حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 599 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 599 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
معتصم - 12434
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 
العرين - 1193
حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_rcapحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_voting_barحتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم! - صبحي غندور

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

حتى لا يكون العرب كالعبيد في خدمة اسيادهم!

صبحي غندور*



ربما ستنتقل منطقة "الشرق الأوسط" إلى مرحلة فرض "نظام شرق أوسطي جديد" تتحقّق فيه تسويات لأزمات، وتوزيع لحصص إقليمية ودولية، لكن يكون العرب فيه مسيّرين لا مخيّرين في تقرير مستقبلهم وكيفّية توزيع ثرواتهم. فما زال "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي رافق حقبة التسويات في التسعينات من القرن الماضي، حيّاً ومنشوداً، وما زال كتاب "شيمون بيريز" عنه متوفّراً في أسواق صنع القرارات الدولية. لقد تحدّث بيريز عن أهمية وجود تطبيع عربي/إسرائيلي ينتج شرقاً أوسطياً جديداً يقوم على (التكنولوجيا الإسرائيلية والمال الخليجي والعمالة المصرية)!، فهل ذلك فعلاً ما يبتغيه الإنسان العربي من الخليج إلى المحيط من مستقبل حيث يكون العربي وماله كالعبيد في خدمة السيد الإسرائيلي؟!.

واقع الحال العربي الراهن يستدعي وقفةً عربية شاملة مع الذات، ومراجعة عميقة لكلّ المرحلة الماضية، وإدراكاً واعياً بأنّ الكلّ في هذه المنطقة على سفينةٍ واحدة، وبأنّ التجارب الاتّحادية العربية الفاشلة في الماضي لا يجب أن تعني تخلّياً عن مطلب الاتّحاد والتكامل العربي الشامل. فبديل ذلك هو التمزّق والانشطار الداخلي، ولن تنفع "القوى الأجنبية" في الحفاظ على أي بلد أو شعب أو حكم.

مشكلة تعثّر العمل العربي المشترك تعود أساساً إلى البنية الخاطئة لجامعة الدول العربية، ثمّ إلى غياب المرجعية العربية الفاعلة التي اضطلعت مصر بريادتها، قبل توقيع المعاهدات مع إسرائيل في نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي، ثمّ أيضاً بسبب ما يحدث في البلاد العربية من تدخّل إقليمي ودولي في قضايا عربية داخلية، وبشكلٍ متزامن مع سوء أوضاع عربية في المجالات السياسية والأمنية، وشاملة لمن هم في مواقع الحكم أو المعارضة، وفي ظلّ حالٍ من الجمود الفكري والانشداد إلى غياهب الماضي، وتغييب دور العقل ومرجعيته في الفهم والتفكير والتفسير.

لقد كان من المفترض أن تشكّل صيغة "الجامعة العربية"، عند تأسيسها في مارس/آذار 1945، الحدّ الأدنى لما كانت تطمح إليه شعوب المنطقة من تكامل وتفاعل بين البلدان العربية، لكن العقود الماضية وتطوّراتها الدولية والإقليمية جعلت من صيغة "الجامعة" وكأنّها الحدّ الأقصى الممكن، بل ظهرت طروحات لإلغاء هذه الصيغة المحدودة من التعاون العربي واستبدالها بصيغ "شرق أوسطية" تضمّ إسرائيل ودولاً غير عربية، ممّا يزيل الهويّة العربية عن أيّ صيغ تعاون إقليمي في المستقبل.

صحيحٌ أنّ "جامعة الدول العربية" هي في الأصل "جامعة حكومات"، وهي محكومة بإرادات متعدّدة لمصالح وأنظمة مختلفة، لكنّ ذلك لم يكن مانعاً في التجربة الأوروبية من أن تتطوّر من صيغة سوق اقتصادية مشتركة إلى اتّحاد أوروبي كامل. وكم هي مصادفة محزنة أن تكون بداية التجربة الأوروبية قد تزامنت مع فترة تأسيس "الجامعة العربية" في منتصف الأربعينات من القرن الماضي، فإذا بدولٍ لا تجمعها ثقافة واحدة ولا لغة واحدة، دول شهدت فيما بينها في قرونٍ مختلفة حروباً دموية طاحنة كان آخرها الحرب العالمية الثانية، تتّجه إلى أعلى مستويات الاتّحاد والتعاون، بينما التعاون بين الدول العربية أشبه ما يكون بمؤشّرات سوق العملة، يرتفع أحياناً ليصل إلى درجة الوحدة الاندماجية الفورية بين بعض الأقطار، ثمّ يهبط معظم الأحيان ليصل إلى حدّ الانقسام بين الشعوب والصراعات المسلّحة على الحدود، وإلى الطلاق الشامل بين من جمعتهم في مرحلة ماضية صيغ دستورية وحدوية.

وسيبقى واقع حال الجامعة العربية على وضعه الراهن طالما أنّ الجامعة هي "جامعة حكومات" وليست فعلاً "جامعة دول"، بما هو عليه مفهوم "الدولة" من تكامل بين عناصر (الشعب والأرض والحكم). فالأوضاع الراهنة في البلاد العربية تفتقد عموماً للمشاركة الشعبية السليمة في صناعة القرار الوطني، بينما المجتمعات العربية ما زالت كلّها تعيش الحالة القبلية والطائفية كمحصّلة طبيعية لصيغ الحكم السياسي السائدة فيها منذ قرونٍ عديدة.

تجربة جامعة الدول العربية، ثم تجارب اتّحادية إقليمة عربية أخرى، لم تعتمد في مسيرتها سوى على توافق المواقف السياسية الآنية، أو على تحدّيات طارئة على هذا البلد أو ذاك، سرعان ما تعود العلاقات السلبية بعدها إلى سابق عهدها.

لقد مارست الحكومات العربيّة، بعد نشأة جامعة الدّول العربيّة، مفهوم "الخيمة" في العلاقات بين الدول العربيّة وليس مفهوم "العمارة" الذي مارسته والتزمت به دول المجموعة الأوروبيّة. ففي "خيمة" العلاقات الرسميّة العربيّة إمّا الاتّفاق على كلّ شيء أو التّصارع في "الخيمة" وهدمها على من فيها! أمّا في تجربة "السّوق الأوروبيّة المشتركة"، التي تزامنت نشأتها مع تأسيس "جامعة الدول العربيّة"، فقد جرى تطبيق مفهوم "العمارة" التي تحتاج أوّلاً إلى أساسٍ متين سليمٍ وصلب، ثمّ في كلّ حقبة زمنيّة، وبعد توفّر ظروف وإمكانات مناسبة، يتمّ بناء الطّابق تلو الطّابق في "عمارة" وصلت الآن إلى صيغة "الاتّحاد الأوروبي"، بينما يتراجع دور الجامعة العربيّة ويبقى أسير مفهوم "خيمة الحكومات"!

إنّ تطوير العلاقات العربية/العربية باتّجاهٍ أفضل ممّا هي عليه صيغة "الجامعة العربية"، يتطلّب تطويراً لصيغ أنظمة الحكم في الداخل العربي، ولإعادة الاعتبار من جديد لمفهوم العروبة على المستوى العربي الشامل. فتحقيق أوضاع دستورية سليمة في كلّ بلد عربي هو الآن المدخل الصحيح لبناء علاقات عربية أفضل، وهو الضمان كذلك لاستمراريّة أيّ صيغ تعاونٍ عربيٍّ مشترك. لكن المشكلة الآن ليست في غياب الحياة الديمقراطية السليمة فقط، بل أيضاً في ضعف الهُويّة العربية المشتركة وطغيان التسميات الطائفية والمذهبية والإثنية على المجتمعات العربية. ففي هذا الأمر تكمن التسهيلات للتدخّل الخارجي وأيضاً مخاطر الانفجار الداخلي في كلّ بلدٍ عربي، وبذا تصبح العروبة لا مجرّد حلٍّ فقط لأزمة العلاقات بين البلدان العربية، بل أيضاً سياجاً ثقافياً واجتماعياً لحماية الوحدات الوطنية في كلّ بلدٍ عربي، ولوقف كافّة أشكال التدخّل الأجنبي في الشؤون العربية.

أليس محزناً الآن أن تشهد بلادٌ عربية عديدة أزماتٍ أمنية وسياسية ساخنة، بعضها يمكن وصفه بالحروب الأهلية، ولا نجد عملاً عربياً نزيهاً ومشتركاً لوقف هذه الأزمات، بل على العكس نرى تورّطاً لبعض الأطراف العربية في إشعال هذه الأزمات أو عدم تسهيل الحلول المنشودة لها؟!. أليس ذلك أيضاً بدلالةٍ كبرى على مخاطر التهميش المستمر لدور مصر في أمّتها العربية منذ توقيع المعاهدة مع إسرائيل؟!. وهل يجوز أن يتقرّر الآن مصير أوطانٍ عربية من خلال تفاهماتٍ بين دول إقليمية ودولية كبرى، ولا يكون للعرب دورٌ في تقرير مصير أنفسهم؟!.

وهل ما يحدث في الشمال العربي لأفريقيا (وفي ليبيا تحديداً) ينفصل عمّا يحدث في سوريا وفي عموم المشرق العربي، وعمّا حدث قبل ذلك في العراق من احتلالٍ وتفكيك لوحدة الشعب والكيان، وما جرى في السودان أيضاً من فصلٍ لجنوبه عن شماله؟! وهل توريط الجيش المصري في صراعاتٍ عنفية داخلية وفي مواجهاتٍ مع جماعاتٍ إرهابية، مسألة منعزلة عمّا حصل مع جيش العراق، ويحصل الآن مع جيش سوريا، وهي الجيوش العربية المستهدَفة منذ نشأة الدولة الإسرائيلية؟!.

يبدو أنّ الأشهر القليلة القادمة هي التي ستقرّر وتحسم مصير المستقبل العربي على المدى القريب. ولعلّه من المهمّ جدّاً أن تكون هناك الآن "وقفة عربية مع النفس" على كلّ المستويات الرسمية والمدنية، وأن تكون هناك مراجعة لسنواتٍ سبعٍ شهدت انتفاضاتٍ شعبية وصراعاتٍ أهلية وتدخّلاتٍ إقليمية ودولية واسعة، لكن كان في محصّلتها درسٌ صعب للجميع مفاده أنّ مواجهة الاستبداد الداخلي من خلال طلب الاستعانة بالتدخّل الخارجي، أو من خلال العنف المسلّح المدعوم معظم الأحيان خارجياً، جلب ويجلب الويلات على البلدان التي حدث فيها ذلك، حيث تغلب حتماً أولويات مصالح القوى الخارجية على المصلحة الوطنية، ويكون هذا التدخّل أو العنف المسلّح نذير شرٍّ بصراعاتٍ وحروبٍ أهلية، وباستيلاءٍ أجنبيٍّ على الثروات الوطنية، وبنزعٍ للهويّة الثقافية والحضارية الخاصّة في هذه البلدان. لكن أيضاً فإنّ "التسامح" مع الاستبداد من أجل مواجهة الخطر الخارجي، أو تغليب الحلول الأمنية على الحلول السياسية، يدعم كلَّ المبرّرات والحجج التي تسمح بهذا التدخّل الأجنبي المباشر أو غير المباشر. لذلك من المهمّ جداً استيعابُ دروس تجارب شعوب العالم كلّه، بأنّ الفهم الصحيح لمعنى "الحرّية" هو في التلازم المطلوب دائماً بين "حرّية المواطن" و"حرّية الوطن"، وبأنّ إسقاط أيٍّ منهما يُسقط الآخر حتماً.



ديسمبر 2018

*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن


https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى