لا عذر مقنع يا مسقط لأستقبال وتكريم نتنياهو
في الأسبوع نفسه الذي قررت فيه حكومة نتنياهو المزيد من الإستيطان اليهودي في القدس الشريف، وواصلت قتل المزيد من المدنيين الأبرياء في غزة، استقبل سلطان عُمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بحفاوة وتكريم شديدين، وكأن إسرائيل أصبحت دولة صديقة يجري الأحتفال بزيارة رئيس حكومتها!!. أعذار كثيرة اعطيت لهذه الزيارة لكن جميعها لا تبرر حدوثها، فما هو المبرر لشرعنة الإحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد الشعب والأرض في فلسطين؟! وما هو العذر المقنع لإضعاف الموقف الفلسطيني الرافض حتى الآن لأستئناف المفاوضات مع إسرائيل بعد اعتراف ترامب (بطلب من نتنياهو) بالقدس كعاصمة لإسرائيل وباتخاذ العديد من الأجراءات الأميركية التعسفية بحق المؤسسات الفلسطينيية ووكالة الأونروا؟!. فهل هكذا يكون التضامن مع الشعب الفلسطيني وهل ما يحصل هو إلتزام بشروط المبادرة العربية للتطبيع مع إسرائيل؟!. ثمّ ما الذي تملكه مسقط من امكانات ضغط على إسرائيل (أو حتى على السلطة الفلسطينية) ولا تملكه دول اخرى في المنطقة أو من الدول الكبرى؟ وإذا كانت هناك حاجة لوساطة أو تبادل رسائل فلماذا لم يحصل ذلك من خلال مصر أو الأردن؟! لماذا مسقط وهل ذلك بداية لفرض "صفقة القرن" من خلال فرض التطبيع العربي مع إسرائيل وتحجيم معنى الرفض الفلسطيني لها؟!. وهل الخطوة التطبيعية العُمانية قد جرت بطلب من واشنطن لتمهيد الطريق امام العاهل السعودي للتراجع عن موقفه الأخير الذي اكّد ان الرياض تقبل ما يقبله الفلسطينيون مما ادّى إلى تأجيل اعلان "صفقة القرن" واحتجاج صهر ترامب، جاريد كوشنر، على موقف العاهل السعودي؟!
مسقط لم تصنع إتفاقيات أو معاهدات جرت في السابق كانت العاصمة العُمانية مكانها، كالأتفاقية التي جرت مع إيران في العام 2015، فمسقط كانت تلعب دور "المضيف" و"المسهّل" لأطراف كانت ترغب في التفاوض وتبحث عن مكان ومخرج، تماماً كما هو دور قطر في التفاوض بين واشنطن وحركة "طالبان" أو كما كان دور مدينة أوسلو فيما حصل من إتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. فهل تدرك مسقط بأنّ شرف الإستضافة لراغبين بالتفاوض لا يوازي هذا المزيد من الأمتهان لشرف العرب والمسلمين في القدس وفلسطين؟!.
صبحي غندور