(11) بسم الله الرحمن الرحيم (11)
الحلقة الحادية عشرة من سلسلة:--
ربط العبادات بالسلوك والمعتقد
في معاني الفاتحة .
في الحلقة العاشرة تحدثنا في معاني البسملة ، ونبدأ بها متبركين وبالله مستعينين فنقول بسم الله الرحمن الرحيم لنشرع في معاني الحمد .. ( الحمد لله رب العالمين )
الحمد :- يعني لغة : المدح والثناء والشكر على الفعال والخصال ، و ( ال) افادت هنا الاستغراق ، وهذا يعني ان الحمد انواع :- فمنه حمد الخالق لنفسه كونه مستحق للحمد بذاته وبما يجب له من صفاته القائمة بذاته جل وعلا .
ومنه حمد الخالق للمخلوق كقوله (وانك لعلى خلق عظيم ) فكلاهما منه وله.
فهو اعلم بما وبمن يحمد ويمدح .
ومنه حمد المخلوق للخالق كقولنا : ( الحمد لله ) وكوصفنا له تعالى بحميد الصفات التي ارشدنا لها . وهذا ينبغي فيه اخلاص النية لانه عبادة يتقرب الانسان بها اليه سبحانه . وهو حمد واجب مستحق للذات العلية .
ومنه حمد المخلوق للمخلوق ، وهذا يجب ان يكون لله ولا يكون لله الا اذا مدحته بما يرضي الله لفعل او خصلة يرضاها الله ، ومن مقتضى رضى الله ان يقع منك الذم لكل ما يغضب الله ، ولا يرضى عنه من فكر او سلوك او سجية . فمن حمد فكراً ضالاً او صاحبه او حمد فعلاً منكرا وقع فيما يغضب الله ولم يحمد الله. فلينتبه من يحمد ويمتدح افكار الضلال والعصيان ويزينها للناس ان يقع في غضب الله، فان الرجل ليتلفظ بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيخر في جهنم سبعين خريفاً لا يصل الى قعرها ، فويل لمن يمتدحون رايات الجاهلية قومية عصبية نتنة ، او وطنية وثنية بغيضة ما انزل الله بها من سلطان ، وما رضيها رابطة بين عباده ، ولا على اساسها يرضى ان يبنى لهم كيان ، بل رضي لهم ان يكونوا عباد الله اخوانا ، تربطهم العقيدة برابطة الايمان ، فاخاك في العقيدة هو اخوك ولو لم يتصل بك بنسب ، واخوك في النسب ان لم يكن على دينك عدوك المبين وتثار منه لاخيك في العقيدة والدين
:- قال تعالى (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة 24.
فالرابطة لا دموية نسبية ، ولا مصلحية مادية ، ولا مسكنية اي وطنية هابطة بل هي رابطة سامية عقائدية مبدئية يلتقي بها الناس من شتى الاصول والمنابت متآخين متحابين في الله الواحد الاحد ، وتسموا بهم لتربطهم بخالقهم ليكونوا عباد الله اخوانا متحابين فيه يحب احدهم لاخيه ما يحبه لنفسه ، كالبنيان المرصوص جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر والحمى .
الحمد لله اي اصرف هذا الحمد لمستحقه واجب الحمد كما امر تعبدا مني وطاعة وقربة.
والله الخالق المدبر لامر الخلق بما قضى ، وبما قدر فهدى ، فيحمد على تقديره وقضائة وهدايته (رب العالمين ) الرب الذي ربى والتربية بدنية جسدية وخلقية مسلكية.
وقد شملت تربية الله لنا كل ذالك فقدر في اجهزة اجسادنا ما يساعدها على النمو والاستمرار في البقاء ، و اوحى لنا بمنهج يستقيم به الفكر والسلوك فله الحمد والمنة ، وشملت تربيته كل اصناف المخلوقات بما وضع لها من انظمة وقوانين جعلها سننا ونواميس تسير وجودها .
وارى في هذا المساء بهذا القدر كفاية خشية الاطالة وعلى الشوق والمحبة اترككم في رعاية الله على امل ان يتجدد اللقاء بكم في حلقة جديدة فلا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحلقة الحادية عشرة من سلسلة:--
ربط العبادات بالسلوك والمعتقد
في معاني الفاتحة .
في الحلقة العاشرة تحدثنا في معاني البسملة ، ونبدأ بها متبركين وبالله مستعينين فنقول بسم الله الرحمن الرحيم لنشرع في معاني الحمد .. ( الحمد لله رب العالمين )
الحمد :- يعني لغة : المدح والثناء والشكر على الفعال والخصال ، و ( ال) افادت هنا الاستغراق ، وهذا يعني ان الحمد انواع :- فمنه حمد الخالق لنفسه كونه مستحق للحمد بذاته وبما يجب له من صفاته القائمة بذاته جل وعلا .
ومنه حمد الخالق للمخلوق كقوله (وانك لعلى خلق عظيم ) فكلاهما منه وله.
فهو اعلم بما وبمن يحمد ويمدح .
ومنه حمد المخلوق للخالق كقولنا : ( الحمد لله ) وكوصفنا له تعالى بحميد الصفات التي ارشدنا لها . وهذا ينبغي فيه اخلاص النية لانه عبادة يتقرب الانسان بها اليه سبحانه . وهو حمد واجب مستحق للذات العلية .
ومنه حمد المخلوق للمخلوق ، وهذا يجب ان يكون لله ولا يكون لله الا اذا مدحته بما يرضي الله لفعل او خصلة يرضاها الله ، ومن مقتضى رضى الله ان يقع منك الذم لكل ما يغضب الله ، ولا يرضى عنه من فكر او سلوك او سجية . فمن حمد فكراً ضالاً او صاحبه او حمد فعلاً منكرا وقع فيما يغضب الله ولم يحمد الله. فلينتبه من يحمد ويمتدح افكار الضلال والعصيان ويزينها للناس ان يقع في غضب الله، فان الرجل ليتلفظ بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيخر في جهنم سبعين خريفاً لا يصل الى قعرها ، فويل لمن يمتدحون رايات الجاهلية قومية عصبية نتنة ، او وطنية وثنية بغيضة ما انزل الله بها من سلطان ، وما رضيها رابطة بين عباده ، ولا على اساسها يرضى ان يبنى لهم كيان ، بل رضي لهم ان يكونوا عباد الله اخوانا ، تربطهم العقيدة برابطة الايمان ، فاخاك في العقيدة هو اخوك ولو لم يتصل بك بنسب ، واخوك في النسب ان لم يكن على دينك عدوك المبين وتثار منه لاخيك في العقيدة والدين
:- قال تعالى (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة 24.
فالرابطة لا دموية نسبية ، ولا مصلحية مادية ، ولا مسكنية اي وطنية هابطة بل هي رابطة سامية عقائدية مبدئية يلتقي بها الناس من شتى الاصول والمنابت متآخين متحابين في الله الواحد الاحد ، وتسموا بهم لتربطهم بخالقهم ليكونوا عباد الله اخوانا متحابين فيه يحب احدهم لاخيه ما يحبه لنفسه ، كالبنيان المرصوص جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى اليه سائر الاعضاء بالسهر والحمى .
الحمد لله اي اصرف هذا الحمد لمستحقه واجب الحمد كما امر تعبدا مني وطاعة وقربة.
والله الخالق المدبر لامر الخلق بما قضى ، وبما قدر فهدى ، فيحمد على تقديره وقضائة وهدايته (رب العالمين ) الرب الذي ربى والتربية بدنية جسدية وخلقية مسلكية.
وقد شملت تربية الله لنا كل ذالك فقدر في اجهزة اجسادنا ما يساعدها على النمو والاستمرار في البقاء ، و اوحى لنا بمنهج يستقيم به الفكر والسلوك فله الحمد والمنة ، وشملت تربيته كل اصناف المخلوقات بما وضع لها من انظمة وقوانين جعلها سننا ونواميس تسير وجودها .
وارى في هذا المساء بهذا القدر كفاية خشية الاطالة وعلى الشوق والمحبة اترككم في رعاية الله على امل ان يتجدد اللقاء بكم في حلقة جديدة فلا تنسونا من صالح الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .