بسم الله الرحمن الرحيم
الرب والربوبية
الصفات الالهية اللدنية والاسماء الحسنى العلية لا تنفصل عن بعضها البعض، بعكس المترادفات اللغوية الباقية ،حيث ان اسماء الله تعالى انما جائت لتدل على علم واحد احد ولتصف صاحب الذات الاحدية، الذي ليس له جنس او نوع او نسل او تناسل، فكلها مؤدية الى نفس المعنى ودالة على نفس الحقيقة، لواجب الوجود الموجد لكل موجود لقوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾الاسراء. وبذلك فان اسماؤه وان تعددت، وان صفاته وان كثرت، فهي تدل وتعود على مسمى واحد، وتصف موصوفا واحدا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن لله تِسعةً وتِسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )) رواه البخاري و مسلم ، وكثرة وتعدد الاسماء والصفات، انما يدل على عظم شان الذات.
ونستطيع ان نقول ان كل اسم او صفة من الصفات الثابتة لله تعالى تستدعي وتقتضي وجود الاخريات من الاسماء والصفات الجمالية والكمالية للذات العلية
يقول الله جل وعلا: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54].
فلاحظ انه عرف الرب بانه الله وعرف الله بانه الخالق المدبر لامر من خلق وربط بين الامر والخلق ثم ذكر التسخير الذي لا يملكه الا من اتصف بالهيمنة والعلو والقهر وهذا هو التدبير للخلق الذي تقتضيه صفة الربوبية للخالق.
و كلمة الرب في اللغة تطلق على عدة معانٍ:-
قال ابن منظورفي لسان العرب :- الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبِّر، والمربي، والقيِّم، والمنعم .
وقال: ولا يطلق غير مضاف إلا على الله _ عز وجل _ وإذا أطلق على غيره أضيف، فقيل: ربُّ كذا . وقال: ورب كل شيء: مالكه ومستحقه، وقيل: صاحبه. ويقال: فلان رب هذا الشيء أي مِلْكُه له. وكل من ملك شيئاً فهو ربه، يقال: هو ربُّ الدابة، ورب الدار، وفلان رب البيت، وهن ربات الحجال .
أما الرب من حيث إنه اسم من أسماء الله فمعناه:من له الخلق والأمر والملك، قال _ تعالى _:[أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ] (الأعراف: 54). وقال: [ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ (فاطر:13). وقال ابن منظور: الرب: هو الله _ عز وجل _ هو رب كل شيء، أي مالكه، وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له، وهو رب الأرباب، ومالك الملوك والأملاك .اه-
وهذا يعني ان كل الخلائق هو ربهم ومالكهم وملكهم ومليكهم وامرهم ينبغي ان يكون اليه وهم عبيده وهو سيدهم والعبد ليس له ان يسر الا بما يرضاه له سيده ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم) . فهو الخالق وهو الرازق وهو المحيي والمميت واليه ترجعون لتقام بين يديه الموازين بالقسط....
ويعلمنا القران درسا في معنى الربوبية على لسان سيدنا موسى عليه ونبينا الصلاة والتسليم كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ} [طه:49]. فيشّرح له مُوسى عليه السّلام معنى الربوبية: 1- {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} [طه:50]؛ إذًا.. هو سبحانه وتعالى الخالق له، الموجد له، القائم عليه. 2- {ثُمَّ هَدَىٰ} فيها معنى تدبير الأمر لكل هذه المخلوقات والهداية كما هو معلوم. فالله سبحانه وتعالى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛ فبيّن لكل إنسان وجه المطلوب منه {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:8]، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]؛ فلا حجة لأحدٍ أن ينفي عن نفسه معرفة طريق الحق من الباطل إذ بيّن الله عز وجل هذا الأمر في فطرة الإنسان. إذن سيدنا موسى أجاب عن الربوبية فحصرها في معنيين جامعين: الأول: هو إفراد الله تعالى بخلق الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم. والثاني: إفراد الله تعالى بتدبير الأمر في خلقه كهدايتهم، والقيام على شئونهم، وتصريف أحوالهم؛ ومن تمام رعايته وعنايته وربوبيته لهم ان انزل اليهم الشرائع، لتكون منهاج سيرهم ومسيرتهم، ونورا لعقولهم يهتدون بها ويستنيرون بنورها فلا يضلون الطريق ويستقيمون على الصراط المستقيم، فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين بالعناية والرعاية والتدبير.
والله سبحانه وتعالى يقول: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران من الآية:79]. والربانيون من البشر هم العرفون بالله تعالى وحقه على الخلق العابدين له حق العبادة بالمحبة والاجلال والتعظيم والرسوخ في العلم مما اهلهم لان يربوا غيرهم ويسوسونهم بما عرفوا من حقوق الخالق المعبود على العباد لتحقيق غاية الخلق والايجاد التي اقتضت ان لا يعبد في ملكوت الله تعالى غيره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرب والربوبية
الصفات الالهية اللدنية والاسماء الحسنى العلية لا تنفصل عن بعضها البعض، بعكس المترادفات اللغوية الباقية ،حيث ان اسماء الله تعالى انما جائت لتدل على علم واحد احد ولتصف صاحب الذات الاحدية، الذي ليس له جنس او نوع او نسل او تناسل، فكلها مؤدية الى نفس المعنى ودالة على نفس الحقيقة، لواجب الوجود الموجد لكل موجود لقوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾الاسراء. وبذلك فان اسماؤه وان تعددت، وان صفاته وان كثرت، فهي تدل وتعود على مسمى واحد، وتصف موصوفا واحدا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن لله تِسعةً وتِسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )) رواه البخاري و مسلم ، وكثرة وتعدد الاسماء والصفات، انما يدل على عظم شان الذات.
ونستطيع ان نقول ان كل اسم او صفة من الصفات الثابتة لله تعالى تستدعي وتقتضي وجود الاخريات من الاسماء والصفات الجمالية والكمالية للذات العلية
يقول الله جل وعلا: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:54].
فلاحظ انه عرف الرب بانه الله وعرف الله بانه الخالق المدبر لامر من خلق وربط بين الامر والخلق ثم ذكر التسخير الذي لا يملكه الا من اتصف بالهيمنة والعلو والقهر وهذا هو التدبير للخلق الذي تقتضيه صفة الربوبية للخالق.
و كلمة الرب في اللغة تطلق على عدة معانٍ:-
قال ابن منظورفي لسان العرب :- الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبِّر، والمربي، والقيِّم، والمنعم .
وقال: ولا يطلق غير مضاف إلا على الله _ عز وجل _ وإذا أطلق على غيره أضيف، فقيل: ربُّ كذا . وقال: ورب كل شيء: مالكه ومستحقه، وقيل: صاحبه. ويقال: فلان رب هذا الشيء أي مِلْكُه له. وكل من ملك شيئاً فهو ربه، يقال: هو ربُّ الدابة، ورب الدار، وفلان رب البيت، وهن ربات الحجال .
أما الرب من حيث إنه اسم من أسماء الله فمعناه:من له الخلق والأمر والملك، قال _ تعالى _:[أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ] (الأعراف: 54). وقال: [ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ (فاطر:13). وقال ابن منظور: الرب: هو الله _ عز وجل _ هو رب كل شيء، أي مالكه، وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له، وهو رب الأرباب، ومالك الملوك والأملاك .اه-
وهذا يعني ان كل الخلائق هو ربهم ومالكهم وملكهم ومليكهم وامرهم ينبغي ان يكون اليه وهم عبيده وهو سيدهم والعبد ليس له ان يسر الا بما يرضاه له سيده ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم) . فهو الخالق وهو الرازق وهو المحيي والمميت واليه ترجعون لتقام بين يديه الموازين بالقسط....
ويعلمنا القران درسا في معنى الربوبية على لسان سيدنا موسى عليه ونبينا الصلاة والتسليم كما قال الله تعالى عن موسى وهو يُبيِّن حقيقة الربوبية لفرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ} [طه:49]. فيشّرح له مُوسى عليه السّلام معنى الربوبية: 1- {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} [طه:50]؛ إذًا.. هو سبحانه وتعالى الخالق له، الموجد له، القائم عليه. 2- {ثُمَّ هَدَىٰ} فيها معنى تدبير الأمر لكل هذه المخلوقات والهداية كما هو معلوم. فالله سبحانه وتعالى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛ فبيّن لكل إنسان وجه المطلوب منه {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس:8]، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10]؛ فلا حجة لأحدٍ أن ينفي عن نفسه معرفة طريق الحق من الباطل إذ بيّن الله عز وجل هذا الأمر في فطرة الإنسان. إذن سيدنا موسى أجاب عن الربوبية فحصرها في معنيين جامعين: الأول: هو إفراد الله تعالى بخلق الأشياء وتكوينها وإنشائها من العدم. والثاني: إفراد الله تعالى بتدبير الأمر في خلقه كهدايتهم، والقيام على شئونهم، وتصريف أحوالهم؛ ومن تمام رعايته وعنايته وربوبيته لهم ان انزل اليهم الشرائع، لتكون منهاج سيرهم ومسيرتهم، ونورا لعقولهم يهتدون بها ويستنيرون بنورها فلا يضلون الطريق ويستقيمون على الصراط المستقيم، فهو سبحانه الذي توكل بالخلائق أجمعين بالعناية والرعاية والتدبير.
والله سبحانه وتعالى يقول: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران من الآية:79]. والربانيون من البشر هم العرفون بالله تعالى وحقه على الخلق العابدين له حق العبادة بالمحبة والاجلال والتعظيم والرسوخ في العلم مما اهلهم لان يربوا غيرهم ويسوسونهم بما عرفوا من حقوق الخالق المعبود على العباد لتحقيق غاية الخلق والايجاد التي اقتضت ان لا يعبد في ملكوت الله تعالى غيره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.