حديث الاول من ذي القعدة
سقاية الحاج واطعامه في الجاهلية وتسكينه مجاناً - الرفادة والسقاية-
ذو القعدة اول الاشهر الحرم ، و ذُو القَعْدَةِ هو الشهر الحادي عشر من السنة القمرية (أو التقويم الهجري)، وهو الشهر الذي يسبق الحج. وهو أول الأشهر الحرم المذكورة في القرآن الكريم. و يعتقد أن أصل التسمية تقوم على فكرة القعود عن الحرب. ، فسُمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم، لأن العرب تقعد فيه عن القتال لحرمته وتعظيمه، أي: أن سبب تسمية هذا الشهر بهذا الاسم هو أنه أحد الأشهر الذي اشتهر بها العرب بالقعود عن القتال أو الترحال وطلب الكلأ، لذا فإنه كان شهرًا هادئًا في الجزيرة العربية، لذا تمت تسميته ذي القعدة ، وفي لسان العرب: تتوقف فيه العرب عن الترحال وطلب الكلأ والقتال ...
والشهور الأربعة الحرم عند العرب قديماً، تبدأ بشهر ذي القعدة، لأن العرب تقعد فيه عن القتال على اعتباره من الأشهر الحرم ويتهيأون فيه للحج، ويأتي بعده ذو الحجة لأن العرب عرفت الحج في هذا الشهر، فيما يأتي رجب لأن العرب كانوا يعظمونه بتركهم القتال فيه.
تذكر لنا كتب التاريخ والسير انه كان العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه واله وسلم بالاسلام، يُعظمون البيت الحرام ويعظمون مناسك الحج، ويحترمون الحاج ويكرمون رفادته ووفادته ويؤمنون سقايته، بتوفير الطعام والشراب المحلى بالزبيب او التمر مجانا لجميع حجاج بيت الله الحرام، وذلك طيلة موسم الحج وجوارهم للبيت العتيق، الذي اكرمهم الله برعايته وسدانته وخدمته، ويوفرون للحجاج الشراب وما تحتاجه دوابهم من مياه واعلاف، وكان السقاة ممن يتولون امر السقاية يحلون الماء بالتمر والزبيب الذي يشترونه من الطائف او الشام، ويضعونه في حياض كبيرة حول الكعبة، وينقلونه الى اماكن المناسك الاخرى رغم قلة مصادره وصعوبة توفيره آن ذاك، ويعتبرون ذلك شرفا لهم ينالونه ويتبركون بخدمتهم المجانية للحاج . ويُروى ان اهل مكة وسكانها كانوا يصعدون الى رؤوس الجبال ويُخلون منازلهم للحجاج وقت الحج، ويقدمونها لسكنى الحجاج دون ثمن او مقابل او اجرة..... وانشأوا حلفا لحماية الحاج وغيره ممن يقيم في مكة، ونصرة المظلوم ومنع الظلم في مكة، والوقوف الى جانب المظلوم حتى تُردُ اليه ظلامته فيما عُرف بحلف الفضول. والذي قال عنه النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بعد أن أكرمه الله بالنبوة والرسالة: ( لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان، ما أحبّ أن لي به حمر النعم ) رواه أحمد .
وقد حدثنا القران مسجلا تفاخرهم بالسقاية والرفادة والسدانة، ورده ذلك عليهم مع انه من المكارم ، الا انها لم تكن نابعة من الايمان بالله والالتزام بشرعه فقال سبحانه:- (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ ۚ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) ۞ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)التوبة). وفي هذا توبيخ من الله تعالى ذكره لقوم طالما افتخروا بالسقاية والرفادة وسدانة البيت, فأعلمهم جل ثناؤه أن الفخر في الإيمان بالله واليوم الآخر والجهاد في سبيله، لا في الذي افتخروا به من السِّدانة والسقاية والرفادة دون ايمان بالله وقيام بواجب الجهاد في سبيله !!.
... ... ..........
فقارنوا يا رعاكم الله بين معاملة اهل الجاهلية وتسهيلاتهم للحجاج الذين يحجون لاصنامهم المنصوبة وقتذاك حول الكعبة، ومعاملة اليوم للحاج المؤمن المسلم الموحد، الذي يحج لله وحده لا شريك له ، تنفيذا لامر ربه ومقيما ركنا من اركان الاسلام يقتضيها دينه وايمانه .. تلك المعاملة التي من شانها تنفير الحاج عن بيت الله الحرام والتي تبدأ فيها المعاناة من لحظة تقديم الطلب للحج وحتى عودة الحاج الى موطنه !!...
آلجاهليون عبدة الاصنام والاوثان احق منا بالكرم واعف نفسا منا عن اموال الحجاج واحرص منا على امن اموالهم وانفسهم وممتلكاتهم؟؟!!!
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-05-09, 6:14 am عدل 1 مرات