كُتب وسيُكتب الكثير عن هذا الموضوع.. وسيتبارى المحللون.. والمفكرون.. والإعلاميون.. والشعراء في الحديث عن القدس...
وسيستمر هذا الحديث بضعة أيام.. أو أسابيع.. أو أشهرعلى الأكثر.. ثم يعتاد الناس على الوضع الجديد.. بأن القدس عاصمة لليهود..
ونفس الشيء بالنسبة للمظاهرات.. والإحتجاجات.. والإستنكارات.. ستستمر أياما معدودات.. ثم تتوقف..
كما حصل في الإنتفاضتين السابقتين.. استمرت فترة من الزمن.. ثم توقفت.. دون تحقيق أي مطلب من المطالب...
فهل ستكون هذه الغضبة مختلفة عن السابق؟
في تحليلي.. ومعرفتي لطبيعة الشعوب العربية.. التي نشأت على الذل.. والخنوع.. والإنبطاح.. والجمود.. والإستكانة.. حتى أصبحت تنتقل هذه المواصفات.. بالتوارث بين الأجيال.. لأكثر من مائة عام..
ما عدا الشعب السوري.. الذي هو الوحيد.. والأوحد.. الذي يحمل جينات البطولة.. والشجاعة.. والتضحية.. والصبر.. والجلد.. في مقاومة أعتى جيوش العالم.. التي تدفقت على بلده.. لتقتله بكافة أنواع الأسلحة القديمة.. والحديثة..
حتى أن روسيا القيصرية الملعونة.. تفاخرت مرات كثيرة.. بأنها استطاعت تجريب كل الأسلحة.. التي صنعتها.. وكان عددها بضع مئات الأنواع..
هذه الشعوب العربية الميتة قلوبها.. الواهنة نفوسها.. إذا هزت أجسادها رياح باردة.. انتعشت قليلا.. ووقفت على رجليها.. لتقاوم هذه الرياح العاتية.. لفترة قليلة من الزمن..
فلما تجدها قوية.. صعب التغلب عليها..
وإذا بها ترجع القهقرى.. إلى نومتها التي كانت عليها..
وهذا ما حصل في الإنتفاضات الفلسطينية السابقة.. لم تعمر كثيرا .. لأن جينات الجبن.. والخور.. والتخاذل.. مغروسة فيه منذ قديم الزمن..
ولا أدل على ذلك.. من أنه لولا عز الدين القسام السوري.. لما تحرك تحرك الفلسطينييون ضد اليهود.. قيد أنملة...
وازداد هذا في الأيام الأخيرة.. نتيجه تواصله مع الشيعة.. التي علمته فنون العبودية.. لولاية السفيه.. وللملالي الإيرانيين..
بينما..
سبع سنوات.. وآلاف المجازر.. ارتكبت بحق الشعب السوري.. مع الحصار.. والتجويع.. والموت.. بكل طرق الموت.. التي كانت معروفة سابقا.. والتي نشأت حديثا..
ومع ذلك لم تلن له عزيمة.. ولم توقظ ضمائر الشعوب العربية الأخرى.. كي تثور على حكامها.. لكي تنال حريتها من جهة.. ولتخفف العبء عن الشعب السوري..
فهل سيوقظ ضمائرها.. قرار ترامبو.. بالإعتراف بالقدس.. عاصمة للكيان اليهودي؟
قد يثير هذا الكلام حفيظة الشعوب العربية..
وترفع عقيرتها.. وتوجه سهامها.. وتصرخ بأعلى صوتها:
أنت عنصري.. أنت فئوي.. أنت قبلي.. وأنت.. وأنت!
جوابي..
مهلا أيها الغاضبون.. والحانقون.. والرافضون.. لهذه الحقيقة الواقعية.. التي أزعجتكم.. وأثارت حفيظتكم.. وشعرتم بأنها أهانتكم.. وحطت من كرامتكم..
تعالوا نناقش الأمر بهدوء.. وروية.. وبطريقة علمية حضارية..
وأتحداكم أن تثبتوا.. عكس ذلك..
بل..
سأثبت لكم بالوقائع.. والأدلة الميدانية.. على صحة المواصفات.. التي تم وصفكم بها...
أولا:
في الأردن.. حصلت عدة محاولات للتظاهر.. ليس لنيل الحرية.. والكرامة.. وإنما فقط لإصلاح الفساد المعيشي.. والمادي.. والإجتماعي.. والوظيفي..
يعني كانت الغاية من المظاهرات.. هي الناحية المادية...
يعني تأمين علف جيد.. نظيف.. لقطيع الماشية.. مع البقاء محبوسين في الحظائر..
ومع ذلك.. لم تستمر إلا أياما معدودات.. ثم رجعت الماشية إلى حظائرها.. خانعة.. تائبة...
في السودان.. في الجزائر.. في المغرب.. حصلت عدة مظاهرات.. لنفس الغاية..
تأمين علف صحي.. أو بكميات وفيرة أكثر من السابق..
فحصل قمع للمظاهرات.. من قبل الشرطة.. فخافت الماشية.. ورجعت إلى حظائرها تائبة.. نادمة..
في العراق.. نفس الشيء.. حصلت مظاهرات.. واعتصامات في ميادين الأنبار.. وسواها.. واستمرت بضعة أشهر.. ثم انطفأت.. وتوقفت..
بقية الشعوب في الجزيرة العربية.. هي أخنع.. وأجبن.. وأضعف الشوب العربية الأخرى طرا.. ما عدا أفراد قليلين.. قد يصلون إلى بضع مئات.. هاجروا إلى سورية.. والتحقوا مع المجاهدين..
ولكن البقية.. يسبحون بحمد الحاكم.. ويعبدونه..
هذه كلها دلائل.. وبراهين.. ووقائع ميدانية.. تُثبت صحة الإتهام.. الموجه إلى الشعوب العربية..
للطعن في هذا الإتهام..
يتطلب إثبات العكس..
فهل تقدر الشعوب العربية الآن.. أن تثبت العكس؟
نعم..
تستطيع الآن أن تثبت العكس.. إذا أرادت أن تنفي عن نفسها.. هذا الإتهام المهين..
تستطيع الآن.. أن تستغل هذه الفرصة الفريدة من نوعها.. والتي جاءت عن طريق حاكم أمريكي أبله.. مجنون.. ومتورط في قضية قانونية خطيرة جدا.. قد تجرفه خارج سدة الحكم.. وهي تعاونه مع روسيا.. أثناء حملته الإنتخابية..
وهو يشعر بالخطر الكبير المحدق به..
لذلك لجأ إلى استخدام ورقة القدس.. ليكسب اللوبي اليهودي.. فيساعده في إنقاذ رقبته من المقصلة..
ولجأ قبلها إلى إخضاع الحكام العرب.. وبالأخص الغلام السفيه بن سلمان.. والمهرج السيسي..
فتستطيع هذه الشعوب العربية الغاضبة.. من وصفها بالخنوع.. والجبن.. والتخاذل.. أن تنطلق لتحقيق عدة أهداف وقت واحد..
أولا: إثبات أنها شعوب شجاعة.. قوبة.. باسلة.. لتنفي عن نفسها صفة الخنوع.. والذل..
ثانيا: لتقلب الطاولة على ترامبو.. وتقتلع جذوره من سدة الحكم..
ثالثا: وتقهر حكامها.. الذين أصبحوا في أسوأ حلات الخنوع.. والإنبطاح للحاكم الأمريكي..
رابعا: كما تقتلع الإحتلال اليهودي.. من مدينة القدس كلها شرقيها.. وغربيها..
الطريقة لتحقيق ذلك..
هي:
إنطلاق على الأقل جزء من الشعوب العربية.. من البلدان المجاورة لفلسطين.. بشكل زحف على الأرجل.. أو بالسيارات.. أو بالدراجات الهوائية.. أو النارية.. أو على الحمير.. أو البغال..
المهم الزحف بالوسائل المتاحة.. في وقت واحد.. نحو القدس..
مثلا:
في الأردن.. لينطلق الفسلطينيون الذين يشكلون غالبية سكان الأردن.. مع الأردنيين.. بما لا يقل عن مائة ألف شخص.. زاحفين نحو الحدود الفاصلة بين الأردن وفلسطين..
ومن السعودية.. وبقية دول الخليج.. يزحف ما لا يقل عن مائة ألف شخص.. يزحفون عبر الأردن.. إلى عمان.. وينطلقوا مع إخوانهم الفلسطينيين والأردنيين.. نحو الحدود الفلسطينية..
ومن مصر.. يجب أن يزحف ما لايقل عن مائتين ألف شخص.. يتوجهون إلى غزة..
ومن غزة.. لا يقل عن مائة ألف شخص.. ينضمون إلى المصريين.. فيصبح المجموع ثلاثمائة ألف.. يزحفون عبر الأرض المحتلة إلى القدس..
ومن مدن الضفة الغربية.. يجب تجميع ما لايقل عن نصف مليون شخص..
وبهذا..
يكون مليون شخص.. يزحفون في وقت واحد.. نحو القدس لإحتلالها كليا.. شرقيها.. وغربيها وإخراج المستوطنين منها..
ستحدث مواجهات.. وقمع.. وقتل.. وجرح.. أولا مع الجيوش العربية.. التي ستنطلق هذه الجموع منها.. الجيش السعودي.. والمصري.. والأردني.. ثم مع الجيش الإسرائيلي..
وستسيل الدماء أنهارا.. وبحارا..
ستكون الضحايا بالمئات أو الألوف.. كما حصلت المواجهات في بداية الثورة السورية.. مع جيش النظام.. وقُتل المئات.. دون أن يخيف الشعب السوري شيئا..
وبقي مصرا على المواجهة.. وتحمل القتل.. بكل عناد وإصرار.. حتى هذه اللحظة..
ونفس الشيء.. يجب على هذه الزحوف.. أن تتحمل القتل بكل إصرار.. وثبات..
وتؤمن أن القدس.. تستحق بذل.. بضع قطرات من الدماء؟
وإذا ما حصل هذا.. ستسقط الأنظمة العربية أولا.. ثم الإحتلال اليهودي..
قد يقول البعض..
أنها خطة خيالية.. وهمية.. أو عالية الطلب.. ومستحيلة التحقيق..
نعم هي عالية الهدف.. ولكنها ليست خيالية.. ولا مستحيلة التحقيق لمن يريد الحياة.. حرة.. أبية.. كريمة.. ويريد نفي صفة الخنوع.. والذل عنه..
فإذا لم يستطع تنفيذها الآن..
فسيبقى موصوفا بالجبن.. والذلة.. والخنوع..
ولن يستطيع تحقيقها في المستقبل..
وسيبقى الشعب السوري.. متربعا على عرش العزة.. والكرامة.. والحرية.. رغم أنف الشعوب العربية الأخرى.. الذليلة.. المهينة..
الأحد 21 ربيع الأول 1439
10 كانون الأول 2017
موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي
وسيستمر هذا الحديث بضعة أيام.. أو أسابيع.. أو أشهرعلى الأكثر.. ثم يعتاد الناس على الوضع الجديد.. بأن القدس عاصمة لليهود..
ونفس الشيء بالنسبة للمظاهرات.. والإحتجاجات.. والإستنكارات.. ستستمر أياما معدودات.. ثم تتوقف..
كما حصل في الإنتفاضتين السابقتين.. استمرت فترة من الزمن.. ثم توقفت.. دون تحقيق أي مطلب من المطالب...
فهل ستكون هذه الغضبة مختلفة عن السابق؟
في تحليلي.. ومعرفتي لطبيعة الشعوب العربية.. التي نشأت على الذل.. والخنوع.. والإنبطاح.. والجمود.. والإستكانة.. حتى أصبحت تنتقل هذه المواصفات.. بالتوارث بين الأجيال.. لأكثر من مائة عام..
ما عدا الشعب السوري.. الذي هو الوحيد.. والأوحد.. الذي يحمل جينات البطولة.. والشجاعة.. والتضحية.. والصبر.. والجلد.. في مقاومة أعتى جيوش العالم.. التي تدفقت على بلده.. لتقتله بكافة أنواع الأسلحة القديمة.. والحديثة..
حتى أن روسيا القيصرية الملعونة.. تفاخرت مرات كثيرة.. بأنها استطاعت تجريب كل الأسلحة.. التي صنعتها.. وكان عددها بضع مئات الأنواع..
هذه الشعوب العربية الميتة قلوبها.. الواهنة نفوسها.. إذا هزت أجسادها رياح باردة.. انتعشت قليلا.. ووقفت على رجليها.. لتقاوم هذه الرياح العاتية.. لفترة قليلة من الزمن..
فلما تجدها قوية.. صعب التغلب عليها..
وإذا بها ترجع القهقرى.. إلى نومتها التي كانت عليها..
وهذا ما حصل في الإنتفاضات الفلسطينية السابقة.. لم تعمر كثيرا .. لأن جينات الجبن.. والخور.. والتخاذل.. مغروسة فيه منذ قديم الزمن..
ولا أدل على ذلك.. من أنه لولا عز الدين القسام السوري.. لما تحرك تحرك الفلسطينييون ضد اليهود.. قيد أنملة...
وازداد هذا في الأيام الأخيرة.. نتيجه تواصله مع الشيعة.. التي علمته فنون العبودية.. لولاية السفيه.. وللملالي الإيرانيين..
بينما..
سبع سنوات.. وآلاف المجازر.. ارتكبت بحق الشعب السوري.. مع الحصار.. والتجويع.. والموت.. بكل طرق الموت.. التي كانت معروفة سابقا.. والتي نشأت حديثا..
ومع ذلك لم تلن له عزيمة.. ولم توقظ ضمائر الشعوب العربية الأخرى.. كي تثور على حكامها.. لكي تنال حريتها من جهة.. ولتخفف العبء عن الشعب السوري..
فهل سيوقظ ضمائرها.. قرار ترامبو.. بالإعتراف بالقدس.. عاصمة للكيان اليهودي؟
قد يثير هذا الكلام حفيظة الشعوب العربية..
وترفع عقيرتها.. وتوجه سهامها.. وتصرخ بأعلى صوتها:
أنت عنصري.. أنت فئوي.. أنت قبلي.. وأنت.. وأنت!
جوابي..
مهلا أيها الغاضبون.. والحانقون.. والرافضون.. لهذه الحقيقة الواقعية.. التي أزعجتكم.. وأثارت حفيظتكم.. وشعرتم بأنها أهانتكم.. وحطت من كرامتكم..
تعالوا نناقش الأمر بهدوء.. وروية.. وبطريقة علمية حضارية..
وأتحداكم أن تثبتوا.. عكس ذلك..
بل..
سأثبت لكم بالوقائع.. والأدلة الميدانية.. على صحة المواصفات.. التي تم وصفكم بها...
أولا:
في الأردن.. حصلت عدة محاولات للتظاهر.. ليس لنيل الحرية.. والكرامة.. وإنما فقط لإصلاح الفساد المعيشي.. والمادي.. والإجتماعي.. والوظيفي..
يعني كانت الغاية من المظاهرات.. هي الناحية المادية...
يعني تأمين علف جيد.. نظيف.. لقطيع الماشية.. مع البقاء محبوسين في الحظائر..
ومع ذلك.. لم تستمر إلا أياما معدودات.. ثم رجعت الماشية إلى حظائرها.. خانعة.. تائبة...
في السودان.. في الجزائر.. في المغرب.. حصلت عدة مظاهرات.. لنفس الغاية..
تأمين علف صحي.. أو بكميات وفيرة أكثر من السابق..
فحصل قمع للمظاهرات.. من قبل الشرطة.. فخافت الماشية.. ورجعت إلى حظائرها تائبة.. نادمة..
في العراق.. نفس الشيء.. حصلت مظاهرات.. واعتصامات في ميادين الأنبار.. وسواها.. واستمرت بضعة أشهر.. ثم انطفأت.. وتوقفت..
بقية الشعوب في الجزيرة العربية.. هي أخنع.. وأجبن.. وأضعف الشوب العربية الأخرى طرا.. ما عدا أفراد قليلين.. قد يصلون إلى بضع مئات.. هاجروا إلى سورية.. والتحقوا مع المجاهدين..
ولكن البقية.. يسبحون بحمد الحاكم.. ويعبدونه..
هذه كلها دلائل.. وبراهين.. ووقائع ميدانية.. تُثبت صحة الإتهام.. الموجه إلى الشعوب العربية..
للطعن في هذا الإتهام..
يتطلب إثبات العكس..
فهل تقدر الشعوب العربية الآن.. أن تثبت العكس؟
نعم..
تستطيع الآن أن تثبت العكس.. إذا أرادت أن تنفي عن نفسها.. هذا الإتهام المهين..
تستطيع الآن.. أن تستغل هذه الفرصة الفريدة من نوعها.. والتي جاءت عن طريق حاكم أمريكي أبله.. مجنون.. ومتورط في قضية قانونية خطيرة جدا.. قد تجرفه خارج سدة الحكم.. وهي تعاونه مع روسيا.. أثناء حملته الإنتخابية..
وهو يشعر بالخطر الكبير المحدق به..
لذلك لجأ إلى استخدام ورقة القدس.. ليكسب اللوبي اليهودي.. فيساعده في إنقاذ رقبته من المقصلة..
ولجأ قبلها إلى إخضاع الحكام العرب.. وبالأخص الغلام السفيه بن سلمان.. والمهرج السيسي..
فتستطيع هذه الشعوب العربية الغاضبة.. من وصفها بالخنوع.. والجبن.. والتخاذل.. أن تنطلق لتحقيق عدة أهداف وقت واحد..
أولا: إثبات أنها شعوب شجاعة.. قوبة.. باسلة.. لتنفي عن نفسها صفة الخنوع.. والذل..
ثانيا: لتقلب الطاولة على ترامبو.. وتقتلع جذوره من سدة الحكم..
ثالثا: وتقهر حكامها.. الذين أصبحوا في أسوأ حلات الخنوع.. والإنبطاح للحاكم الأمريكي..
رابعا: كما تقتلع الإحتلال اليهودي.. من مدينة القدس كلها شرقيها.. وغربيها..
الطريقة لتحقيق ذلك..
هي:
إنطلاق على الأقل جزء من الشعوب العربية.. من البلدان المجاورة لفلسطين.. بشكل زحف على الأرجل.. أو بالسيارات.. أو بالدراجات الهوائية.. أو النارية.. أو على الحمير.. أو البغال..
المهم الزحف بالوسائل المتاحة.. في وقت واحد.. نحو القدس..
مثلا:
في الأردن.. لينطلق الفسلطينيون الذين يشكلون غالبية سكان الأردن.. مع الأردنيين.. بما لا يقل عن مائة ألف شخص.. زاحفين نحو الحدود الفاصلة بين الأردن وفلسطين..
ومن السعودية.. وبقية دول الخليج.. يزحف ما لا يقل عن مائة ألف شخص.. يزحفون عبر الأردن.. إلى عمان.. وينطلقوا مع إخوانهم الفلسطينيين والأردنيين.. نحو الحدود الفلسطينية..
ومن مصر.. يجب أن يزحف ما لايقل عن مائتين ألف شخص.. يتوجهون إلى غزة..
ومن غزة.. لا يقل عن مائة ألف شخص.. ينضمون إلى المصريين.. فيصبح المجموع ثلاثمائة ألف.. يزحفون عبر الأرض المحتلة إلى القدس..
ومن مدن الضفة الغربية.. يجب تجميع ما لايقل عن نصف مليون شخص..
وبهذا..
يكون مليون شخص.. يزحفون في وقت واحد.. نحو القدس لإحتلالها كليا.. شرقيها.. وغربيها وإخراج المستوطنين منها..
ستحدث مواجهات.. وقمع.. وقتل.. وجرح.. أولا مع الجيوش العربية.. التي ستنطلق هذه الجموع منها.. الجيش السعودي.. والمصري.. والأردني.. ثم مع الجيش الإسرائيلي..
وستسيل الدماء أنهارا.. وبحارا..
ستكون الضحايا بالمئات أو الألوف.. كما حصلت المواجهات في بداية الثورة السورية.. مع جيش النظام.. وقُتل المئات.. دون أن يخيف الشعب السوري شيئا..
وبقي مصرا على المواجهة.. وتحمل القتل.. بكل عناد وإصرار.. حتى هذه اللحظة..
ونفس الشيء.. يجب على هذه الزحوف.. أن تتحمل القتل بكل إصرار.. وثبات..
وتؤمن أن القدس.. تستحق بذل.. بضع قطرات من الدماء؟
وإذا ما حصل هذا.. ستسقط الأنظمة العربية أولا.. ثم الإحتلال اليهودي..
قد يقول البعض..
أنها خطة خيالية.. وهمية.. أو عالية الطلب.. ومستحيلة التحقيق..
نعم هي عالية الهدف.. ولكنها ليست خيالية.. ولا مستحيلة التحقيق لمن يريد الحياة.. حرة.. أبية.. كريمة.. ويريد نفي صفة الخنوع.. والذل عنه..
فإذا لم يستطع تنفيذها الآن..
فسيبقى موصوفا بالجبن.. والذلة.. والخنوع..
ولن يستطيع تحقيقها في المستقبل..
وسيبقى الشعب السوري.. متربعا على عرش العزة.. والكرامة.. والحرية.. رغم أنف الشعوب العربية الأخرى.. الذليلة.. المهينة..
الأحد 21 ربيع الأول 1439
10 كانون الأول 2017
موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي