بسم الله الرحمن الرحيم
الاسلام فكرة وطريقة وحي موحى به من عند الله تعالى
من المعلوم ان كلمة الدين تطلق ويراد منها المفاهيم والقيم التي يخضع الانسان نفسه اليها فيتبعها ويلتزمها في حياته ويعتادها بالمداومة عليها حتى تصبح عادته وديدنه. ويقيس بها سلوكه وسلوك غيره كما يلتزمها في منطلقاته الفكرية ويكيف بها نفسه ومشاعره واحاسيسه وبالتالي رغباته وشهواته.
والاسلام عندنا هو الدين الحق الذي ارتضاه الله تعالى للبشرية وارسل به خاتم الانبياء والمرسلين سلام الله عليه للناس كافة ليخرجهم من جور الاديان الى عدل الرحمن ومن ظلم العباد الى رحمة رب العباد ومن ضيق الدنيا التي يضيقها اهل الجور والاستغلال على الناس الى سعة الدنيا والاخرة.
والاسلام فكرة قائمة على التوحيد..توحيد للاله الواحد الذي لا ينبغي ان يعتقد الانسان غيره..لان التوحيد هنا تحديد ..تحديد للهدف والجهة والتوجه..فانت تتوجه للواحد المستحق للطاعة والعبادة..بالمنهج الذي يرضاه ويرتضيه لك ان تتبعه..فتسلم نفسك وقيادك اليه مبتغيا مرضاته وحده عنك ومنك..والاشراك الذي يعني التعدد تشتيت للانسان ذهنا وغاية ومسعى...ومن هنا مكمن خطورته على البشرية وهو يشتت سعي الانسان ويشتت جهده ويجعله في اضطراب دائم في مسعاه وشتات في فكره وامره و اضطراب وتناقض في سلوكه.قال الله تعالى:ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون .29الزمر.
كما ان الاسلام مثلما هو قائم على التوحيد للاله ايضا يقوم على توحيد الجنس البشري
باعتباره موضوع الرسالة والمعني بها لحملها وتنفيذها لانقاذه من براثن الهبوط والشرك والسمو بهذا الجنس لطاعة الرب الحقيقي الحق واتباع منهجه الذي يرضاه قال الله تعالى : {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، وفي الآية الأخرى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52]، وهذا خبرٌ مُراد به إنشاءُ الأمر بالسعي لتوحيد البشرية على الايمان والاسلام بمعنى الاستسلام والانقياد لله تعالى باتباع دينه الحق الذي ارتضاه للبشر كما في قوله تعالى : (....الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً .... ـ المائدة3) نعم انه الدين التام الكامل الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل وهو فقط ما يقبله الله تعالى من البشر ولا يقبل غيره (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه).
وجعل هذا الدين التام الذي رضيه لنا ولا يقبل غيره هو حبله المتين الذي ان تمسكنا به حق التمسك المطلوب تآلفت به قلوب البشرية والتقت واصبحوا بنعمة الله اخوانا كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: 103].
ان فكرة هذا الدين انما هي وحي من الله تعالى خاطب بها قوما يعقلون ويتفكرون من اهل البصيرة ولا يعرض عنها الا من عميت بصيرته وضل عن ايات الهدى باتباع هواه وما الفت نفسه من مواريث الضلال.. وفكرة هذا الدين تقوم على التوحيد الخالص لله تعالى في البينة:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ... كما ان طريقة تنفيذ هذا الدين في الحياة ايضا وحي من الله تعالى
فكما ان امور هذا الدين وحي من الله تعالى كذلك طريقة تنفيذ امور هذا الدين ايضا وحي من الله تعالى قال الله تعالى آمرا نبيه سلام الله عليه :ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ .
و معنى "ملة إبراهيم" : يفسره قوله تعالى في سورة النحل إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123).
أي اقتد بسنته و سيرته و التزم طريقته والملة سميت بذلك باعتبار أنها تملى وتنقل طويلا وتكرر من جيل إلى جيل وتكون لهم طريقة يتبعونها قال الزجاج : والملة في اللغة : السنة والطريقه" و قال ابن سيده : وطَرِيقٌ مَلِيْلٌ وَمُمِلٌّ قد سُلِكَ فيه حتَّى صَارَ مَعْلَمًا.
وبناء على ما سلف فان الاسلام فكرة وطريقة انما هو وحي من الله تعالى ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى frown رمز تعبيري قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) ) .
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره المعروف:-
يقول [ الله ] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي . وقوله : ( وسبحان الله ) أي : وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه ، عن أن يكون له شريك أو نظير ، أو عديل أو نديد ، أو ولد أو والد أو صاحبة ، أو وزير أو مشير ، تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوا كبيرا ، ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ الإسراء : 44 ] .اللهم اجعلنا من المتبعين لهديك وملة نبيك ولا تجعلنا من المبتدعين واهدنا واهد بنا ولا تضلنا ولا تضل بنا يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاسلام فكرة وطريقة وحي موحى به من عند الله تعالى
من المعلوم ان كلمة الدين تطلق ويراد منها المفاهيم والقيم التي يخضع الانسان نفسه اليها فيتبعها ويلتزمها في حياته ويعتادها بالمداومة عليها حتى تصبح عادته وديدنه. ويقيس بها سلوكه وسلوك غيره كما يلتزمها في منطلقاته الفكرية ويكيف بها نفسه ومشاعره واحاسيسه وبالتالي رغباته وشهواته.
والاسلام عندنا هو الدين الحق الذي ارتضاه الله تعالى للبشرية وارسل به خاتم الانبياء والمرسلين سلام الله عليه للناس كافة ليخرجهم من جور الاديان الى عدل الرحمن ومن ظلم العباد الى رحمة رب العباد ومن ضيق الدنيا التي يضيقها اهل الجور والاستغلال على الناس الى سعة الدنيا والاخرة.
والاسلام فكرة قائمة على التوحيد..توحيد للاله الواحد الذي لا ينبغي ان يعتقد الانسان غيره..لان التوحيد هنا تحديد ..تحديد للهدف والجهة والتوجه..فانت تتوجه للواحد المستحق للطاعة والعبادة..بالمنهج الذي يرضاه ويرتضيه لك ان تتبعه..فتسلم نفسك وقيادك اليه مبتغيا مرضاته وحده عنك ومنك..والاشراك الذي يعني التعدد تشتيت للانسان ذهنا وغاية ومسعى...ومن هنا مكمن خطورته على البشرية وهو يشتت سعي الانسان ويشتت جهده ويجعله في اضطراب دائم في مسعاه وشتات في فكره وامره و اضطراب وتناقض في سلوكه.قال الله تعالى:ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون .29الزمر.
كما ان الاسلام مثلما هو قائم على التوحيد للاله ايضا يقوم على توحيد الجنس البشري
باعتباره موضوع الرسالة والمعني بها لحملها وتنفيذها لانقاذه من براثن الهبوط والشرك والسمو بهذا الجنس لطاعة الرب الحقيقي الحق واتباع منهجه الذي يرضاه قال الله تعالى : {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، وفي الآية الأخرى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون: 52]، وهذا خبرٌ مُراد به إنشاءُ الأمر بالسعي لتوحيد البشرية على الايمان والاسلام بمعنى الاستسلام والانقياد لله تعالى باتباع دينه الحق الذي ارتضاه للبشر كما في قوله تعالى : (....الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً .... ـ المائدة3) نعم انه الدين التام الكامل الذي لا يقبل التغيير ولا التبديل وهو فقط ما يقبله الله تعالى من البشر ولا يقبل غيره (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه).
وجعل هذا الدين التام الذي رضيه لنا ولا يقبل غيره هو حبله المتين الذي ان تمسكنا به حق التمسك المطلوب تآلفت به قلوب البشرية والتقت واصبحوا بنعمة الله اخوانا كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: 103].
ان فكرة هذا الدين انما هي وحي من الله تعالى خاطب بها قوما يعقلون ويتفكرون من اهل البصيرة ولا يعرض عنها الا من عميت بصيرته وضل عن ايات الهدى باتباع هواه وما الفت نفسه من مواريث الضلال.. وفكرة هذا الدين تقوم على التوحيد الخالص لله تعالى في البينة:وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ... كما ان طريقة تنفيذ هذا الدين في الحياة ايضا وحي من الله تعالى
فكما ان امور هذا الدين وحي من الله تعالى كذلك طريقة تنفيذ امور هذا الدين ايضا وحي من الله تعالى قال الله تعالى آمرا نبيه سلام الله عليه :ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ .
و معنى "ملة إبراهيم" : يفسره قوله تعالى في سورة النحل إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123).
أي اقتد بسنته و سيرته و التزم طريقته والملة سميت بذلك باعتبار أنها تملى وتنقل طويلا وتكرر من جيل إلى جيل وتكون لهم طريقة يتبعونها قال الزجاج : والملة في اللغة : السنة والطريقه" و قال ابن سيده : وطَرِيقٌ مَلِيْلٌ وَمُمِلٌّ قد سُلِكَ فيه حتَّى صَارَ مَعْلَمًا.
وبناء على ما سلف فان الاسلام فكرة وطريقة انما هو وحي من الله تعالى ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى frown رمز تعبيري قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) ) .
يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره المعروف:-
يقول [ الله ] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي . وقوله : ( وسبحان الله ) أي : وأنزه الله وأجله وأعظمه وأقدسه ، عن أن يكون له شريك أو نظير ، أو عديل أو نديد ، أو ولد أو والد أو صاحبة ، أو وزير أو مشير ، تبارك وتعالى وتقدس وتنزه عن ذلك كله علوا كبيرا ، ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ) [ الإسراء : 44 ] .اللهم اجعلنا من المتبعين لهديك وملة نبيك ولا تجعلنا من المبتدعين واهدنا واهد بنا ولا تضلنا ولا تضل بنا يا ارحم الراحمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.