اضواء على مصطلح الحركة الشعوبية
هذا المصطلح مصطلح قديم ظهر استعماله كمصطلح له دلالته في العصر العباسي الاول.
علما بانه كفكرة وحركة لها اهدافها وغاياتها كانت موجودة من قبل..اي من ايام الامويين وبعض الباحثين والدارسين من المؤرخين يرجع وجودهم لعهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بل ايعتبرونه اول ضحاياهم واول من طاله مكرهم ودهائهم حيث جند الهرمزان ابولؤلؤة المجوسي لقتله انتقاما منه لملك دولة ساسان الفارسية المجوسية، ولكنهم في الدولة الاموية التي كانت قبضة رجالها شديدة على المغرضين وكانت بالمرصاد لكل مخالف او مارق او خارج او متآمر فلذلك لم يتسنى لهم الظهور ولا البروز لان الدولة الاموية قامت كما هي دولة النبوة والخلافة الراشدة بسيوف العرب وبقي حكامها ومن يمسكون مفاصل الدولة عربا. كونهم الامة التي نزل الكتاب الكريم بلسانهم وكان النبي الخاتم سلام الله عليه منهم وكانوا هم اول من كلف بحمل الرسالة الى العالمين.
في بداية الأمر انتشرت الشعوبية بين المسلمين الفرس لأنهم أول من دخل الإسلام من غير العرب ، وكانت حجتهم وذريعتهم طلب المساواة باخوانهم المسلمين العرب في تسلم مناصب الحكم والادارة في الدولة وفي هذه المرحلة عرفوا بين الناس باسم التسوية اي طلب المساواة بالعرب متحججين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)الحجرات (آية:13). ثم ظهر شعوبيون هنود ثم أتراك ثم مولدي الأندلس (الإسبان المستعربون) وهكذا انتشرت هذه الدعوى وكشرت عن انيابها لدرجة انها اخذت تطعن في العرب وتقلل من شانهم بل وتطورالامر واخذوا يتطاولون على العرب فيفضلون اجناسهم على جنس العرب لغاية ان وصل الامر للطعن في الدين والعقيدة على اعتبار ان العرب لم تكن لهم سيادة ولا وجود ليتبوؤا دفة القيادة في الامم والشعوب الا بهذا الدين وتلك العقيدة وكانت الحركة الصفوية الشعوبية مثال على مصداق ذلك.
وبدأوا يرون ويسوقون انفسهم وشعوبهم بحاضرهم وماضيهم ويَعّدُون أنفسهم أسمى من العرب، وهذا هو المعنى الذى آل إليه معنى الشعوبية فأصبح للشعوبية معنى مزدوج هو الحطُّ من الجنس العربى، والنيل من الدين الإسلامى، ووسيلتها لذلك التعصب لرفع شأن غير العرب وبخاصة الفرس والتفاخر بأمجادهم، ورقى حضارتهم، وما يتبع ذلك من تصغير شأن العرب والهجوم عليهم، ووصفهم بأحقر الأوصاف.
إن أقدم الكتب التي حملت إلينا اسم الشعوبية هو كتاب البيان والتبيين للجاحظ وأن أصل كلمة الشعوبية مشتقة من كلمة شعب. وجمعها شعوب وهو الجيل من الناس وهو أوسع من كلمة القبيلة والعمارة والبطن والفخذ والعشيرة .
جاء في القاموس المحيط «والشعوبي بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوب». قال عنها القرطبي هي حركة «تبغض العرب وتفضل العجم» وقال الزمخشري في أساس البلاغة معرفا بهم: «وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم». وتعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة.
يقول د. علي شريعتي الايراني عن الحركة الصفوية متطرقا إلى استناد وجودها إلى فكر الحركة "الشعوبية": -«وبغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية، ولم يكن ذلك الهدف الذكي متيسرا إلا عبر تحويل الدين الإسلامي وشخصية محمد وعلي إلى مذهب عنصري ، تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص ». ويرى الدكتور علي شريعتي أن الحركة الشعوبية تحولت تدريجيا من حركة تسوية إلى حركة تفضيل العجم على العرب وعملت عبر ترويج المشاعر القومية وإشاعة اليأس من الإسلام إلى ضرب سلطة الخلافة .
ويصور الجاحظ حركة الشعوبية وأهدافها بقوله: إن عامة من ارتاب في الإسلام كانت الشعوبية أساس ارتيابهم فلا تزال الشعوبية تنتقل بأهلها من وضع إلى وضع حتى ينسلخوا من الإسلام لأنه نزل على نبى عربى، وكان العرب حملة لوائه عندما نزل.
يقول الباحث الفارسي ناصر بوربيرار: «كل الحركة الشعوبية هي من صنع اليهود. وقد صنعتها بقايا الساسانيين الذين هربوا إلى خراسان بعد هزيمتهم أمام جيوش المسلمين. فالشعوبية لم تظهر من كل انحاء إيران بل من منطقة واحدة هي خراسان، وهو المكان الذي يظهر فيه بني العباس لمحاربة بني أمية». حيث يشير إلى أن للمستوطنات اليهودية في تلك المنطقة نفوذاً قوياً، حيث كان لليهود دوراً كبيراً في تحريض الفرس ضد العرب عن طريق الشعوبية.
اتخذت الحركة الشعوبية من الآداب وسيلة لزرع بذور العنصرية والكراهية في نفوس أبناء أمتها تجاه العرب خاصة والإسلام عامة وكان الشعر أحد أهم أفروع الآداب المستخدمة في هذا الإطار لكونه الأكثر التصاقاً في عقول القراء والمستمعين والأسهل حفظاً في الذاكرة. من أعمدة الأدب الشعوبي، الفردوسي والخيام وأبي مسلم الخراساني وأبي بكر الخرمي والرودكي ومحمود الغزنوي.
قام محمود الغزنوي في القرن الثالث الهجري بتكليف الشاعر الشعوبي أبو القاسم الفردوسي بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها ، وقد تعهد له بأن يعطيه وزن ما يكتبه ذهباً وعلى هذا الأساس وضع الفردوسي ملحمته وأسماها الشاهنامة (سير الملوك)، ووضع جلها في شتم العرب وتحقيرهم وتمجيد الفرس وملوكهم . ومما يقوله الفردوسي في "الشاهنامة": «من شرب لبن الابل وأكل الضب؟ بلغ العرب مبلغاً أن يطمحوا في تاج الملك؟ فتباً لك أيها الزمان وسحقا».
لقد عبثت الشعوبية واثرت في الامة وعليها وكانت من عوامل الاضعاف والهدم عبر التاريخ
وما زالت كثير من مفاهيمها موجودة ومعشعشة في عقليات النخبة والصفوة من ابناء الامة
بل كثير من المثقفين يخدمون افكارها من حيث لا يشعرون حتى من صفوة الدعاة فرحم الله من تنبه للمخاطر والمصائد التي تنصب ظاهرها انها حق ولكن يريدون ان يتوصلوا بها الى الباطل وتذكروا ان المؤمن كيس فطن و اللهم سلم واكشف لنا الباطل واهله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المصطلح مصطلح قديم ظهر استعماله كمصطلح له دلالته في العصر العباسي الاول.
علما بانه كفكرة وحركة لها اهدافها وغاياتها كانت موجودة من قبل..اي من ايام الامويين وبعض الباحثين والدارسين من المؤرخين يرجع وجودهم لعهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بل ايعتبرونه اول ضحاياهم واول من طاله مكرهم ودهائهم حيث جند الهرمزان ابولؤلؤة المجوسي لقتله انتقاما منه لملك دولة ساسان الفارسية المجوسية، ولكنهم في الدولة الاموية التي كانت قبضة رجالها شديدة على المغرضين وكانت بالمرصاد لكل مخالف او مارق او خارج او متآمر فلذلك لم يتسنى لهم الظهور ولا البروز لان الدولة الاموية قامت كما هي دولة النبوة والخلافة الراشدة بسيوف العرب وبقي حكامها ومن يمسكون مفاصل الدولة عربا. كونهم الامة التي نزل الكتاب الكريم بلسانهم وكان النبي الخاتم سلام الله عليه منهم وكانوا هم اول من كلف بحمل الرسالة الى العالمين.
في بداية الأمر انتشرت الشعوبية بين المسلمين الفرس لأنهم أول من دخل الإسلام من غير العرب ، وكانت حجتهم وذريعتهم طلب المساواة باخوانهم المسلمين العرب في تسلم مناصب الحكم والادارة في الدولة وفي هذه المرحلة عرفوا بين الناس باسم التسوية اي طلب المساواة بالعرب متحججين بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)الحجرات (آية:13). ثم ظهر شعوبيون هنود ثم أتراك ثم مولدي الأندلس (الإسبان المستعربون) وهكذا انتشرت هذه الدعوى وكشرت عن انيابها لدرجة انها اخذت تطعن في العرب وتقلل من شانهم بل وتطورالامر واخذوا يتطاولون على العرب فيفضلون اجناسهم على جنس العرب لغاية ان وصل الامر للطعن في الدين والعقيدة على اعتبار ان العرب لم تكن لهم سيادة ولا وجود ليتبوؤا دفة القيادة في الامم والشعوب الا بهذا الدين وتلك العقيدة وكانت الحركة الصفوية الشعوبية مثال على مصداق ذلك.
وبدأوا يرون ويسوقون انفسهم وشعوبهم بحاضرهم وماضيهم ويَعّدُون أنفسهم أسمى من العرب، وهذا هو المعنى الذى آل إليه معنى الشعوبية فأصبح للشعوبية معنى مزدوج هو الحطُّ من الجنس العربى، والنيل من الدين الإسلامى، ووسيلتها لذلك التعصب لرفع شأن غير العرب وبخاصة الفرس والتفاخر بأمجادهم، ورقى حضارتهم، وما يتبع ذلك من تصغير شأن العرب والهجوم عليهم، ووصفهم بأحقر الأوصاف.
إن أقدم الكتب التي حملت إلينا اسم الشعوبية هو كتاب البيان والتبيين للجاحظ وأن أصل كلمة الشعوبية مشتقة من كلمة شعب. وجمعها شعوب وهو الجيل من الناس وهو أوسع من كلمة القبيلة والعمارة والبطن والفخذ والعشيرة .
جاء في القاموس المحيط «والشعوبي بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوب». قال عنها القرطبي هي حركة «تبغض العرب وتفضل العجم» وقال الزمخشري في أساس البلاغة معرفا بهم: «وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم». وتعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة.
يقول د. علي شريعتي الايراني عن الحركة الصفوية متطرقا إلى استناد وجودها إلى فكر الحركة "الشعوبية": -«وبغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية، ولم يكن ذلك الهدف الذكي متيسرا إلا عبر تحويل الدين الإسلامي وشخصية محمد وعلي إلى مذهب عنصري ، تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص ». ويرى الدكتور علي شريعتي أن الحركة الشعوبية تحولت تدريجيا من حركة تسوية إلى حركة تفضيل العجم على العرب وعملت عبر ترويج المشاعر القومية وإشاعة اليأس من الإسلام إلى ضرب سلطة الخلافة .
ويصور الجاحظ حركة الشعوبية وأهدافها بقوله: إن عامة من ارتاب في الإسلام كانت الشعوبية أساس ارتيابهم فلا تزال الشعوبية تنتقل بأهلها من وضع إلى وضع حتى ينسلخوا من الإسلام لأنه نزل على نبى عربى، وكان العرب حملة لوائه عندما نزل.
يقول الباحث الفارسي ناصر بوربيرار: «كل الحركة الشعوبية هي من صنع اليهود. وقد صنعتها بقايا الساسانيين الذين هربوا إلى خراسان بعد هزيمتهم أمام جيوش المسلمين. فالشعوبية لم تظهر من كل انحاء إيران بل من منطقة واحدة هي خراسان، وهو المكان الذي يظهر فيه بني العباس لمحاربة بني أمية». حيث يشير إلى أن للمستوطنات اليهودية في تلك المنطقة نفوذاً قوياً، حيث كان لليهود دوراً كبيراً في تحريض الفرس ضد العرب عن طريق الشعوبية.
اتخذت الحركة الشعوبية من الآداب وسيلة لزرع بذور العنصرية والكراهية في نفوس أبناء أمتها تجاه العرب خاصة والإسلام عامة وكان الشعر أحد أهم أفروع الآداب المستخدمة في هذا الإطار لكونه الأكثر التصاقاً في عقول القراء والمستمعين والأسهل حفظاً في الذاكرة. من أعمدة الأدب الشعوبي، الفردوسي والخيام وأبي مسلم الخراساني وأبي بكر الخرمي والرودكي ومحمود الغزنوي.
قام محمود الغزنوي في القرن الثالث الهجري بتكليف الشاعر الشعوبي أبو القاسم الفردوسي بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها ، وقد تعهد له بأن يعطيه وزن ما يكتبه ذهباً وعلى هذا الأساس وضع الفردوسي ملحمته وأسماها الشاهنامة (سير الملوك)، ووضع جلها في شتم العرب وتحقيرهم وتمجيد الفرس وملوكهم . ومما يقوله الفردوسي في "الشاهنامة": «من شرب لبن الابل وأكل الضب؟ بلغ العرب مبلغاً أن يطمحوا في تاج الملك؟ فتباً لك أيها الزمان وسحقا».
لقد عبثت الشعوبية واثرت في الامة وعليها وكانت من عوامل الاضعاف والهدم عبر التاريخ
وما زالت كثير من مفاهيمها موجودة ومعشعشة في عقليات النخبة والصفوة من ابناء الامة
بل كثير من المثقفين يخدمون افكارها من حيث لا يشعرون حتى من صفوة الدعاة فرحم الله من تنبه للمخاطر والمصائد التي تنصب ظاهرها انها حق ولكن يريدون ان يتوصلوا بها الى الباطل وتذكروا ان المؤمن كيس فطن و اللهم سلم واكشف لنا الباطل واهله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته