((إن العرب جنس حاد المشاعر جامح الغرائز، عندما يطيش يفقد وعيه وعندما يعقل يبلغ الأوج .. ولقد قرأت رأى ابن خلدون فى العرب، وترددت فى تصديقه ثم انتهيت أخيرا إلى أن العرب لا يصلحون إلا بدين ولا يقوم لهم ملك إلا على نبوة، وأن العالم لا يعترف لهم بميزة إلا إذا كانوا حملة وحى، فإذا انقطعت بالسماء صلتهم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وغشيهم الذل من كل مكان. - محمد الغزالي رحمه الله)).
اما ابن خلدون فانه في مقدمته المشهورة وفي الفصل السابع و العشرون صفحة 118
من مقدمة ابن خلدون الطبعة الاولى لدار الكتب العلمية بيروت - لبنان 1993
و تحت عنوان :
( في ان العرب لا يحصل لهم الملك الا بصبغة دينية من نبوة او ولاية او أثر عظيم من الدين على الجملة ) يقول رحمه الله :
" والسبب في ذلك انهم لخلق التوحش الذي فيهم اصعب الامم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة و الانفة و بعد الهمة و المنافسة في الرياسة , فقلما تجتمع اهواؤهم. فإذا كان الدين بالنبوة او الولاية كان الوازع لهم من انفسهم وذهب خلق الكبر و المنافسة منهم , فسهل انقيادهم و اجتماعهم , و ذلك بما يشملهم من الدين المذهب للغلظة و الانفة الوازع عن التحاسد و التنافس " .
فلله درك يا ابن خلدون فلقد أصبت كبد الحقيقة , في وصف العرب وطباعها..انه كلام ارجح وزنا من الذهب لمن كان له عقل يدكر ولب يزدجر.. فهم في حالة اجتماع كلمتهم على الدين كانوا احسن الناس كما في الصدر الاول من الاسلام ، و حين يبتعدون عن الدين يتحولون الى وحوش اسوأ بكثير من كل دواب وهوام الارض ( والتاريخ يشهد..والواقع يخبر ) .... فعلا هم وحوش حين يبتعدون عن الاسلام مصدر عزهم الذي بغيره لا يكونون الا اذلاء.
ومن لم يعرف طباع العرب فلن يحكمها ، وصدق من قال :- ان العرب لا ينام ثائرها و لا يُخطم انفها بخطام .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2020-04-16, 10:41 pm عدل 1 مرات