بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية من سلسلة ربط العبادات بالمعتقد والسلوك
ربط العبادات بالسلوك (2)
تكلمنا امس في طهارة و غسل البدن كشرط لصحة اداء الصلاة لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا )النساء43)وبينا انه تلزمك طهارة داخلك وباطنك قبل طهارة جسدك ، وطهارة الباطن تكون بفقه واعتقاد لااله الا الله محمد رسول الله يقينا يبنى به العقل والفكر، وتكيف على اساسه النفس والهوى والمشاعر والاحاسيس لقوله تعالى : (انماالمشركون نجس) والنجاسة هنا معنوية تشمل معتقدهم ، وبالتالي سلوكهم ونفسياتهم واهواءهم ، ونجاسة مادية تشمل اطعمتهم وجثثهم فلذلك حرم التناكح معهم وحرم دفنهم بمقابر المسلمين وحرمت ذبائحهم.فاصل نجاستهم متأتية من نجاسة الفكر والمعتقد .فلذلك جاء الحديث الذي رواه البخاري (المؤمن لا ينجس).لطهارة معتقده . واما النفس وبنائها على اساس المعتقد فقال سلام الله عليه (الايمان ما وقر في النفس وصدقه العمل).واما الهوى وتكييفه بموجب الايمان فقال سلام الله عليه (لايؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) رواه مسلم .
واما المشاعر والاحاسيس والعاطفة فقوله تعالى : (لاتجد قوما بؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله...) وقوله عليه السلام (لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه).
وقلنا ان الطهارة مطلوبة في الثوب لقوله تعالى (وثيابك فطهر ) ، حيث ان الثوب لباس ستر للانسان يستر عورته و زينة يتزين بها بين جنسه من البشر، قكانه بهذا الطلب لطهارة الثوب والملبس يشير اليك ان لا ستر في نجاسة ولازينة بنجس ، وانما النجاسة هي البشاعة وان المحرم لايستر عورة وان تغطى به صاحبه فهو عندالله عريان .فلا ستر اذن لا في عمل نجس محرم ولا في شئ نجس ، فالمعصية كشفت ستر ءادم وحواء من قبل في الجنة ، (فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه ) ليسترا عورتيهما التي تبدت بالمعصية . فاحرص على طهارة ثيابك وملبسك وان لاتدنسها بالمعاصي والذنوب واحرص على حلها ولا تلبس حراما فانه يشينك ولا يزينك ويعريك ولا يسترك وان كساك.
واما طهارة المكان فانه لايصح ان تستقبل العظيم بموضع قذارة ونجاسة ، ولايحضرك الكريم فيه فاذا طهرت الجسد والثوب ومكان الوقوف بين يدي الجليل فطهر موضع نظره سبحانه منك وهو القلب الذي به تستقبل ربك واليه ينظر ربك (ان الله لاينظر الى اشكالكم وصوركم ولكن ينظر الى قلوبكم ) فلا ينظرن الله منك الى حاوية قمامة ، حوت كل قمامات اهل الضلال من فكر ومعتقد ومشاعر واهواء وشهوات ، ونظف قلبك من فيروسات الحسد والاحقاد والكراهية والبغضاء واقبل عليه بقلب سليم من كل مخالف لمنهج الله تعالى فان الله لا يقبل الا من اتاه بقلب سليم ، اللهم سلم قلوبنا وطهر نفوسنا وعقولنا وزكها فانت خير من زكاها وللحديث بقية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاتنسونا من صالح دعواتكم .
اخوكم محمد بن يوسف الزيادي
الحلقة الثانية من سلسلة ربط العبادات بالمعتقد والسلوك
ربط العبادات بالسلوك (2)
تكلمنا امس في طهارة و غسل البدن كشرط لصحة اداء الصلاة لقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا )النساء43)وبينا انه تلزمك طهارة داخلك وباطنك قبل طهارة جسدك ، وطهارة الباطن تكون بفقه واعتقاد لااله الا الله محمد رسول الله يقينا يبنى به العقل والفكر، وتكيف على اساسه النفس والهوى والمشاعر والاحاسيس لقوله تعالى : (انماالمشركون نجس) والنجاسة هنا معنوية تشمل معتقدهم ، وبالتالي سلوكهم ونفسياتهم واهواءهم ، ونجاسة مادية تشمل اطعمتهم وجثثهم فلذلك حرم التناكح معهم وحرم دفنهم بمقابر المسلمين وحرمت ذبائحهم.فاصل نجاستهم متأتية من نجاسة الفكر والمعتقد .فلذلك جاء الحديث الذي رواه البخاري (المؤمن لا ينجس).لطهارة معتقده . واما النفس وبنائها على اساس المعتقد فقال سلام الله عليه (الايمان ما وقر في النفس وصدقه العمل).واما الهوى وتكييفه بموجب الايمان فقال سلام الله عليه (لايؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) رواه مسلم .
واما المشاعر والاحاسيس والعاطفة فقوله تعالى : (لاتجد قوما بؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله...) وقوله عليه السلام (لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه).
وقلنا ان الطهارة مطلوبة في الثوب لقوله تعالى (وثيابك فطهر ) ، حيث ان الثوب لباس ستر للانسان يستر عورته و زينة يتزين بها بين جنسه من البشر، قكانه بهذا الطلب لطهارة الثوب والملبس يشير اليك ان لا ستر في نجاسة ولازينة بنجس ، وانما النجاسة هي البشاعة وان المحرم لايستر عورة وان تغطى به صاحبه فهو عندالله عريان .فلا ستر اذن لا في عمل نجس محرم ولا في شئ نجس ، فالمعصية كشفت ستر ءادم وحواء من قبل في الجنة ، (فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه ) ليسترا عورتيهما التي تبدت بالمعصية . فاحرص على طهارة ثيابك وملبسك وان لاتدنسها بالمعاصي والذنوب واحرص على حلها ولا تلبس حراما فانه يشينك ولا يزينك ويعريك ولا يسترك وان كساك.
واما طهارة المكان فانه لايصح ان تستقبل العظيم بموضع قذارة ونجاسة ، ولايحضرك الكريم فيه فاذا طهرت الجسد والثوب ومكان الوقوف بين يدي الجليل فطهر موضع نظره سبحانه منك وهو القلب الذي به تستقبل ربك واليه ينظر ربك (ان الله لاينظر الى اشكالكم وصوركم ولكن ينظر الى قلوبكم ) فلا ينظرن الله منك الى حاوية قمامة ، حوت كل قمامات اهل الضلال من فكر ومعتقد ومشاعر واهواء وشهوات ، ونظف قلبك من فيروسات الحسد والاحقاد والكراهية والبغضاء واقبل عليه بقلب سليم من كل مخالف لمنهج الله تعالى فان الله لا يقبل الا من اتاه بقلب سليم ، اللهم سلم قلوبنا وطهر نفوسنا وعقولنا وزكها فانت خير من زكاها وللحديث بقية . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاتنسونا من صالح دعواتكم .
اخوكم محمد بن يوسف الزيادي