بين الحزن والفرح
******
إلى ابنتي العروس / أسماء ثروت سليم قبل زفافها لبيت زوجها بساعات قلائل
*******
لم يبق إلا بعضُ سَاعاتٍ ..
لكي تتأهبي
لم يبق إلا لحظتانِ من الوداعِِ
ومَن يقل للشمسِ أن لا تغربي ؟
لم يبق إلا دعوةٌ ..
ويحينُ بسم الله .. بعد الصومِ
صَوتُ المغربِ
الآن نأكلُ ما صنعتِ من الأطايبِ ..والعجائبِ بعدها :
تجدين أُمَّا كَمْ تحارُ مع الأبِ
مَن يَصنعُ الكيكَ المُحلَّى بالفواكه..
طيباً من طيبِ
مَن ذا يُهذِّبُ كلَّ يومٍ بدلتي ودفاتري
من ذا يُرتبُ مَكتبي
مَن ذا سأسمع لو أسَافِرُ قائداً سَيََّارَتي
مهلا بسيرِكَ يا أبي
قد كان حُلما هكذا الأحلامُ تتركنا لنُبْحِرَ
دون أيةِ مَركبِ
لكنني لا أستطيعُ بأن أغَيِّرَ في الطبيعةِ ..
أن أقولَ بُنيتي لا تذهبي
*******
لم يبق إلا أن أعيشَ الفرح..رغم تألمي
وأظلُ مبتسماً بوجه الأصدقاءِ ..ولا أبوحُ..
وأنتِ شهدٌ في فمي
الطَرْحَةُ البيضاءُ فوق جبينِكِ الوردي
سَاهِدَةٌ .. تُخاطبني .. فلا تتلعثمي
ستقولُ لي ..الآن دورُكَ ينتهي
فالطفلةُ الصُغرى عروسٌ
كالصباحِ الأكرمِ
لو يعلم الأبناءُ حجمَ عنائنا برحيلهم ..
لبقوا بكوكبِ روحنا ....
فرضاً وسُنَّةِ مُسلِمِ
الآن ينسدلُ الستارُ وتذهبين لبيتِ زوجِكِ
فابشري وتقدمي
ومراسمُ الحفلِ الكبيرِ تُحيطنا ..
قد باركَ الرحمنُ عُرسَ الموسمِ
هذي رسالتنا أتم اللهُ فرحتنا
تركتُ القلب عندكِ فاعلمي :
ستمرُ كلُ الأُمسياتُ وأنتِ غائبة
ويأبى الشِّعرُ بعدَكِ
أن يسافرَ في دَمي
وتظلُ غُرفتُكِ الأنيقةُ معلماً
لفراشةَ ..بجوار مكتبتي
وغرفةِ مَرسمي
والآن ليس بوسعنا
إلا الدعاءُ بكُلِ أُمنيَةٍ
فكوني للحبيبِ فَرِاشَةً مِن بَلْسَمِِ
واللهَ أسألُهُ الهدايةَ والتٌقَى
والله خيرٌ حافظا فلتسلمي
*****
بقلب وقلم
ثروت سليم الوالد والشاعر