أمريكا، علاقات غير مُتكافِئة: كَتَبْنا قبل بضعة سنوات على صفحات هذه النشرة عن أساليب أمريكا في احتكار زراعات استوردت تقنياتها من الخارج، مثل زراعة النخيل وإنتاج التّمُور من النوعية الجيدة وإنتاج اللَّوْز أو "الفُسْتق"، واختصت إيران بإنتاج الفستق منذ آلاف السِّنين، فهو جُزْءٌ من تُراثها، كما أن التُّمُور جزء من التّراث الحضاري للعراق، بينما بدأت زراعة الفُسْتق في أمريكا خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، بِبُذُورٍ مُسْتَوْرَدَة من إيران، واستغَلّت أمريكا مرحلة العقوبات التي فرضتها على إيران منذ أربعين سنة، لتشجيع فَلاّحي كاليفورنيا على زراعة الفستق (واللوز) عبر الدّعم المالي والقُرُوض المُيَسَّرَة، بهدف خفض الأسعار عند التصدير وغَزْوِ الأسواق العالمية التي أصبحت محظورة على السِّلَع الإيرانية، وأدّى الجفاف في كاليفورنيا إلى خفض المحاصيل بنسبة 50% وارتفاع الأسعار بنسبة 40% (بين 2014 و 2015)، فاستغلت إيران الفرصة لتصدير إنتاجها -الذي كان مُرْتَفِعًا خلال نفس العام- إلى الصين التي ارتفعت وارداتها من الفستق بنسبة 146% بين 2008 و 2013... أدّى توتُّر العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران إلى اضطراب تجارة الفستق العالمية التي يُسَيْطِرُ البَلَدَانِ على نحو 80% منها في الأسواق العالمية طيلة العقد الماضي، وكانت إيران تُعاني من الضغوط والقُيُود والعقوبات التي تُعَرْقِلُ تعامل شركاتها مع مؤسسات التّمويل والضمانات المطلوبة وائتمان الصادرات لدى المنظومة المصرِفِيّة العالَمِيّة، قبل الإتفاق النّوَوِي الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2016 والذي أدى إلى تخفيف حدّة العقوبات، وإلى العَودة التّدريجية للصادرات الإيرانية من النّفط، ومن الفستق أيضًا، ولكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هَدَّدَ بِتَقوِيض الإتفاق، ما قد يُعَرْقل اقتصاد إيران من جديد، في قطاعات النفط والمعادن، كما في القطاعات الأخرى ومنها الزراعة وإنتاج الفُسْتق، ما اعتبرته رابطة مزارعي الفستق في إيران "مُنافَسَة غير عادِلة وغير مُتكافِئَة" عن موقع "بي بي سي" 31/10/17
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم