مختصر مفيد في تحديد مفهوم البدعة
لغةً ما أُحدث على غير مثال سابق، قال الفيومي في "المصباح المنير" : أبدع الله تعالى الخلق إبداعا خلقهم لا على مثال وأبدعت وأبدعته، استخرجته وأحدثته ومنه قيل للحالة المخالفة بدعة وهى اسم من الابتداع كالرفعة من الارتفاع ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة لكن قد يكون بعضها غير مكروه فيسمى بدعة مباحة وهو ما شهد لجنسه أصل في الشرع أو اقتضته مصلحة يندفع بـها مفسدة "اهـ.
قال الشاطبي: "طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصَد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه
قال ابن رجب: "والمراد بالبدعة ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة
قال السيوطي: "البدعة عبارة عن فعلةٍ تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان"
قال ابن تيمية: "البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب، فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر به بالأدلة الشرعية فهو من الدين الذي شرعه الله، وإن تنازع أولو الأمر في بعض ذلك، وسواء كان هذا مفعولاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يكن".
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (كل بدعه ضلالة ، وكل ضلالة في النار) رواه مسلم .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم.
وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته : ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في سننه .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري ومسلم .
وبالتأمل في هذه الاحاديث الشريفة الصحيحة يتضح لنا الاتي:-
1- ان البدعة تعني الاستحداث..وهو ايجاد شيء على غير سابق مثال..وهنا لا يقال ان الاسلام يمنع التحديث والابداع في الحياة ووسائلها..فالابداع والاستحداث في امور الحياة سبب تقدمها وازدهارها..ذلك ان هذا الابتداع والاحداث المنهي عنه والممنوع شرعا هو الاستحداث والابتداع في الدين..فالدين نعمة تمت ورسالة اكتملت فليست بحاجة الى زيادة ولا انقاص.
2- ان البدعة والاستحداث الممنوع شرعا هو في الدين..اي ما يتخذه الناس دينا ونظاما في حياتهم يعتبرونه قربة لله تعالى يتعبدون الله بفعله او بتركه معتقدين انه قربة ترضي الله تعالى..والدين لايؤخذ باهواء ولا امزجة انما يؤخذ من مصدره الاساس وهو ما اوحى الله به الى رسوله صلى الله عليه وسلم واخبر الرسول به في الكتاب او السنة. فلا ثواب على عمل لم ياذن به الله ولا اثم على عمل لم ينهى عنه الله. وسواءََ كان هذا الاستحداث في العقائد او في العبادات او في الحكم كان يشرع البشر للبشر احكاما وانظمة ويسنون لهم قوانين تسير حياتهم بخلاف ما امر الله تعالى
وقد حسم القران هذا الامر بقوله تعالى:- (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) الشورى 21. فثبـت بهـذا النـص أن مـن شـرع للنـاس مالـم يأذن به الله فقد جعل نفسه شريكا لله في ربوبيته، ومن أطاعه في ذلك واتبع التشريع المخالف فقد أشرك بالله.وقوله تعالى (مـن الـديـن) أي من الطريقـة المتبعة والتشريع المعمول به والنظام السائد، وسواءََ كانت (من) في قوله (مِن الدين) تبعيضية: أي شرعوا لهم بعض الدين أي بعض التشريع المخالف، أو كانت بيانية: أي شرعوا لهم دينا من الأديان الباطلة كالديمقراطية والاشتراكية وغيرها من اديان ومذاهب التشريع للبشر، فالأمر سواء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا سرَّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام «قد خسر الذين قتلوا أولادهم ــ إلى قوله ــ وماكانوا مهتدين» رواه البخاري. ويعني ابن عباس رضي الله عنهما ماكان عليه العرب في الجاهلية من الجهل والشرك بالله. وذلك أن شركاءهم من شياطين الإنس والجن كانوا قد حللوا لهم وحرّموا عليهم مالم يأذن به الله ومن ذلك ماكانوا عليه من قتل الأولاد خشية الإملاق ووأد البنات خشية العار. انظر (تفسير ابن كثير)ج2ص 179 ــ 181. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لغةً ما أُحدث على غير مثال سابق، قال الفيومي في "المصباح المنير" : أبدع الله تعالى الخلق إبداعا خلقهم لا على مثال وأبدعت وأبدعته، استخرجته وأحدثته ومنه قيل للحالة المخالفة بدعة وهى اسم من الابتداع كالرفعة من الارتفاع ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة لكن قد يكون بعضها غير مكروه فيسمى بدعة مباحة وهو ما شهد لجنسه أصل في الشرع أو اقتضته مصلحة يندفع بـها مفسدة "اهـ.
قال الشاطبي: "طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصَد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه
قال ابن رجب: "والمراد بالبدعة ما أحدِث مما لا أصل له في الشريعة يدلّ عليه، وأما ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعًا وإن كان بدعة لغة
قال السيوطي: "البدعة عبارة عن فعلةٍ تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان"
قال ابن تيمية: "البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب، فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر به بالأدلة الشرعية فهو من الدين الذي شرعه الله، وإن تنازع أولو الأمر في بعض ذلك، وسواء كان هذا مفعولاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يكن".
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (كل بدعه ضلالة ، وكل ضلالة في النار) رواه مسلم .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم.
وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته : ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) أخرجه بهذا اللفظ النسائي في سننه .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أخرجه البخاري ومسلم .
وبالتأمل في هذه الاحاديث الشريفة الصحيحة يتضح لنا الاتي:-
1- ان البدعة تعني الاستحداث..وهو ايجاد شيء على غير سابق مثال..وهنا لا يقال ان الاسلام يمنع التحديث والابداع في الحياة ووسائلها..فالابداع والاستحداث في امور الحياة سبب تقدمها وازدهارها..ذلك ان هذا الابتداع والاحداث المنهي عنه والممنوع شرعا هو الاستحداث والابتداع في الدين..فالدين نعمة تمت ورسالة اكتملت فليست بحاجة الى زيادة ولا انقاص.
2- ان البدعة والاستحداث الممنوع شرعا هو في الدين..اي ما يتخذه الناس دينا ونظاما في حياتهم يعتبرونه قربة لله تعالى يتعبدون الله بفعله او بتركه معتقدين انه قربة ترضي الله تعالى..والدين لايؤخذ باهواء ولا امزجة انما يؤخذ من مصدره الاساس وهو ما اوحى الله به الى رسوله صلى الله عليه وسلم واخبر الرسول به في الكتاب او السنة. فلا ثواب على عمل لم ياذن به الله ولا اثم على عمل لم ينهى عنه الله. وسواءََ كان هذا الاستحداث في العقائد او في العبادات او في الحكم كان يشرع البشر للبشر احكاما وانظمة ويسنون لهم قوانين تسير حياتهم بخلاف ما امر الله تعالى
وقد حسم القران هذا الامر بقوله تعالى:- (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) الشورى 21. فثبـت بهـذا النـص أن مـن شـرع للنـاس مالـم يأذن به الله فقد جعل نفسه شريكا لله في ربوبيته، ومن أطاعه في ذلك واتبع التشريع المخالف فقد أشرك بالله.وقوله تعالى (مـن الـديـن) أي من الطريقـة المتبعة والتشريع المعمول به والنظام السائد، وسواءََ كانت (من) في قوله (مِن الدين) تبعيضية: أي شرعوا لهم بعض الدين أي بعض التشريع المخالف، أو كانت بيانية: أي شرعوا لهم دينا من الأديان الباطلة كالديمقراطية والاشتراكية وغيرها من اديان ومذاهب التشريع للبشر، فالأمر سواء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا سرَّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام «قد خسر الذين قتلوا أولادهم ــ إلى قوله ــ وماكانوا مهتدين» رواه البخاري. ويعني ابن عباس رضي الله عنهما ماكان عليه العرب في الجاهلية من الجهل والشرك بالله. وذلك أن شركاءهم من شياطين الإنس والجن كانوا قد حللوا لهم وحرّموا عليهم مالم يأذن به الله ومن ذلك ماكانوا عليه من قتل الأولاد خشية الإملاق ووأد البنات خشية العار. انظر (تفسير ابن كثير)ج2ص 179 ــ 181. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.