سيقول السوريون الطيبون.. المقهورون.. الملتاعون.. الحاملون مآسي جمة من فقدان أبنائهم.. وزوجاتهم.. وأمهاتهم.. وآبائهم.. وأقربائهم.. وبيوتهم.. وأملاكهم!!!
سيقولون فورا.. وبمنتهى القوة والشدة..
إنه النظام الأسدي.. والمليشيات الشيعية.. والروسية.. والتحالف الصليبي..
هذا صحيح.. لا ريب فيه أبدا..
ولكن للأسف.. وللفجيعة الكبيرة.. أنهم ليسوا وحدهم.. من دمر سورية.. وإن كانوا هم الجهة الفاعلة.. والعملية في تدميرها..
هناك جهات عديدة أخرى.. لا يتجرأ كثير من السوريين.. بالإفصاح عنها.. أو أنهم يجهلونها.. أو أنهم لا يريدون تحميلها المسؤولية..
سأكون في هذه المقالة حياديا.. إلى أبعد الحدود.. وأضغط على عواطفي.. ومشاعري..
وأقول الحقيقة.. وإن كانت مرة.. بدون مواربة.. ولا مجاملة.. ولا مداهنة لأحد..
وسأبدأ بذكر أكثر الجهات مسؤولية.. وبشكل مباشر في تدمير سورية.. ثم الأقل.. فالأقل..
1- النظام الأسدي.. مع المليشيات الشيعية المتنوعة.. وإيران.. وروسيا.. هذه الجهات المتنوعة تعمل بأوامر واحدة.. ومحددة لإسقاط البراميل المتفجرة.. والقنابل الحارقة.. والصواريخ الباليستية وكل أنواع الأسلحة المدمرة.. وكثير منها محرمة دوليا..
والأماكن المفضلة لهذه الأسلحة هي الأسواق الشعبية.. والمدارس.. والمراكز الطبية.. والملاجيء.. والمنازل..
والضحايا دائما.. ويوميا هم الأطفال.. والنساء.. والشيوخ.. والمستضعفون..
لم يحصل في يوم من الأيام.. أن تم إلقاء هذه القذائف..على مراكز الفصائل المقاتلة.. إلا قليلا ونادرا..
مما يؤكد أن القصد.. والهدف من هذه القذائف.. هو قتل الناس المدنيين العزل الآمنين.. وليس قتل العناصر المقاتلة الإرهابية كما يسمونها!!!
على عكس الطائرات التركية.. التي كانت تلقي قذائفها على مراكز العناصر الكردية المقاتلة في عفرين.. ولم تقتل من المدنيين.. ولم تهدم مساكنهم إلا قليلا جدا..
2- التحالف الصليبي بقيادة أمريكا أم الخبائث.. فقد ألقت كل حممها.. وقذائفها المدمرة على الشعب المسكين في الرقة.. وبقية المدن في الجزيرة الشرقية.. فأحالتها خرابا يبابا..
ولم تقتل من مقاتلي داعش إلا القليل.. بالرغم من الهدف المعلن.. هو الحرب على تنظيم الدولة.. والقضاء عليه..
ولكنها كانت كاذبة.. إنها كانت تريد قتل المسلمين في سورية.. والعراق.. وتدمير مدنهم.. بحجة محاربة الإرهاب.. يعني محاربة الإسلام والمسلمين..
3- الفصائل المسلحة.. بكافة تشكيلاتها.. وأفكارها.. وتنظيماتها..
كلها دون استثناء.. ساهمت بشكل غير مباشر بتدمير سورية.. وقتل أهلها..
للأسباب التالية:
3-1 – سيطرتها على مدن المسلمين.. أو على أجزاء منها.. بحجة تحريرها من النظام الأسدي.. وبالرغم من تبين خطأ هذا التصرف.. وفداحة نتائجه.. إلا أنهم استمروا في ممارسة هذا الخطأ سبع سنوات..
3-2 – تمزق الفصائل.. وتشرذمها.. وتفرقها.. ورفضها الإتحاد بينها.. ولو في التنسيق بالعمليات.. ووضع الخطط العسكرية المفيدة فقط على الأقل..
مما دفع النظام والمحتل الروسي.. والإيراني.. إلى استغلال هذا التفرق.. وأخذ يتعامل مع كل فصيل على حده.. ويفرض عليه شروطه القاسية.. بالإستسلام.. والتهجير خارج بيوتهم.. ومدنهم..
وبقية الفصائل تتفرج.. ولا تحرك ساكنا لنصرته.. ودعمه.. والوقوف إلى جانبه.. لتعديل تلك الشروط المجحفة.. أو تخفيفها على الأقل..
3-3 – طاعتهم العمياء لمن يدفع لهم المال.. فيقومون ببعض العمليات الجليلة.. في تحرير بعض القرى.. ويقتربوا من المراكز الإستراتيجية الهامة للنظام.. بحيث لو دخلوها.. لحطموا هيبة النظام.. وأذلوه.. وأحدثوا انهيارا كبيرا في بنيته.. وحققوا نصرا عليه..
ولكن تأتيهم أوامر من هنا وهنا بالتوقف.. فيتوقفوا.. بعد أن يكون النظام والمحتلون.. قد قتلوا مئات المدنيين.. ودمروا عشرات المساكن..
وبالرغم من توقف الثوار عن العمليات المضادة.. إلا أن النظام.. والمحتلين يستمرون في قصف البلدات.. وتدميرها.. وقتل أهلها..
والثوار يقفون عاجزين عن الرد.. لأن الأوامر الخارجية لا تسمح لهم بالرد..
3-4 – تقاتل الفصائل مع بعضها.. وتدمير بيوتهم.. وقتل أهلهم بأيديهم.. وإحداث خسائر كبيرة في الأرواح.. والممتلكات..
مما يستدعي النظام وأعوانه.. استغلال تقاتلهم.. للتقدم.. واستخلاص بعض المناطق المحررة منهم...
3-5 – قيام بعض مشايخ السوء.. والمدعون أنهم مناصرون للثورة.. بتحريض الفصائل على التقاتل مع بعضها.. وإخراجها من المناطق المتواجدة فيها.. بحجج واهية.. وضعيفة مثل الخوارج والمتشددين والمتطرفين..
بينما كان المفروض فيهم.. الدعوة إلى التلاحم.. والتعاضد.. والتعاون.. والإتحاد.. وتناسي الإختلافات الفكرية.. أو على الأقل تأجيلها.. حتى التخلص من العدو المشترك.. الذي هو النظام الأسدي وأعوانه المحتلين..
4- بقية الشعب السوري المتواجد في مناطق النظام.. فهؤلاء يمارسون حياتهم.. ونشاطهم.. وعملهم ويقيمون حفلاتهم الغنائية.. والراقصة.. والماجنة.. وكأنه لا يوجد على بعد خطوات منهم.. إخوانهم المحاصرون والجائعون.. وإخوان آخرون.. يقتلون.. وتدمر بيوتهم.. فلا يحتجون.. ولا يستنكرون ولا يخرجون في مظاهرات.. كما كان في بداية الثورة.. للتنديد بالمجازر التي ترتكب في حق إخوانهم...
فكأن قلوبهم ماتت.. وران عليها الصدأ.. وعواطفهم.. ومشاعرهم.. قد تحجرت.. وتصخرت..
5- التجار.. الذين كانوا يستغلون ظروف الحصار.. فيحتكرون السلع التموينية.. ويزيدون في أسعارها.. وما فيات اللصوص.. وتجار البشر.. والوسطاء.. والمهربون الذين كانوا يستغلون ظروف الناس القاسية.. ورغبتهم في الهروب من الجحيم.. والدمار.. والقتل الذي هم فيه.. إلى أماكن آمنة.. فكثير منهم.. كانوا يأخذون منهم أموالا طائلة.. ولا يوصلونهم إلى مبتغاهم.. إلا القليل منهم..
6- السوريون المتواجدون في الغرب.. لم يتحركوا كما يجب.. في إحداث مظاهرات يومية.. أو أسبوعية.. ولم يتم التواصل مع المنظات الحقوقية.. وعقد ندوات في الشوارع.. وفي كل مكان لشرح القضية السورية.. وتعريف الغربيين بمطالبها.. وتحريضهم على المشاركة.. في الإحتجاج والإستنكار..
7- الأنظمة العربية الطاغوتية.. الديكتاتورية.. التي شعرت باهتزاز عروشها في الثورات العربية.. فبعضها أخذ يلعب على الحبلين.. ظاهريا مؤيد للثورة السورية إعلاميا.. ورسميا.. وبعضهم قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الأسدي.. وباطنيا مؤيد للأسد.. ومتعاون معه في أشكال مختلفة.. وبعضها أخذ يدعم ويمول بعض الفصائل المسلحة.. ويطلب منها القيام ببعض العمليات العسكرية ضد النظام.. ولكن حينما تصبح هذه العمليات خطرا على النظام.. وتهدد بسقوطه.. تطلب من الفصائل التوقف عن التقدم في العمليات.. فكأن هذه الأنظمة الممولة.. كانت تريد بشكل غير مباشر.. استمرار تدمير سورية وقتل أهلها.. فهي لا تريد سقوط الأسد ولا تريد سقوط الثورة..
8- الشعوب العربية التي أصابها الهبل.. والخبل.. والجنون.. وتحجرت مشاعرها.. وعواطفها بشكل يعجز الإنسان عن وصفه..
فأصبحت كالأنعام بل أضل سبيلا.. ترى.. وتسمع عن القتل.. والتدمبر ولا تحرك ساكنا.. ولا تتظاهر بالإستنكار.. والإحتجاج..
بل الأنكى.. والأدهى من ذلك.. بعض منها كان يذهب إلى الأسد جهارا.. نهارا.. ويعلن تأييده له.. في القتل والتدمير..
إنه سقوط أخلاقي.. وانحطاط فكري لا مثيل له في التاريخ..
9- الدول الغربية التي أعلنت أكثر من مائة دولة.. تأييدها للثورة السورية.. وسمت نفسها أصدقاء الشعب السوري.. واجتمعت عدة اجتماعات.. في تونس.. واستنبول.. وباريس.. وسواها.. وتبرعت أمام الملأ وعلى الهواء مباشرة.. بملايين الدولارات.. ثم تلاشت.. وانقلبت ضد الثورة..
بل وأخذت تؤيد بقاء الأسد.. إما علنا.. أو خفية..
10- الشعوب الغربية.. التي معروف عنها الحساسية الفائقة.. تجاه قتل نملة.. أو كلبة في مجاهل أفريقيا.. فتقوم بالتظاهر.. والإحتجاج.. والإستنكار.. على هذا القتل التعسفي للحيوان.. فتتعاطف معها.. وتسيل دموعها شفقة عليها..
أما قتل عشرات المسلمين يوميا.. طوال سبع سنوات أو 2555 يوما.. فهذا لا يحدث أي إثارة في نفوسهم..
تلك عشرة كاملة.. من المجموعات التي ساهمت.. وشاركت في تدمير سورية.. وقتل أهلها..
الأحد 7 رجب 1439
25 آذار 2018
موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي
سيقولون فورا.. وبمنتهى القوة والشدة..
إنه النظام الأسدي.. والمليشيات الشيعية.. والروسية.. والتحالف الصليبي..
هذا صحيح.. لا ريب فيه أبدا..
ولكن للأسف.. وللفجيعة الكبيرة.. أنهم ليسوا وحدهم.. من دمر سورية.. وإن كانوا هم الجهة الفاعلة.. والعملية في تدميرها..
هناك جهات عديدة أخرى.. لا يتجرأ كثير من السوريين.. بالإفصاح عنها.. أو أنهم يجهلونها.. أو أنهم لا يريدون تحميلها المسؤولية..
سأكون في هذه المقالة حياديا.. إلى أبعد الحدود.. وأضغط على عواطفي.. ومشاعري..
وأقول الحقيقة.. وإن كانت مرة.. بدون مواربة.. ولا مجاملة.. ولا مداهنة لأحد..
وسأبدأ بذكر أكثر الجهات مسؤولية.. وبشكل مباشر في تدمير سورية.. ثم الأقل.. فالأقل..
1- النظام الأسدي.. مع المليشيات الشيعية المتنوعة.. وإيران.. وروسيا.. هذه الجهات المتنوعة تعمل بأوامر واحدة.. ومحددة لإسقاط البراميل المتفجرة.. والقنابل الحارقة.. والصواريخ الباليستية وكل أنواع الأسلحة المدمرة.. وكثير منها محرمة دوليا..
والأماكن المفضلة لهذه الأسلحة هي الأسواق الشعبية.. والمدارس.. والمراكز الطبية.. والملاجيء.. والمنازل..
والضحايا دائما.. ويوميا هم الأطفال.. والنساء.. والشيوخ.. والمستضعفون..
لم يحصل في يوم من الأيام.. أن تم إلقاء هذه القذائف..على مراكز الفصائل المقاتلة.. إلا قليلا ونادرا..
مما يؤكد أن القصد.. والهدف من هذه القذائف.. هو قتل الناس المدنيين العزل الآمنين.. وليس قتل العناصر المقاتلة الإرهابية كما يسمونها!!!
على عكس الطائرات التركية.. التي كانت تلقي قذائفها على مراكز العناصر الكردية المقاتلة في عفرين.. ولم تقتل من المدنيين.. ولم تهدم مساكنهم إلا قليلا جدا..
2- التحالف الصليبي بقيادة أمريكا أم الخبائث.. فقد ألقت كل حممها.. وقذائفها المدمرة على الشعب المسكين في الرقة.. وبقية المدن في الجزيرة الشرقية.. فأحالتها خرابا يبابا..
ولم تقتل من مقاتلي داعش إلا القليل.. بالرغم من الهدف المعلن.. هو الحرب على تنظيم الدولة.. والقضاء عليه..
ولكنها كانت كاذبة.. إنها كانت تريد قتل المسلمين في سورية.. والعراق.. وتدمير مدنهم.. بحجة محاربة الإرهاب.. يعني محاربة الإسلام والمسلمين..
3- الفصائل المسلحة.. بكافة تشكيلاتها.. وأفكارها.. وتنظيماتها..
كلها دون استثناء.. ساهمت بشكل غير مباشر بتدمير سورية.. وقتل أهلها..
للأسباب التالية:
3-1 – سيطرتها على مدن المسلمين.. أو على أجزاء منها.. بحجة تحريرها من النظام الأسدي.. وبالرغم من تبين خطأ هذا التصرف.. وفداحة نتائجه.. إلا أنهم استمروا في ممارسة هذا الخطأ سبع سنوات..
3-2 – تمزق الفصائل.. وتشرذمها.. وتفرقها.. ورفضها الإتحاد بينها.. ولو في التنسيق بالعمليات.. ووضع الخطط العسكرية المفيدة فقط على الأقل..
مما دفع النظام والمحتل الروسي.. والإيراني.. إلى استغلال هذا التفرق.. وأخذ يتعامل مع كل فصيل على حده.. ويفرض عليه شروطه القاسية.. بالإستسلام.. والتهجير خارج بيوتهم.. ومدنهم..
وبقية الفصائل تتفرج.. ولا تحرك ساكنا لنصرته.. ودعمه.. والوقوف إلى جانبه.. لتعديل تلك الشروط المجحفة.. أو تخفيفها على الأقل..
3-3 – طاعتهم العمياء لمن يدفع لهم المال.. فيقومون ببعض العمليات الجليلة.. في تحرير بعض القرى.. ويقتربوا من المراكز الإستراتيجية الهامة للنظام.. بحيث لو دخلوها.. لحطموا هيبة النظام.. وأذلوه.. وأحدثوا انهيارا كبيرا في بنيته.. وحققوا نصرا عليه..
ولكن تأتيهم أوامر من هنا وهنا بالتوقف.. فيتوقفوا.. بعد أن يكون النظام والمحتلون.. قد قتلوا مئات المدنيين.. ودمروا عشرات المساكن..
وبالرغم من توقف الثوار عن العمليات المضادة.. إلا أن النظام.. والمحتلين يستمرون في قصف البلدات.. وتدميرها.. وقتل أهلها..
والثوار يقفون عاجزين عن الرد.. لأن الأوامر الخارجية لا تسمح لهم بالرد..
3-4 – تقاتل الفصائل مع بعضها.. وتدمير بيوتهم.. وقتل أهلهم بأيديهم.. وإحداث خسائر كبيرة في الأرواح.. والممتلكات..
مما يستدعي النظام وأعوانه.. استغلال تقاتلهم.. للتقدم.. واستخلاص بعض المناطق المحررة منهم...
3-5 – قيام بعض مشايخ السوء.. والمدعون أنهم مناصرون للثورة.. بتحريض الفصائل على التقاتل مع بعضها.. وإخراجها من المناطق المتواجدة فيها.. بحجج واهية.. وضعيفة مثل الخوارج والمتشددين والمتطرفين..
بينما كان المفروض فيهم.. الدعوة إلى التلاحم.. والتعاضد.. والتعاون.. والإتحاد.. وتناسي الإختلافات الفكرية.. أو على الأقل تأجيلها.. حتى التخلص من العدو المشترك.. الذي هو النظام الأسدي وأعوانه المحتلين..
4- بقية الشعب السوري المتواجد في مناطق النظام.. فهؤلاء يمارسون حياتهم.. ونشاطهم.. وعملهم ويقيمون حفلاتهم الغنائية.. والراقصة.. والماجنة.. وكأنه لا يوجد على بعد خطوات منهم.. إخوانهم المحاصرون والجائعون.. وإخوان آخرون.. يقتلون.. وتدمر بيوتهم.. فلا يحتجون.. ولا يستنكرون ولا يخرجون في مظاهرات.. كما كان في بداية الثورة.. للتنديد بالمجازر التي ترتكب في حق إخوانهم...
فكأن قلوبهم ماتت.. وران عليها الصدأ.. وعواطفهم.. ومشاعرهم.. قد تحجرت.. وتصخرت..
5- التجار.. الذين كانوا يستغلون ظروف الحصار.. فيحتكرون السلع التموينية.. ويزيدون في أسعارها.. وما فيات اللصوص.. وتجار البشر.. والوسطاء.. والمهربون الذين كانوا يستغلون ظروف الناس القاسية.. ورغبتهم في الهروب من الجحيم.. والدمار.. والقتل الذي هم فيه.. إلى أماكن آمنة.. فكثير منهم.. كانوا يأخذون منهم أموالا طائلة.. ولا يوصلونهم إلى مبتغاهم.. إلا القليل منهم..
6- السوريون المتواجدون في الغرب.. لم يتحركوا كما يجب.. في إحداث مظاهرات يومية.. أو أسبوعية.. ولم يتم التواصل مع المنظات الحقوقية.. وعقد ندوات في الشوارع.. وفي كل مكان لشرح القضية السورية.. وتعريف الغربيين بمطالبها.. وتحريضهم على المشاركة.. في الإحتجاج والإستنكار..
7- الأنظمة العربية الطاغوتية.. الديكتاتورية.. التي شعرت باهتزاز عروشها في الثورات العربية.. فبعضها أخذ يلعب على الحبلين.. ظاهريا مؤيد للثورة السورية إعلاميا.. ورسميا.. وبعضهم قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الأسدي.. وباطنيا مؤيد للأسد.. ومتعاون معه في أشكال مختلفة.. وبعضها أخذ يدعم ويمول بعض الفصائل المسلحة.. ويطلب منها القيام ببعض العمليات العسكرية ضد النظام.. ولكن حينما تصبح هذه العمليات خطرا على النظام.. وتهدد بسقوطه.. تطلب من الفصائل التوقف عن التقدم في العمليات.. فكأن هذه الأنظمة الممولة.. كانت تريد بشكل غير مباشر.. استمرار تدمير سورية وقتل أهلها.. فهي لا تريد سقوط الأسد ولا تريد سقوط الثورة..
8- الشعوب العربية التي أصابها الهبل.. والخبل.. والجنون.. وتحجرت مشاعرها.. وعواطفها بشكل يعجز الإنسان عن وصفه..
فأصبحت كالأنعام بل أضل سبيلا.. ترى.. وتسمع عن القتل.. والتدمبر ولا تحرك ساكنا.. ولا تتظاهر بالإستنكار.. والإحتجاج..
بل الأنكى.. والأدهى من ذلك.. بعض منها كان يذهب إلى الأسد جهارا.. نهارا.. ويعلن تأييده له.. في القتل والتدمير..
إنه سقوط أخلاقي.. وانحطاط فكري لا مثيل له في التاريخ..
9- الدول الغربية التي أعلنت أكثر من مائة دولة.. تأييدها للثورة السورية.. وسمت نفسها أصدقاء الشعب السوري.. واجتمعت عدة اجتماعات.. في تونس.. واستنبول.. وباريس.. وسواها.. وتبرعت أمام الملأ وعلى الهواء مباشرة.. بملايين الدولارات.. ثم تلاشت.. وانقلبت ضد الثورة..
بل وأخذت تؤيد بقاء الأسد.. إما علنا.. أو خفية..
10- الشعوب الغربية.. التي معروف عنها الحساسية الفائقة.. تجاه قتل نملة.. أو كلبة في مجاهل أفريقيا.. فتقوم بالتظاهر.. والإحتجاج.. والإستنكار.. على هذا القتل التعسفي للحيوان.. فتتعاطف معها.. وتسيل دموعها شفقة عليها..
أما قتل عشرات المسلمين يوميا.. طوال سبع سنوات أو 2555 يوما.. فهذا لا يحدث أي إثارة في نفوسهم..
تلك عشرة كاملة.. من المجموعات التي ساهمت.. وشاركت في تدمير سورية.. وقتل أهلها..
الأحد 7 رجب 1439
25 آذار 2018
موفق السباعي
مفكر ومحلل سياسي