موقف الصوم في رمضان من الطغيان
الطغيان ابن الظلم ووليده وهو أي الطغيان ظاهرة بشرية تستشري عندما لا يُسّير الإنسان الدين و العقل، لان الدين حرمه والعقل لا يقبله.. وفي غياب الدين والعقل يظهر الطغيان ويتفشى الظلم ويسود الاستبداد ويسيطر..ويُشير القران الكريم الى سبب تفشي الظلم وظهور الاستبداد وسيطرة الطغيان من خلال حديث عن فرعون و منهج سياسته مع قومه: {فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين}(الزخرف/54) إذن السبب المباشر كان هو القابلية للاستبداد والخضوع اللامتناهي للسلطة، و السكوت عن ظلمها وبغيها، وعدم محاسبة المسؤول والتهاون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاخذ على يد الضال وردع الظالم عن ظلمه حتى وصل الامر به الى ان يستهين بالقوم فاطاعوه .. ...
وقد تنبه الصحابي القائد الجليل عمرو بن العاص إلى أن مصدر الطغيان هو قبول الشعوب له، وذلك عندما ذكر الروم أمامه قال : إن فيهم صفات حسنة ومنها أنهم أمنع الناس من ظلم الملوك .
إن أسوأ أنواع الطغيان هو عندما تخضع العقول التي خلقها الله حرة لإرادة أناس مجرمين مجردين من أية أخلاق أو كفاية أو إنسانية او قيم فكرية او عقائدية راقية، يسوقون الناس لخدمة شهواتهم وتحقيق رغباتهم ونشواتهم ... وعندما يدرج الناس على هذه الحالة فيألفوها وتصبح وكأنها طبيعة عادية، والفرد في هذه الحالة يعدها نعمة كبرى أن يأخذ الطاغية نصف أمواله ويشكره ويسبح بحمده لأنه لم يأخذها كلها .وعف له عن شيء منها.. وفي هذه الحالة يربي الناس أولادهم ليسوقهم الطغاة إلى حروبهم الشهوانية الخاصة التي تزيد من أملاكهم وممتلكاتهم وجرأتهم وحمقهم، ويستغل الطاغية هذا الخضوع فيدمر الإنسان من داخله، ويمسخ شخصيته، ويبعده عن العلم النافع والثقافة المضادة للاستبداد . ويحول بينه وبين الدين الحق الذي يرفض استعباد البشر وذلهم لغير خالقهم.
ان صوم رمضان اول درس يعلمه للصائم هو تعليمه كيفية الرفض وكيفية القبول
فكيف ترفض امرا وتمتنع عنه لله وكيف تقبل امرا وتقبل عليه لله...
فانت أيها الصائم لو لاحظت الامر جيدا لوجدت انك تمسك بالتكبير وتفطر كذلك بالتكبير الذي هو شعار التعظيم لربك جل وعلا وامره...وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خصائص هذه الأمة، قال تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) .. وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يقوموا بهذا الواجب في قوله (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) لأن عدم إنكار المنكر ولو بالقلب يفسد الحياة بكثرة المنكرات حين لا يدافعها أحد.
نعوذ بالله من ان نظلم او نُظلم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الطغيان ابن الظلم ووليده وهو أي الطغيان ظاهرة بشرية تستشري عندما لا يُسّير الإنسان الدين و العقل، لان الدين حرمه والعقل لا يقبله.. وفي غياب الدين والعقل يظهر الطغيان ويتفشى الظلم ويسود الاستبداد ويسيطر..ويُشير القران الكريم الى سبب تفشي الظلم وظهور الاستبداد وسيطرة الطغيان من خلال حديث عن فرعون و منهج سياسته مع قومه: {فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين}(الزخرف/54) إذن السبب المباشر كان هو القابلية للاستبداد والخضوع اللامتناهي للسلطة، و السكوت عن ظلمها وبغيها، وعدم محاسبة المسؤول والتهاون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاخذ على يد الضال وردع الظالم عن ظلمه حتى وصل الامر به الى ان يستهين بالقوم فاطاعوه .. ...
وقد تنبه الصحابي القائد الجليل عمرو بن العاص إلى أن مصدر الطغيان هو قبول الشعوب له، وذلك عندما ذكر الروم أمامه قال : إن فيهم صفات حسنة ومنها أنهم أمنع الناس من ظلم الملوك .
إن أسوأ أنواع الطغيان هو عندما تخضع العقول التي خلقها الله حرة لإرادة أناس مجرمين مجردين من أية أخلاق أو كفاية أو إنسانية او قيم فكرية او عقائدية راقية، يسوقون الناس لخدمة شهواتهم وتحقيق رغباتهم ونشواتهم ... وعندما يدرج الناس على هذه الحالة فيألفوها وتصبح وكأنها طبيعة عادية، والفرد في هذه الحالة يعدها نعمة كبرى أن يأخذ الطاغية نصف أمواله ويشكره ويسبح بحمده لأنه لم يأخذها كلها .وعف له عن شيء منها.. وفي هذه الحالة يربي الناس أولادهم ليسوقهم الطغاة إلى حروبهم الشهوانية الخاصة التي تزيد من أملاكهم وممتلكاتهم وجرأتهم وحمقهم، ويستغل الطاغية هذا الخضوع فيدمر الإنسان من داخله، ويمسخ شخصيته، ويبعده عن العلم النافع والثقافة المضادة للاستبداد . ويحول بينه وبين الدين الحق الذي يرفض استعباد البشر وذلهم لغير خالقهم.
ان صوم رمضان اول درس يعلمه للصائم هو تعليمه كيفية الرفض وكيفية القبول
فكيف ترفض امرا وتمتنع عنه لله وكيف تقبل امرا وتقبل عليه لله...
فانت أيها الصائم لو لاحظت الامر جيدا لوجدت انك تمسك بالتكبير وتفطر كذلك بالتكبير الذي هو شعار التعظيم لربك جل وعلا وامره...وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خصائص هذه الأمة، قال تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) .. وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يقوموا بهذا الواجب في قوله (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) لأن عدم إنكار المنكر ولو بالقلب يفسد الحياة بكثرة المنكرات حين لا يدافعها أحد.
نعوذ بالله من ان نظلم او نُظلم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.