عندما ولاّه قضاء البصرة .
بسم الله الرحمن الرحيم
" من عبد الله عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس ؛ سلام عليك؛ أما بعد ، فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم إذا أدلي إليك ؛ فإنه لا ينفع تكل بحق لا نفاذ له . آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك ؛ حى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك . البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً . أو حرم حلالاً .
لا يمنعك قضاء قضيته اليوم ، فراجعت فيه عقلك ، وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق ؛ فإن الحق قديم ، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل ، الفهمَ الفهمَ فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة ثم اعرف الأشباه والأمثال فقس الأمور عند ذلك ، واعمد إلى أقربها إلى الله، وأشبهها بالحق ، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمداً ينتهي إليه ، فإذا أحضر بينة أخذت له بحقه ، وإلا استحللت عليه القضية ؛ فإنه أنفى للشك ، وأجلى للعمى . المسلمون عدول بعضهم على بعض ، إلا مجلوداً في حد ، أو مجرباً عليه شهادة زور ، أو ظنيناً في ولاء أو نسب ؛ فإن الله تولى منكم السرائر ، ودرأ بالبينات والأيمان ، وإياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم ، والتنكر عند الخصومات ؛ فإن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ، ويحسن به الذخر ، فمن صحت نيته ، وأقبل على نفسه ، كفاه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تخلق للناس بما يعمل أنه ليس من نفسه ، شانه الله ، فما ظنك بثوّاب عند الله عز وجل في عاجل رزقه ، وخزائن رحمته ، والسلام ".