ثمة التباس خطير جدا.. لدى كثير من ذراري المسلمين.. حول مفهوم بعض المصطلحات. . مثل :
الشكر . . والتوادد. . والمحبة ..
أن تشكر إنسانا .. أيا كان جنسه أو دينه .. أحسن إليك. . وساعدك..
فذلك خلق رفيع. . نبيل. . بل واجب عليك مكافأته أيضا . .إن كانت لديك القدرة على رد جميله..
ولكن..
أن تحبه. . وتوده .. فذلك أمر آخر ..
فإن كان مسلماً .. مؤمناً .. صالحاً .. فهذا يستدعي أن تحبه أكثر .. وأن تواده أكثر .. وأن تدعو الله له سراً وجهراً .. بأن يجزيه خيراً.. على إحسانه .. ومساعدته..
ولكن .. إن كان يحادد الله ورسوله ..
فمودته .. ومحبته .. والولاء له .. والخضوع له.. لأجل إحسانه ..
فذلك كفر .. وزندقة..
لأن الله تعالى ينكر ذلك وبشدة صارمة..فيقول :
﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ٢٢﴾ [المجادلة]
هذا أمر إلهي .. قاطع .. صارم .. حاسم .. ليس فيه هزل .. ولا لعب ..
ما ينبغي لمن يؤمن بالله واليوم الآخر.. أن يعدله. . أو يغيره. . أو يرفضه. .
وإلا..
يكون عاصياً لله ورسوله. .
( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً ) الأحزاب 36 .
فأن تشكر ( ميركل ) رئيسة وزراء ألمانيا.. التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين. .
أو تشكر رئيس وزراء كندا .. الذي امتاز عن الآخرين .. بأنه ذهب إلى المطار.. ليستقبل اللاجئين.. على خلاف غيره.. الذي قتلت جنودُه اللاجئين على الحدود. .
أو تشكر البشير.. الذي امتاز عن الآخرين. . بأنه لا يزال يسمح للسوريين.. بالدخول بدون تأشيرة. .
أو تشكر رجب .. الذي يعمل على تتريك السوريين .. كي تتفرغ سوريا للشيعة.. الروافض.. الأنجاس..
أو تشكر هذا أو ذاك .. لأنه قدم مساعدات .. وإعانات مادية .. للسوريين المهجرين .. المعذبين .. المتألمين..
ذلك عمل صالح .. وخلق نبيل. .
علماً بأن هذا واجب.. وفرض على كل مخلوق.. فيه مثقال ذرة من الآدمية .. أو فيه مثقال ذرة من الضمير .. والخلق الإنساني .. أو فيه مثقال ذرة من الإيمان بالله تعالى!!!
فهذا ليس فيه تفضل .. ولا تمنن على السوريين ..
ولا يحق لمن يقوم به.. أن يتمنن به على الملأ .. ويذكر أنه قدم كذا .. وكذا .. للتفاخر.. والتباهي .. إذا كان فيه شعرة.. من إحساس .. أو خلق .. أو ضمير!!!
أما أن تحبهم. . وتوادهم. .
فهذا مرفوض .. ومعارض لأمر الله تعالى. .
لأنهم كلهم.. يحادون الله ورسوله بدرجات متفاوتة ..ومختلفة..
فكل من لا يطبق شرع الله.. فهو يحادد الله ورسوله. . ويحاربه .. ويخالف أوامره .. سواء كان من ذرية المسلمين.. أو من ذرية أهل الكتاب. .
فهو لا يعدو أن يكون .. إما كافراً .. أو فاسقاً .. أو ظالماً ..
حسب قول الله تعالى :
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) .. المائدة 44
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ).. المائدة 45
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ). المائدة 47
لأن الحكم بما أنزل الله. . هو فريضة.. وليس نافلة ..
بل هو ..
أشد وأقوى.. من فريضة الصلاة. . التي تفرق بين المسلم والكافر .. والتي يعتبر بعض الفقهاء .. أن تركها يؤدي إلى الكفر.. ويحل قتله..
إذ أنه تعالى.. حصر.. وقصر الحكم له فقط. .
وليس لأحد من العبيد .. له الحق أن يحكم بهواه. . ومزاجه. . أو بقوانين علمانية..
( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) يوسف 40 ..
( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم ).. المائدة 49 .
( أفحكم الجاهلية يبغون. . ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) المائدة 50
بل نفى الله تعالى الإيمان.. عمن لا يرتضي حكمه وحكم رسوله .. فقال:
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ) النساء 65 .
فالذي لا يُصلي أو لا يؤدي الطقوس الدينية .. يُحساب عن نفسه يوم القيامة. .
أما الذي لا يحكم بما أنزل الله. . يُحاسب عن نفسه .. وعن الناس الذين يحكمهم. .
وإذا لم يصل يضر نفسه فقط. .
ولكن الذي لا يحكم بما أنزل الله.. يضر نفسه. . ويضر الناس جميعاً ..
لأنه يحرمهم من منافع .. وبركات حكم الله. . ويستجلب سخط الله .. وغضبه عليه وعليهم. .
لأنهم لم ينكروا. . هذا المنكر العظيم .. الرهيب ..
ولم يثوروا على هكذا حاكم رعديد .. ضالٍ. . ظالم. . أو فاسق. . أو كافر. .
ولم يلتزموا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ..
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ [ص: 407] قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ( سنن الترمذي )..
فالهلاك .. والسحق .. والمحق .. لهكذا ذرية تستهين .. بأمر ربها!!
وها نحن .. نرى العقوبات الربانية.. تترى يومياً.. وتتساقط كأحجار من سجيل منضود .. مسومة من عند ربك .. وما هي من الظالمين ببعيد.. على ذراري المسلمين الغوثائيين ..
ولا مُعتبِر .. ولا منكر على هؤلاء الحكام الفجرة.. الفسقة.. المردة!!
الثلاثاء 7 رجب 1438
4 نيسان 2017
موفق السباعي
جراح أسنان.. وفكر.. وسياسة.
الشكر . . والتوادد. . والمحبة ..
أن تشكر إنسانا .. أيا كان جنسه أو دينه .. أحسن إليك. . وساعدك..
فذلك خلق رفيع. . نبيل. . بل واجب عليك مكافأته أيضا . .إن كانت لديك القدرة على رد جميله..
ولكن..
أن تحبه. . وتوده .. فذلك أمر آخر ..
فإن كان مسلماً .. مؤمناً .. صالحاً .. فهذا يستدعي أن تحبه أكثر .. وأن تواده أكثر .. وأن تدعو الله له سراً وجهراً .. بأن يجزيه خيراً.. على إحسانه .. ومساعدته..
ولكن .. إن كان يحادد الله ورسوله ..
فمودته .. ومحبته .. والولاء له .. والخضوع له.. لأجل إحسانه ..
فذلك كفر .. وزندقة..
لأن الله تعالى ينكر ذلك وبشدة صارمة..فيقول :
﴿لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ ٢٢﴾ [المجادلة]
هذا أمر إلهي .. قاطع .. صارم .. حاسم .. ليس فيه هزل .. ولا لعب ..
ما ينبغي لمن يؤمن بالله واليوم الآخر.. أن يعدله. . أو يغيره. . أو يرفضه. .
وإلا..
يكون عاصياً لله ورسوله. .
( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً ) الأحزاب 36 .
فأن تشكر ( ميركل ) رئيسة وزراء ألمانيا.. التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين. .
أو تشكر رئيس وزراء كندا .. الذي امتاز عن الآخرين .. بأنه ذهب إلى المطار.. ليستقبل اللاجئين.. على خلاف غيره.. الذي قتلت جنودُه اللاجئين على الحدود. .
أو تشكر البشير.. الذي امتاز عن الآخرين. . بأنه لا يزال يسمح للسوريين.. بالدخول بدون تأشيرة. .
أو تشكر رجب .. الذي يعمل على تتريك السوريين .. كي تتفرغ سوريا للشيعة.. الروافض.. الأنجاس..
أو تشكر هذا أو ذاك .. لأنه قدم مساعدات .. وإعانات مادية .. للسوريين المهجرين .. المعذبين .. المتألمين..
ذلك عمل صالح .. وخلق نبيل. .
علماً بأن هذا واجب.. وفرض على كل مخلوق.. فيه مثقال ذرة من الآدمية .. أو فيه مثقال ذرة من الضمير .. والخلق الإنساني .. أو فيه مثقال ذرة من الإيمان بالله تعالى!!!
فهذا ليس فيه تفضل .. ولا تمنن على السوريين ..
ولا يحق لمن يقوم به.. أن يتمنن به على الملأ .. ويذكر أنه قدم كذا .. وكذا .. للتفاخر.. والتباهي .. إذا كان فيه شعرة.. من إحساس .. أو خلق .. أو ضمير!!!
أما أن تحبهم. . وتوادهم. .
فهذا مرفوض .. ومعارض لأمر الله تعالى. .
لأنهم كلهم.. يحادون الله ورسوله بدرجات متفاوتة ..ومختلفة..
فكل من لا يطبق شرع الله.. فهو يحادد الله ورسوله. . ويحاربه .. ويخالف أوامره .. سواء كان من ذرية المسلمين.. أو من ذرية أهل الكتاب. .
فهو لا يعدو أن يكون .. إما كافراً .. أو فاسقاً .. أو ظالماً ..
حسب قول الله تعالى :
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) .. المائدة 44
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ).. المائدة 45
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ). المائدة 47
لأن الحكم بما أنزل الله. . هو فريضة.. وليس نافلة ..
بل هو ..
أشد وأقوى.. من فريضة الصلاة. . التي تفرق بين المسلم والكافر .. والتي يعتبر بعض الفقهاء .. أن تركها يؤدي إلى الكفر.. ويحل قتله..
إذ أنه تعالى.. حصر.. وقصر الحكم له فقط. .
وليس لأحد من العبيد .. له الحق أن يحكم بهواه. . ومزاجه. . أو بقوانين علمانية..
( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) يوسف 40 ..
( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم ).. المائدة 49 .
( أفحكم الجاهلية يبغون. . ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) المائدة 50
بل نفى الله تعالى الإيمان.. عمن لا يرتضي حكمه وحكم رسوله .. فقال:
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا ) النساء 65 .
فالذي لا يُصلي أو لا يؤدي الطقوس الدينية .. يُحساب عن نفسه يوم القيامة. .
أما الذي لا يحكم بما أنزل الله. . يُحاسب عن نفسه .. وعن الناس الذين يحكمهم. .
وإذا لم يصل يضر نفسه فقط. .
ولكن الذي لا يحكم بما أنزل الله.. يضر نفسه. . ويضر الناس جميعاً ..
لأنه يحرمهم من منافع .. وبركات حكم الله. . ويستجلب سخط الله .. وغضبه عليه وعليهم. .
لأنهم لم ينكروا. . هذا المنكر العظيم .. الرهيب ..
ولم يثوروا على هكذا حاكم رعديد .. ضالٍ. . ظالم. . أو فاسق. . أو كافر. .
ولم يلتزموا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ..
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ [ص: 407] قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ( سنن الترمذي )..
فالهلاك .. والسحق .. والمحق .. لهكذا ذرية تستهين .. بأمر ربها!!
وها نحن .. نرى العقوبات الربانية.. تترى يومياً.. وتتساقط كأحجار من سجيل منضود .. مسومة من عند ربك .. وما هي من الظالمين ببعيد.. على ذراري المسلمين الغوثائيين ..
ولا مُعتبِر .. ولا منكر على هؤلاء الحكام الفجرة.. الفسقة.. المردة!!
الثلاثاء 7 رجب 1438
4 نيسان 2017
موفق السباعي
جراح أسنان.. وفكر.. وسياسة.