(12)بسم الله الرحمن الرحيم(12)
الحلقة(12)من سلسلة ربط العبادات بالسلوك والمعتقد
اكمال تامل معاني الفاتحة
فيما مضى تحدثنا عن معاني الحمد ، وانه يشمل المدح والشكر والثناء بالقول وبالعمل ، فلذلك انت تعمل الصالح الطيب ، شكرا لمن احسن اليك ، وبتلبية امره حمدا لما قدم لك ، وبذكره ثناء على احسانه اليك ، وعدم الغفلة عنه والا كنت ناكرا لجميله وفضله.
وتحدثنا عن معنى الربوبية احدى ركائز عقيدتنا وايماننا لانها تعطبنا التصور الاوضح لعلاقة الكون والانسان والحياة بخالقها وموجدها ، ومحدث انظمتها وسننها والقوانين والنواميس التي بها تستمر مستقيمة الوجود.
فالله الخالق والخلق ايجاد من عدم ، ولايكون ذلك ممكنا الا لمن له القوة والقدرة المطلقة ، والخلق بعد الايجاد بحاجة الى ربوبية اي قدرة التدبير لوجود الموجودات لتستمر في وجودها باعيانها او باجناسها بما اودع فيها او اوحى لها ما يستقيم به امرها من سنن ونواميس منظمة لوجود كل موجود بما يجعله يستقيم باستمرار وجوده في منظومة الوجود.وعليه فهو سبحانه سيد الوجود ولا ينبغي لعاقل مؤمن ان يتصرف فيه او بموجود من موجوداته الا وفقا لاذنه سبحانه وارادته.
والربوبية مرتبطة بالرحمة التي تعني الرقة والرفق والعطف واللطف والاتصاف بها من كمال القوة وجمالها ، فلذلك وصف نفسه تعالى لتصفه انت (الرحمن الرحيم) والرحمن صيغة وزنها فعلان اي كثير الفعل ، لانه هو يرحم من خلق بذاته ، وهو من وضع الرحمة وجعلها في قلوب مخلوقاته لتتراحم بها ، ولولاها ما كانت في الدنيا رحمة الامومة ولا الابوة ولا الاخوة ولا الفة الاجناس لاجناسها ، ففعله رحمة وهو خلق الرحمة في قلوب مخلوقاته لتدفأبها الحياة ولا قادر على ذلك الا هو ، فاختص سبحانه بهذا الاسم فلا يصدق الوصف به الا له يكذب كل من تسمى به ان وجد ، فلا نعلم له بهذه الصفة سميا .لان مصداقية الوصف تاتي من انطباقه على واقعه ، ولا يوجد له في الوجود واقع ينطبق عليه الامن هو فوق الواقع رب العالمين.وحياة الاحياء لا تستقيم ولا تستمربلا رحمة ، فمن مقتضيات وجود الحياة وجود الرحمة .
والرحيم من الرحمة ايضا جاءت على وزن فعيل لتعطي معنى السعة والتكثير لها لمن اختصهم الله برحمته من المؤمنين والصالحين حشرنا الله في زمرتهم وهدانا طريقتهم.فربوبيته لنا بالرحمة التي اودعها قلوبنا من اعظم نعمه ، وبرحمته لنا بايداعه نواميس الوجود فينا وفي كوننا وحياتنا وفي هدايته لنا بالشرع منهجا مقوما لسلوكنا معبر الحياة باستقامة الى اخرة المعاد ودار الحساب بالثواب والعقاب . وكأنه يبين لنا جل وعلا ان لا قوامة لوجود ولا استقامة لرعية الا بوجود الرحمة والتراحم بين افراد الموجودات .
(مالك يوم الدين) والمالك هو المستولي والحائز والمتصرف والمتحكم فيما يملك ، دون منازع من الاغيار، ويوم الدين ذلك اليوم الذي تحاسب فيه الانفس ،فاذا بامثلهم استقامة وطاعة لم تكافيء حياة طاعته اقل النعم وزنا ، فبرحمة الله ينجوا من عمل بطاعته ليستوجبها فما بالك بمن ضل وعصى!!
ومن كانت بيده البداية واليه النهاية وله الحساب وبيده الثواب والعقاب فما لك الا ان تعقد معه عهدا ، وتبرم معه ميثاقا تستسلم من خلاله اليه وتذعن وتنقاد اليه بامره .
فتعلن بين يديه (اياك نعبد واياك نستعين) فانظر من تخاطب وانظر ماذا تقول .انك تعاهد الله الخالق المدبر رب العلمين ، المالك ليوم الدين والمتصرف فيه بالخلق ثوابا وعقابا ، وبلغة جماعة المتكلمين ولو كنت وحدك لانك مكلف بحمل منهج الطاعة والعبادة وحراسته ، الذي ارسل به نبيك رحمة للعالمين ، فتخاطبه بلسان اخوانك المؤمنين الذين هم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم ادناهم ، ملتزما امامه ان تستقيم معهم على منهج طاعته فلا تفارقهم ، ولما كانت قوى الشر ممثلة بالشيطان من الجن وحزبه من الانس والطاغوت ، ومناهجهم هم اعداؤك واعداء اهل الصلاح والتقى ، فانك بحاجة للمعين ولا معين على اتباع ونشر منهج الله الاهو . فاياك ان تستعين بغيره ، لان الاستعانة بالغير لن تخدم المنهج الطاهر وانى لاهل النجاسة ان يخدموا منهج الطهارة!!.
فاطلب منه فقط العون لاليعينك هو بما كلفك القيام به من واجبات واعمال ، بل ليرشدك الى منهج ويهديك الى صراط الاستقامة ، الذي به هدى اهل الصلاح من قبل(اهدنا الصراط المستقيم) وبه تستقيم الحياة وتصلح الدنيا والاخرة.
(صراط الذين انعمت عليهم) بالاستقامة على دينه الحق كما نزل ونتبرأ الى الله من مناهج اليهود المحرفين للكلم عن مواضعه ، والمزورين على االله زورا وبهتانا ، والمبدلين لدين الله وشرعه وهم يعلمون ، فاستحقوا من الله اللعن والغضب والطرد من رحمة الله . كونهم ضاهؤوا قول الذين كفروا من قبل . وللاسف كم لفة وعمامة ممن ينتسبون لديننا زينت الباطل لفرعونها وتملقت قارونها وزينت المنكر لهامانها ، طمعا بفتات الموائد فباعوا دينهم العظيم بابخس الاثمان ، ونسوا يوما لانجاة فيه الا لمن اتى الله بقلب سليم ، وكان في هذه قد القى السمع وهو منيب. فكيف نبرأ الى الله ونعاهده ، واكثرهم على منهجهم سائرون ،ولسبلهم متبعون!!
ثم نبرأ الى الله من منهج النصارى القائم على : ( دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) فاتخذهم قيصر مطية ظلمه واستعباده للعباد ، وفصلهم للدين نظام الله للحياة عن الحياة ، وجعلهم مملكة الله في السماء ، ومملكة قيصر في الارض ، فاتخذوا من دون الله اربابا يضلونهم بغير علم ولا هدى مبين. مضاهئين قول الذين كفروا من قبل من الاغريق وفلسفتهم الوثنية التي ابهرتهم وما قادتهم الا بالرجوع والانحطاط الى درك سفالة الوثنية ووهم تعدد الآلهة .
كيف يسوغ لك عقلك وانت تتبرأ منهم واذ بك تدعو او تروج لافكار ضلالهم وكفرهم من ديمقراطية مكذوبة كاذبة ما جرت على العالمين الا الويلات والدمار لانسانية الانسان!!!
اللهم اليك نبرأمن يهود ومن تبعهم ومن النصارى وضلالهم ومن نهج نهجهم وسار على طريقهم ، ونستعينك الثبات على دينك الحق وان تظهره واهله يا منجز الوعد...اللهم استجب لنا اللهم امين.
واكتفي معتذرا عن الاطالة وعلى الشوق والمحبة يتجدد لقاكم ولاتنسونا وامواتنا وامتنا من صالح دعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحلقة(12)من سلسلة ربط العبادات بالسلوك والمعتقد
اكمال تامل معاني الفاتحة
فيما مضى تحدثنا عن معاني الحمد ، وانه يشمل المدح والشكر والثناء بالقول وبالعمل ، فلذلك انت تعمل الصالح الطيب ، شكرا لمن احسن اليك ، وبتلبية امره حمدا لما قدم لك ، وبذكره ثناء على احسانه اليك ، وعدم الغفلة عنه والا كنت ناكرا لجميله وفضله.
وتحدثنا عن معنى الربوبية احدى ركائز عقيدتنا وايماننا لانها تعطبنا التصور الاوضح لعلاقة الكون والانسان والحياة بخالقها وموجدها ، ومحدث انظمتها وسننها والقوانين والنواميس التي بها تستمر مستقيمة الوجود.
فالله الخالق والخلق ايجاد من عدم ، ولايكون ذلك ممكنا الا لمن له القوة والقدرة المطلقة ، والخلق بعد الايجاد بحاجة الى ربوبية اي قدرة التدبير لوجود الموجودات لتستمر في وجودها باعيانها او باجناسها بما اودع فيها او اوحى لها ما يستقيم به امرها من سنن ونواميس منظمة لوجود كل موجود بما يجعله يستقيم باستمرار وجوده في منظومة الوجود.وعليه فهو سبحانه سيد الوجود ولا ينبغي لعاقل مؤمن ان يتصرف فيه او بموجود من موجوداته الا وفقا لاذنه سبحانه وارادته.
والربوبية مرتبطة بالرحمة التي تعني الرقة والرفق والعطف واللطف والاتصاف بها من كمال القوة وجمالها ، فلذلك وصف نفسه تعالى لتصفه انت (الرحمن الرحيم) والرحمن صيغة وزنها فعلان اي كثير الفعل ، لانه هو يرحم من خلق بذاته ، وهو من وضع الرحمة وجعلها في قلوب مخلوقاته لتتراحم بها ، ولولاها ما كانت في الدنيا رحمة الامومة ولا الابوة ولا الاخوة ولا الفة الاجناس لاجناسها ، ففعله رحمة وهو خلق الرحمة في قلوب مخلوقاته لتدفأبها الحياة ولا قادر على ذلك الا هو ، فاختص سبحانه بهذا الاسم فلا يصدق الوصف به الا له يكذب كل من تسمى به ان وجد ، فلا نعلم له بهذه الصفة سميا .لان مصداقية الوصف تاتي من انطباقه على واقعه ، ولا يوجد له في الوجود واقع ينطبق عليه الامن هو فوق الواقع رب العالمين.وحياة الاحياء لا تستقيم ولا تستمربلا رحمة ، فمن مقتضيات وجود الحياة وجود الرحمة .
والرحيم من الرحمة ايضا جاءت على وزن فعيل لتعطي معنى السعة والتكثير لها لمن اختصهم الله برحمته من المؤمنين والصالحين حشرنا الله في زمرتهم وهدانا طريقتهم.فربوبيته لنا بالرحمة التي اودعها قلوبنا من اعظم نعمه ، وبرحمته لنا بايداعه نواميس الوجود فينا وفي كوننا وحياتنا وفي هدايته لنا بالشرع منهجا مقوما لسلوكنا معبر الحياة باستقامة الى اخرة المعاد ودار الحساب بالثواب والعقاب . وكأنه يبين لنا جل وعلا ان لا قوامة لوجود ولا استقامة لرعية الا بوجود الرحمة والتراحم بين افراد الموجودات .
(مالك يوم الدين) والمالك هو المستولي والحائز والمتصرف والمتحكم فيما يملك ، دون منازع من الاغيار، ويوم الدين ذلك اليوم الذي تحاسب فيه الانفس ،فاذا بامثلهم استقامة وطاعة لم تكافيء حياة طاعته اقل النعم وزنا ، فبرحمة الله ينجوا من عمل بطاعته ليستوجبها فما بالك بمن ضل وعصى!!
ومن كانت بيده البداية واليه النهاية وله الحساب وبيده الثواب والعقاب فما لك الا ان تعقد معه عهدا ، وتبرم معه ميثاقا تستسلم من خلاله اليه وتذعن وتنقاد اليه بامره .
فتعلن بين يديه (اياك نعبد واياك نستعين) فانظر من تخاطب وانظر ماذا تقول .انك تعاهد الله الخالق المدبر رب العلمين ، المالك ليوم الدين والمتصرف فيه بالخلق ثوابا وعقابا ، وبلغة جماعة المتكلمين ولو كنت وحدك لانك مكلف بحمل منهج الطاعة والعبادة وحراسته ، الذي ارسل به نبيك رحمة للعالمين ، فتخاطبه بلسان اخوانك المؤمنين الذين هم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم ادناهم ، ملتزما امامه ان تستقيم معهم على منهج طاعته فلا تفارقهم ، ولما كانت قوى الشر ممثلة بالشيطان من الجن وحزبه من الانس والطاغوت ، ومناهجهم هم اعداؤك واعداء اهل الصلاح والتقى ، فانك بحاجة للمعين ولا معين على اتباع ونشر منهج الله الاهو . فاياك ان تستعين بغيره ، لان الاستعانة بالغير لن تخدم المنهج الطاهر وانى لاهل النجاسة ان يخدموا منهج الطهارة!!.
فاطلب منه فقط العون لاليعينك هو بما كلفك القيام به من واجبات واعمال ، بل ليرشدك الى منهج ويهديك الى صراط الاستقامة ، الذي به هدى اهل الصلاح من قبل(اهدنا الصراط المستقيم) وبه تستقيم الحياة وتصلح الدنيا والاخرة.
(صراط الذين انعمت عليهم) بالاستقامة على دينه الحق كما نزل ونتبرأ الى الله من مناهج اليهود المحرفين للكلم عن مواضعه ، والمزورين على االله زورا وبهتانا ، والمبدلين لدين الله وشرعه وهم يعلمون ، فاستحقوا من الله اللعن والغضب والطرد من رحمة الله . كونهم ضاهؤوا قول الذين كفروا من قبل . وللاسف كم لفة وعمامة ممن ينتسبون لديننا زينت الباطل لفرعونها وتملقت قارونها وزينت المنكر لهامانها ، طمعا بفتات الموائد فباعوا دينهم العظيم بابخس الاثمان ، ونسوا يوما لانجاة فيه الا لمن اتى الله بقلب سليم ، وكان في هذه قد القى السمع وهو منيب. فكيف نبرأ الى الله ونعاهده ، واكثرهم على منهجهم سائرون ،ولسبلهم متبعون!!
ثم نبرأ الى الله من منهج النصارى القائم على : ( دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر) فاتخذهم قيصر مطية ظلمه واستعباده للعباد ، وفصلهم للدين نظام الله للحياة عن الحياة ، وجعلهم مملكة الله في السماء ، ومملكة قيصر في الارض ، فاتخذوا من دون الله اربابا يضلونهم بغير علم ولا هدى مبين. مضاهئين قول الذين كفروا من قبل من الاغريق وفلسفتهم الوثنية التي ابهرتهم وما قادتهم الا بالرجوع والانحطاط الى درك سفالة الوثنية ووهم تعدد الآلهة .
كيف يسوغ لك عقلك وانت تتبرأ منهم واذ بك تدعو او تروج لافكار ضلالهم وكفرهم من ديمقراطية مكذوبة كاذبة ما جرت على العالمين الا الويلات والدمار لانسانية الانسان!!!
اللهم اليك نبرأمن يهود ومن تبعهم ومن النصارى وضلالهم ومن نهج نهجهم وسار على طريقهم ، ونستعينك الثبات على دينك الحق وان تظهره واهله يا منجز الوعد...اللهم استجب لنا اللهم امين.
واكتفي معتذرا عن الاطالة وعلى الشوق والمحبة يتجدد لقاكم ولاتنسونا وامواتنا وامتنا من صالح دعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .