رسم تهكمي لعملية بيع وشراء زوجة إنجليزية، حيث تتم في سوق الماشية، ويظهر الزوجة بالفعل راضية، والزوج يبدو كأنه "يرتدي قرون"[1].
عادة بيع الزوجة هي وسيلة بديلة للطلاق حيث كان الطلاق ذاته في ذلك الحين شيئًا يستحيل تطبيقه عمليًا بالنسبة للجميع عدا الأسر الأغنى ببريطانيا وخاصةً إنجلترا. بدأت تلك العادة بالظهور في أواخر القرن السابع عشر، وكانت تتم عبر موافقة كلا الطرفين لوضع حد للزواج المضطرب. يقوم الزوج بربط زوجه بحبل إما حول الرقبة أو الذراع أو الخصر واستعراضها جهارًا في مزاد علني ليبيعها إلى المزايد الذي يقدم أكبر قدر من المال. إن ذلك العرف يعرض لأحداث رواية "عمدة كاستربريدج" للروائي الشهير توماس هاردي حيث تقوم الشخصية المحورية ببيع زوجها في مطلع الرواية، الأمر الذي من شأنه أن يطارده طيلة حياته، وأخيرًا يؤدي إلى القضاء عليه.
وعلى الرغم من كون ذلك العرف غير رسمي وأدى في كثير من الأحيان إلى رفع دعاوٍ قضائية، وخاصًة بدايًة من منتصف القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحالي، فإن موقف السلطات من العرف السائد يبدو مبهمًا. وقد صرح أحد قضاة القرن التاسع عشر في تدوين له بعدم امتلاكه الصلاحيات لمنع بيع الأزواج. وقد كانت هناك بعض الدعاوي التي يتولاها مفوضو القانون للفقراء المحليين نصت على إجبار الأزواج على بيع زوجاتهم فضلًا عن إبقاء عائلاتهم في الإصلاحية.
استمرت العادة الرائجة في أحد أشكالها بإنجلترا حتى أوائل القرن العشرين، هذا وقد أدلى المؤرخ والقاضي جيمس برايس في كتاباته لعام 1901 أن تلك العادة قد كانت متداولة في عهده. وفي إحدى القضايا التي تم الإعلان عنها مؤخرًا بإنجلترا قدمت إحدى الأزواج دليلًا لمحكمة جنح بمدينة ليدز بأنه قد تم بيعها لأحد رفقاء العمل لزوجها الأسبق مقابل يورو فقط.