طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 702 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 702 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 
العرين - 1193
طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_rcapطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_voting_barطبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور  I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!- صبحي غندور

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

طبائع الناس.. في كيفية قيادة سياراتهم!



يمكن اكتشاف خصائص عديدة عن طبائع النّاس عموماً من خلال اسلوبهم في كيفية قيادة سياراتهم. كثيرون حتماً تعاملوا مع هذا الموضوع تفكيراً وحديثاً وكتابة، لكن لربّما تختلف الخلاصات من شخصٍ لآخر. ففي قيادة السيّارة نموذج عملي لما هو أكبر وأشمل من التعامل مع السيّارة نفسها، ولما يقوم به الإنسان في حياته من أسلوب "قيادة" لنفسه أو لعائلته أو لعمله أو حتى لجماعات ومنظّمات وأوطان.

وهذه مجموعة من خلاصات واستنتاجات كوّنتها حصيلة مراقبة الآخرين خلال قيادتهم السيّارات:

هناك من يقود سيّارته وهو في حالٍ من الارتباك والخوف من وقوع حادث، ومن هيمنة شعور عليه بأنّ الآخرين يتنافسون معه أو يضمرون له شرّاً، أو أنّهم لا يحسنون السواقة أصلاً. بل هناك أيضاً من يقود سيّارته وأعصابه مشدودة جداً كيديه المشدودتين على المقود حرصاً على عدم وقوعه في خطأ أو إهمال.

وهذه المشاعر كلّها علامات سلوك تُعبّر إمّا عن عدم ثقة بالنفس أو عدم ثقة بالآخرين أو الاثنين معاً. فيكون هاجس هذا الإنسان السائق ومخاوفه إفرازاً لحالة نفسية داخلية أكثر ممّا هو واقع عملي لديه أو عند السائقين الآخرين. فهي هنا مشكلة ضعف الثقة بالنّفس أو الارتياب الدائم من الآخرين.

هناك أشخاص يسوقون سيّاراتهم ونظرهم في معظم الأوقات مشدود إلى الخلف عبر المرآة الداخلية أو الجانبية، دون مبرّر أحياناً لذلك كالانتقال من خط سير إلى آخر. ومشكلة هذه الفئة من النّاس أنّها ترمز إلى من يشغلون أنفسهم بالماضي أو بالأمور الهامشية أكثر من التركيز على ما هو أمامهم وعلى قيادة حياتهم إلى مستقبل أفضل، فيصبحون مشكلةً لمن يتبعونهم من خلفهم، وأيضاً لمن هم أمامهم وحولهم.
هناك فئة من "السائقين" على طرقات الحياة من ينظرون حصراً إلى ما هو أمامهم مباشرةً ولا يمارسون النظرة الشاملة لمحيطهم، أو النظرة البعيدة المدى لما هو قادم في طريقهم. لذلك نرى هؤلاء مسيّرون بما هو عليه حال السيارة التي أمامهم مباشرةً، وهم يحبّذون تبعية الآخرين دون أي مبادرة منهم تخرجهم أحياناً من تورّط قد يطرأ في حادث، أو في زحمة "عدم" السير!
كثير من الطرقات يكون السير فيها على خط واحد فقط ولا يكون بالمقدور تجاوز السيارة أمامنا، والتي قد يكون سائقها متلهّياً بأمور أخرى (كالحديث على الهاتف النقّال أو الحديث مع راكب آخر معه). وهنا تكون المشكلة أنانيّة هذا السائق وعدم تفكيره بأحوال الآخرين، بل وتجاهل أنّه أصبح عقبة بعد أن وضعته الظروف في موقع "قيادة مؤقتة" لرتل من السيارات خلفه. فهذه أنانية من جهة، وهي من الجهة الأخرى فشلٌ في القيادة.
وعلى الطرقات المتعدّدة الخطوط في الاتجاه الواحد، نجد سائقين يصرّون على السير خلفك أو إلى جانبك تماماً رغم وجود مجالات واسعة لتجاوزك، خاصّة في حال عدم زحمة السير. في المقابل، هناك سائقون لا يحتملون وجود سيّارات أمامهم، فنراهم يندفعون بسرعة إلى تجاوز من أمامهم ثمّ يخفّفون من سرعتهم بعد ذلك إلى أقلّ ممّا كانت عليه سرعة السيارات الأخرى.

وفي هذه الحالات كلّها نماذج عن طبائع البشر الذين لا يرضى بعضهم إلا أن يكون في الطليعة ولو لم يكن مؤهلاً لذلك، بينما يستحسن البعض تبعيّة الآخرين فيبقى خلفهم، أو نرى بعض النّاس يفضّل "الرفقة" على الدرب لأنّه يشعر بالاطمئنان نتيجة وجود أحد ما دوماً إلى جانبه!.

أيضاً، نجد على الطرقات العامّة من يتصرّفون بالأسلوب العدواني في السواقة، وهو أمر نلمسه من طريقة دفعهم غير المباشر للسيارات أمامهم أو من خلال القفز السريع من خط لآخر، وكلّها علامات لسلوك أشخاص يمتلكون أصلاً النزعة العدوانية التي تسعى لإخافة الآخرين أو لإثبات القدرة على التفوّق، فتكون طريقتهم في السواقة هي كمن يملك الطريق لا السيّارة فقط!.
في المقابل، هناك سائقون يحسبون الخطوط المرسومة على الطرقات وكأنّها جدران من الحديد والصلب فلا يسيرون فوقها في حالات الضرورة لتجنّب وقوع حادث. وهذه الفئة من "السائقين" هي حال كثير من الناس الذين ينظرون إلى القوانين والنصوص بحال من الجمود ولا يعتبرون بالقاعدة العامّة: "الضرورات تبيح المحظورات".

وربّما يستدعي هذا الأمر التمييز بين فئات تختلف في نظرتها للقانون عموماً؛ فالبعض يحترم القانون ويلتزم به دائماً خوفاً من العقوبات فقط، والبعض الآخر يتعامل مع القوانين بقناعة أحقّيتها وضرورتها وليس خوفاً فقط من عدم تطبيقها. وهذا الفارق نجده بين السائقين الذين يتوقفون عند الإشارة الحمراء بغضّ النظر عمّا إذا كان هناك سيّارات قادمة في الاتجاه الآخر أم لا، وبغضّ النظر أيضاً عن وجود شرطة سير أم لا، بينما يقيس البعض الآخر مدى التزامه بالقوانين بمقدار وجود الشرطة أو عدمه، وتحسّباً فقط من العقوبة.

أيضاً، نجد على طرقات السير والحياة من هم يحسنون السواقة لكنّهم يجهلون قوانين السير، فنراهم ناجحين في "سلوكهم" القيادي بينما هم فاشلون في "معرفتهم". وهذه حال الكثير من الناس حيث ضرورة تكامل الفكر والعمل في كلّ الأمور، وحيث السلوك الجيّد وحده لا يغني عن وجود المعرفة الجيّدة.
أخيراً، في هذه الاستنتاجات السريعة، نجد على الطرقات من يتباهون بسيّاراتهم الفاخرة مقابل آخرين مضطرّين لقيادة سيارات قديمة لا تقدر ربّما على السرعة اللازمة أو المناورة السريعة على الطرقات. وهنا قد نجد من هم سائقون جيّدون لكن لم تسمح لهم ظروفهم وإمكاناتهم باقتناء سيارات حديثة، وعليهم التواجد على طرقات السير والحياة مع من يُحتمل أن يكونوا سائقين سيئين يمتلكون أحدث أنواع السيارات ويقودونها بشكل طائش يسبّب الضرر لأنفسهم وللآخرين.

هذه المقارنات أو الاستنتاجات عمّا بين الناس وطريقة سواقتهم من فروق، تحتّم أيضاً ضرورة المقارنة في أحوال الطرقات نفسها ورجال الشرطة المعنيين بتنفيذ قوانين السير.

فالفارق بين رجال شرطة عادلين ورجال شرطة ظالمين أو فاسدين ومرتشين، نراه أيضاً في حياتنا العامّة بالفارق بين دول وحكومات عادلة وأخرى ظالمة أو فاسدة. فليست الدساتير والقوانين فقط هي التي تميّز الدول والحكومات، بل الأساس في التمييز هو سلوك القادة والمعنيين بتنفيذ الدساتير والقوانين.

الأمر نفسه ينطبق على المقارنة بين المجتمعات عموماً وبين أحوال "طرقات السير". فالطرقات المعبّدَة جيّداً والمجهّزة بإنارة كافية والواضح فيها إشارات السير والتنبيهات على المنعطفات، تقلّ فيها وعليها الحوادث مهما كانت أحوال السائقين، مقارنةً مع ارتفاع نسبة الحوادث على الطرقات الوعرة الخالية من أيّة إنارة أو إشارات أو ضوابط. وفي ذلك وضوح لمدى مسؤولية الدولة والقائمين عليها عن المجتمع ككل، وما في هذا المجتمع من حاجات للتنمية ولتكافؤ الفرص والعدالة والمساواة، ومن ضرورة وجود القوانين واحترامها ومحاسبة المخالفين لها، مهما كانت أحوالهم، أو المرتشين الفاسدين المسيئين لها، مهما كانت مواقعهم.

صبحي غندور

https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى