ساندويشة صباحية
اسعد الله صباحكم بكل خير
الاسلام ليس دين انعزال و تصوف
ولا دين عنف وتطرف ، ولا دين هلامية وميوعة ومسخ خليط بلا شخصية وهوية مستقلة ، كما يريده ويدعيه دعاة الوسطانية .. فوسطية الاسلام وسطية المكانة لا وسطية المكان .. اي لا يقبل لفكره ولا لامته واتباعه الا ان يكون وهم، اصاحب الصدارة و السيادة والقيادة والامامة والريادة في العالمين...والاسلام دين الحق الذي انزله الحق بالحق فيعطي كل ذي حق حقه ، وينتصر للمظلوم ايا كان وحيثما كان.. يتسامح مع المخطيء والمسيء ان استغفر عن اسائته وتاب والى ربه اناب.. ويقتص من المسيء ان مس محرما او استهان بمعظم ..انه نظام رب العالمين المنظم لحياة العالمين بما يحقق ربوبيته ورعايته لهم،فهو خالقهم الاعلم بامورهم وبما يصلح شانهم، فبعث به نبيه رحمة منه تعالى بالعالمين ، وقد اعز الله من حمله باخلاص نية ونقاء طوية للعالمين، وخذ هذا الموقف من مواقف العز والشموخ يقفه رجل قلبه الاسلام الى ليث هزبر، ففي غزوة القادسية أرسل رستم قائد الفرس إلى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه ويكلمنا، فأرسل سعد، ربعي بن عامر إليهم .
فدخل ربعي عليهم وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي المبثوثة وأظهر اليواقيت والوسائد المنسوجة بالذهب والزينة العظيمة وغير ذلك من الأمتعة الثمينة.. وعليه تاج من الذهب ويجلس على سرير من الذهب , فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة ومعه سلاحه وسيفه الذي وضعه في خرقة وترس وفرس قصيرة .. ولم يزل راكبًا الفرس حتى داس بها على البساط.. ثم نزل وربط حبل فرسه بوسادتين شقهما، فلما اقترب من رستم قال له الجنود : ضع سلاحك , فقال : إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم ولكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت , فقال رستم : ائذنوا له , فأقبل ربعي وهو يمشي ويمزق الوسائد والنمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة ولا نمرقًا إلا أفسدها وهتكها، فلما أقبل عند رستم قال له : ما جاء بكم ؟ فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من ذهب، قال : (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله) فقال رستم: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى الدخول في الإسلام والنصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا , فقال: نعم .. ولكن كم أحب إليكم ؟ يومًا أو يومين ؟ قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ونتشاور في أمرنا .. فقال له ربعي : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك وأمر قومك ثم اختر واحدة من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، وإما القتال، وإما الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وأنا كفيل بذلك عن أصحابي .
فتعجب رستم وقال له : أسيدهم أنت حتى تقرر ؟ فقال : لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أرجح وأعظم عزًا من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه ؟ فقال رستم : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب .
. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسعد الله صباحكم بكل خير
الاسلام ليس دين انعزال و تصوف
ولا دين عنف وتطرف ، ولا دين هلامية وميوعة ومسخ خليط بلا شخصية وهوية مستقلة ، كما يريده ويدعيه دعاة الوسطانية .. فوسطية الاسلام وسطية المكانة لا وسطية المكان .. اي لا يقبل لفكره ولا لامته واتباعه الا ان يكون وهم، اصاحب الصدارة و السيادة والقيادة والامامة والريادة في العالمين...والاسلام دين الحق الذي انزله الحق بالحق فيعطي كل ذي حق حقه ، وينتصر للمظلوم ايا كان وحيثما كان.. يتسامح مع المخطيء والمسيء ان استغفر عن اسائته وتاب والى ربه اناب.. ويقتص من المسيء ان مس محرما او استهان بمعظم ..انه نظام رب العالمين المنظم لحياة العالمين بما يحقق ربوبيته ورعايته لهم،فهو خالقهم الاعلم بامورهم وبما يصلح شانهم، فبعث به نبيه رحمة منه تعالى بالعالمين ، وقد اعز الله من حمله باخلاص نية ونقاء طوية للعالمين، وخذ هذا الموقف من مواقف العز والشموخ يقفه رجل قلبه الاسلام الى ليث هزبر، ففي غزوة القادسية أرسل رستم قائد الفرس إلى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه ويكلمنا، فأرسل سعد، ربعي بن عامر إليهم .
فدخل ربعي عليهم وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي المبثوثة وأظهر اليواقيت والوسائد المنسوجة بالذهب والزينة العظيمة وغير ذلك من الأمتعة الثمينة.. وعليه تاج من الذهب ويجلس على سرير من الذهب , فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة ومعه سلاحه وسيفه الذي وضعه في خرقة وترس وفرس قصيرة .. ولم يزل راكبًا الفرس حتى داس بها على البساط.. ثم نزل وربط حبل فرسه بوسادتين شقهما، فلما اقترب من رستم قال له الجنود : ضع سلاحك , فقال : إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم ولكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت , فقال رستم : ائذنوا له , فأقبل ربعي وهو يمشي ويمزق الوسائد والنمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة ولا نمرقًا إلا أفسدها وهتكها، فلما أقبل عند رستم قال له : ما جاء بكم ؟ فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من ذهب، قال : (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله) فقال رستم: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى الدخول في الإسلام والنصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا , فقال: نعم .. ولكن كم أحب إليكم ؟ يومًا أو يومين ؟ قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ونتشاور في أمرنا .. فقال له ربعي : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك وأمر قومك ثم اختر واحدة من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، وإما القتال، وإما الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وأنا كفيل بذلك عن أصحابي .
فتعجب رستم وقال له : أسيدهم أنت حتى تقرر ؟ فقال : لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أرجح وأعظم عزًا من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه ؟ فقال رستم : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب .
. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.