الأديبة فاتن ديركي..من عملها بالمحاماة ومشاهداتها تكتب قصصا تناصر المرأة
دمشق-سانا
دخلت الكاتبة فاتن ديركي عالم القصة القصيرة قادمة من مهنة المحاماة التي وفرت لها كما كبيرا من القصص الاجتماعية التي تكشف أسرار البيوت وكل ما هو مسكوت عنه لتجد فيما بعد أن كتابة الأدب أوسع من تسجيل مشاهداتها في أروقة المحاكم ومحاضر مخافر الشرطة.
تقول ديركي في حديث مع سانا الثقافية “كتابة القصة نتيجة لانعكاس ما يشاهده الكاتب وإحساسه بما يدور حوله ونتيجة التواصل بينه وبين مجتمعه فقد يتأثر بتداعيات عمله وبما يسمعه فيأتي إلى الورقة البيضاء ليعبر عما عاشه أو سمع به أو التقاه بأسلوب يعيد صياغة كل ما حدث عبر الموهبة المرتبطة بشخصية الكاتب ليخلص الى نتيجة تعالج الحدث وتطرح الرؤية فتكون القصة نتاجا أدبيا يصل إلى المتلقي بكامل مكوناته”.
وأضافت ديركي “كثيرا مما كتبته كان انعكاسا للواقع ولما رأيته واحسست به خلال عملي بالمحاماة باحساسي ككاتبة وامرأة تعيش كل مشاكل النساء وتتعامل معها برغبة كبيرة في الوصول إلى الحق والعدل والعمل على تغيير الواقع ولاسيما المغلوط منه فجاءت قصصي ملأى بالاحزان والتناقضات والالام التي ذهبت إلى حل يخدم المرأة ويعكس الذات ويعمل على بناء المجتمع الحضاري السليم”.
وعن طريقتها في كتابة القصة قالت “أكتب بصورة عفوية ولا أتعمد الكتابة فهي التي تأخذني لانسجم معها على حنايا الورق لذلك اعتقد جازمة أن ما اكتبه يحدث وقعا في نفس المتلقي لأنه يخصه ولانه مأخوذ من قضاياه عبر ثقافة جديدة تضيف أسلوبا يكلل النص والموضوع بشرف القصة واسمها الأدبي”.
وتميز المحامية القاصة بين لجوئها للقصة القصيرة وللقصة القصيرة جدا وعندما يكون الحدث الاجتماعي بحاجة إلى زمن طويل في المعالجة وإلى بيئة واسعة وتكوين فني لابد من كتابتها بأسلوب القصة القصيرة المكونة من حدث وشخوص وعقدة ونهاية أما القصة القصيرة جدا فلا تحتاج إلى إحداث وشخوص فتشبه الخاطرة لكنها أكثر تكثيفا واشد لمعانا وتأخذ تكوين الومضة الأدبية.
وترى مؤلفة مجموعة نسائم ملوثة أن القصة القصيرة جدا لا تمتلك مقومات القص ولا عناصره وما هي إلا انعكاس لواقع يتطلب السرعة وليس بمقدورنا أن نقارنها بعراقة القصة القصيرة وان كانت أصبحت أدبا موازيا لطبيعة المجتمع البشري الحالي الذي بات محكوما بالسرعة كما أن من يكتب هذا النمط القصصي ليس بالضرورة أنه يستطيع كتابة القصة القصيرة بألقها وعراقتها وأدواتها وتاريخها ولاسيما أن القصة القصيرة جدا أصبحت الآن في متناول الجميع وهي قيد تجارب الكثيرين.
وأشارت ديركي إلى ارتياحها في كتابة القصة إلى طريقة الخطف خلفا والتي تبدأ بالحدث ثم تعالج تحولاته وأسبابه وما يرمي إليه لافتة إلى أنها اطلعت على كثير من التجارب القصصية كنجيب محفوظ وهيفاء بيطار وكثير من الآدباء المعاصرين دون أن تدخل في مجال التقليد.
القصة القصيرة بحسب ديركي اثبتت حضورها التاريخي وخاصة التي تمتلك عناصر القص فقد وازت الاجناس الأدبية الأخرى وأصبحت معبرة عن هموم وقضايا الناس وأخذت اتجاهات مختلفة كما تجده عند الأديب حسن حميد والدكتور نضال الصالح وان كان النقد أكثر حضورا عنده.
ولفتت ديركي إلى الحضور الثقافي والاهتمام بالقصة بشكل واضح من قبل الأوساط صاحبة الشأن حاليا رغم ما تعانيه سورية من ظروف قاسية وهذا يدل على عراقة الأديب السوري واحترامه لموهبته وقدرته على مواكبة الحياة.
يذكر أن الاديبة فاتن ديركي صاحبة حضور في عدد من الأنشطة الثقافية ولها مجموعتان قصصيتان الأولى نسائم ملوثة والثانية رسالة اعتذار من طائر الفينيق الذي لا يموت.
محمد الخضر وثورة زينية