خواطر مع الحجيج في موسم الحج
الركب كثير والحاج قليل
من أروع الكلمات المعبرة , والمأثورة عن ابن عمر - رضي الله عنه - , قوله حين رأى ما أحدث الحجاج في زمانه: " الركب كثير , والحاج قليل! " والفرق بين الراكب والحاج هنا كالفرق بين المصلي ومقيم الصلاة , والمصلي هو من يؤدي الصلاة ظاهرا بحركاتها وأشكالها وقلبه غافل ساه لاه عن معانيها واثارها على النفس والسلوك ودورها التروي والرقابي في حياة المصلي اليومية, أما مقيم الصلاة فهو من يؤديها بخشوع وخضوع وحضور قلب وتفكر واعتبار, وهذا الأخير هو الذي تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر , وهذا ما أرشد الله تعالى إليه في قوله: " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وهكذا الحج وكذا الصوم وسائر العبادات والاذكار، لا بد ان يُرى اثرها على السلوك والتعامل والا ما ادت حكمتها وفائدتها المرتجاة من تشريعها..
لقد تجرد هذا الحاج من ملابسه وزينته وثيابه المخيطة ولبس لباس الاحرام والحج حين اهل من ميقاته ،ولكنه لم يتجرد من أثقال الذنوب وينخلع من ربقة الاثام والخطايا التي تطوق عنقه وتثقل كاهله!وطاف هذا الحاج بالبيت ولم يطف بخاطره وفكره حول رحى الاسلام الدائرة الدين الذي لا يقل الله تعالى سواه، واستلم الحجر او قله ولم يعاهد ره او ينوي عدم مخافة امره ، وشرب وتضلع من زمزم طالبا شفاء الجسد دون ان يطلب غسل النفس والروح والقلب من ادران المعاصي والاثام , وتردد بين الصفا والمروة مهرولا ليقضي عملا من المناسك دون ان يتردد في نفسه وفكره بين الرجاء لله والخوف منه جل في علاه،ووقف في عرفة وهو لم يعرف ربه حق المعرفة فلذلك لم يُقدره سبحانه حق قدره، وحلق هذا الحاج رأسه أو خفف منه ولم يتخفف من المستضعفين ولم يحلق الذنوب والمعاصي التي كان يقارفها ولم يحلق افكار ومفاهيم الكفر والشرك والشر التي توارثها من بيئته ومجتمعه ! وذبح هذا الحاج نسكه ونحر هديه ولم ينحر هواه الذي زين له سوء عمله ولم ينحر كبش الطمع والجشع والحرص الذي يسكن نفسه ويُشغل قلبه وفكره! وبات هذا الحاج في مزدلفة ومنى ولم يتخذ طريق الهدى ليزدلف بها الى ربه عسى ان يحقق المُنى ! ورمى الجمرات الثلاث ولم يرجم ويرم شيطانه الذي جرى في عروق دمه وبات في خيشومه وتربع على عرش قلبه وفؤاده يرغم انفه على معاصي الله تعالى لما عرف من ثغرات ومداخل في نفسه وبوابة هواها يلجها كيف ما شاء ووقت ما شاء! فكيف يعود من هذا حاله بعد حجه كيوم ولدته أمه وهو كهو يوم سافر إلى اداء مناسك حجه اداءً شكليا لا روح فيه ولا مقصد منه الا نوال اللقب!!
نسال الله العصمة والفقه في الدين والاخلاص في التوجه والعمل والمقصد ونسال الله تعالى رحمته وعفوه وغفرانه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الركب كثير والحاج قليل
من أروع الكلمات المعبرة , والمأثورة عن ابن عمر - رضي الله عنه - , قوله حين رأى ما أحدث الحجاج في زمانه: " الركب كثير , والحاج قليل! " والفرق بين الراكب والحاج هنا كالفرق بين المصلي ومقيم الصلاة , والمصلي هو من يؤدي الصلاة ظاهرا بحركاتها وأشكالها وقلبه غافل ساه لاه عن معانيها واثارها على النفس والسلوك ودورها التروي والرقابي في حياة المصلي اليومية, أما مقيم الصلاة فهو من يؤديها بخشوع وخضوع وحضور قلب وتفكر واعتبار, وهذا الأخير هو الذي تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر , وهذا ما أرشد الله تعالى إليه في قوله: " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وهكذا الحج وكذا الصوم وسائر العبادات والاذكار، لا بد ان يُرى اثرها على السلوك والتعامل والا ما ادت حكمتها وفائدتها المرتجاة من تشريعها..
لقد تجرد هذا الحاج من ملابسه وزينته وثيابه المخيطة ولبس لباس الاحرام والحج حين اهل من ميقاته ،ولكنه لم يتجرد من أثقال الذنوب وينخلع من ربقة الاثام والخطايا التي تطوق عنقه وتثقل كاهله!وطاف هذا الحاج بالبيت ولم يطف بخاطره وفكره حول رحى الاسلام الدائرة الدين الذي لا يقل الله تعالى سواه، واستلم الحجر او قله ولم يعاهد ره او ينوي عدم مخافة امره ، وشرب وتضلع من زمزم طالبا شفاء الجسد دون ان يطلب غسل النفس والروح والقلب من ادران المعاصي والاثام , وتردد بين الصفا والمروة مهرولا ليقضي عملا من المناسك دون ان يتردد في نفسه وفكره بين الرجاء لله والخوف منه جل في علاه،ووقف في عرفة وهو لم يعرف ربه حق المعرفة فلذلك لم يُقدره سبحانه حق قدره، وحلق هذا الحاج رأسه أو خفف منه ولم يتخفف من المستضعفين ولم يحلق الذنوب والمعاصي التي كان يقارفها ولم يحلق افكار ومفاهيم الكفر والشرك والشر التي توارثها من بيئته ومجتمعه ! وذبح هذا الحاج نسكه ونحر هديه ولم ينحر هواه الذي زين له سوء عمله ولم ينحر كبش الطمع والجشع والحرص الذي يسكن نفسه ويُشغل قلبه وفكره! وبات هذا الحاج في مزدلفة ومنى ولم يتخذ طريق الهدى ليزدلف بها الى ربه عسى ان يحقق المُنى ! ورمى الجمرات الثلاث ولم يرجم ويرم شيطانه الذي جرى في عروق دمه وبات في خيشومه وتربع على عرش قلبه وفؤاده يرغم انفه على معاصي الله تعالى لما عرف من ثغرات ومداخل في نفسه وبوابة هواها يلجها كيف ما شاء ووقت ما شاء! فكيف يعود من هذا حاله بعد حجه كيوم ولدته أمه وهو كهو يوم سافر إلى اداء مناسك حجه اداءً شكليا لا روح فيه ولا مقصد منه الا نوال اللقب!!
نسال الله العصمة والفقه في الدين والاخلاص في التوجه والعمل والمقصد ونسال الله تعالى رحمته وعفوه وغفرانه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.