السّعودية- وِراثة العَمالة مع الحُكْم؟ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ 20 آذار/مارس 2017، خلال استقباله محمد بن سلمان "إن السعودية ستعطينا جُزْءًا من ثروتها الطائلة"، ثم طلب 200 مليار دولار من السعودية "لدعم برنامج أمريكي – سعودي لتطوير الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، خلال أربع سنوات، أي بمعدل خمسين مليار دولارا سنويا"، وطالب - خلال زيارته السعودية في نيسان/ابريل 2017 - الدول الغنية ولاسيما السعودية بدفع الأموال مقابل تأمين الحماية الأمريكية، ثم أعلن خلال لقاء جماهيري له في ولاية ويست فرجينيا، ضمن الحملة الإنتخابية لتجديد نصف أعضاء الكونغرس الأمريكي "لقد قُلت للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، لديك تريليونات الدولارات و نحن من يؤمن لك الحماية، ونحن نقوم بالانفاق العسكري على دولتك الغنية، ولولا حمايتنا لانتهى حُكمُك، ولذلك وجب تسديد المزيد من المال مقابل الحماية، ومقابل النّفقات العسكرية..."، وكان قد صرح أيضًا: "إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود لن يظل في الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأميركي..."، ويمكن تأويل كلام الرئيس الأمريكي بفرض أمر واقع جديد، يتمثل في "إشراف الولايات المتحدة على مجمل إنتاج النفط السعودي والتصرف في عائداته مقابل الحماية من التهديدات المُحْتَمَلَة، الداخلية والخارجية"، وعدم الإكتفاء بما تنفقه السعودية (والإمارات وقَطَر) لحد الآن على شراء السلاح الأمريكي، والإنفاق على البرامج الأمريكية للهيمنة واحتلال البلدان والعدوان، مباشرة أو عبر المجموعات الإرهابية...
دعا الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، خلال فترة ولايته الثانية، إلى تغيير أساليب الحكم، لتجنُّب الإنهيار من الدّاخل، بسبب ارتفاع حدة التناقُضات، التي لا يسع أمريكا حماية أسرة آل سعود منها، إذا لم تُغَيِّر أساليب الحُكم، وتحقيق إصلاحات داخلية، لتأمين الإستقرار الدّاخلي، مع تكفل أمريكا بحمايتها من الخارج، مقابل عائدات النفط، ولكن الرئيس "دونالد ترامب" لا يُفاوض، بل يُهَدِّدُ ويأمر بفجاجة وببذاءة غير معهودة، وخارج القنوات الدبلوماسية، ويريد تنفيذ أوامره بسرعة، لأن السلاح الذي تشتريه السعودية لا يكفي لحمايتها... كما على السعودية تأمين حاجة الأسواق العالمية من النفط الرّخيص، وتعويض انخفاض صادرات إيران وفنزويلا"، وطلب ترامب من السعودية تفجير منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) من الداخل، بهدف حماية اقتصاد أميركا والدول الصناعية من النتائج المُحْتَمَلَة لأي ارتفاعٍ لِأسعار النفط...
يُمثل دونالد ترامب مزيجا من عقلية المستوطنين الأوائل للأراضي الأمريكية الذين يقتلون كل من اعترض سبيلهم، ومن عقلية الرأسمالي المُضارِب، وكلاهما مُتَجَرِّد من أي قواعد للتعايش مع الغير أو مراعاة مصالح الآخرين، بل يُحرّض السعودية على تكثيف عدوانها على شعب اليمن، وعلى زيادة التصعيد مع إيران، ومزيد التقارب (بل التّحالف) مع الكيان الصهيوني، ضد الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة (من بينها شعوب إيران والعراق)، ولا يهتم "ترامب" بنتائج سياسته على الحُلفاء أو الأصدقاء، فما بالك بالمنافسين والخُصُوم، ولا يهتم بنتائج انخفاض أسعار النفط على اقتصاد السعودية وبقية دُويلات الخليج المُصَدِّرَة للنفط، من عَجْزٍ ومن دُيُون، فقد تَحول فائض ميزانية السعودية من 155 مليار دولار سنة 2008 إلى عجز مُتَوَقَّع يتجاوز 60 مليار دولار سنة 2018، ولهذه الأسباب تُحاول أسرة آل سعود خفض العجز، عبر ابتزاز عدد من أُمراء الأسرة المالكة المُعارضين لمحمد بن سَلْمان، ورجال الأعمال، ونهبت (باسم مكافحة الفساد) نحو مائة مليار دولارا، ولا يزال ثمانية أثرياء رهن الإعتقال، وفق محمد بن سَلْمان، وخفض العجز كذلك عبر اتخاذ إجراءات التقشف، وإلغاء دعم الطاقة وفرض ضرائب غير مباشرة، وخفض نفقات الدولة بنحو 30 مليار دولار، وطرح 5% من أسهم شركة النفط السعودية "أرامكو" للبيع (تضغط أمريكا لكي يتم طرح مجموع الأسهم في بورصة نيويورك)، وأضرّت هذه الإجراءات بالفُقَراء ومُتَوَسِّطِي الدخل في السعودية، حيث ترتفع نسبة البطالة، والفقر، بالإضافة إلى أزمة السكن المُزْمِنَة، ولا يهتم "دونالد ترامب" بالنتائج الوخيمة لانتفاضة مُحْتَمَلَة في السعودية، بل يعمل على إخضاع السعودية لهيمنة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، عبر القُروض المَشْرُوطة...
أحرجت تصريحات دونالد ترامب عملاءه في السّعودية، الذين كانوا يعتقدون إنهم من المُقَرّبِين لنظام الحكم في أمريكا، ولكن الولايات المتحدة تعتبر إن سياستها ترتكز على تحقيق المصالح، بالقوة العسكرية، وباستخدام حلف الناتو، أو تَسْخير الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي وغيرها، ولا تُعير اهتمامًا لما قد يُعتَبَر "صداقة" أو "تحالفات" أو تَحْيِيد بعض القُوى، وغير ذلك من أساليب الدبلوماسية التي تنتهجها الدول الأخرى...
اعتبر عدد من الصحافيين والباحثين العرب، وغير العرب، إن تصريحات دونالد ترامب، ومن بينها "إن حكم آل سعود لن يتمكن من الإستمرار لفترة أسبوعَيْن دون حماية أمريكا"، تندرج في باب الإهانة للملك سَلْمَان بن عبد العزيز، ويحاول ابنه (المالك الحقيقي للحكم في السعودية) "حفظ ماء الوَجْه"، فطلب من وكالة "بلومبرغ" الإقتصادية الأمريكية (على ملك رئيس بلدية نيويورك الأسبق، ويرأسها "مايكل بلومبرغ") إجراء لقاء (مدفوع الأجر) معَهُ، وأعلن خلال اللقاء "إن السعودية تشتري أسلحة بأموالها ولا تأخذها مجاناً من واشنطن ولن تدفع شيئاً مقابل أمنها... وإن الولايات المتحدة بحاجة إلى السعودية، وليس العَكْس"، لأن السعودية - بحسب ادّعائه- تُدافع عن أمن العالم في اليمن وفي ليبيا وسوريا، وتُؤَمِّنُ استقرار الإقتصاد العالمي، من خلال ضخ كميات ضخمة من النفط، بأسعار مقبولة (من الشركات متعددة الجنسية)، ومن خلال "مواجهة السعودية للمتطرفين والإرهابيين، والتحركات الإيرانية السلبية في الشرق الأوسط"... عن وكالة "بلومبرغ" 05/10/18
دعا الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما"، خلال فترة ولايته الثانية، إلى تغيير أساليب الحكم، لتجنُّب الإنهيار من الدّاخل، بسبب ارتفاع حدة التناقُضات، التي لا يسع أمريكا حماية أسرة آل سعود منها، إذا لم تُغَيِّر أساليب الحُكم، وتحقيق إصلاحات داخلية، لتأمين الإستقرار الدّاخلي، مع تكفل أمريكا بحمايتها من الخارج، مقابل عائدات النفط، ولكن الرئيس "دونالد ترامب" لا يُفاوض، بل يُهَدِّدُ ويأمر بفجاجة وببذاءة غير معهودة، وخارج القنوات الدبلوماسية، ويريد تنفيذ أوامره بسرعة، لأن السلاح الذي تشتريه السعودية لا يكفي لحمايتها... كما على السعودية تأمين حاجة الأسواق العالمية من النفط الرّخيص، وتعويض انخفاض صادرات إيران وفنزويلا"، وطلب ترامب من السعودية تفجير منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) من الداخل، بهدف حماية اقتصاد أميركا والدول الصناعية من النتائج المُحْتَمَلَة لأي ارتفاعٍ لِأسعار النفط...
يُمثل دونالد ترامب مزيجا من عقلية المستوطنين الأوائل للأراضي الأمريكية الذين يقتلون كل من اعترض سبيلهم، ومن عقلية الرأسمالي المُضارِب، وكلاهما مُتَجَرِّد من أي قواعد للتعايش مع الغير أو مراعاة مصالح الآخرين، بل يُحرّض السعودية على تكثيف عدوانها على شعب اليمن، وعلى زيادة التصعيد مع إيران، ومزيد التقارب (بل التّحالف) مع الكيان الصهيوني، ضد الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة (من بينها شعوب إيران والعراق)، ولا يهتم "ترامب" بنتائج سياسته على الحُلفاء أو الأصدقاء، فما بالك بالمنافسين والخُصُوم، ولا يهتم بنتائج انخفاض أسعار النفط على اقتصاد السعودية وبقية دُويلات الخليج المُصَدِّرَة للنفط، من عَجْزٍ ومن دُيُون، فقد تَحول فائض ميزانية السعودية من 155 مليار دولار سنة 2008 إلى عجز مُتَوَقَّع يتجاوز 60 مليار دولار سنة 2018، ولهذه الأسباب تُحاول أسرة آل سعود خفض العجز، عبر ابتزاز عدد من أُمراء الأسرة المالكة المُعارضين لمحمد بن سَلْمان، ورجال الأعمال، ونهبت (باسم مكافحة الفساد) نحو مائة مليار دولارا، ولا يزال ثمانية أثرياء رهن الإعتقال، وفق محمد بن سَلْمان، وخفض العجز كذلك عبر اتخاذ إجراءات التقشف، وإلغاء دعم الطاقة وفرض ضرائب غير مباشرة، وخفض نفقات الدولة بنحو 30 مليار دولار، وطرح 5% من أسهم شركة النفط السعودية "أرامكو" للبيع (تضغط أمريكا لكي يتم طرح مجموع الأسهم في بورصة نيويورك)، وأضرّت هذه الإجراءات بالفُقَراء ومُتَوَسِّطِي الدخل في السعودية، حيث ترتفع نسبة البطالة، والفقر، بالإضافة إلى أزمة السكن المُزْمِنَة، ولا يهتم "دونالد ترامب" بالنتائج الوخيمة لانتفاضة مُحْتَمَلَة في السعودية، بل يعمل على إخضاع السعودية لهيمنة صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، عبر القُروض المَشْرُوطة...
أحرجت تصريحات دونالد ترامب عملاءه في السّعودية، الذين كانوا يعتقدون إنهم من المُقَرّبِين لنظام الحكم في أمريكا، ولكن الولايات المتحدة تعتبر إن سياستها ترتكز على تحقيق المصالح، بالقوة العسكرية، وباستخدام حلف الناتو، أو تَسْخير الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي وغيرها، ولا تُعير اهتمامًا لما قد يُعتَبَر "صداقة" أو "تحالفات" أو تَحْيِيد بعض القُوى، وغير ذلك من أساليب الدبلوماسية التي تنتهجها الدول الأخرى...
اعتبر عدد من الصحافيين والباحثين العرب، وغير العرب، إن تصريحات دونالد ترامب، ومن بينها "إن حكم آل سعود لن يتمكن من الإستمرار لفترة أسبوعَيْن دون حماية أمريكا"، تندرج في باب الإهانة للملك سَلْمَان بن عبد العزيز، ويحاول ابنه (المالك الحقيقي للحكم في السعودية) "حفظ ماء الوَجْه"، فطلب من وكالة "بلومبرغ" الإقتصادية الأمريكية (على ملك رئيس بلدية نيويورك الأسبق، ويرأسها "مايكل بلومبرغ") إجراء لقاء (مدفوع الأجر) معَهُ، وأعلن خلال اللقاء "إن السعودية تشتري أسلحة بأموالها ولا تأخذها مجاناً من واشنطن ولن تدفع شيئاً مقابل أمنها... وإن الولايات المتحدة بحاجة إلى السعودية، وليس العَكْس"، لأن السعودية - بحسب ادّعائه- تُدافع عن أمن العالم في اليمن وفي ليبيا وسوريا، وتُؤَمِّنُ استقرار الإقتصاد العالمي، من خلال ضخ كميات ضخمة من النفط، بأسعار مقبولة (من الشركات متعددة الجنسية)، ومن خلال "مواجهة السعودية للمتطرفين والإرهابيين، والتحركات الإيرانية السلبية في الشرق الأوسط"... عن وكالة "بلومبرغ" 05/10/18