السؤال : هل مارس النبي صلى الله عليه وسلم السياسة في المرحلة المكية وقبل اقامة الدولة في المدينة المنورة؟!
الجواب - نستعين بالله تعالى ونصلي ونسلم على نبيه الامين وبعد:-
السياسة في مفهومها العام هي الرعاية والقيام على امر الرعية فساس الخيل اي اعتنى بها وبعلفها ودربها وروضها على ما تعد له من سباقات او مناورات في الحروب او ما يراد اعدادها له.ولعل هذا المعنى هو الأصل الذي أُخِذ منه سياسة البشر. والرعاية تقتضي العناية بالمرعي في جميع شؤن حياته ووجوده..
ونحن نعلم ان ارقى انواع التفكير هو التفكير السياسي ..وطبيعة اي مبدأ ان يحمل في ثنايا عقيدته مسالك التفكير السياسي لان المبدأ هو عقيدة ينبثق عنها نظام كما في الاسلام، او يبنى عليها نظام كما هو في غيره..والعقيدة هي فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها، فان عالجت هذه العقيدة تلك العلاقة كان قد انبثق عنها نظام فتكون بذلك مبدءاً.
وطبيعة عقيدته انها سياسية تستهدف فكر الانسان وبناء عقله وطريقة تفكيره وتستهدف تنظيم سلوكه وتصرفاته تهذيبا وتوجيها واستقامة.
فمجرد اقناع الناس بالعقيدة هو عمل سياسي ومن ارقى الاعمال السياسية لانك بالعقيدة تبني العقل المبدئي المسلم وبالتالي الفكر والتفكير والعقل. وهذا ما كان يفعله النبي صلوات ربي وسلامه عليه في مكة باديء ذي بدء..فالدعوة الى الاسلام وعقيدته هي بذاتها عمل سياسي راقٍ من ارقى الاعمال لانه بفهم العقيدة وحملها انت توجد العقليات الاسلامية التي حتما ستنقاد تلقائيا الى ايجاد الحياة الربانية وفق الاحكام الربانية التي يرضاها الله عز وجل.
ومن الاعمال السياسية المضادة من كفار قريش انهم عرضوا عليه سلام الله عليه الزواج من الجميلات والاموال واعلى المناصب بان ينصبوه ملكا عليهم على ان يترك هذا المبدأ ومعتقده
فرايناه فيما نقل لنا يقوم هو ايضا بعمل سياسي مقابل صدودهم يغريهم ايضا وذلك بقوله لهم :
ادعوكم الى كلمة اذا قلتموها دانت لكم رقاب العرب وخضعت لكم رقاب العجم.
ولعل من ابرز الاعمال السياسية التي مارسها النبي سلام الله عليه في مكة اذنه لبعض اصحابه بالهجرة الى الحبشة والتي كان مصيرها اسلام ملك الحبشة اصحمة وكذلك جعل قضية الاسلام قضية دولية . ومن الاعمال السياسية التي مارسها النبي سلام الله عليه واله واصحابه رضوان الله عليه في مكة المكرمة ضرب الافكار والمعتقدات الباطلة والتصرفات والمعاملات الاقتصادية الظالمة والعلاقات الاجتماعية الباطلة والاخلاق الفاسدة وبيان عوارها ونقد المنهج الجاهلي الفاسد..وكذلك من اهم الاعمال السياسية له صلى الله عليه وسلم حركته بين وجوه ورؤساء القبائل وزعاماتها طالبا منهم نصرة هذا الدين والالتفاف حول فكرته وحمل رايته.
فالجواب للسائل نقول نعم ان الكتلة التي قادها واسسها نبي الله سلام الله عليه كانت تمارس الاعمال السياسية التي تنشر وتبين وتخدم الدعوة وفكرتها فطبيعة فكرة الاسلام وعقيدته انما هي عقيدة سياسية، ومن السياسة رعاية شؤون الناس بالفكرة ورعاية الفكرة ونصرتها بين الناس واشاعتها ليلتفوا حولها ويحملوها . و الدولة التي اقامها لى الله عليه وسلم في المدينة كانت تنفذ السياسات الشرعية في ارض الواقع، بان رعت الدعوة وحملتها بجيشها وجنودها للعالمين ، وبان نفذت الاحكام الشرعية ورعتها في الداخل وعلى اساسها وبموجبها بنت علاقاتها مع الخارج.
ونسال الله ان يعز الاسلام والمسلمين باتباع الحق ورفع راية الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2019-03-07, 12:00 pm عدل 1 مرات