من خصائص مناهج الجاهلية
الجاهلية مصطلح إسلامي و تطلق على منظومة قيم ومفاهيم وأفكار وسلوكيات ونظم معادية لمنهج الهدى والايمان.. والجاهلية ماخوذة من الجهل الذي هو ضد العلم حيث ان العلم هو ما افاد القطع واليقين وهو المعرفة المبنية على ادراك الواقع كما هو واقع اما بالحواس او اما بالنظر والاستدلال المبني على ادلة يقينية قطعية الثبوت وقطعية الدلالة كادراك الانسان انه مخلوق لخالق. وكادراك العقل ان مجموع المحدودات محدود مهما تعددت وكثرت وفاقت ارقام وجودها قدرات تصورات الاذهان.
والجهل هو ادراك الواقع بصورة مغلوطة مبنية على الشك والظن والوهم كقول الفلاسفة بقدم العالم في حين ان الواقع يتبت انه حادث.. والشك هو ما استوى عند الانسان طرفاه والظن هو ما ترجح عنده احد طرفيه والوهم هو ما تتخيله العقول وتفترض وجوده وليس لوجوده في الحقيقة واقع حسي كتوهمهم صورا للاله.
ومن ابرز خصائص النهج الجاهلي المشتركة بين مناهجها المتعددة عبر الزمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا :-
1- اعتمادهم في بناء معتقداتهم على الظن والشك وموافقة الهوى وفي هذا فساد الاعتقاد أو الشك في قدر الله عز وجل وقدرته وهيمنته. قال الله تعالى في سورة آل عمران يذكر وقائع أحد:- ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) آل عمران: 154. .. فنسب الظن للجاهلية وانه من طبائع فكرها وعقليتها.
2- خاصية رفضهم ومعاداتهم لحكم الله تعالى واتباع شريعته و“حكم الجاهلية” ونجد ذكرها في قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة: 49-50... ذلك لظنهم وتوهمهم ان احكام الله عز وجل لاتحقق لهم ما يهوون وما تشتهي انفسهم المريضة..فيرفضون كل ما من شانه الحيلولة بينهم وبين استغلال البشرية واستعبادها وتطويعها لخدمة ماربهم وتحقيق شهواتهم وتلبية رغباتهم واهواءهم الفاسدة..
3- من الملاحظ ان كل مناهج الجاهلية عبر مسيرة الزمن تدعوا الى “تبرج الجاهلية الاولى”، وهي فساد الأخلاق وطغيان الشهوات وخرق حدود العفة والصيانة التي تتميز بها الإنسانية عن البهيمية الحيوانية وشيوع الاباحية. فمتى تعدت النـزعات الغريزية مكانها الطبيعي في كِنِّ العفاف وهتكت سِتر الحياء انطبعت بطابع الجاهلية. قال الله تعالى مخاطبا نساء النبي والمؤمنات جميعا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب: 33.. والمرأة التي تستتر بمفاهيم وقيم الحياء والخلق والعفاف لا تحقق لهم ماربا ولا يقضون منها وطرا.. فلذلك دعوا للاباحية وهتك ستر المراة واخرجوها من كِنِّ عفافها وبيت صيانتها تحت مختلف الذرائع راجين ان تطالها أيديهم النجسة ويقضون منها ماربهم الخسيسة...ومستغلين لها في الفساد والافساد الذي هو نهجهم ومنهاجهم.
4- والخاصية الرابعة لمناهج الجاهلية التي لا تنفك عنهم وتلازم مسيرتهم عبر الزمن هي“حمية الجاهلية”.حيث قال الله تعالى واصفا الحالة النفسية لمشركي قريش وللمؤمنين عند فتح مكة:- (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) الفتح: 26.. والحمية لغة الغضب والحنق، وحمية الجاهلية عصبيتها كما تفسر ذلك الأحاديث النبوية. ويقابل “حمية الجاهلية” السكينة التي ينـزل الله في قلوب المؤمنين. وذلك ان الجاهليون لا حجة لهم قاطعة ولا برهان ثابت لانهم يتبعون الاهواء وما تشتهي انفسهم وما الفوه مما وجدوا عليه الإباء والاجداد . فلذلك عند فقدانهم الحجة وعند ظهور وهنها وضعفها لهم يحتنقون غضبا ممن له حجة تدمغ باطلهم ويستشيطون نقمة عليه وقد جاء ذكر أصحاب الاخدود في القران الكريم وقال تعال مبينا لنا ان لا حجة للطغاة الا ان المؤمنين خالفوهم في المعتقد فقال (وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد) هذا هو السبب الحقيقي فقط لاغير...وفي قصة إبراهيم عليه السلام وحواره مع النمرود يرينا الله تعالى كم كانت حجة النمرود واهية ضعيفة وكم كانت حجة إبراهيم سلام ربي عليه قوية داغمة فقال سبحانه :- ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة البقرة(258)..
وإن كان للخصائص الثلاث الأولى للجاهلية الأثر الفاعل في ذهنية الجاهليين وثقافتهم ونظامهم السلوكي والسياسي فحمية الجاهلية وغضبيتها وعنفها وتكتلها للعصبية، ينصر بعضها بعضا ظالما كان أو مظلوما، هي سياج الجاهلية ودائرتها وقفلها. والحمية الجاهلية اوالعصبية هي ملخص الجاهلية وخلاصتها.
ونحن امة الإسلام امة العقل المبني على البرهان والدليل وهذا ما علمنا إياه القران المجيد فلا صدق ولا تصديق عندنا الا ببرهان ودليل قال الله تعالى: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجاهلية مصطلح إسلامي و تطلق على منظومة قيم ومفاهيم وأفكار وسلوكيات ونظم معادية لمنهج الهدى والايمان.. والجاهلية ماخوذة من الجهل الذي هو ضد العلم حيث ان العلم هو ما افاد القطع واليقين وهو المعرفة المبنية على ادراك الواقع كما هو واقع اما بالحواس او اما بالنظر والاستدلال المبني على ادلة يقينية قطعية الثبوت وقطعية الدلالة كادراك الانسان انه مخلوق لخالق. وكادراك العقل ان مجموع المحدودات محدود مهما تعددت وكثرت وفاقت ارقام وجودها قدرات تصورات الاذهان.
والجهل هو ادراك الواقع بصورة مغلوطة مبنية على الشك والظن والوهم كقول الفلاسفة بقدم العالم في حين ان الواقع يتبت انه حادث.. والشك هو ما استوى عند الانسان طرفاه والظن هو ما ترجح عنده احد طرفيه والوهم هو ما تتخيله العقول وتفترض وجوده وليس لوجوده في الحقيقة واقع حسي كتوهمهم صورا للاله.
ومن ابرز خصائص النهج الجاهلي المشتركة بين مناهجها المتعددة عبر الزمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا :-
1- اعتمادهم في بناء معتقداتهم على الظن والشك وموافقة الهوى وفي هذا فساد الاعتقاد أو الشك في قدر الله عز وجل وقدرته وهيمنته. قال الله تعالى في سورة آل عمران يذكر وقائع أحد:- ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) آل عمران: 154. .. فنسب الظن للجاهلية وانه من طبائع فكرها وعقليتها.
2- خاصية رفضهم ومعاداتهم لحكم الله تعالى واتباع شريعته و“حكم الجاهلية” ونجد ذكرها في قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة: 49-50... ذلك لظنهم وتوهمهم ان احكام الله عز وجل لاتحقق لهم ما يهوون وما تشتهي انفسهم المريضة..فيرفضون كل ما من شانه الحيلولة بينهم وبين استغلال البشرية واستعبادها وتطويعها لخدمة ماربهم وتحقيق شهواتهم وتلبية رغباتهم واهواءهم الفاسدة..
3- من الملاحظ ان كل مناهج الجاهلية عبر مسيرة الزمن تدعوا الى “تبرج الجاهلية الاولى”، وهي فساد الأخلاق وطغيان الشهوات وخرق حدود العفة والصيانة التي تتميز بها الإنسانية عن البهيمية الحيوانية وشيوع الاباحية. فمتى تعدت النـزعات الغريزية مكانها الطبيعي في كِنِّ العفاف وهتكت سِتر الحياء انطبعت بطابع الجاهلية. قال الله تعالى مخاطبا نساء النبي والمؤمنات جميعا: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) الأحزاب: 33.. والمرأة التي تستتر بمفاهيم وقيم الحياء والخلق والعفاف لا تحقق لهم ماربا ولا يقضون منها وطرا.. فلذلك دعوا للاباحية وهتك ستر المراة واخرجوها من كِنِّ عفافها وبيت صيانتها تحت مختلف الذرائع راجين ان تطالها أيديهم النجسة ويقضون منها ماربهم الخسيسة...ومستغلين لها في الفساد والافساد الذي هو نهجهم ومنهاجهم.
4- والخاصية الرابعة لمناهج الجاهلية التي لا تنفك عنهم وتلازم مسيرتهم عبر الزمن هي“حمية الجاهلية”.حيث قال الله تعالى واصفا الحالة النفسية لمشركي قريش وللمؤمنين عند فتح مكة:- (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) الفتح: 26.. والحمية لغة الغضب والحنق، وحمية الجاهلية عصبيتها كما تفسر ذلك الأحاديث النبوية. ويقابل “حمية الجاهلية” السكينة التي ينـزل الله في قلوب المؤمنين. وذلك ان الجاهليون لا حجة لهم قاطعة ولا برهان ثابت لانهم يتبعون الاهواء وما تشتهي انفسهم وما الفوه مما وجدوا عليه الإباء والاجداد . فلذلك عند فقدانهم الحجة وعند ظهور وهنها وضعفها لهم يحتنقون غضبا ممن له حجة تدمغ باطلهم ويستشيطون نقمة عليه وقد جاء ذكر أصحاب الاخدود في القران الكريم وقال تعال مبينا لنا ان لا حجة للطغاة الا ان المؤمنين خالفوهم في المعتقد فقال (وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد) هذا هو السبب الحقيقي فقط لاغير...وفي قصة إبراهيم عليه السلام وحواره مع النمرود يرينا الله تعالى كم كانت حجة النمرود واهية ضعيفة وكم كانت حجة إبراهيم سلام ربي عليه قوية داغمة فقال سبحانه :- ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) سورة البقرة(258)..
وإن كان للخصائص الثلاث الأولى للجاهلية الأثر الفاعل في ذهنية الجاهليين وثقافتهم ونظامهم السلوكي والسياسي فحمية الجاهلية وغضبيتها وعنفها وتكتلها للعصبية، ينصر بعضها بعضا ظالما كان أو مظلوما، هي سياج الجاهلية ودائرتها وقفلها. والحمية الجاهلية اوالعصبية هي ملخص الجاهلية وخلاصتها.
ونحن امة الإسلام امة العقل المبني على البرهان والدليل وهذا ما علمنا إياه القران المجيد فلا صدق ولا تصديق عندنا الا ببرهان ودليل قال الله تعالى: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.