17- بسم الله الرحمن الرحيم -17
الحلقة السابعة عشرة من ربط العبادات بالسلوك والمعتقد
حلقة الختام
اخواني واخواتي الاكارم ان الصلاة التي طلبت منا هي غير الصلاة التي نؤديها، ولا تحرك فينا مشاعر واحاسيس ولاتغير واقع نعيش، وبالتالي لا تقوم في حياتنا ولا تقيم لنا صلة وصل مع الله او مع كتابه، فلم تغير بالتالي منكرا ولم تامر بمعروف ولم تنهنا عن اثم او تجاوز او مظلمة او مخالفة... لان هذه الصلاة نؤديها للخلاص من فريضة واسقاطها عن عواتقنا فقط..اي اننا لم نقم الصلاة..ونحن مامورون من ربنا باقامتها وليس مجرد ادائها..فالله عز وجل قال :- ويل للمصلين- ولم يتصفوا بانهم مصلين الا كان اداء الصلاة فعلا ملازم لهم، فاتصفوا بانهم مصلين..اي مؤدين للصلاة لكنهم ..-الذين هم عن صلاتهم ساهون - فهم ساهون لاهون عن اثر الصلاة على نفوسهم وافكارهم وعقلياتهم ومسلكهم وتصرفاتهم فلا يقيمون الصلاة في حياتهم باقامة الصلة بالله تعالى في معاملاتهم ومسيرة حياتهم. فلم تامرهم بالتالي صلاتهم ولم تنههم واقامة الصلاة هو اقامة امرها ونهيها في حياتك. قال الله تعالى:- ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45
قال الامام القرطبي في تفسيره رحمه الله:-المراد بـ ( أقم الصلاة ) : إدامتها ، والقيام بحدودها . ثم أخبر حكما منه بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر ، وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة ، والصلاة تشغل كل بدن المصلي ، فإذا دخل المصلي في محرابه ، وخشع ، وأخبت لربه ، وادكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه : صلحت لذلك نفسه ، وتذللت ، وخامرها ارتقاب الله تعالى ، وظهرت على جوارحه هيبتها ، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة . فهذا معنى هذه الأخبار ؛ لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون .
قلت – أي القرطبي - : لا سيما وإن أشعر نفسه أن هذا ربما يكون آخر عمله ، وهذا أبلغ في المقصود ، وأتم في المراد ، فإن الموت ليس له سن محدود ، ولا زمن مخصوص ، ولا مرض معلوم ، وهذا مما لا خلاف فيه . وروي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه ، فكُلم في ذلك فقال : إني واقف بين يدي الله تعالى ، وحق لي هذا مع ملوك الدنيا ، فكيف مع ملك الملوك ؟! فهذه صلاة تنهى - ولا بد - عن الفحشاء والمنكر .
ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء ، لا خشوع فيها ، ولا تذكر ، ولا فضائل – كصلاتنا ، وليتها تجزي - فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان ، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى : تركته الصلاة يتمادى على بعده ، وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن والأعمش قولهم : ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا ) " انتهى.من " الجامع لأحكام القرآن " (13/348) .
فاخي المصلي الكريم لتؤدي الصلاة بعقلك وفكرك وجميع جوارحك ولتقم صلاتك معك في كل شأن حياتك ، فكن مصليا في بيعك وشرائك وعملك وكن مصليا في حديثك وخطابك ومعاملاتك ، ولتقم الصلاة في حياتك كلها فلا تغفل عنها ولا تكن عنها من الساهين . واعلم اخي ان الحياة في محراب الصلاة انما هي اقامة للصلاة في محاريب الحياة و طرقاتها
والى ان نلتقي واياكم في سلسلة اخرى من مواضيع شريعتنا وديننا الحنيف نستودعكم الله تعالى ونسأله ان يجعلنا واياكم ممن يستعمون القول فيتبعون احسنه ولا تنسونا وامواتنا من دعوة صالحة تخصون بها والدي يوسف وولدي انس رحمهما الله وسائر اموات المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحلقة السابعة عشرة من ربط العبادات بالسلوك والمعتقد
حلقة الختام
اخواني واخواتي الاكارم ان الصلاة التي طلبت منا هي غير الصلاة التي نؤديها، ولا تحرك فينا مشاعر واحاسيس ولاتغير واقع نعيش، وبالتالي لا تقوم في حياتنا ولا تقيم لنا صلة وصل مع الله او مع كتابه، فلم تغير بالتالي منكرا ولم تامر بمعروف ولم تنهنا عن اثم او تجاوز او مظلمة او مخالفة... لان هذه الصلاة نؤديها للخلاص من فريضة واسقاطها عن عواتقنا فقط..اي اننا لم نقم الصلاة..ونحن مامورون من ربنا باقامتها وليس مجرد ادائها..فالله عز وجل قال :- ويل للمصلين- ولم يتصفوا بانهم مصلين الا كان اداء الصلاة فعلا ملازم لهم، فاتصفوا بانهم مصلين..اي مؤدين للصلاة لكنهم ..-الذين هم عن صلاتهم ساهون - فهم ساهون لاهون عن اثر الصلاة على نفوسهم وافكارهم وعقلياتهم ومسلكهم وتصرفاتهم فلا يقيمون الصلاة في حياتهم باقامة الصلة بالله تعالى في معاملاتهم ومسيرة حياتهم. فلم تامرهم بالتالي صلاتهم ولم تنههم واقامة الصلاة هو اقامة امرها ونهيها في حياتك. قال الله تعالى:- ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45
قال الامام القرطبي في تفسيره رحمه الله:-المراد بـ ( أقم الصلاة ) : إدامتها ، والقيام بحدودها . ثم أخبر حكما منه بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر ، وذلك لما فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة ، والصلاة تشغل كل بدن المصلي ، فإذا دخل المصلي في محرابه ، وخشع ، وأخبت لربه ، وادكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه : صلحت لذلك نفسه ، وتذللت ، وخامرها ارتقاب الله تعالى ، وظهرت على جوارحه هيبتها ، ولم يكد يفتر من ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة . فهذا معنى هذه الأخبار ؛ لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون .
قلت – أي القرطبي - : لا سيما وإن أشعر نفسه أن هذا ربما يكون آخر عمله ، وهذا أبلغ في المقصود ، وأتم في المراد ، فإن الموت ليس له سن محدود ، ولا زمن مخصوص ، ولا مرض معلوم ، وهذا مما لا خلاف فيه . وروي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه ، فكُلم في ذلك فقال : إني واقف بين يدي الله تعالى ، وحق لي هذا مع ملوك الدنيا ، فكيف مع ملك الملوك ؟! فهذه صلاة تنهى - ولا بد - عن الفحشاء والمنكر .
ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء ، لا خشوع فيها ، ولا تذكر ، ولا فضائل – كصلاتنا ، وليتها تجزي - فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان ، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى : تركته الصلاة يتمادى على بعده ، وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود وابن عباس والحسن والأعمش قولهم : ( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا ) " انتهى.من " الجامع لأحكام القرآن " (13/348) .
فاخي المصلي الكريم لتؤدي الصلاة بعقلك وفكرك وجميع جوارحك ولتقم صلاتك معك في كل شأن حياتك ، فكن مصليا في بيعك وشرائك وعملك وكن مصليا في حديثك وخطابك ومعاملاتك ، ولتقم الصلاة في حياتك كلها فلا تغفل عنها ولا تكن عنها من الساهين . واعلم اخي ان الحياة في محراب الصلاة انما هي اقامة للصلاة في محاريب الحياة و طرقاتها
والى ان نلتقي واياكم في سلسلة اخرى من مواضيع شريعتنا وديننا الحنيف نستودعكم الله تعالى ونسأله ان يجعلنا واياكم ممن يستعمون القول فيتبعون احسنه ولا تنسونا وامواتنا من دعوة صالحة تخصون بها والدي يوسف وولدي انس رحمهما الله وسائر اموات المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .