رقمٌ مفرَدٌ
تتوالى الأَيامُ مكرورةً خاوِيةً من لامأْلوفٍ كأَنَّ النِّسرينَ وردَةٌ عادِيَّةٌ ! عندما همستَ في أُذنِي أَنَّ الخرِيفَ مُجرَّدُ فصلٍ ، شيءٌ ما تراقَصَ في قرارةِ كأْسي المُترَعَةِ بالنّتُوءاتِ ...
لنْ أَدَعَ الاحتمالاتِ تتخطّى المألوفَ ، هذا ما همستُهُ في أُذنِكَ آخرَ هبوبٍ لنسيمٍ ...
- ما أجملَ تلكَ الخصلةَ المُتَمَرِّدَةَ من شعرِكِ البُنِّيِّ !
- لا تُحاوِل استدراجي إِلى دائرَتِكَ المتشَعِّبَةِ .
سآخُذُ نفسًا عميقًا ، وأَمضِي .
تذكَّر تلقّيتُ ومنْذُ نعومَتِي دروسًا في التَّربيَةِ الشَّرقيَّةِ .
أَعلَمُ ستتَّهِمُنِي بإِسقاطاتٍ كثيرَةٍ أَبرزُها : أَنتِ خارِجَ دائِرَةِ المأْلوفِ منْ زمَنٍ تخطَّى ركبَهُ عجلَةَ موروثٍ بالٍ .
التماعَةٌ في عينيكَ أَثارَت حفيظَتِي ...
- عزيزَتِي ، هل أُقدِّمُ لكِ كوبَ قهوَةٍ .
- ابتسامَةٌ مُدرِكَةٌ وسمتْ ملامِحِي ؛أَعشَقُ القَهوةَ رفيقَتي في يقظَتِي ... شكرًا لاهتمامِكَ .
- تفضَّلِي ومعَ القهوَةِ سأُقدِّمُ لك قالَبًا منَ الأَفكار الجاهِزَةِ ، مواكَبَةُ العصرِ تجاوُزٌ ...
- حسنًا ، هاتِ ما عندَكَ سأَسمَعُكَ للنِّهايَةِ ، اعتدت اللّامأْلوفَ في زَمنٍ بُتِرَتْ ساقُهُ ...
قد يبدو أَعرجَ لكنَّ المُهلِّلِين كُثرًا ، ودُعاةَ الإنسانِيَّةِ حدِّثْ ولا حرجَ ...
"ابتسامَةٌ غامِضَةٌ، غلَّفتْ سُحنَتَهُ ، أَثارت حشرِيَّتي .
سأَمضي حتى النِّهايَة أَهيمُ بالخاتِمَةِ شأنَ كلِّ قارِئٍ لروايَةٍ مبهمَةٍ .
- أَوَّلًا اقبَلي منِّي هذا السِّوارَ .
- لكنَّني أَكرَةُ القيودَ !
- أرجو مِنكِ ...
- نعم ...
فقط لأَنَّنِي أَستَعجِلُ ثانِيًا ...
- الإِناءُ الّذي يتوسَّطُ الطَّاوِلَةَ مستأثِرًا بحيًّزٍ أَكبَرَ ...
- ما شأْنُهُ ؟
- حاوِلِي كسرَهُ !..
-رويدكَ ... رويدَك ...
أَلا تعلم ما انكسَرَ لا يُمكِنُ إِصلاحُهُ، أَلرّقمُ مُفرَدُ والعتمَةُ حالِكَةٌ .
--------------
احلام دردغاني