أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 751 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 751 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
معتصم - 12434
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 
العرين - 1193
أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_rcapأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_voting_barأمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية - بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

أمن المسيحيين وسلامة كنائسهم مسؤوليةٌ إسلامية

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

إنها ليست منّة من المسلمين على المسيحيين في بلادنا العربية، ولا هي فضل منهم يمتنون به عليهم، يعيرونهم به حيناً ويشيدون به أحايين أخرى، وفق هواهم وحسب مصالحهم وفي الأوقات التي تناسبهم، وبطريقةٍ تؤذي مشاعر المسيحيين وتزعجهم، وتخيفهم في وجودهم وتقلقهم على مستقبلهم، وتشعرهم أنهم عالةٌ على غيرهم، أو أنهم ملحقٌ غير أصيلٍ في بلادهم، ودون سواهم في المواطنة فيه والانتماء إليه، ويطعنون في وطنيتهم، ويشككون في صدقهم وإخلاصهم، ويصفونهم زوراً وبهتاناً بغير حقيقتهم، ويعاملونهم كمواطنين من درجةٍ دنيا، أو يعدونهم أقلية في أوطانهم، أو رعايا دينيين في أرضهم، يسمونهم ذميين أحياناً، ويصفونهم بالغرباء حيناً، ويتهمونهم بالولاء لغير بلادهم تارةً أخرى، وكأنهم ليسوا من نسيج الأرض ولا من أبناء الوطن، رغم أنهم الأقدم في هذه البلاد والأسبق إليها، وأصحاب حقوقٍ أصيلةٍ وقديمةٍ فيها، ولهم فيها من العقارات والممتلكات والمؤسسات الكثير وفق عقودٍ شرعية، وصكوكٍ قانونية نحترمها ونقر بها.

إنه حق المسيحيين العرب الطبيعي والإنساني، والشرعي والقانوني، في أن يعيشوا في أرضهم وأوطانهم إلى جانب إخوانهم العرب المسلمين، بسلامٍ وأمانٍ وطمأنينةٍ، يأمنون فيها على أنفسهم وأرواحهم وممتلكاتهم، ويطمئنون على سلامة كنائسهم ومعابدهم وحرية عبادتهم وطقوسهم الدينية على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، شأنهم شأن إخوانهم المسلمين، جيرانهم في الإقامة وشركائهم في الوطن، الذين ينعمون بالإقامة الآمنة في أوطانهم، ويمارسون شعائرهم الدينية في مساجدهم جهاراً نهاراً بطمأنينةٍ ودون قلقٍ أو خوفٍ، وهذا أيضاً هو حق المسيحيين الطبيعي ومكتسبهم التاريخي، فلا نمن عليهم ولا نذكرهم به كل وقتٍ وحينٍ، فيقلقهم تذكيرنا، ويخيفهم تركيزنا، ويدفعهم خوفهم حرصاً على أنفسهم وأجيالهم إلى الهجرة، التي هي في حقيقتها هروبٌ وفرارٌ، وإلى اللجوء الذي هو في حقيقته سعيٌ للحماية، ومحاولة للنجاة بأنفسهم مما يقلقهم عند من يماثلهم ديناً.

يخطئ المسلمون العرب كثيراً إن هم ضيقوا على إخوانهم المسيحيين، وزادوا في قلقهم، وضاعفوا همومهم وأحزانهم، أو تأخروا عن نصرتهم ومساعدتهم ورفع الظلم والحيف عنهم، أو كانوا سبباً في هجرتهم وهروبهم، وفرارهم ولجوئهم، أو قصروا في حمايتهم أو سكتوا عن مظلمتهم، مما دفعهم للتخلي عن أوطانهم، والاستغناء عن بلادهم، والبحث عن أوطانٍ جديدةٍ تسعهم، وحكوماتٍ سمحةٍ تقبل بهم، وتكرمهم وتحسن إليهم، مما يفقدنا نحن المسلمين العرب برحيلهم الكثير مما ميزنا بهم عبر قرونٍ كثيرةٍ مضت، جمعتنا بهم كإخوةٍ لنا، فكنا وإياهم أهلاً وجيراناً، وشركاء وأصحاباً، ومنحنا وجودهم رونقاً خاصاً وميزةً جميلةً، فالأرض العربية لا تزدان إلا بهم، ولا يكتمل عقدها إلا بوجودهم، ولا يتم سحرها إلا في حضورهم.

إنهم بصدقٍ يرصعون منطقتنا العربية، وينهضون بها ويعلون أسوارها، ويبرعون في فنونها، ويتفوقون في تخصصاتها، ويجودون بعلومهم على أبنائها، ولا يبخلون في تعليمهم ونقل الخبرات إليهم، فهم ليسوا عالةً ولا عبئاً، بل هم دوماً يعطون ويغدقون، ويعلمون ويدربون، ويؤهلون ويوجهون، فهم طبقة مختارة، وفئة متعلمة، ومنهم التجار الكبار والمهنيون المتميزون، والأدباء والشعراء والأطباء والمهندسون وأساتذة الجامعات الكبار، وقد سخروا قدراتهم في الدفاع عن قضايانا العربية، وفي حماية هويتها العربية والإسلامية، إذ أنهم وإن كانوا مسيحيين فإنهم ينتمون إلى الإسلام حضارةً ودولةً، إذ نعموا بفيئها والعيش تحت ظلالها لقرونٍ طويلة، وما أبقاهم في الأرض العربية إلا عدل السابقين، وسماحة الماضين، الذين كانوا لبعضهم، مسلمين ومسيحيين، إخواناً متحابين وأهلاً متسامحين.

لهذا فإن ما يتعرض له المسيحيون العرب في بلادهم جريمةٌ لا تغتفر، وفضحيةٌ لا يمكن السكوت عنها ولا القبول بها، أياً كانت الظروف والملابسات، والأوضاع والأحوال، إذ لا يجوز ولا بأي حالٍ من الأحوال إكراه المسيحيين أو التضييق عليهم، أو إخراجهم من بيوتهم وترحيلهم بالقوة، أو فرض أتاواتٍ أو جزيةٍ عليهم، أو تخييرهم بين التخلي عن دينهم واعتناق الإسلام وتغيير أسمائهم ومعتقداتهم، أو الترحيل بعد التخلي عن كل ممتلكاتهم، أو أن يقتلوا وتسبى أموالهم ونساؤهم، وتباع كما كان يباع العبيد في القرون الوسطى في أسواق النخاسة، فالصمت عن هذه الجرائم جريمةٌ أكبر، وترقى لأن تكون مشاركة فيها وقبول لها.

يجب على العرب المسلمين أن يُؤَمِّنوا إخوانهم ومواطنيهم المسيحيين في بيوتهم ودورهم، وأن يضمنوا لهم سلامتهم وأمنهم، وألا يسمحوا لأحدٍ بسلبهم أموالهم، أو بالاعتداء على ممتلكاتهم، ولا أن يكرههم على بيع أثاثهم، أو التخلي عن بيوتهم وترك مناطقهم، وأن يكفلوا لهم حرية عبادتهم وممارسة طقوسهم الدينية، وأن يضربوا بيدٍ من حديدٍ على كل من تسول له نفسه بالاعتداء على كنسهم وتخريبها، أو حرقها وتدميرها.

وليعلم المسلمون أنهم بعملهم هذا إنما يحمون أنفسهم أولاً، ويحفظون سماحة دينهم، ويدبون عن أعراضهم، ويبقون على صورة الإسلام ناصعةً جميلة كما أرادها الله لنا أن تكون، وإلا فإن ما نسمع من أفعالٍ مشينة واعتداءات على المسيحيين مهينة، إنما تضر بنا نحن المسلمين قبل أن تضر بهم، وتسيئ إلينا وإلى سماحة ديننا الذي وسعهم وغيرهم، ورأف بهم وأكرمهم، علماً أن الذين يقومون بهذه الأعمال المشينة باسم الدين، إنما يفترون على الإسلام ولا يمثلونه، وإن ادعوا أنه يطبقون تعاليمه ويلتزمون مفاهيمه، فالإسلام من أعمالهم براء، وحاشى للإسلام أن تكون هذه مفاهيمه وتعاليمه.

رغم ما أصاب المسيحيين في بلادنا العربية من أذى وضنك، وما حل بهم من سوء وسقم، طال نساءهم وأبناءهم، وأموالهم وممتلكاتهم، وهويتهم ومستقبلهم، وكنائسهم ومقدساتهم، وقد شهد العالم على مظلمتهم، وأحزن الكثير من المسلمين ما أصابهم، فإنهم يصرون على التمسك بأرضهم، ويتطلعون إلى العودة إلى أوطانهم، ولا يغريهم ما يلقون من لجوء وقبولٍ لهم في دول أوروبا وغيرها، إذ لا يرضون عن أوطانهم بديلاً، ولا يستبدلون هويتهم بهوياتٍ أخرى، وإن احترمتهم دولٌ وقدرتهم حكوماتٌ، وقدمت لهم امتيازاتٍ وأعطتهم هباتٍ، فهل نتمسك بهم ونحفظهم، ونبقيهم إلى جانبنا شركاء في الهوية والأرض والوطن، وأصحاب حقٍ في التاريخ والحاضر والمستقبل.

بيروت في 22/10/2016






https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى