العالم كله اليوم مجمع على منع المخدرات ويصفها بابشع الاوصاف واقذعها.. ويشرع من القوانين والعقوبات الصارمة ما من شانه منعها تعاطيا واتجارا وصناعة وانتاجا.. ويفرض الإجراءات الصارمة على انتقالها وتهريبها ومرورها بين البلدان.. ويضع البرامج التثقيفية والإعلامية التي تحاربهاو تبين اثارها واثار تعاطيها وادمانها ومخاطرها الصحية والنفسية و الاجتماعية والاقتصادية على الافراد والاسر والمجتمع..
ومع كل ذلك نجد ان مخاطرها وادمانها في ازدياد وانتشار رهيب.. فما سر ذلك؟!
في حين ان الإسلام حرم الخمر وكانت في الجاهلية عادة ادمانية موجودة في المجتمع ومنشرة بحيث انها كانت جزء من ثقافة المجتمع ولا يعيبون على مدمنها ولا متعاطيها وتغنت بها اشعارهم وصدحت بمدحها أصوات قيانهم...فيوم حرمها الإسلام سالهم القران بعد تشريع تحريمها فهل انتم منتهون؟ فسارعوا الى الاستجابة يقولون انتهينا يا رب.. وهرعوا الى اراقتها في الشوارع و الطرقات .. تبدلت النظرة لقهوة الامس الى ان أصبحت رجسا من عمل الشيطان لا يسمح باقترابه ويجب اجتنابه فورا ..نعم قهوة الامس والانس أصبحت في لحظات منكر لا يُقترب..واضحت ام الكبائر كلها وراس المنكرات واسها...( (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)المائدة).
فانظر اخي الكريم واختي الكريمة الى اثر التشريع العقائدي وسرعة الاستجابة اليه والى تنفيذه وتطبيقه حين يكون منبثقا من عقيدة الامة الايمانية الربانية...!!
وهنا مكمن السر والعلاج..فلذلك لا بد لاي تشريع تريد له ان يُحترم من ان ينبثق من العقيدة..وهذا يستوجب ان يُؤسس المجتمع على أساس العقيدة واحكامها وافكارها ومفاهيمها ويقوم بنظمها وتشريعاتها واحكامها المنبثقة عن تلك العقيدة الايمانية التي اختارها الله تعالى وتشريعها نورا وهدى للعالمين..فيقوم ساعتها المجتمع ودولته على أساس التقوى بطلب مرضاة الله تعالى ومراقبته في السر والعلن فيستقيم السلوك وينسجم مع العقيدة وقيمها ومفاهيمها..
فالمجتمع المنتظم هو الذي تسوده وتقوده عقيدة مبدئية ..والمجتمع الصالح هو من قادته عقيدة الإسلام ايمانا وفكرا ومفاهيما وقيما ومن ثم تنظم سلوكه وحركته احكام وتشريعات منبثقة من تلك العقيدة التي أوحى الله بها لخاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وارتضاها وحدها فقط دينا للعالمين ولن يقبل من الناس غيره لانه لن يصلح البشرية غيره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2018-10-28, 7:40 pm عدل 1 مرات