من العبادات التي كادت ان تهجر الاصلاح ذات البين
اخرج الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ) رواه الترمذي وقال: هذا حديث صحيح، وفي رواية عنده أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (.. هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ).
كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال؟ وكم اطفأ الله تعالى من فتن شيطانية كادت أن تشتعل فتحرق الاخضر واليابس؟ وكم حفظ الله وشائج قربى ورحم جيرة بالمصلحين؟
وكم حفظ الله بهم بيتا كاد ان يتهدم ورابطة كادت عراها ان تنفصم؟
فايها المؤمن اذا جاءك المصلح ليصلح بينك وبين من تخاصمه فافتح له قلبك قبل ان تفتح بابك، واعلم ان المصلح مبعوث اطاع ربه ولبى نداءه وامره حيث قال سبحانه:- (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات.
قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره:- (فأشارت جملة { إنما المؤمنون إخوة } إلى وجه وجوب الإصلاح بين الطائفتين المُتبَاغِيَتَيْن منهم ببيان أن الإيمان قد عَقَد بين أهله من النسب الموحَى ما لا ينقص عن نسب الأخوة الجسدية على نحو قول عمر بن الخطاب للمرأة التي شكت إليه حاجة أولادها وقالت : أنا بنت خُفاف بن أيْمَاء ، وقد شهد أبي مع رسول الله الحديبية فقال عمر «مرحبا بنسب قريب» . ولما كان المتعارف بين الناس أنه إذا نشبت مشاقّة بين الأخوين لزم بقية الإخوة أن يتناهضوا في إزاحتها مشياً بالصلح بينهما فكذلك شأن المسلمين إذا حدث شقاق بين طائفتين منهم أن ينهض سائرهم بالسعي بالصلح بينهما وبثِّ السفراء إلى أن يرقعوا ما وهى ، ويرفعوا ما أصاب ودهَى .
وتفريع الأمر بالإصلاح بين الأخوين ، على تحقيق كون المؤمنين إخوة تأكيد لما دلت عليه { إنما } من التعليل فصار الأمر بالإصلاح الواقع ابتداء دون تعليل في قوله : { فأصلحوا بينهما ، وقوله : { فأصلحوا بينهما بالعدل } [ الحجرات : 9 ] قد أردف بالتعليل فحصل تقريره ، ثم عقب بالتفريع فزاده تقريراً .)اه من التحرير والتنوير.
فلا تنتظر التكليف من احد لتقوم بالاصلاح فانت مكلف من ربك عز وجل فلا تتردد ولا تتوانى عن القيام بهذا الامر العظيم.
نعم بارك الله في المصلحين المستجيبين لامر ربهم والمطفئين لنار الفتن بين الناس وجزاهم الله تعالى عنا وعن امة نبينا خيرا وجعلكم الله منهم اخواني واخواتي الاكارم وبارككم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخرج الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ) رواه الترمذي وقال: هذا حديث صحيح، وفي رواية عنده أيضا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (.. هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ).
كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال؟ وكم اطفأ الله تعالى من فتن شيطانية كادت أن تشتعل فتحرق الاخضر واليابس؟ وكم حفظ الله وشائج قربى ورحم جيرة بالمصلحين؟
وكم حفظ الله بهم بيتا كاد ان يتهدم ورابطة كادت عراها ان تنفصم؟
فايها المؤمن اذا جاءك المصلح ليصلح بينك وبين من تخاصمه فافتح له قلبك قبل ان تفتح بابك، واعلم ان المصلح مبعوث اطاع ربه ولبى نداءه وامره حيث قال سبحانه:- (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) الحجرات.
قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره:- (فأشارت جملة { إنما المؤمنون إخوة } إلى وجه وجوب الإصلاح بين الطائفتين المُتبَاغِيَتَيْن منهم ببيان أن الإيمان قد عَقَد بين أهله من النسب الموحَى ما لا ينقص عن نسب الأخوة الجسدية على نحو قول عمر بن الخطاب للمرأة التي شكت إليه حاجة أولادها وقالت : أنا بنت خُفاف بن أيْمَاء ، وقد شهد أبي مع رسول الله الحديبية فقال عمر «مرحبا بنسب قريب» . ولما كان المتعارف بين الناس أنه إذا نشبت مشاقّة بين الأخوين لزم بقية الإخوة أن يتناهضوا في إزاحتها مشياً بالصلح بينهما فكذلك شأن المسلمين إذا حدث شقاق بين طائفتين منهم أن ينهض سائرهم بالسعي بالصلح بينهما وبثِّ السفراء إلى أن يرقعوا ما وهى ، ويرفعوا ما أصاب ودهَى .
وتفريع الأمر بالإصلاح بين الأخوين ، على تحقيق كون المؤمنين إخوة تأكيد لما دلت عليه { إنما } من التعليل فصار الأمر بالإصلاح الواقع ابتداء دون تعليل في قوله : { فأصلحوا بينهما ، وقوله : { فأصلحوا بينهما بالعدل } [ الحجرات : 9 ] قد أردف بالتعليل فحصل تقريره ، ثم عقب بالتفريع فزاده تقريراً .)اه من التحرير والتنوير.
فلا تنتظر التكليف من احد لتقوم بالاصلاح فانت مكلف من ربك عز وجل فلا تتردد ولا تتوانى عن القيام بهذا الامر العظيم.
نعم بارك الله في المصلحين المستجيبين لامر ربهم والمطفئين لنار الفتن بين الناس وجزاهم الله تعالى عنا وعن امة نبينا خيرا وجعلكم الله منهم اخواني واخواتي الاكارم وبارككم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.