مع كل اسف ظهر عندنا دعاة للبخل والتقتير، واكثرهم يلبسون عمائم اهل العلم ويلتحفون لحاهم، وببخلون ويامرون الناس بالبخل..الذي هو من اقبح الصفات واحطها عند العرب في الجاهلية ثم في الاسلام. وحجتهم التي يلبسون بها على الناس النهي عن مظاهر الاسراف والتبذير، علما بان الاسراف هو التعسف في استعمال الحق والتبذير هو الانفاق على المحرم قل ام كثر، فافتوا جهلا او زورا بتبديع طعام الوضيمة، او اي طعام يفعله اهل الميت قربة لله عن روحه، ومع ذلك تجدهم اول الحاضرين واول الملبين لتلك الدعوات، واكثر الناس نهما للطعام والتهامه بلا رحمة.. فاذا ما شبع وارتوى، وساله احد الناس عن هذا الطعام الذي ملأ منه جوانب بطنه حتى تتفتق امعاءه، يقول لك والله يا اخي انه بدعة..!!!!!
ان اطعام الطعام شعيرة من شعائر الاسلام ومعلما بارزا من معالمه المرتبطة به وباهله اهل الجود والكرم.. قال الله تعالى في سمات المؤمنين وصفاتهم التي تركزت في نفوسهم وانغرست انغراس الايمان في النفس : {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 8-9]
ومعلوم ان الاسير في معارك الاسلام لا يكون الا كافرا، ومع ذلك امر الله تعالى بالتقرب اليه وجعلها شعيرة من شعائر عبادته تعالى باطعام هذا الاسير...
ولقد بوَّبَ البخاري في صحيحه بابًا جعل عنوانه: إطعام الطعام من الإسلام، وأورد فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: "أي الإسلام خير؟" فقال صلى الله عليه وسلم : «أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» (صحيح البخاري).
ولقد كان اول امر صدع النبي سلام الله عليه بدعوته ان جمع عشيرته الاقربين وهم يومها على الشرك والكفر على وليمة اولمها لهم..وكان من عادة الخلفاء على مر العصور عمل الولائم للعلماء واعيان الامة وفقرائها.. بل ان الاسلام جعله من الكفارات التي تكفر بعض الذنوب والاخطاء علاوة على انه قربة لله يتقرب بها المرء لربه....فمن كفارة اليمين اطعام عشرة مساكين ومن كفارة المواقعة في نهار رمضان اطعام ستين مسكينا...
واكتفي بالاية والحديث الشريف فهل بعد هذا يبقى حجة لمتشدق ان يحجر الكرم ويمنعه عن امة الكرم والجود والبذل والعطاء؟؟؟؟
واحذروا اخواني ان تكونوا من اهل البخل وممن يامرون به، فقد قال الله تعالى:-
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (37)النساء. وقال في موضع اخر سبحانه:- (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (24)الحديد.
اعاذنا الله واياكم من البخل واهل دعوته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2020-02-08, 10:44 am عدل 1 مرات