الفضائيات الصديقة بين ردود الفعل واستدخال الهزيمة
حياة ربيع
لا تزال العقلية العربية بالمجمل، بالنسبة لما يحدث عالمياً واقليمياً، عقلية ردود فعل وليست عقلية مبادِرة أو سبّاقة . لا تتحرك الا بعد وقوع الحدث وبعد وقوع الفاس في الرأس حيث تنهض حينها فقط وتهرول بتخبط وبأثر رجعي باحثة عما قد وضعه وتحدث عنه وحذر منه ناشطو وإعلاميو وسياسيو بل ومخططو دول الفعل و المبادرة قبل حصول الحدث بزمن طويل. هذا هو الحال منذ ان نخر الاستعمار العقل العربي. هي التبعية الذهنية السائدة بكل تفرعاتها.
وان كان المواطن العربي اتكالي في تلقيه اخبار ما يحدث في العالم حيث ينتظر ان يسمع عن الحدث من فضائيته المفضلة ومحلليها الاشاوس الى ان اصبح "متلقم" وليس "متلقٍ" فهذا لا يعفيه في زمن الانترنت من البحث والتدقيق رغم معوقات اللغة واختلاف الثقافات.
لهذا فان المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الاعلام العربي الصديق المحسوب من وعلى محور الممانعة والمقاومة الذي لا يزال يقبع في قعر المستوى غير قادر على (او ربما رافض) الخروج من الروايات الرسمية البحتة التي تفرضها مراكز القوى العالمية وصناع القرار فيها لمصلحتها وتبثها عبر وسائل اعلامها لتتلقفها وتعتمدها ثم تجترها وسائل الاعلام العربية، الصديقة كما العدوة، دون تفنيد او تقييم بذريعة النقل "الموضوعي". علماً بأن الموضوعية كفزاعة غربية لم يتقيد بها أصحابها علانية وبتجارب متعددة سواء كان في الإعلام أو حتى في الأكاديميا. وليس اوضح من اعتبار الأكاديميا ومدارس التأريخ الغربية أن اليهود شعب ممتد منذ ثلاثة آلاف سنة ومن جزيرة العرب إلى كندا!
وان كانت صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تحديداً الفايسبووك تشكل منبراً لأصوات ومواقع حرة وخارجة عن الروايات الرسمية، تعزف الفضائيات العربية الصديقة عما يرد في هذه الصفحات والمواقع الالكترونية بحجة واهية وهي عدم التثبت من المصداقية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بالرغم من كل ما يتوفر حول "داعش" وامها واخواتها وقبيلتها من معلومات سواء كانت تحقيقات عنها او اعترافات من صانعيها فان مذيع قناة المياديين لم يحسم الامر بعد بخصوصها فهو لا يزال يرى ان "على داعش علامات استفهام"، ربما لزوم "الموضوعية"!
وأخيرا وليس بآخر، جاءت مسرحية كيمياوي خان شيخون في سوريا فعادت الكرة في الفضائيات الصديقة ومحللوها ومع اصدقاء سوريا من المفسبكين ليتناقلوا اخبار وفيديوهات تثبت براءة سوريا بأثر رجعي وكما دائماً… أي بعدما يقع الفاس في الرأس.
والسؤال: لماذا عزفت هذه الفضائيات عن المبادرة بفضح كذب المؤسسات الدولية أمثال العفو الدولية فرع السويد تحديداً وفبركتها لتقارير عن جرائم مزعومة اتهمت بها الحكومة السورية ؟! ولماذا لم تتابع تفاصيل منظمة الخوذ البيضاء التي عاثت فساداً فبركةً واختلاقاً وتزويراً ؟! او عن متابعة فضح تلفيق قناة آلبي بي سي لما أسمته وثائقي ضد الحكومة السورية وجرائم اتهمت بها الجيش العربي السوري؟! ربما لو فعلت ذلك لمنعت استباقياً مسرحية كيماوي خان شيخون ولسحبت الفتيل منها قبل تفاقمها. أو حتى لقدمت للمواطن العربي لقاح حماية من تصديق الأكاذيب التي يترتب عليها تحطيم دول وإبادة شعوب.
في صفحتي المتواضعة على الفايسبووك (الروابط ادناه) قمت شخصياً واستباقياً منذ شهرين بترجمة احد المقالات التي تحدثت بإسهاب عن فضح هذه الفبركات وخلفياتها كما نشرتُ ترجمة لأحد المحققين في هذه الفبركات اضافة الى نشر الفيديو ألذي يفند بمهنية وأسلوب علمي بالغ الدقة والمصداقية ما روجت له قناة آلبي بي سي من اختلاقات (أسوأ فبركة اخبار في التاريخ) . أليس حرياً بها ان تقوم الفضائيات الصديقة بترجمات ونقل لهذه المواد عوضاً عن الانشغال بترجمة وتكرار بث وثائقي سطحي كما لحارس المؤسسة اليساري ناعوم تشومسكي، سيما وهي تملك الوقت والموارد والامكانيات ناهيك عن الجمهور؟!
ان اصرار فضائيات ووسائل إعلام محور المقاومة والممانعة على تبني الروايات الغربية الرسمية حصراً دون غيرها يضعها في موقف المشارك في جريمة تضليل الرأي العام العربي والاستمرار في استدخال هزيمته.
حياة ربيع
لا تزال العقلية العربية بالمجمل، بالنسبة لما يحدث عالمياً واقليمياً، عقلية ردود فعل وليست عقلية مبادِرة أو سبّاقة . لا تتحرك الا بعد وقوع الحدث وبعد وقوع الفاس في الرأس حيث تنهض حينها فقط وتهرول بتخبط وبأثر رجعي باحثة عما قد وضعه وتحدث عنه وحذر منه ناشطو وإعلاميو وسياسيو بل ومخططو دول الفعل و المبادرة قبل حصول الحدث بزمن طويل. هذا هو الحال منذ ان نخر الاستعمار العقل العربي. هي التبعية الذهنية السائدة بكل تفرعاتها.
وان كان المواطن العربي اتكالي في تلقيه اخبار ما يحدث في العالم حيث ينتظر ان يسمع عن الحدث من فضائيته المفضلة ومحلليها الاشاوس الى ان اصبح "متلقم" وليس "متلقٍ" فهذا لا يعفيه في زمن الانترنت من البحث والتدقيق رغم معوقات اللغة واختلاف الثقافات.
لهذا فان المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الاعلام العربي الصديق المحسوب من وعلى محور الممانعة والمقاومة الذي لا يزال يقبع في قعر المستوى غير قادر على (او ربما رافض) الخروج من الروايات الرسمية البحتة التي تفرضها مراكز القوى العالمية وصناع القرار فيها لمصلحتها وتبثها عبر وسائل اعلامها لتتلقفها وتعتمدها ثم تجترها وسائل الاعلام العربية، الصديقة كما العدوة، دون تفنيد او تقييم بذريعة النقل "الموضوعي". علماً بأن الموضوعية كفزاعة غربية لم يتقيد بها أصحابها علانية وبتجارب متعددة سواء كان في الإعلام أو حتى في الأكاديميا. وليس اوضح من اعتبار الأكاديميا ومدارس التأريخ الغربية أن اليهود شعب ممتد منذ ثلاثة آلاف سنة ومن جزيرة العرب إلى كندا!
وان كانت صفحات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تحديداً الفايسبووك تشكل منبراً لأصوات ومواقع حرة وخارجة عن الروايات الرسمية، تعزف الفضائيات العربية الصديقة عما يرد في هذه الصفحات والمواقع الالكترونية بحجة واهية وهي عدم التثبت من المصداقية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، بالرغم من كل ما يتوفر حول "داعش" وامها واخواتها وقبيلتها من معلومات سواء كانت تحقيقات عنها او اعترافات من صانعيها فان مذيع قناة المياديين لم يحسم الامر بعد بخصوصها فهو لا يزال يرى ان "على داعش علامات استفهام"، ربما لزوم "الموضوعية"!
وأخيرا وليس بآخر، جاءت مسرحية كيمياوي خان شيخون في سوريا فعادت الكرة في الفضائيات الصديقة ومحللوها ومع اصدقاء سوريا من المفسبكين ليتناقلوا اخبار وفيديوهات تثبت براءة سوريا بأثر رجعي وكما دائماً… أي بعدما يقع الفاس في الرأس.
والسؤال: لماذا عزفت هذه الفضائيات عن المبادرة بفضح كذب المؤسسات الدولية أمثال العفو الدولية فرع السويد تحديداً وفبركتها لتقارير عن جرائم مزعومة اتهمت بها الحكومة السورية ؟! ولماذا لم تتابع تفاصيل منظمة الخوذ البيضاء التي عاثت فساداً فبركةً واختلاقاً وتزويراً ؟! او عن متابعة فضح تلفيق قناة آلبي بي سي لما أسمته وثائقي ضد الحكومة السورية وجرائم اتهمت بها الجيش العربي السوري؟! ربما لو فعلت ذلك لمنعت استباقياً مسرحية كيماوي خان شيخون ولسحبت الفتيل منها قبل تفاقمها. أو حتى لقدمت للمواطن العربي لقاح حماية من تصديق الأكاذيب التي يترتب عليها تحطيم دول وإبادة شعوب.
في صفحتي المتواضعة على الفايسبووك (الروابط ادناه) قمت شخصياً واستباقياً منذ شهرين بترجمة احد المقالات التي تحدثت بإسهاب عن فضح هذه الفبركات وخلفياتها كما نشرتُ ترجمة لأحد المحققين في هذه الفبركات اضافة الى نشر الفيديو ألذي يفند بمهنية وأسلوب علمي بالغ الدقة والمصداقية ما روجت له قناة آلبي بي سي من اختلاقات (أسوأ فبركة اخبار في التاريخ) . أليس حرياً بها ان تقوم الفضائيات الصديقة بترجمات ونقل لهذه المواد عوضاً عن الانشغال بترجمة وتكرار بث وثائقي سطحي كما لحارس المؤسسة اليساري ناعوم تشومسكي، سيما وهي تملك الوقت والموارد والامكانيات ناهيك عن الجمهور؟!
ان اصرار فضائيات ووسائل إعلام محور المقاومة والممانعة على تبني الروايات الغربية الرسمية حصراً دون غيرها يضعها في موقف المشارك في جريمة تضليل الرأي العام العربي والاستمرار في استدخال هزيمته.