حديث المساء اسعد الله مساءكم
البداوة طريقة عيش وليست اصل او مادة نسب ..
بل هي نمط من العيش في الصحاري والبوادي ومراعي البرية..وعكس البداوة لغة الحضارة بمعنى الحاضرة او المدينة.. وتعتمد معيشة البدوي على تربية المواشي والاغنام ..وهذا امر يتطلب الترحال والتنقل من مكان الى اخر فلذلك لم يالف البدو العمران والبناء بل اتخذوا من اصواف وشعور اغنامهم واوبار ابلهم وجلودها مفارش لهم وغطاء ونسجو منها بيوتا وخياما يستخفونها يوم ظعنهم وترحالهم وهم يبحثون عن الماء والكلأ. وهذا يعلم البدوي الخشونة والصبر والجلد على شظف العيش مما يولد عنده الجفاء....
ولطبيعة عيشهم هذه فانهم بينهم وبين اهل العمران واهل الحواضر من المدن والقرى عداوة طبيعية ناشئة من طبيعة معيشة كل منهما..فالحواضر والقرى قامت على الانهار والعيون او الاراضي ذات نسبة الامطار العالية والتي تحتفظ تربتها بالمياه وانشغل اهلها بالزراعة من ثمار وشجر و وزروع وما نشأ عنها من مهن خادمة كالصناعات اللازمة للزرع والحرث والحصاد والتخزين واعمال التجارة لتبادل السلع والمنافع بين العباد .. ومعلوم ان ممتلكات البدوي من اغنام وانعام ومواشي عدوة للمزروعات التي هي مقومات حياة الفلاحين واهل الحواضر..فالبداوة بطبيعة معيشتها عدوة للمدنية والحاضرة ...
فاذا سكن البدوي الحاضرة قرية كانت او مدينة واستوطن العمار والف سكنى الدار لم يعد بدويا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدى فقد جفى ومن تبع الصيد فقد غفل او كما قال عليه السلام.
ومعلوم ان الدول حتى تقوم لا بد لاهلها من الاستقرار فلذلك وجدنا الممالك والدول لا تقام الا في الحواضر.. لذلك ما وجدنا ان الله بعث رسولا بدويا ..لان مهمة الرسول إقامة نظام حياة وتطبيق شرع في حين انه بعث نبيا بدويا لبني إسرائيل وهو إسرائيل نفسه حيث ان هديه كان خاصا لبنيه وذريته وتحضروا لما اتى الله بهم من البدو الى مصر على يد سيدنا يوسف وبعث الله فيهم الرسل والانبياء من بعد ليكونوا هداة للعالمين فلما استكبروا وعتوا في الأرض استبدلهم الله تعالى واخرج النبوة من نسلهم ووضعها في النبي الخاتم المرسل رحمة للعالمين وشرف العرب وجنسهم بانتماءه لهم واختيارهم حملة للرسالة ووارثين لها لينشروها بين العالمين..
والبدو دوما كانوا في التاريخ مصدر قلق وازعاج للدول كونهم متحركون ومتنقلون لا يثبتون في مكان ولا يستوطنون ديرة ثابتة لتكون لهم عنوان فلذلك وجدنا الدول لا تجندهم ولا تلزمهم بالخدمة العسكرية الإلزامية وحتى أيام دولة الإسلام وخلافته المتعاقبة كان البدو لهم احكام إدارية خاصة تتعلق بظروف حياتهم وكثرة حركتهم وترحالهم التي لا تجعل التواصل معهم يتم بسهولة ويسر ويتعذر أحيانا على الولاة والحكام السيطرة عليهم لانك تجدهم اليوم في مكان شرقي فاذا جاء الغد فاذ بهم في مكان غربي فلذلك لم يقر لهم الشرع بحق في الغنائم والفيء ولم يفرض في المقابل عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش ..ولمن أراد الاستيضاح والاستزادة فليراجع كتاب احكام اهل الذمة لابن القيم رحمه الله..ولذلك نجد ان الدول على مدار التاريخ عملت على توطين البدو وتحضيرهم....
فالبداوة ليست مفخرة لاحد ولا مسبة لاحد كما ان المدنية والتحضر ليس مفخرة لاحد بحد ذاته ولامسبة لاحد انما هي أنماط معيشة قد يضطر اليها الانسان او تفرض عليه الظروف عيشها..وميدان التفاخر هو التقوى وما تقدمه للبشرية من خير وهداية ودمتم سالمين.
البداوة طريقة عيش وليست اصل او مادة نسب ..
بل هي نمط من العيش في الصحاري والبوادي ومراعي البرية..وعكس البداوة لغة الحضارة بمعنى الحاضرة او المدينة.. وتعتمد معيشة البدوي على تربية المواشي والاغنام ..وهذا امر يتطلب الترحال والتنقل من مكان الى اخر فلذلك لم يالف البدو العمران والبناء بل اتخذوا من اصواف وشعور اغنامهم واوبار ابلهم وجلودها مفارش لهم وغطاء ونسجو منها بيوتا وخياما يستخفونها يوم ظعنهم وترحالهم وهم يبحثون عن الماء والكلأ. وهذا يعلم البدوي الخشونة والصبر والجلد على شظف العيش مما يولد عنده الجفاء....
ولطبيعة عيشهم هذه فانهم بينهم وبين اهل العمران واهل الحواضر من المدن والقرى عداوة طبيعية ناشئة من طبيعة معيشة كل منهما..فالحواضر والقرى قامت على الانهار والعيون او الاراضي ذات نسبة الامطار العالية والتي تحتفظ تربتها بالمياه وانشغل اهلها بالزراعة من ثمار وشجر و وزروع وما نشأ عنها من مهن خادمة كالصناعات اللازمة للزرع والحرث والحصاد والتخزين واعمال التجارة لتبادل السلع والمنافع بين العباد .. ومعلوم ان ممتلكات البدوي من اغنام وانعام ومواشي عدوة للمزروعات التي هي مقومات حياة الفلاحين واهل الحواضر..فالبداوة بطبيعة معيشتها عدوة للمدنية والحاضرة ...
فاذا سكن البدوي الحاضرة قرية كانت او مدينة واستوطن العمار والف سكنى الدار لم يعد بدويا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من بدى فقد جفى ومن تبع الصيد فقد غفل او كما قال عليه السلام.
ومعلوم ان الدول حتى تقوم لا بد لاهلها من الاستقرار فلذلك وجدنا الممالك والدول لا تقام الا في الحواضر.. لذلك ما وجدنا ان الله بعث رسولا بدويا ..لان مهمة الرسول إقامة نظام حياة وتطبيق شرع في حين انه بعث نبيا بدويا لبني إسرائيل وهو إسرائيل نفسه حيث ان هديه كان خاصا لبنيه وذريته وتحضروا لما اتى الله بهم من البدو الى مصر على يد سيدنا يوسف وبعث الله فيهم الرسل والانبياء من بعد ليكونوا هداة للعالمين فلما استكبروا وعتوا في الأرض استبدلهم الله تعالى واخرج النبوة من نسلهم ووضعها في النبي الخاتم المرسل رحمة للعالمين وشرف العرب وجنسهم بانتماءه لهم واختيارهم حملة للرسالة ووارثين لها لينشروها بين العالمين..
والبدو دوما كانوا في التاريخ مصدر قلق وازعاج للدول كونهم متحركون ومتنقلون لا يثبتون في مكان ولا يستوطنون ديرة ثابتة لتكون لهم عنوان فلذلك وجدنا الدول لا تجندهم ولا تلزمهم بالخدمة العسكرية الإلزامية وحتى أيام دولة الإسلام وخلافته المتعاقبة كان البدو لهم احكام إدارية خاصة تتعلق بظروف حياتهم وكثرة حركتهم وترحالهم التي لا تجعل التواصل معهم يتم بسهولة ويسر ويتعذر أحيانا على الولاة والحكام السيطرة عليهم لانك تجدهم اليوم في مكان شرقي فاذا جاء الغد فاذ بهم في مكان غربي فلذلك لم يقر لهم الشرع بحق في الغنائم والفيء ولم يفرض في المقابل عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش ..ولمن أراد الاستيضاح والاستزادة فليراجع كتاب احكام اهل الذمة لابن القيم رحمه الله..ولذلك نجد ان الدول على مدار التاريخ عملت على توطين البدو وتحضيرهم....
فالبداوة ليست مفخرة لاحد ولا مسبة لاحد كما ان المدنية والتحضر ليس مفخرة لاحد بحد ذاته ولامسبة لاحد انما هي أنماط معيشة قد يضطر اليها الانسان او تفرض عليه الظروف عيشها..وميدان التفاخر هو التقوى وما تقدمه للبشرية من خير وهداية ودمتم سالمين.