بسم الله الرحمن الرحيم
-2- مفهوم البدعة
لاحظنا اخواني من عرضنا لبعض تعاريف البدعة في الحلقة السابقة مذى التاثر بالمعنى اللغوي اصلا للوضع اللغوي وهذا امر طبيعي لان اللفظ العربي هو ماعون التشريع وادة التعبير عنه في الاسلام حيث بالاسلام انتقلت اللغة العربية من كونها لغة قوم معينين الى لغة دين عالمي النظرة والتوجه وبالفاظها يفهم التشريع وتعرف معانيه ومقاصده.والابتداع في الامر هو الاستحداث لامر لم يكن من قبل ، وقد يكون مذموما وقد يكون امرا محمودا،
والابتداع المذموم هو ما كان في امور التشريع التي يتقرب بها الى الله تعالى ظنا ووهما واتباعا للهوى والميول، وهو استحداث عبادة وتشريعها للناس لم يقم عليها دليل او بيان من الله تعالى ولا اذن من رسوله صلوات ربي عليه، او استحداث معتقد او تقديس لم يامر به الله تعالى في كتابه ، ولا رسوله سلام الله عليه في سنته . قال صلى الله عليه وسلم :-( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)[ رواه البخاري، ومسلم ] ـ.
وقوله صلى الله عليه وسلم : -(وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )[ رواه أبو داود ، والترمذي ] .
وكذلك الابتداع حسب الهوى والمصالح واستجابة للضغوط الاجنبية في المعاملات والاحكام ومثال ذلك تنفيذ سياسات المستعمر في بلاد المسلمين ووضع القوانين والتشريعات التي تمكن للمستعمر في البلاد واستغلال العبادولعلنا نذكر الضغوط الاوروبية على الدولة العثمانية اواخر ايامها واجبار السلطان على تغيير قانون الارث الشرعي واستحداث قانون الارث الانتقالي في الاموال الاميرية والذي ربما ما زال معمولا به للان في بعض البلاد الاسلامية.
اما الابتداع الحسن بالمعنى اللغوي كجمع عمر رضي الله عنه الناس في صلاة التراويح وكانوا يصلونها فرادى وجماعات فجمهم على امام واحد فلما راى ذلك اعجبه وامتدحه وقال - نعمت البدعة- فانه جمعهم على امر له اصل ومشرع في الدين من قبل.
واما ما يستحدث بدون اصل تشريع رباني فهو المذموم ولا يجوز تجاوزه . واما البدعة الحسنة فلا تكون في العبادات ولا في المعتقدات بل في الامور الدنيوية كالصناعات والاحكام والنظم الادارية للاقاليم والمناطق و في العادات والاعراف والتقاليد الاجتماعية.
فمثلا كان من العادات والاعراف والتي لا تزال سارية في بوادينا وبعض قرانا عادة - النقوط- في الاعراس وهو ان يقدم الزائر مبلغا من المال للعريس نقدا او ياتي ومعه شاة من الغنم لتذبح لصناعة طعام الوليمة او يقدم كيسا من الارز او السكر وهي عادة حسنة وجميلة لدخولها تحت عموم قوله تعالى-وتعاونوا على البر والتقوى-.وكذا ما روي عن عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْرٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرٍّ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . " رواه الترمذي.
وجاء في صحيح الإمام مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ راوي الحديث السابق نفسه قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَئُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ." رواه مسلم .
فالبدعة الحسنة او السنة الحسنة هي ما يتوصل به الى تحقيق مقصد ومراد شرعي وليس هوى متبعا ولا شحا مطاعا، وضابطها في الجواز ان تكون مندرجة تحت كلية من كليات الشرع الحنيف. اي ناتجة عن اجتهاد عقلية شرعية بادلة واصول استدلال صحيح، فان اسباب انتشار البدع المذمومة انما تتلخص في الامراض الخطرة التالية عافانا الله واياكم منها:
واخطرها الجهل بأحكام الدين وعلوم العقيدة والشريعة، ثم اتباع الهوى ، ثم التقليد الاعمى والتعصب للآراء والأشخاص ،ثم التشبه بالكفار وتقليدهم ومجارتهم في عاداتهم واسلوب عيشهم وحياتهم....وختاما لكم التحية نسال الله تعالى ان يعصمنا واياكم بلزوم كتابه وسنة نبيه وعدم مخالفة امره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-2- مفهوم البدعة
لاحظنا اخواني من عرضنا لبعض تعاريف البدعة في الحلقة السابقة مذى التاثر بالمعنى اللغوي اصلا للوضع اللغوي وهذا امر طبيعي لان اللفظ العربي هو ماعون التشريع وادة التعبير عنه في الاسلام حيث بالاسلام انتقلت اللغة العربية من كونها لغة قوم معينين الى لغة دين عالمي النظرة والتوجه وبالفاظها يفهم التشريع وتعرف معانيه ومقاصده.والابتداع في الامر هو الاستحداث لامر لم يكن من قبل ، وقد يكون مذموما وقد يكون امرا محمودا،
والابتداع المذموم هو ما كان في امور التشريع التي يتقرب بها الى الله تعالى ظنا ووهما واتباعا للهوى والميول، وهو استحداث عبادة وتشريعها للناس لم يقم عليها دليل او بيان من الله تعالى ولا اذن من رسوله صلوات ربي عليه، او استحداث معتقد او تقديس لم يامر به الله تعالى في كتابه ، ولا رسوله سلام الله عليه في سنته . قال صلى الله عليه وسلم :-( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)[ رواه البخاري، ومسلم ] ـ.
وقوله صلى الله عليه وسلم : -(وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )[ رواه أبو داود ، والترمذي ] .
وكذلك الابتداع حسب الهوى والمصالح واستجابة للضغوط الاجنبية في المعاملات والاحكام ومثال ذلك تنفيذ سياسات المستعمر في بلاد المسلمين ووضع القوانين والتشريعات التي تمكن للمستعمر في البلاد واستغلال العبادولعلنا نذكر الضغوط الاوروبية على الدولة العثمانية اواخر ايامها واجبار السلطان على تغيير قانون الارث الشرعي واستحداث قانون الارث الانتقالي في الاموال الاميرية والذي ربما ما زال معمولا به للان في بعض البلاد الاسلامية.
اما الابتداع الحسن بالمعنى اللغوي كجمع عمر رضي الله عنه الناس في صلاة التراويح وكانوا يصلونها فرادى وجماعات فجمهم على امام واحد فلما راى ذلك اعجبه وامتدحه وقال - نعمت البدعة- فانه جمعهم على امر له اصل ومشرع في الدين من قبل.
واما ما يستحدث بدون اصل تشريع رباني فهو المذموم ولا يجوز تجاوزه . واما البدعة الحسنة فلا تكون في العبادات ولا في المعتقدات بل في الامور الدنيوية كالصناعات والاحكام والنظم الادارية للاقاليم والمناطق و في العادات والاعراف والتقاليد الاجتماعية.
فمثلا كان من العادات والاعراف والتي لا تزال سارية في بوادينا وبعض قرانا عادة - النقوط- في الاعراس وهو ان يقدم الزائر مبلغا من المال للعريس نقدا او ياتي ومعه شاة من الغنم لتذبح لصناعة طعام الوليمة او يقدم كيسا من الارز او السكر وهي عادة حسنة وجميلة لدخولها تحت عموم قوله تعالى-وتعاونوا على البر والتقوى-.وكذا ما روي عن عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْرٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرٍّ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . " رواه الترمذي.
وجاء في صحيح الإمام مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ راوي الحديث السابق نفسه قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَئُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ." رواه مسلم .
فالبدعة الحسنة او السنة الحسنة هي ما يتوصل به الى تحقيق مقصد ومراد شرعي وليس هوى متبعا ولا شحا مطاعا، وضابطها في الجواز ان تكون مندرجة تحت كلية من كليات الشرع الحنيف. اي ناتجة عن اجتهاد عقلية شرعية بادلة واصول استدلال صحيح، فان اسباب انتشار البدع المذمومة انما تتلخص في الامراض الخطرة التالية عافانا الله واياكم منها:
واخطرها الجهل بأحكام الدين وعلوم العقيدة والشريعة، ثم اتباع الهوى ، ثم التقليد الاعمى والتعصب للآراء والأشخاص ،ثم التشبه بالكفار وتقليدهم ومجارتهم في عاداتهم واسلوب عيشهم وحياتهم....وختاما لكم التحية نسال الله تعالى ان يعصمنا واياكم بلزوم كتابه وسنة نبيه وعدم مخالفة امره والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.