انتفاضة 25 يناير بريئة من إعادة بعث الإخوان.
كتب : عمرو صابح
الذين يتهمون انتفاضة 25 يناير2011 ، انها السبب فى ظهور الإخوان المسلمين ووصولهم للسلطة ، مخطئون أو مغرضون .
الورم السرطانى الإخوانى ينمو منذ سنة 1971 بعد تصالح السادات مع مرشد الإخوان عمر التلمسانى برعاية ودعم من الملك السعودى فيصل بن عبد العزيز.
بنود الصفقة يمكن تلخيصها فى إعادة إحياء تنظيم الإخوان ، ودعمه وإطلاقه فى الجامعات والشوارع للتصدى لخصوم السادات من الشيوعيين والناصريين .
طوال أعوام 1972،1971، 1973 نظم الناصريون والشيوعيون مظاهرات حاشدة فى الجامعات لمطالبة السادات بالحرب ، وبعد ان استنفذ السادات كل الوسائل سعيا وراء حل سلمى ، اضطر لخوض المعركة خوفاً على كرسيه من انقلاب عسكري وشيك قد يدبره ضباط الجيش الذين طال انتظارهم للحرب ، أو ثورة شعبية يقودها الطلاب الذين يعبرون عن مجتمع مأزوم باحث عن الخلاص.
منحت الحرب السادات فرصة لإنقاذ كرسيه وفسحة من الوقت لإعادة تشكيل المجتمع المصري ، وساعده فى ذلك انفجار أسعار البترول عقب الحرب، والذى منح السعودية احتياطيات مالية هائلة.
رغم الصفقة مع السادات ، لم يجد عمر التلمسانى كوادر شابة تتصدى للشيوعيين والناصريين فى الجامعات حتى عام 1975 ، عندما قام عبد المنعم أبو الفتوح مؤسس الجماعة الإسلامية فى الجامعات المصرية بدمج جماعته فى تنظيم الإخوان.
هنا اكتمل مربع الخراب :
-رعاية السادات للإخوان.
- أموال السعودية.
-التخطيط الأمريكى لبعث ما يسمى بالصحوة الإسلامية لمحاربة الشيوعيين والناصريين ، واستغلال الإسلام السياسي فى حرب أمريكا ضد السوفيت
- الشباب من جماعة عبد المنعم أبو الفتوح.
بدأت علاقات الإخوان بالسادات تضطرب بعد صلحه مع الصهاينة ، ثم قيام الثورة الإيرانية التى رأى فيها الإخوان نموذج يحتذى للخلاص من السادات ، حتى وصلنا لاعتقالات سبتمبر 1981 ثم اغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1981.
فى عهد مبارك تكونت امبراطورية الإخوان الاقتصادية ، وكان مبارك حريصاً على تهميش كل القوى السياسية المدنية ، وترك الإخوان كورقة للمساومة مع الغرب ، إما أن تقبلوا بحكمى أو سيحكم هؤلاء ، تغلغل الإخوان فى كل مكان فى مصر ، وساعدتهم سياسات الانفتاح والخصخصة وانسحاب الدولة من تقديم الخدمات للشعب وتوظيف الشباب فى تكوين قاعدة شعبية كبيرة ترى فيهم حل لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية.
تغيرت حسابات الأمريكيين بعد 11 سبتمبر 2001 لذا لم يمانعوا فى إستبدال مبارك بالإخوان بعد انتفاضة 25 يناير 2011.
الورم السرطانى الإخوانى لم ينشأ بسبب انتفاضة 25 يناير ، ولم يظهر للحياة فجأة بل تمت تربيته عبر 40 سنة قبل الانتفاضة.
من إيجابيات انتفاضة 25 يناير 2011 أنها كشفت الإخوان ، وقامت بتعريتهم أمام العالم ، وتوجيه ضربة قاصمة لهم وطردهم من قمة السلطة إلى قاع مزبلة التاريخ حيث مثوى تنظيم الإخوان الطبيعى