الجزء الثالث والأخير
يجب قراءة الجزئين الأوليين لفهم هذا الجزء
الحقيقة الثامنة : إذا أردنا أن نصدق هذه الفرضية .. الخيالية .. الأسطورية .. أن يسوع المسيح هو إبن الله !!!
السؤال المنطقي .. والعقلاني يقول :
كيف نتج هذا الولد .. وعن أي طريق ؟؟؟!!!
علماً بأن البشرية منذ نشأتها .. وإلى اليوم لا تعرف إلا طريقين إثنين لا ثالث لهما لإنتاج الولد :
إما الزواج .. وإما السفاح أو الزنى !!!
إذا كان عن طريق الزواج : فهل الله تبارك وتعالى .. قد تزوج السيدة مريم ؟؟؟!!!
وأين تم هذا الزواج ؟؟؟!!!
أفي السماء .. أم في الأرض ؟؟؟!!!
ومن الذي شهد هذا الزواج .. واحتفل به ؟؟؟!!!
وإن لم يكن بالزواج !!!
معنى ذلك أن الله تبارك وتعالى .. قد زنى .. أو اغتصب السيدة مريم – تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً - ؟؟؟!!!
وأين تم هذا الزنى ؟؟؟!!!
أفي السماء .. أم في الأرض ؟؟؟!!!
وقد يبادر المؤمنون بفرضية : يسوع المسيح بن الله .. ويقولون إنه :
إنه نتج .. لا عن طريق الزواج .. ولا الزنى !!!
وإنما هو :
كلمة الله .. وروح منه .. ألقاها إلى السيدة المباركة مريم !!!
والجواب المنطقي .. اللغوي يقول :
إذن هذا إدانة لكم .. بأنه ليس إبن الله .. وإنما هو عبد لله !!!
نتج عن طريق كلمة لله .. التي تقول : للشئ .. كن .. فيكون !!!
وأن كلمة الله .. شئ .. وإبن الله .. شئ آخر .. لا تشابه بينهما .. ومختلفتان إختلافاً كبيراً!!!
وقد وضح الله تعالى ذلك في كتابه العزيز :
إذْ قَالَتِ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ يَـٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍۢ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًۭا فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾
قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى وَلَدٌۭ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌۭ ۖ قَالَ كَذَ ٰلِكِ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾
وَجِئْتُكُم بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَ ٰطٌۭ مُّسْتَقِيمٌۭ ﴿٥١﴾ سورة آل عمران
والمسيح نفسه .. يقر ، ويعترف بأنه عبد الله .. وليس إبنه :
قَالَ إِنِّى عَبْدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِىَ ٱلْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّۭا ﴿٣٠﴾ سورة مريم
ذَ ٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍۢ ۖ سُبْحَـٰنَهُۥٓ ۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًۭا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَ ٰطٌۭ مُّسْتَقِيمٌۭ ﴿٣٦﴾ سورة مريم
وإذا أردنا أن نعتبر أن كلمة الله .. هي إبنه !!!
فالمفروض أن نعتبر أن آدم .. هو إبنه أيضاَ !!!
فهو نتج من غير أب .. ولا أم !!!
فلماذا لا يكون آدم .. إبن الله .. وحواء إبنته أيضاً ؟؟؟!!!
وقد رد الله تعالى .. في كتابه العزيز .. على هؤلاء البلهاء .. المعتوهين .. المخرفين :
إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ ۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٍۢ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ سورة آل عمران آية 59 .
وقد سأل الله تعالى المسيح .. فيما إذا دعا الناس إلى عبادته !!!
فكان جوابه :
وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَـٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَـٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِى بِهِۦٓ أَنِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًۭا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ سورة المائدة
الحقيقة التاسعة : خرافة حلول الله تعالى في المسيح عيسى بن مريم .. أو ما يسمونه : حلول اللاهوت في الناسوت !!!
هل يتقبل العقل والمنطق .. أو أن يصدق .. أن الجمل يستطيع أن يلج في سم الخياط ( يدخل في ثقب إبرة الخياطة ) ؟؟؟!!!
فكيف إذن يصدق أن الله جل جلاله .. الكبير المتعال .. الذي كرسيه لوحده يسع السموات والأرض .. ينحشر .. وينكمش .. ويدخل في جسم المسيح البشري ؟؟؟!!!
وهنا يأتي سؤال خطير :
ما الذي حصل للكون بعد أن انحشر رب الكون في هذا الجسم البشري ؟؟؟!!!
هل يمكن لخالق الكون .. أن يستمر في إدارة الكون .. وهو محشور في جسم بشري ؟؟؟!!!
وهنا لدينا إحتمالان :
1- إما أن الكون يدير نفسه بنفسه .. وهذا هو مفهوم الإلحاد ( إنكار وجود الخالق ) !!!
2- أو أن ثمة إله آخر بقي يدير الكون .. أثناء انحشار هذا لإله المزيف في داخل جسم المسيح !!!
الحقيقة العاشرة : أكذوبة أن الحب .. والصفح .. والعفو .. والمغفرة .. كافية لتجعل البشر يعيشون بسلام .. وأمان .. وبدون جرائم !!!
هذا كلام نظري .. مثالي .. خيالي !!!
الواقع العملي يكذبه.. ودساتير دول العالم التي تتضمن قوانين العقوبات تكذبه .. والطبيعة البشرية تكذبه .. وتؤكد أنها لا يمكن أن تسير بدون نظام الثواب .. الذي يرغب .. ويشجع الطيبين .. على عمل الخير .. بينما نظام العقاب .. يردع الأشرار .. ويحمي البشرية جمعاء من شرورهم !!!
وهذا ما بينه خالق البشر .. والخبير بطبيعتهم .. في كتابه الكريم :
وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌۭ يَـٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ سورة البقرة آية 179
الحقيقة الحادية عشرة : الفرق الكبير بين المسلمين .. وغير المسلمين !!!
المسلمون : يؤمنون بالله .. وملائكته .. وكتبه .. ورسله جميعاً .. دون تفريق بين أحد منهم .. ويحبونهم جميعاً .. ويعتزون بهم .. ويتسمون بأسمائهم – بما فيهم .. عيسى وموسى ويعقوب ومريم وسارة . ويريدون الخير .. والهداية لكل البشر .. ويدعونهم إلى الإسلام بالحسنى .. فإن أبوا .. لا يكرهونهم .. ولا يعادونهم .. ولا يحقدون عليهم .. ولا يجبروهم على إعتناق الإسلام!!!
ومما يؤكد صحة هذا الكلام .. هو استمرار وجود النصارى .. واليهود .. ومعابدهم في بلاد المسلمين إلى اليوم !!!
بينما غير المسلمين .. لا يؤمنون بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. ولا بالقرآن .. ويشركون مع الله آلهة أخرى .. ويبغضون المسلمين .. ويحقدون عليهم .. ويسبون رسولهم .. ويسخرون منه .. ومن القرآن .. ويتهمونه بأنه هو الذي ألف القرآن .. ويبذلون كل جهدهم للتخلص من المسلمين .. والقضاء عليهم !!!
وهذا هو تقرير الله تعالى .. الذي لا يحابي أحدا من خلقه .. على حساب آخرين !!!
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ بِطَانَةًۭ مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًۭا وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَ ٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ... ﴿١١٨﴾ هَـٰٓأَنتُمْ أُو۟لَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَـٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا۟ عَضُّوا۟ عَلَيْكُمُ ٱلْأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ ۚ ... ﴿١١٩﴾ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌۭ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌۭ يَفْرَحُوا۟ بِهَا ۖ ... ﴿١٢٠﴾ سورة آل عمران
والحروب الصليبية التي دامت مائتين سنة .. وإعدام المسلمين جميعاً .. وتعذيبهم عن طريق محاكم التفتيش في الإندلس .. بعد سيطرة النصارى عليها .. وتغيير إسمها إلى أسبانيا .. واستمرار إستعمار النصارى واليهود لبلاد المسلمين .. منذ القرون الوسطى .. وحتى اليوم .. بكافة أنواعه .. العسكري .. والإقتصادي .. والفكري .. أكبر شاهد .. وتأكيد على صحة هذا الكلام !!!
الأربعاء 3 شوال 1435
30 تموز 2014
د/ موفق مصطفى السباعي